استنتاجات الموجز:
ندرة المياه في خوزستان تسبب احتجاجات ضد الحكومة تمتد إلى طهران
حرائق وتفجيرات، وطهران لا تستبعد عملًا تخريبيًا من قبل مجموعات المعارضة
تبادل السجناء بين إيران وأمريكا ربما يكون سعيًا للعودة المشتركة إلى الاتفاق النووي
شهدت إيران منذ أيام سلسلة احتجاجات عمت المدن الكبرى بسبب النقص الشديد في المياه؛ حيث اندلعت موجات من الغضب بدأت في خوزستان جنوبًا وامتدت إلى العاصمة طهران شمالًا، رُدّدت خلالها هتافات ضد الحكومة والمرشد الإيراني، علي خامنئي. بدورها، قابلت الشرطة وقوات الأمن تلك الاحتجاجات بالعنف والقتل وإطلاق الرصاص، حيث قتل تسعة أشخاص في "خوزستان" ومركزها "الأحواز"، فيما ذكرت وسائل إعلام أن قوات الأمن أوقفت 102 شخصًا بدعوى مشاركتهم في الاحتجاجات، بينما ذكر مسؤولون إيرانيون أن خمسة متظاهرين وشرطيًا قتلوا بنيران "جماعات تثير الاضطرابات".
في الشأن ذاته، قام النائب الأوَّل للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، بزيارة إلى محافظة خوزستان، وهو أعلى مسؤول في الحكومة يزور المحافظة بعد الاحتجاجات. وفي السياق، أعلن أكثر من 200 محامٍ، في بيان، عن تعاطُفهم ودعمهم للمحتجِّين في الأحواز، كما تظاهرت مجموعةٌ من أهالي تبريز تضامُنًا مع الاحتجاجات. من جهتها، وجّهت زوجة شاه إيران السابق، فرح بهلوي، رسالة إلى القوّات العسكرية والأمنية الإيرانية، تدعوهم إلى "عدم الردّ على الشعب المظلوم، الذي خرج إلى الشوارع للمطالبة بأبسط المطالب الإنسانية، بالرصاص". كما نُظِّمت احتجاجاتٌ مماثلة تضامُنًا مع متظاهري الأحواز في محافظات بوشهر وطهران وأصفهان ولرستان وكرمانشاه، فيما جرى اعتقال بعض المتظاهرين ومن دعوا للاحتجاجات.هذا، بينما صدرت تصريحات عن "خامنئي" عبر موقع "انستجرام"، قال فيها إن "المسؤولين ملزمون بواجب معالجة مشاكل خوزستان، إذا كان هناك من يهتم بالمواطنين، ولا أحد يستطيع أن يرتاح أمام الوضع الصعب في خوزستان ."
يُذكر أن إيران تواجه الآن أشد جفاف لها منذ نصف قرن؛ حيث ساهم تغير المناخ في انخفاض كبير في هطول الأمطار مقارنة بالسنوات السابقة. ولم تتمكن السلطات من معالجة تأثير موجة الجفاف القياسية، رغم أنها تتحدث عن المخاطر الوجودية التي تشكلها أزمة المياه التي تلوح في الأفق. من ناحيته، أكَّد ممثِّل الأحواز في مجلس خُبراء القيادة، محسن حيدري، أنَّ "حلّ مواجهة الجفاف ليس عبر فرض قيود على الزراعة فقط، بل إعادة المياه التي يتم نقلها حاليًا للصحراء المركزية إلى مجراها الطبيعي."
خارجيًا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن بلاده تجري مناقشات "غير مباشرة لكن نشطة"، في سبيل الإفراج عن سجناء أمريكيين في إيران، مضيفًا أن واشنطن تتعامل مع هذه المحادثات بمعزل عن المحادثات النووية. كما أكد المبعوث الأمريكي الخاص لإيران مؤخرًا، أن الولايات المتحدة تسعى للإفراج عن جميع المعتقلين الأمريكيين، عبر محادثات مع السلطات الإيرانية، مشيرًا إلى أنها لن تقبل بالإفراج عن بعضهم فقط. بالمقابل، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، إن طهران تجري محادثات بشأن مبادلة سجناء مع واشنطن، بهدف الإفراج عن إيرانيين محتجزين في سجون بالولايات المتحدة ودول أخرى، بسبب انتهاك العقوبات الأمريكية.
في الشأن الأمريكي أيضًا، وفي السياق النووي، أكدت واشنطن استعدادها لمواصلة المحادثات النووية مع طهران، رغم انتقادها المؤامرة المزعومة عن محاولة أربعة عملاء إيرانيين اختطاف صحفية وناشطة إيرانية أمريكية على أراضي الولايات المتحدة. وبينما نفت طهران تلك الاتهامات، أكدت الناشطة البارزة، مسيح علي نجاد، التي قادت حملة ضد فرض الحجاب في إيران، أنها كانت الشخصية المستهدفة. في هذا الإطار، قالت وسائل إعلام إيرانية إن طهران رفضت الخطة الثلاثية لإطالة الفترة الزمنية لبرنامج النووي الخاص بها، والتي تتضمن إلزام إيران بتخزين أجهزة الطرد المركزي المتقدمة وتشميعها، وتفكيك البنية التحتية الإلكترونية المستخدمة لهذه الأجهزة. لكن إيران أصرت على أنها لن تسمح بتدمير أي من أجهزة الطرد المركزي المتطورة لديها، بينما جددت وزارة الخارجية الأمريكية تأكيدها على التزام واشنطن بالسعي للعودة المشتركة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
في سياق خارجي منفصل، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، دولة الإمارات بالمسؤولية عن تدهور الاستقرار والسلام الناجم عن الوجود "الإسرائيلي" في المنطقة، منوهًا إلى أن "إسرائيل تسعى للحصول على الشرعية من خلال افتتاح الإمارات سفارتها في الأراضي المحتلة". وأضاف "زاده": "يجب أن تعلم إدارة أبو ظبي أنها ستكون مسؤولة عن عدم الاستقرار وتدهور بيئة السلام، بسبب الوجود الإسرائيلي في المنطقة".
في شؤون أمنية، قالت السلطات الإيرانية إنها سيطرت على حريق بخزان للبتروكيماويات جنوب البلاد دون وقوع إصابات، في استمرار لسلسلة من الانفجارات والحرائق التي تقع بالمنشآت الصناعية والبنى التحتية للطاقة في البلاد خلال الأشهر الماضية. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران لا تستبعد عملًا تخريبيًا من قبل مجموعات المعارضة، أو هجومًا سيبرانيًا من قبل الولايات المتحدة و"إسرائيل"، خصوصًا فيما يخص انفجار منشأة "نطنز" النووية. كما انفجر برجان لنقل الكهرباء الإيرانية إلى العراق، ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم حتّى الآن، بينما وقع حادث مشابه في الـ16 حزيران/ يونيو الماضي، وتبنَّى تنظيم "داعش" المسؤولية عنه.
أمنيًا أيضًا، أعلن الحرس الثوري عن مقتل أربعة من عناصره في اشتباك مع من وصفهم بـ"الأشرار"، في منطقة جونيك خاش في سيستان وبلوشستان. ولم يعلن الحرس الثوري عن أي تفاصيل إضافية، كما لم يسمّ هؤلاء "الأشرار"، واعدًا في بيان أن يكشف تفاصيل هذا الحادث في وقت لاحق.
في أنباء داخلية متفرقة، أُقيل رئيس منظَّمة الطيران المدني، الطيَّار تورج دهقاني زنغنه، بعد مرور 11 شهرًا من تعيينه في آب/ أغسطس 2020، فيما أصدر وزير الطُرق، محمد إسلامي، قرارًا بتعيين المدير التنفيذي لشركةِ المطارات والنقلِ الجوِّي، سياوش أمير مكري، مديرًا للمنظَّمة بالوكالة إضافةً إلى منصبه. هذا، فيما أوصى السياسي "الأُصولي"، محمد مهاجري، الرئيس المُنتخب، إبراهيم رئيسي ، بعدم استخدام الفريق الحالي القائم على أمر السياسة الخارجية في الحكومة المقبلة، مضيفًا: "ينبغي أن يكون وزير الخارجية المقبل مجرَّد حامل رسالة".
في شأن غير ذي صلة، أعلنت شركة "فيسبوك" أنها أغلقت نحو 200 حساب تديرها مجموعة من "الهاكرز" في إيران، في إطار عملية تجسس إلكتروني قاموا بها واستهدفوا من خلالها أفرادًا في الجيش الأمريكي، وآخرين يعملون في شركات الدفاع والطيران. يشار إلى أنه تم اتهام إيران بمجموعة متنوعة من الأنشطة الخبيثة، عبر الإنترنت خلال العام الماضي، وعلى وجه الخصوص عندما قالت شركة "مايكروسوفت" الأمريكية في أيلول/ سبتمبر الماضي، إنها كانت واحدة من الدول التي حاولت التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا