استنتاجات الأسبوع:
إثيوبيا تنهي الملء الثاني الأحاد لـ"سد النهضة" ومصر والسودان في حالة استسلام وبحث عن تفاوض جديد
"السيسي" يُحكم سيطرته المطلقة على الجيش بتعديل قانون اختيار كبار قياداته وتقليص مدة خدمتهم
ارتفاع أسعار النفط ومخاطر تجدد "كورونا" تهدد بتآكل الفائض رغم تراجع محدود في عجز الموازنة
أعلنت إثيوبيا إتمام عملية الملء الثاني لـ"سد النهضة"، مؤكدةً استئثارها بتحديد مواعيد بدء الملء والانتهاء منه دون استشارة مسبقة لدولتي المصب، مصر والسودان. وأفادت مصادر فنية بأنه تم حجز ما بين مليارين وثلاثة مليارات متر مكعب من المياه أعلى من مستوى الملء الأول، ليبلغ إجمالي الكمية المخزنة حاليًا بين سبعة وثمانية مليارات متر مكعب تقريبًا.
وأكدت أديس أبابا أن مصر والسودان لم تتكبدا ضررًا يذكر بعد التعبئة الثانية للسد، معلنةً انتهاء 80% من إجمالي بناء السد. بالمقابل، شدّد كل من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، على رفضهما الإجراءات الأحادية من قبل إثيوبيا. وجاء تصريح "السيسي" خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الذي أكد دعمه لجهود استئناف عملية التفاوض، كما شمل الاتصال مباحثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصًا التعاون التجاري والاستثماري والأمني والعسكري، إضافةً إلى ملفات أخرى أبرزها القضية الفلسطينية.
كما أجرى "السيسي" اتصالًا هاتفيًا مع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، عقب إعلان إثيوبيا انتهاء عملية الملء الثاني. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه للإعلان الإثيوبي دون اتفاق مع دولتي المصب، فيما دعا المتحدث باسم الاتحاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو، إلى استئناف المفاوضات. بدورها،كشفت وزارة الموارد المائية والري المصرية، عن استراتيجية حكومية حتى عام 2050، لحل أزمة المياه، تشمل تحسين نوعية المياه، وتطوير عملية إعادة المعالجة، فضلًا عن ترشيد استخدامات المياه.
خارجيًا، أعلن وزير الطيران المدني، محمد منار عنبة، أن وفدًا روسيًا سيزور القاهرة لمتابعة الإجراءات الصحية في المطارات، قبل استئناف حركة الطيران إليها، وذلك عقب رفع الحظر الروسي المفروض منذ عام 2015، على تسيير الرحلات الجوية إلى أي مطارات في مصر، باستثناء مطار القاهرة، حيث إنه من المقرر أن تبدأ روسيا تسيير رحلات إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة، اعتبارًا من التاسع آب/ أغسطس القادم. وفي سياق العلاقات المصرية التركية، أفادت مصادر دبلوماسية لموقع "العربي الجديد" بأن مسار المفاوضات بين القاهرة وأنقرة تشهد حاليًا فترة من "التعطيل التكتيكي" من الطرفين، على خلفية عدة مستجدات أبرزها عدم إبداء تركيا مرونة في ملف التواجد العسكري في ليبيا.
عسكريًا، أصدر "السيسي" تعديلًا على قانون "القيادة والسيطرة" في القوات المسلحة، يقلّص من خلالها مدة الخدمة لرئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية، لتصبح عامين فقط قابلة للتجديد بقرار من رئيس الجمهورية لمدة سنة ودون حد أقصى. يذكر أن المدة السابقة كانت أربعة أعوام قابلة للتمديد لعام، وتجديدها بحد أقصى أربعة أعوام.
في سياق ذي صلة، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية أن القاهرة استعانت بالدوائر الاقتصادية المرتبطة بها في إيطاليا، سعيًا لإفشال حملة كبيرة تقف وراءها أحزاب الوسط واليسار، لعرقلة التنسيق المتفق عليه سلفًا بين مصر وإيطاليا في ملف التعاون العسكري، إثر قضية مقتل الباحث "جوليو ريجيني".
في شأن داخلي، نفت وسائل إعلام حكومية تابعة للمخابرات العامة إجراء أي تعديل وزاري خلال الفترة القادمة، وذلك عقب انتشار أنباء بذلك، في حين أفاد مصدر حكومي بأن التعديل تم إرجاؤه حتى إشعار آخر، مشيرًا إلى أنه لم يتم التوافق على بدلاء في عدد من الوزارات المهمة.
على صعيد تداعيات "كورونا"، توقعت مصادر مسؤولة في اللجنة العلمية لمكافحة الفيروس بوزارة الصحة أن تبدأ الموجة الرابعة في البلاد أواخر أيلول/ سبتمبر القادم. هذا، بينما تشهد مصر انخفاضًا ملحوظًا في أعداد الإصابات اليومية بالفيروس، حيث بلغت مستوى أقل من 50 حالة يوميًا.
أمنيًا، أصدر "السيسي" قرارًا بتمديد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر، وهو التمديد الـ17 لقرار إعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد. وأفادت مصادر قبلية بمحافظة شمال سيناء لموقع "العربي الجديد" بشنّ الطيران الحربي المصري غارات جوية على المحافظة، على مدار أيام عيد الأضحى في مدينتي رفح والشيخ زويد، وذلك تزامنًا مع إطلاق نار عشوائي من عدة كمائن عسكرية، تخوفًا من تنفيذ تنظيم "ولاية سيناء" هجمات ضد قوات الجيش والشرطة. من جهة أخرى، أمرت السلطات بسرعة ضبط وإحضار المعارض والمقاول المقيم بإسبانيا، محمد علي، وأمرت بإخطار "الإنتربول" الدولي بسرعة تنفيذ هذا القرار. كما أخطرت السلطات "الإنتربول" بوضع "مجدي راسخ"، صهر الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، ورجلي أعمال آخرين، على قوائم المطلوبين، لاتهامهم في قضية مرتبطة بما عرف بـ"فساد الغاز".
حقوقيًا، دعت منظمة "مراسلون بلا حدود" الأمم المتحدة إلى التدخل للإفراج عن الصحفي المصري، توفيق غانم، المعتقل منذ أكثر من شهرين بتهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية". هذا، بينما أُصيب السياسي المعارض والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية، عبد المنعم أبو الفتوح، بأزمة قلبية داخل معتقله، بحسب نجله الذي أشار إلى أن إدارة السجن لم تستجب لمحاولات والده طلب المساعدة لعدة ساعات، كما أشار إلى عدة انتهاكات يتعرض لها والده، تتضمن حبسه انفراديًا وعدم السماح له بالحصول على الأدوية أو المسكنات.
اقتصاديًا، سجلت الموازنة المالية عجزًا بنسبة 7.4% في العام المالي 2020-2021، نزولًا من 8% قبل عام؛ حيث سجلت فائضًا أوليًا 93.1 مليار جنيه من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية التي انتهت في حزيران/ يونيو الماضي.
من جهته، وافق "السيسي" على اتفاقية قرض جديد بشأن مشروع إنشاء محطتين لتحلية مياه البحر، بين الحكومة والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بمبلغ خمسة ملايين و500 ألف دينار كويتي. هذا، بينما أعلنت لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية زيادة أسعار بيع البنزين بكل فئاته للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، وذلك بقيمة 25 قرشًا للتر على خلفية تجاوز سعر خام "برنت" عتبة 72 دولارًا للبرميل. وشمل قرار اللجنة رفع سعر بنزين (80 أوكتان) من 6.5 إلى 6.75 جنيهات لليتر، وبنزين (92 أوكتان) من 7.75 إلى 8 جنيهات لليتر، وبنزين (95 أوكتان) من 8.75 إلى 9 جنيهات لليتر، وتثبيت سعر بيع السولار عند 6.75 جنيهات لليتر.
اقتصاديًا أيضًا، أعلنت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أنها وقّعت عقدًا مبدئيًا مع شركة "مرسيدس بنز" الألمانية المصنعة للسيارات، لإنشاء مركز لوجستي في المنطقة الصناعية بالعين السخنة، شرق البلاد. كما أعلنت شركة "أمازون" للبيع الإلكتروني اعتزامها إطلاق متجرها الرقمي المخصص لمصر، تمهيدًا لتقديم خدماتها هناك هذا العام.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا