استنتاجات الموجز:
"الحوار الاستراتيجي" بين العراق وأمريكا يسفر عن مجرد تغيير وصف القوات الأمريكية من قتالية إلى استشارية بدلًا من سحبها
بعد توالي انسحاب أطراف عدة من المشاركة في الانتخابات القادمة على رأسها "التيار الصدري"، حديث يدور عن تأجيلها
إصابات "كورونا" تتخطى حاجز 12 ألف حالة يوميًا والسلطات الصحية تحمل المواطنين المسؤولية
لا زالت تتواصل المباحثات العراقية الأمريكية ضمن ما يسمى "الحوار الاستراتيجي"، حيث كان الملف الأمني وتواجد القوات الأمريكية في العراق على رأس ما تم مناقشته، بينما لوحظ على تصريحات الوفد العراقي أن هناك انقسامًا في المواقف فيما يخص التواجد العسكري الأمريكي. ففي هذا الإطار، قال وزير الخارجية، فؤاد حسين، إن القوات الأمنية العراقية لا تزال بحاجة إلى البرامج التي تقدمها الولايات المتحدة المتعلقة بالتدريب والتسليح والتجهيز وبناء القدرات، فيما قال مستشار الأمن الوطني، قاسم الأعرجي، والذي يرافق الوفد العراقي المفاوض: "أكدنا للجانب الأمريكي عدم حاجة العراق لأي قوة قتالية أجنبية على أراضيه".
يذكر أن واشنطن لا تزال تحتفظ بـ2500 جندي من أصل 3500 جندي أجنبي في العراق، وأن الإعلان عن انسحابهم في وقت حساس سياسيًا، سيعتبر البعض داخل العراق أنه انتصار له. وفي الوقت ذاته، قال مسؤول كبير من وزارة الدفاع الأمريكية، إن "إدارة بايدن ترغب في البقاء في العراق"، مضيفًا: "المهمة لم تتغير، ما نتحدث عنه هو كيفية دعم قوات الأمن العراقية في هزيمة تنظيم داعش."
في الشأن ذاته، وصل رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إلى واشنطن ليلتحق بالوفد العراقي لإكمال الجولة الرابعة والأخيرة من "الحوار الاستراتيجي". وتوقع خبراء سياسيون أن يستغل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اجتماعه مع "الكاظمي" للضغط عليه للقيام بـ"دور أقوى"، في الحد من هجمات الطائرات ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
على صعيد متصل، لم يتسبعد مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية أن تحافظ واشنطن على وجودها العسكري في العراق على المستوى ا لحالي، وأن تغير وظائف قواتها المتواجدة في العراق "على الورق فقط". لكن صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت أن واشنطن وبغداد، تنويان الاتفاق على أن تغادر القوات الأمريكية العراق قبل نهاية العام الجاري.
من جهتها، رحّبت كتل سياسية عراقية بمخرجات "الحوار الاستراتيجي" بين العراق وأمريكا؛ حيث أبدت "كتلة الفتح" التي تمثل جميع الأحزاب والمليشيات المقربة من إيران، إعجابها بما حققه المفاوض العراقي والمخرجات التي أسفر عنها الحوار، من ضمنها خروج القوات الأمريكية من العراق بنهاية العام الحالي. أما رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، فقد بارك الاتفاق وقال إن "العراق يخطو واثقًا نحو تحقيق كامل قدراته، بانجاز الاتفاق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية". كما تقدم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بالشكر إلى "الكاظمي" على الاتفاق بين العراق والولايات المتحدة بشأن انسحاب قواتها من العراق، ودعا إلى "وقف العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية.
يذكر أن المكتب الإعلامي لـ"الكاظمي" كشف أنه اتفق مع الرئيس الأمريكي على عدم وجود قوات أمريكية قتالية بحلول يوم الـ31 من كانون الأول/ ديسمبر 2021، إضافةً إلى الاتفاق على تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والصحية. كما جرى التأكيد على انتقال العلاقة الأمنية بين الطرفين إلى المهام الاستشارة، والتدريب ودعم بناء القدرات العسكرية العراقية، وتقديم الدعم الفني للقوات المسلحة العراقية.
بالمقابل، وبعد الترحيب العراقي غير المسبوق بالاتفاق الذي ينهي رسميًا المهمة القتالية الأمريكية في العراق، فاجئت قناة "CNN" العالم بإعلانها عن تراجع "بايدن" عن قراره بهذا الاتفاق، وأن توقيعه كان لتغيير مهمة الجيش الأمريكي في العراق وليس انسحابه. وقالت القناة: "لم يعد يطلق على القوات الأمريكية في العراق اسم قوات قتالية، بل وحدة استشارة ومساعدة"، ونقلت عن "بايدن" أنه "لا يريد تكرار تجربة أوباما بسحب سابق لأوانه للقوات الأمريكية."
على صعيدٍ خارجي آخر، قام "الكاظمي" برعاية توقيع اتفاق مع لبنان لبيع مليون طن من زيت الوقود الثقيل، على أن يكون السداد بالخدمات والسلع. لكن نائبًا برلمانيًا علَّق على هذا الاتفاق بالقول إنه "تم بضغط خارجي، وليس بمصلحة العراق، والهدف منه مساعدة لبنان، والأخير لا يملك سلعًا أو خدمات يقدمها للعراق لأن من يملكها هو القطاع الخاص اللبناني وليس الحكومي."
على صعيد منفصل، وعلى خلفية تداعيات الأحداث في تونس وإمكانية تطبيق هذا السيناريو في العراق، علَّقت اللجنة القانونية البرلمانية بالقول إنه "لا يمكن إعادة التجربة التونسية في العراق، لسبب بسيط كون الحكم في العراق برلمانيًا وليس جمهوريًا، ولهذا فإن رئيس الجمهورية لا يملك صلاحيات حل الحكومة أو البرلمان، بمرسوم جمهوري، كما حصل في تونس".
في شؤون داخلية، قررت المحكمة الاتحادية عدم دستورية ارتباط مفوضية حقوق الإنسان بمجلس النواب، مؤكدةً بقاءها هيئة دستورية مستقلة ماليًا وإداريًا وفنيًا. هذا، فيما علَّق قيادي "في جبهة الإنقاذ والتنمية" على سلسلة الانسحابات التي قامت بها "كتلة الصدر" و"الحزب الشيوعي" و"جبهة الحوار الوطني" من المشاركة في الانتخابات المقبلة، قائلًا: "العراق ذاهب نحو الفوضى السياسية"، مضيفًا أن هذه الانسحابات ستزيد تعقيد الأزمة السياسية التي يمر بها العراق. يذكر أن كلًا من "التيار الصدري" و"الحزب الشيوعي" و"جبهة الحوار الوطني" أعلنوا انسحابهم من المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة.
صحيًا، تجاوز العراق حاجز 12 ألف إصابة يوميًا بفيروس "كورونا"، فيما أكدت وزارة الصحة أن عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية هو السبب في تلك الزيادة.
على الصعيد الأمني، أعلن "الكاظمي" عن اعتقال الشبكة الإرهابية التي خططت ونفّذت تفجير سوق الوحيلات في مدينة الصدر، والذي راح ضحيته أكثر من 100 قتيل، بينما وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات البيشمركة و"حزب العمال الكردستاني" في محافظة دهوك شمال العراق. في الأثناء، سُمع دوي انفجار عنيف غرب محافظة النجف داخل مخازن للسلاح، تابعة لإحدى المليشيات في الحشد الشعبي. وتبع ذلك إعلان وسائل أعلام "إسرائيلية" أن طائرات "إسرائيلية" شنت هجومًا على أهداف تابعة لمليشيات إيرانية داخل العراق.
في شؤون أمنية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل جندييّن تركييّن وإصابة ثالث، خلال مواجهات مسلحة بين الجيش التركي ومقاتلي "حزب العمال الكردستاني" في منطقة خواكورك في إقليم كوردستان. وعلى صعيد التظاهرات الاحتجاجية، خرج العشرات من أهالي قضاء خانقين في محافظة ديالى، في تظاهرة غاضبة قطعوا خلالها الطريق المؤدي إلى المنفذ الحدودي "المنذرية" شرق ديالى، احتجاجًا على تردي الخدمات في القضاء.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا