استنتاجات الموجز:
رغم دعوات "الكاظمي" لعدد من زعماء دول الجوار لحضور مؤتمر في بغداد، لم تعلن أي دولة نيتها المشاركة على مستوى الزعماء
ازدياد التكهنات بتأجيل الانتخابات النيابية القادمة وسط انقسام حاد بين الكتل السياسية الشيعية بشأنها
بسبب تذبذب إمدادات الغاز الإيرانية، العراق يفكر في استيراد الغاز من قطر وتركيا وأذربيجان
التقى الرئيس العراقي، برهم صالح، بالرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، في طهران، وجرى بحث الملفات المشتركة بين البلدين، كما هنأه الأول بمناسبة تسلمه منصب رئاسة الجمهورية الإسلامية في إيران. في الوقت نفسه، التقى رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، رئيس السلطة القضائية الإيرانية، محسني إيجئي، وقدم له التهاني بمناسبة تسلمه منصبه خلفًا لـ"إبراهيم رئيسي" الذي فاز بانتخابات رئاسة الجمهورية.
وخلال استقباله رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، قال الرئيس الإيراني: "إن الحشد الشعبي يمثل سندًا للأمن والتطور في العراق"، فيما أعرب "الفياض" عن تهانيه للرئيس الإيراني الجديد، معربًا عن تطلعه لمزيد من التطور في العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين. في السياق ذاته، قام رئيس إقليم كردستان، نجيرفان بارزاني، بزيارة أيضًا إلى طهران، فيما أوضحت وزارة الخارجية الإيرانية، حول ما حصل خلال استقبال "بارزاني" ورفع علم الإقليم بدلًا من العلم العراقي، أنه خطأ بروتوكولي. وأشارت الوزارة أنه خلال اللقاء الرسمي الذي جمع رئيس الإقليم بالرئيس الإيراني، وُضع العلم العراقي فقط، مؤكدةً على حرصها على احترام سيادة العراق وصيانة وحدة أراضيه.
على صعيد متصل، وفي ملف استيراد الكهرباء من إيران، أعلن المدير التنفيذي لشركة إدارة الكهرباء الإيرانية تعليق تصدير الكهرباء إلى العراق، لضرورة سد احتياجات البلاد داخليًا، الأمر الذي جعل العراق يفكر في الحصول على الغاز لتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، من قطر ودول أخرى مثل تركيا والجزائر وأذربيجان، بسبب تذبذب إمدادات الغاز الإيراني وعدم الاعتماد على مصدر واحد للغاز.
خارجيًا، وعلى الصعيد الإقليمي، قام وزير الخارجية، فؤاد حسين، بزيارة إلى طهران لتسليم رسالة من رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إلى الرئيس الإيراني، يدعوه فيها إلى حضور اجتماع في بغداد لزعماء دول الجوار العراقي. واستكمالًا للدعوات التي يقوم بها "الكاظمي" للقمة الإقليمية، سلّم وزير المالية رسالة خطية من "الكاظمي" إلى ملك الأردن، عبد الله الثاني.
وفي هذا الإطار، جاء التوضيح العراقي لسبب إقامة مؤتمر بغداد لدول الجوار على لسان وزير الخارجية، فؤاد حسين، الذي قال: "إن تنظيم المؤتمر يأتي في سياق الإجراءات الهادفة إلى دعم العملية السياسية والنمو الاقتصادي في العراق، وإنّ ترسيخ الأمن المستدام في المنطقة لن يتحقق دون مُشاركة دول جوار العراق، وإن المؤتمر سيوفر ظروف الحوار بين الدول وصولًا للفهم المشترك."
على صعيد خارجي آخر، استقبل رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، السفير الأمريكي لدى العراق، ماثيو تولر، وجرى بحث العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع السياسية في العراق وملف الانتخابات النيابية المبكرة. كما جرى خلال اللقاء بحث مخرجات الحوار الاستراتيجي بين البلدين. من جهته، التقى "الكاظمي" السفير البريطاني، مارك برايسون، بمناسبة تسلمه مهام عمله سفيرًا للمملكة المتحدة في بغداد، وبحث معه سبل تطوير العلاقات الثنائية. من جانبه أكّد "برايسون" على دعم الحكومة البريطانية جهود العراق في مسار الأمن الإقليمي والتهدئة، واضطلاعه بدور داعم ومرسخ للسلام والتنمية المستدامة بين بلدان الشرق الأوسط.
وخلال استقباله السفير الإسباني بمناسبة انتهاء مهام عمله، أكد "الكاظمي" على تطلع العراق للمزيد من التعاون مع إسبانيا، والمزيد من التعاون مع بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في مجالات الأمن والاقتصاد والاستثمار. كما التقى وزير الخارجية، فؤاد حسين، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيرانيّ، علي شمخاني، مؤكدًا على أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين طهران وبغداد في مستوى جيد، وأبدى تطلعه لتعزيز العلاقات الشاملة مع الحكومة الجديدة في إيران. بدوره، أشار "شمخاني" إلى "أهمية الاتفاقيات الموقعة بين طهران وبغداد، التي يمكن أن تكون خطوة كبيرة في زيادة مستوى التعاون الشامل لتحقيق رفاهية شعبي البلدين".
خارجيًا أيضًا، وحول الاتصال الهاتفي الذي جرى بين "الكاظمي" والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أصدرت الخارجية العراقية بيانًا ذكرت فيه أن "ماكرون" يتطلع لزيارة العراق وحضور المؤتمر الإقليمي المزمع إقامته في بغداد، وأنه أكد على أن فرنسا شريك حقيقي للعراق. يذكر أن الخارجية العراقية قدمت العديد من الدعوات لزعماء دول الجوار، إلا أن أيًّا من الدول المدعوة لم تعلن نيتها المشاركة بالمؤتمر على مستوى زعمائها.
على صعيد ذي صلة، كشف مصدر مطلع أن أسباب إغلاق قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية في البصرة تعود لظروف أمنية وأخرى مادية، وأنه سيعاد افتتاحها بزوال تلك الظروف"، مبينًا أنه "وفقًا للمعطيات الحالية، لن يكون قرار إعادة الافتتاح في وقت قريب".
داخليًا، وعلى صعيد الانتخابات المزمع إقامتها في تشرين الأول/ أكتوبر القادم، أكد "حسن العذاري"، مستشار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أن قرار الأخير بمقاطعة الانتخابات "قطعي ونهائي". كما وجه "الصدر" من خلال مستشاره، دعوة إلى "الحكماء" قال فيها إن "على الحكماء من القوم أن يُجنّبوا العراق والشيعة والتشيع ويلات الحروب والدمار". كما شدد "الصدر" على ضرورة "المحافظة على مركز التشيع في العالم (النجف الأشرف)".
هذا، بينما رافق تلك التطورات انطلاق تظاهرة كبيرة لعدد من العاملين في مفوضية الانتخابات، احتجاجًا على عدم تثبيتهم منذ 13 سنة، فيما رجّح بعض المراقبين أن غالبية هؤلاء المتظاهرين من التيار الصدري، وأن التظاهرات جاءت لزيادة الضغط على المفوضية حتى يتم تأجيل الانتخابات. وبحسب مراقبين، فإن هذا الأمر يعد مؤشرًا قويًا على إمكانية عدم إجراء انتخابات في حال قاطع أصحاب العقود المشاركة فيها. وعلى سبيل ترتيب البيت الداخلي للتيار الصدري، قام "الصدر" بإعادة تعيين ممثلين له في ثمان محافظات، لإعادة تموضع تياره أمام التحديات التي تمثلها باقي الأحزاب الشيعية.
في السياق أيضًا، حذر نائب في "تحالف الفتح"، الذي يتزعمه "هادي العامري"، من أمر خطير يخص الانتخابات البرلمانية المبكرة، قائًلا: "هناك أطراف دولية تتدخل بشكل مباشر بهذا الملف السيادي والوطني، وهذا التدخل يعني عدم إجراء انتخابات نزيهة وعادلة في العراق". وفي بيان له، انتقد "تحالف عزم" (تحالف سني) إزالة دعايته الانتخابية، ووصفها بالبلطجة السياسية وأنه سيقيم دعوى قضائية ضد مرتكبيها. يذكر أن بلدية الموصل قامت في وقت سابق بإزالة التجاوزات وعددًا من الإعلانات العشوائية غير المرخصة والمنتشرة في المناطق التجارية.
أمنيًا، وفي محافظة كربلاء، قُتل رئيس بلدية كربلاء إثر إطلاق رصاص عليه في الشارع من أحد المتجاوزين، أثناء قيامه بإزالة تجاوزات على الأراضي العامة في البلدية، فيما قتل خمسة أفراد أمن أثناء محاولتهم تفكيك عبوات ناسفة في محافظة صلاح الدين شمال البلاد. وفي خبر أمني آخر، أعلنت الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية الشمالية عن وقوع هجمات تخريبية جديدة، استهدفت خطوط نقل الطاقة الكهربائية، حيث جرى تفجير 27 برجًا ناقلًا للكهرباء خلال هذا الأسبوع.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا