استنتاجات الموجز:
الاختلالات الأمنية في مدينة تعز إنعكاس طبيعي لضعف التنسيق بين السطلة المحلية في المدينة والمؤسسة العسكرية هناك
دخول قوات بريطانية إلى محافظة المهرة في ظل رفض شعبي تام قد يُدخل المحافظة في توتر جديد وحنق تجاه السلطة المحلية
سيطرت أخبار المباحثات الدولية حول نقل صلاحيات الرئيس إلى نائب توافقي على مجمل الأخبار في الملف اليمني خلال الأيام الماضية، وذلك عقب تسريبات عن مصادر دبلوماسية تحدثت عن مخارج جديدة للأزمة اليمنية، تقترب من خطة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، جون كيري، التي تقدم بها عام 2016 وقوبلت برفض الحكومة اليمنية آنذاك.
وعن الشخصية التي سيجري اختيارها، أوضحت المصادر أن الخطة تضمنت مقترحًا لنقل صلاحيات الرئيس اليمني إلى نائب توافقي، يحظى بموافقة جميع الفرقاء اليمنيين، مؤكدةً أن البحث عن حلول مغايرة لحلحلة الملف اليمني يأتي نتيجة حالة الجمود التي خيمت على المسار السياسي، وفشل الجهود الدولية في الدفع بخطة المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، مارتن غريفيث، التي رفضها الحوثيون.
على صعيد آخر، عقد محور تعز اجتماعًا استثنائيًا للجنة الأمنية بالمحافظة، وذلك برئاسة نائب رئيس اللجنة الأمنية، اللواء خالد فاضل، وحضور رئيس محكمة الاستئناف ورئيس النيابة العامة، للوقوف على مستجدات الحالة الأمنية والتطورات الميدانية بالمحافظة، لا سيما الأحداث المؤسفة التي وقعت في منطقة بير باشا ونتج عنها سقوط عدد من الضحايا. وأقر الاجتماع انتشار الحملة الأمنية وملاحقة المطلوبين أمنيًا، ووقف العمل بالأراضي البيضاء لمدة عام، وشدد على رفع مستوي التنسيق بين الأجهزة الأمنية والجيش والقضاء، لما من شأنه القبض على المطلوبين أمنيًا وحماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على السكينة العامة.
في الأثناء، تظاهر العشرات من أبناء محافظة تعز تنديدًا بالوضع الاقتصادي وانهيار العملة الوطنية، وأغلق المحتجون عددًا من المحلات التجارية وشركات الصرافة في منطقة النشمة مركز مديرية المعافر. وأشارت مصادر إلى أن منطقة البيرين أيضًا شهدت احتجاجات مماثلة تزامنًا مع الاحتجاجات في مركز المديرية.
في سياق منفصل، ناقشت اللجنة الأمنية بمحافظة المهرة في اجتماعها الدوري برئاسة المحافظ، محمد علي ياسر، الأوضاع الأمنية بالمحافظة. وشدد المحافظ على تكثيف جهود الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية في حفظ الأمن والاستقرار في المحافظة، والتزامهم بتأدية المهام والواجبات المناطة. يأتي ذلك بعد يومين من وصول قوات بريطانية إلى المحافظة، لتعقب من وصفتهم صحفية بريطانية بالمرتزقة، الذين هاجموا سفينة في المياه العمانية، الأمر الذي أثار غضب الشارع اليمني بكل مكوناته.
من جهته، دعا "حزب التجمع اليمني للإصلاح" الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة إلى توضيح شفاف، حول وجود قوات عسكريه أجنبية خارج إطار التحالف العربي التي دعت إليه الشرعية، وتحت ذرائع واهيه تجر المحافظة إلى فضاءات الفوضى وتمرير أجندات ومطامع وتسابق محموم ينتقص من سيادة البلد. من جانبها، دعت لجنة اعتصام المهرة جميع أبناء المحافظة إلى انتفاضة مسلحة، لطرد القوات الأجنبية من المحافظة، مؤكدةً على ضرورة الاستعداد لمواجهة أي مخططات تستهدف المهرة تحت أي مبررات.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الهجوم على السفينة "ميرسر ستريت" انطلق من اليمن وبمسيرات إيرانية الصنع. وقالت نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي، دانا سترول، خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ، إن "إيران تستثمر في دعم شبكات الإرهاب الإقليمية والأدوات الهجومية أحادية الاتجاه، وأصبحت تمثل خطرًا إقليميًا وكل شركائنا قلقون منه"، لافتةً إلى أن إيران ترى في طائرات "درون" والصورايخ الباليستية طريقها لتهديد الولايات المتحدة وشركائها.
من جهة أخرى، أعلنت جماعة الحوثي رفضها إجراء أي حوار مع المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلا بتنفيذ اشتراطات مسبقة. وأكد الناطق باسم الجماعة ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبد السلام، أنه لا جدوى من أي حوار (مع المبعوث الأممي الجديد) "قبل فتح المطارات والموانئ كأولوية وحاجة وضرورة إنسانية". كما اشترط الناطق باسم الجماعة إعلانًا صريحًا لوقف ما تسميه جماعته "العدوان" ورفع الحصار.
في سياق متصل، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، إن تركيز الحوثيين هجماتهم على مأرب يعطل الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب، مؤكدًا أن العلاقة بين إيران والحوثيين لا تساعد على إيقاف الصراع في اليمن. كما أشار "ليندركينغ" إلى ضرورة التركيز على عملية وقف إطلاق النار وعودة السكان المهجرين من مأرب، وكذلك التركيز على ما يقوم به الحوثيون من تجنيد للأطفال، الأمر الذي يزيد عدد الضحايا. وأوضح المبعوث الأمريكي أن جماعة الحوثي تستخدم عائدات ميناء الحديدة لتمويل أعمالها العسكرية.
اقتصاديًا، وعلى صعيد إجراءاته لإيقاف تدهور العملة، أعلن البنك المركزي في عدن تعليق الأعمال والأنشطة المالية لعدد من شركات ومنشآت الصرافة، غير الملتزمة بقانون تنظيم أعمال الصرافة وتعليمات البنك المركزي. ولفت البنك المركزي في بيان له إلى أن القرار جاء بعد قرار سابق مماثل، بتعليق عمل ثمان شركات صرافة أخرى، مضيفًا أنه تم تكليف فرق التفتيش الميداني للقيام بأعمال المراجعة الشاملة، لكافة حسابات وأنشطة الشركات والمنشآت التي تم تعليق أعمالها.
عسكريًا، أعلنت قوات الجيش الوطني، مسنودةً بالمقاومة الشعبية، إحراز تقدم جديد في جبهة الكسارة غرب محافظة مأرب، مشيرةً إلى أن معارك استمرت لساعات خاضها الجيش والمقاومة انتهت بهزيمةعناصر الحوثي من عدّة مواقع في محيط "ملبودة"، مخلفة العديد من القتلى والجرحى. وأضافت قوات الجيش الوطني أن قوات الحوثي تكبدت خسائر فادحة أيضًا في العتاد، حيث دُمرت عدد من العربات المصفحة وناقلات الجند، فيما استعاد الجيش عربة "بي إم بي" وأسلحة أخرى خفيفة ومتوسطة وكميات كبيرة من الذخائر المتنوعة.
وأكد مصدر عسكري مصرع قيادات وازنة في جماعة الحوثي، جراء غارات جوية استهدفت اجتماعًا لها في جبهة رحبة جنوب غرب مارب، مؤكدًا مصرع جميع من كانوا في الاجتماع، إضافةً إلى تدمير خمسة أطقم بما عليها من مسلحين وعتاد.
كما أعلن الجيش الوطني صد هجومًا آخر لقوات الحوثي على مواقع الجيش في منطقة الملاحيظ بمحافظة صعدة، وذلك بعد أن قامت مجموعات حوثية متسللة بالهجوم على مواقع الجيش الوطني، في قرية "المجدعة" بالملاحيظ بمديرية الظاهر بصعدة، ما أسفر عن قتل وجرح عدد من عناصر الحوثي وفرار من تبقى منهم. وأكدت مصادر عسكرية أن مدفعية الجيش الوطني ومدفعية التحالف استهدفت تعزيزات حوثية، ودمرت آليات عسكرية كانت في طريقها لإسناد المجموعات المهاجمة.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا