استنتاجات الموجز:
إيران الرابح الأكبر من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان رغم أن عودة "طالبان" للحكم قد تعزز المحور المناهض لإيران في الشرق الأوسط
إيران تتهم الكيان الصهيوني بالحرب النفسية الكبيرة التي جاءت بهدف الإيحاء بعدم توفر الأمن بالمنطقة وبدعم أمريكي وبريطاني
أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها أن خبيرًا إيرانيًا يدعى "حيدر سيرجان" وتسعة آخرين، منهم قيادات حوثية، قُتلوا، الجمعة، في غارة شنها الطيران الحربي للتحالف على مواقع الجماعة في جبهة صرواح غرب مدينة مأرب. واعتبر المسؤول اليمني أن إرسال إيران مئات الخبراء من الحرس الثوري وقيادة العمليات العسكرية ميدانيًا، وتهريب مختلف أنواع الأسلحة ومنها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة يؤكد طبيعة المعركة، باعتبارها امتدادًا للمشروع التوسعي الإيراني وترسيخًا لنفوذ إيران في المنطقة. في الوقت ذاته، دعا المسؤول اليمني الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ مواقف حازمة إزاء التدخلات الإيرانية السافرة في بلاده، ودورها في تقويض جهود التهدئة وإحلال السلام.
في شؤون دولية متفرقة، أعلنت السفارة اليابانية بإيران وصول وزير خارجية اليابان، موتيجي توشيميتسو، إلى طهران لبحث قضايا الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية. هذا، بينما ذكرت تقارير أن إيران هي الرابح الأكبر من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، والذي تبعة انتصار حركة "طالبان" وفرض سيطرتها على الدولة. فقد اعتبره البعض "هدية من السماء في توقيت رائع"، خصوصًا صور قوات الجيش وهي تفر مهزومة من دولة إسلامية، والذي يعتبر حافزًا لسياسة الانتشار الإيرانية، حتى لو كانت عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان قد تعزز المحور المناهض لإيران في الشرق الأوسط الواسع. ويأتي ذلك في وقت يبدو فيه أن نظام آيات الله الإيراني يقف أمام إحدى ساعات اختباره الوجودية الأكثر جدية.
في هذا الإطار، سيتعين على الغرب أن يتنازل حيال التغيير الجغرافي الاستراتيجي الذي وقع هذا الأسبوع في أفغانستان؛ حيث سيكون على أوروبا تلطيف حدة المواقف وقبول الإملاءات الإيرانية، فأوروبا تخشى إغراق قارتهم باللاجئين، لذلك فقد تدفع للإيرانيين ثمنًا عاليًا كي يبقى اللاجئون في نطاقها، علمًا بأن طهران أقامت منذ الآن منطقة فصل قرب الحدود مع أفغانستان لاستيعاب اللاجئين.
في السياق أيضًا، يذكر أن قائد فيلق القدس الراحل، قاسم سليماني، أبرم بشكل شخصي اتفاقات مع "طالبان" عام 2015، تقضي بأن تحمي الحركة الأقلية الشيعية في أفغانستان، مقابل أن تتلقى تمويلًا وتدريبًا من الحرس الثوري الإيراني. كما شملت الصفقة أن تمنع طهران عودة مقاتلي مليشيا "لواء فاطميون" الشيعة الأفغان إلى بلادهم، وهم الذين ينشطون في سوريا إلى جانب نظام "الأسد".
في شأن أمني منفصل، نفت السلطات الإيرانية "مزاعم" ارتطام السفينة "غولدن بريليانت"، التي تحمل علم سنغافورة، بألغام بحرية إيرانية قبل أن تختطفها قوات إيرانية. وقالت وكالة "إرنا" إن السفينة رست، الخميس، في ميناء جنوب إيران. بالمقابل، ذكرت وكالة "رويترزط أن أفرادًا مسلحين مدعومين من إيران اقتحموا السفينة "آسفالت برينسس" في خليج عمان، واختطفوا بحارتها كما قادوا السفينة "غولدن بريلیانت" إلى جهة مجهولة.
من جهتها، قالت إيران إن "هذه حرب نفسية كبيرة جاءت بهدف الإيحاء بعدم توفر الأمن بالمنطقة"، وأضافت: "كان الكيان الصهيوني أثار قبل نحو ثلاثة أسابيع، بدعم سياسي-إعلامي كبير من قبل أمريكا وبريطانيا، قبل مراسم أداء اليمين الدستورية من قبل الرئيس الإيراني، آية الله إبراهيم رئيسي، ضجيجًا إعلاميًا واسعًا بهدف الإيحاء بعدم توفر الأمن في الخليج وبحر عمان". وتابعت إيران: "هذا الضجيج الإعلامي ترافق بمواكبة فورية من قبل وزيري الخارجية الأمريكي والبريطاني، وحتى أنه أدى إلى توجيه التهديد لإيران برد عسكري ضدها في ظل ادعاءين غير موثقين، حول دورها في وقوع الحادث للسفينة الإسرائيلية، مرسر ستريت، واختطاف السفينتين، آسفالت برينسس، وغولدن بريليانت."
على الصعيد النووي، صرح مبعوث الإدارة الأمريكية الخاص لإيران، روبرت مالي، بأنه "ليس واثقًا" من إمكانية إعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى. وقال "مالي"، الذي كلفه الرئيس، جو بايدن، بإعادة التزام الولايات المتحدة في الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى: "هناك مبرر لوجود علامة استفهام، لأن عدم التوصل إلى صفقة بعد، يعني أن المحادثات ستستمر أكثر تزامنًا مع تقدم إيران في البرنامج النووي". وأردف "مالي" أنه "إذا حققت إيران تقدماً نوويًا واستمرت في اتخاذ خطوات استفزازية، ناهيك عن استفزازاتها الإقليمية التي تتجه في مسار آخر، فهذا يعني الابتعاد عن الاتفاق"، في إشارة ضمنية إلى احتمال عدم رغبة الإيرانيين في العودة للاتفاقية.
من جانبها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرِّية في تقرير حديث أنَّ إيران أطلقت سلسلةً جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتطوِّرة لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، موضحةً أنَّها أطلقت 153 جهاز طردٍ مركزي IAR-4 في منشأة نطنز، إضافةً إلى 164 جهاز طردٍ مركزي IAR-6. يُشار إلى أنَّه لإنتاج قنبلة نووية، يتطلَّب يورانيوم مُخصَّب بنسبة 90%، وبذلك أثار رفع إيران لمستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60% مخاوف الغرب.
وجاء في تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرِّية ما يفيد بزيادة إنتاج اليورانيوم المعدني، الذي يُستخدم أيضًا في صُنع الأسلحة النووية. بدوره، انتقد متحدِّث وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إيران قائلًا إنَّها "لا تحتاج إلى هذه المادَّة (اليورانيوم المعدني)، وعليها التوقُّف عن إنتاجها"، وحثَّ إيران على عدم تصعيد حدَّة التوترات، والعودة إلى طاولة المفاوضات النووية. من ناحيتها، لم تعلن حكومة "رئيسي" حتى الآن متى تكون مستعدةً لاستئناف المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي، وما الشروط التي ستقترحُها لاستئناف المحادثات.
دبلوماسيًا، نشر وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، رسالة مصورة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "انستغرام"، بمناسبة انتهاء مهامه، وطلب من الشعب الإيراني الصفح والعفو عن أي أخطاء ارتكبها طوال ثمان سنوات تولى فيها وزارة الخارجية، قائلًا: "أعتذر عن كل النواقص والأخطاء في الحسابات، وأطلب منكم أن تصفحوا عني وتغفروا لي".
في مستجدات "كورونا"، أصدر أكثر من 190 ناشطًا سياسيًا ومدنيًا وحقوقيًا بإيران بيانًا جماعيًا احتجاجًا على إدارة الجائحة ومسار التطعيم. وجاء في البيان: "في ظِلّ ما نعاني منه من سوء تدبير وسوء إدارة للأزمة الناتجة عن جائحة كوفيد 19، بات المجتمع في حداد وطني". وفي السياق ذاته، وجَّه أكثر من 50 محاميًا إيرانيًا رسائل إلى رئيس السُلطة القضائية، غلام حسين إجئي، يطالبونهُ بالإفراج عن محامين كانوا يستعدُّون لمقاضاة مسؤولين في الحكومة، بسبب سوءِ إدارة أزمة "كورونا" في إيران.
في شأن منفصل، وفي تقرير أعدَّته لجنة تابعة لمجلس الأمن حول الجماعتين "القاعدة" و"داعش" صدر الشهر الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أنَّ الخليفة المُحتمَل لزعيم "القاعدة" الحالي، أيمن الظواهري، لا يزال يعيش في إيران.
في شأن اقتصادي محلِّي، أظهرت إحصائيات صادرة عن البنك المركزي ومركز الإحصاء الإيراني ارتفاع قيمة الإيجارات بنسبة 35% في طهران، وبنسبة 39% في ضواحي العاصمة والمدن الأخرى، بينما أظهر استطلاع لوكالة "إيسنا" أنَّ الزيادة الحقيقية للإيجارات تتراوح ما بين 50% إلى 100%.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا