استنتاجات الموجز:
جهودٌ سودانية تقود لتقارب وجهات النظر بين أطراف السلام جنوب السودان وتوقيع اتفاقيات مختلفة بين البلدين على هامش المفاوضات
استنفار وترقب لمناسيب النيل الأبيض والأزرق بعد اقترابها من مستوى الفيضان والحكومة تستنفد إجراءاتها الاحترازية.
سيطرة مؤقتة على أسعار العملات الأجنبية مقابل فقدان السيطرة على أسعار السلع والخدمات
بحث رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، تطورات الأوضاع والقضايا المشتركة مع رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميادريت، ونائبه، رياك مشار، وذلك خلال زيارة رسمية يقوم بها "حمدوك" إلى جوبا تستمر ثلاثة أيام، رافقه فيها وزراء الدفاع والخارجية والتجارة والنقل ونائب مدير جهاز المخابرات العامة. وقال مجلس الوزراء السوداني في بيان، إن "حمدوك وسلفا كير عقدا اجتماعًا مغلقًا لبحث قضايا إنفاذ اتفاق سلام جنوب السودان المنشط، والعلاقات الثنائية بين البلدين والوضع الإقليمي"، مضيفًا أن الطرفين اتفقا على "مواصلة الحوارات لحين الوصول في النهاية إلى نتيجة إيجابية".
في الشأن ذاته، أفاد البيان بأن الجانبين اتفقا كذلك على "استئناف حركة البضائع والركاب عن طريق النقل البري والنقل النهري والسكك الحديدية"، مشيرًا إلى أن الدولتين اتفقتا على تعزيز التعاون في مجالات الأمن والمخابرات، إضافةً إلى مراجعة وتنفيذ جميع اتفاقيات التعاون بواسطة وزارتي خارجية القطرين.
في هذا الإطار، أعلنت وزارة النقل استئناف النقل النهري بين السودان وجنوب السودان بداية أيلول/ سبتمبر المقبل. ودعت شركات النقل النهري وأصحاب المواعين النهرية التي تعمل في الخط الملاحي بين السودان وجنوب السودان والغرف التجارية والمؤسسات الخدمية إلى الاستعداد.
داخليًا، يشير التقرير اليومي لموقف الفيضان، الذي تصدره وزارة الري، إلى استقرار مناسيب النيل بمعظم القطاعات، عدا قطاع "عطبرة-مروي" شمالي البلاد الذي شهد ارتفاعًا بمعدل 10 سنتيمترات، فيما سجل منسوب النيل الجمعة الماضية عند محطة الخرطوم 17.02 مترًا، وهو أقل من أعلى منسوب للفيضان بـ64 سنتيمترًا.
وبحسب رئيس لجنة الفيضان بوزارة الري السودانية، فإن النيل الأبيض يشهد واردًا كبيرًا من المياه، شارف معه خزان جبل أولياء الواقع جنوب الخرطوم على الامتلاء بالكامل، ما سيلقي بآثار على قاطني ضفاف النيل من جبل أولياء حتى الخرطوم. ومع تأكيده أن الضرر الحالي يعدّ أخف مما شهده العام الماضي حين فاض النيل بكميات كبيرة، إلا أنه يلفت إلى أن التوقعات بتسجيل مناسيب فيضان عالية ما زالت قائمة خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، وحينئذٍ سيكون الوضع خارج السيطرة باعتبار أن السلطات استنفدت كل تحضيراتها.
على صعيد الصراع الإثيوبي، وحتى الأسبوع الماضي انتشل قرويون على ضفاف نهر سيتيت بولايتي كسلا والقضارف أقصى شرق البلاد، عشرات الجثث لأشخاص من قومية التيغراي الإثيوبية. ويروي رئيس الجالية الإثيوبية بولاية كسلا الحالة التي وجدوا عليها الضحايا الذين "ارتُكبت بحقهم انتهاكات جسيمة". من جانبه، تحدث "تنساي" (من قومية التيغراي) أن الجيش الإثيوبي ومليشيات الأمهرة ارتكبوا فظائع، بحق مئات المعتقلين التيغراي في بلدة حمرا غربي الإقليم. وأحصى
يذكر أنه جرى انتشال 47 جثة، منها خمس جثث لنساء، في قرى ود كوتو وتبوسيب والجيرة وإدريس، على بعد نحو 50 كيلومترا جنوب حمداييت (نقطة التقاء الحدود الإثيوبية والإريترية مع حدود السودان). بالمقابل، ذكر حساب على موقع "تويتر" تديره الحكومة الإثيوبية أن "الروايات المتداولة عن الجثث على وسائل التواصل الاجتماعي كانت بسبب حملة دعائية كاذبة في تيغراي".
في ملف محاكمات النظام السابق، طلب رؤساء هيئات الدفاع في المحكمة التي تحاكم الرئيس المعزول، عمر البشير، و27 متهمًا آخرين بانقلاب الـ30 يونيو 1989 تنحية القاضي الجديد، الذي عُين أخيرًا لترأس المحكمة وإعادة تشكيل هيئة المحكمة. وقال محامو الدفاع في مذكرتهم: "تشكل لدينا قناعة بأن هذه المحاكمة تخضع لتأثير التدخلات السياسية الحادة والمستمرة ما أفقدها حيادها واستقلالها، ما أدى إلى تنحية قاضيين من المحكمة العليا ترأسا هذه المحكمة الخاصة منذ تاريخ تأسيسها". يشار إلى أن "البشير" (76 عامًا) يواجه هو و27 متهمًا آخرون من عسكريين ومدنيين، عقوبة الإعدام لإسقاط حكومة رئيس الوزراء، الصادق المهدي، التي كانت منتخبة بطريقة ديموقراطية قبل 31 عامًا.
خارجيًا، قالت الحكومة السودانية إنها ظلت تتابع تطورات الأوضاع في أفغانستان عن كثب، وأبدت ارتياحها لتصريحات ممثلي حركة "طالبان" بعد تسلمهم مقاليد السلطة. وحثت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها، قادة "طالبان" على تشكيل حكومة تمثل المجتمع الأفغاني وعدم منع الخائفين والرعايا الأجانب من مغادرة البلاد. كما رحب "حزب المؤتمر الشعبي" الذي أسسه الزعيم الإسلامي الراحل، حسن الترابي، باستيلاء "طالبان" على السلطة في أفغانستان.
أمنيًا، يتظاهر مئات الأهالي في بورتسودان شرق البلاد منذ السبت الماضي، احتجاجًا على استمرار انقطاع التيار الكهربائي لأوقات طويلة. من جهتها، طلبت وزارة المالية من هيئة الموانئ البحرية تسديد خمسة ملايين دولار للبارجة التركية التي تمد المدينة بالكهرباء، واضطرت لقطعها نتيجة تراكم مديونتها على البلاد البالغة 29 مليون دولار.
على المستوى الحكومي، أعفى رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، والي ولاية القضارف، سليمان علي، من منصبه وكلف أمين عام حكومة الولاية بتصريف مهام الوالي لحين تعيين والٍ جديد. يذكر أن والي القضارف أثار موجة جدل واسعة بعد تداول مقطع فيديو يظهر فيه قبل سنوات، على منصة وهو يقدم فقرات في احتفالية مبايعة إحدى القبائل لـ"حزب المؤتمر الوطني" المحلول. كما نشبت خلافات حادة داخل قوى الحرية والتغيير بالقضارف، إثر تسريب خطاب يتحدث عن انتماء مقرر لجنة التفكيك وإزالة التمكين بالولاية إلى النظام السابق.
سياسيًا، أعلن السودان بدء خطوات التحضير للانتخابات المزمع إجراؤها بعد انتهاء فترة الانتقال ي أوائل عام 2024. ويدار السودان الآن بواسطة حكم انتقالي يتقاسم فيه السُّلطة قوى سياسية وقادة الجيش وجماعات متمردة قاتلت النظام السابق غرب البلاد. وفي تصريح صحفي، قال المتحدث باسم مجلس السيادة، محمد الفكي سليمان، إن "مجلس السيادة كلف عددًا من أعضاءه لابتدار نقاش، بشأن تكوين لجنة لتعمل على تشكيل مفوضيتي الانتخابات وصناعة الدستور".
اقتصاديًا، أعلنت النرويج عن تقديم ستة ملايين يورو لمشروع دعم الأسر السودانية المعروف اختصارًا بـ"ثمرات". وتنفذ الحكومة الانتقالية هذا المشروع لمساعدة الأسر بعد تنفيذها إصلاحات اقتصادية صعبة، تضمنت تحرير الوقود وإلغاء الدولار الجمركي وزيادة أسعار الكهرباء.
اقتصاديًا أيضًا، قرر بنك السودان المركزي السماح بالتمويل العقاري للأفراد والمؤسسات بعد توقف لسبع سنوات، كما استثنى تمويل عمليات استيراد القمح من تركيز التمويل حتى نهاية 2021. هذا، فيما استمر استقرار سعر صرف الدولار، حيث سجل متوسط سعر الصرف لدى البنك المركزي نحو 445 جنيهًا للشراء و447 جنيهًا للبيع، بينما تراجع متوسط سعر الصرف لدى السوق الموازية غير الرسمية “السوداء” إلى نحو 448 جنيهًا مقابل نحو 449 جنيهًا للبيع.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا