استنتاجات الموجز:
تصريحات "بينيت" حول القضية الفلسطينية قبيل لقاء الرئيس الأمريكي تؤكد غياب أي أفق لتحريك مسار التسوية مجددًا
التصعيد المدروس في قطاع غزة كان بمثابة تحذير حقيقي لكافة الأطراف بإمكانية عودة التصعيد الأكبر في حال عدم الاستجابة لمطالب المقاومة
رغم التعويل الرسمي عربيًا وفلسطينيًا على الإدارة الأمريكية وإمكانية إحداث اختراق في مفاوضات "السلام" مع الاحتلال، جاءت تصريحات رئيس حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت، من الولايات المتحدة لتؤكد أن هذا التعويل في غير محله؛ حيث استبعد "بينيت" الوصول إلى "اتفاق سلام" مع الفلسطينيين وهو في رئاسة الحكومة، ولا "في المستقبل المنظور"، مبررًا ذلك بمعارضته لأي سيادة فلسطينية و"انقسام وضياع القيادة الفلسطينية“. واعتبر "بينيت" أنه يمكن معالجة معظم المشكلات، بما في ذلك "الصراع مع الفلسطينيين" من خلال "الاقتصاد". كما أكد رئيس حكومة الاحتلال أن حكومته ستمدد السياسة طويلة الأمد لتوسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية.
في السياق ذاته، يذكر أن تصريحات بينيت لصحيفة "نيويورك تايمز" تزامنت مع حديث وزيرة داخلية الاحتلال، إيليت شاكيد، الشخصية الثانية في حزب "يمينا" الذي يقوده "بينيت"؛ حيث خفضت من التوقعات بشأن اللقاء بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، و"بينت". وقالت "شاكيد": "إذا سأل الرئيس بايدن، نفتالي بينت عن موقفه من حل الدولتين، فإنه سيؤكد معارضته لهذا الحلّ"، مشيرةً إلى أن الموضوعين الرئيسين اللذين سيبحثهما "بينت" مع "بايدن" هما جائحة "كورونا" والملف الإيراني.
وأضافت الوزيرة "الإسرائيلية" أن حزبها يريد بسط السيادة "الإسرائيلية" على "مناطق C" في الضفة الغربية، لكن "نتنياهو" كان قد تعهد بموجب اتفاقيات "أبراهام" بتجميد مخطط الضم لثلاث سنوات. وتتوافق هذه التصريحات مع موقف وزير الحرب، بيني غانتس، الذي أشار إلى تعزيز مكانة السلطة دون الحديث عن أي بعد سياسي، وذلك من خلال ”المصادقة على أعمال بناء، وزيادة تصاريح العمل، وفي المدى البعيد، المصادقة على مشاريع بنى تحتية كبيرة لمصلحة الضفة“.
إلى ذلك، يجرى الحديث فلسطينيًا عن ترتيبات لعقد قمة ثلاثية فلسطينية مصرية أردنية في أقرب وقت، قبل توجه رئيس السلطة، محمود عباس، إلى الأمم المتحدة لتنسيق المواقف. ويعمل الفلسطينيون مع مصر والأردن منذ شهور طويلة لوضع خطة تحظى بدعم عربي ثم أمريكي لإطلاق عملية سياسية جديدة في المنطقة، تقود إلى مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، ويتم خلالها فرض تهدئة واسعة في كل المناطق؛ الضفة والقدس وغزة بما يشمل بدء إعمار القطاع. وتتطلع مصر لحدوث اختراق في جهودها لإحياء ”عملية السلام“، خلال زيارة "بنيت" المحتملة إلى القاهرة خلال الفترة المقبلة.
داخليًا، هيمنت عدة ملفات داخلية على اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح" الذي عقد برئاسة "عباس"، كان في مقدمتها التعديل الوزاري الذي تأجل بشكل مفاجئ، حيث أوكلت اللجنة الملف إلى "عباس" شخصيًا، فيما تطرق الاجتماع لعقد المؤتمر الثامن للحركة، والذي في حال عقده سيخرج قيادة جديدة للحركة.
يذكر أن الخلافات تفاقمت داخل قيادة الحركة حول التعديل الوزاري؛ حيث وجّه عدد من أعضاء اللجنة المركزية رسائل احتجاج إلى "عباس" و"اشتية" على إقرار التعديل، لافتين إلى أن أسماء الوزراء الجدد تثير خلافًا أيضًا، في حين لم يتم عرضها على اللجنة. وأكد أحد المسؤولين في "فتح" أن "العديد من الأعضاء عرفوا أسماء الوزراء الجدد عبر وسائل الإعلام، وهو ما أثار غضبهم".
في قطاع غزة، عجت مواقع التواصل الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية بمقطع فيديو، يظهر شابًا فلسطينيًا استطاع الإمساك بفوهة سلاح قناص "إسرائيلي" يختبئ خلف جدار إسمنتي على حدود غزة، وأطلق النار عليه من مسدسه، فيما أعلن الاحتلال لاحقًا إصابة القناص بجروح بالغة. جاء ذلك خلال المسيرات التي انطلقت، السبت، رفضًا لاستمرار الحصار وإحياءً للذكرة 52 لإحراق المسجد الأقصى.
في السياق نفسه، تشير أحداث المواجهات الشعبية الأخيرة التي شهدتها حدود غزة إلى أن الفصائل الفلسطينية أعطت حيزًا لتحرك الوسطاء، قبل أن تبدأ بسلسلة فعاليات شعبية ساخنة في القريب العاجل لكسر الحصار، بعد أن شهدت فعاليات الأربعاء الماضي انخفاضًا في حجم المواجهات، عن تلك التي نظمت السبت الماضي، فيما عاود الوسيط المصري اتصالاته مجددًا، وقرر فتح معبر "رفح" بعدما أغلقه قبل أيام.
ورغم إعلان قيادة الفصائل عن التوافق على برنامج فعاليات شعبية شامل يستمر حتى إنهاء الحصار، إلا أن فعاليات الأربعاء أعطت هامشًا للوسطاء للتحرك في اتجاه الضغط على الاحتلال، لإنهاء حصار غزة. وقد لوّحت الفصائل بأن تكون الأيام القادمة أكثر سخونة في إطار الفعاليات المقررة، إن لم يتراجع الاحتلال عن خطواته. وخلال فعاليات الأربعاء، أصيب 14 مواطنًا بجروح مختلفة، فيما أصيب في فعاليات السبت 41 مواطنًا، أحدهم استشهد متأثر بجراحه.
من جانبها، أعلنت سلطات الاحتلال عن حزمة جديدة من التسهيلات على معابر غزة، شملت توسيع حجم البضائع إلى القطاع، فيما ستتم المصادقة على استيراد سيارات جديدة إلى القطاع، واستئناف تجارة الذهب بين غزة والضفة، إضافةً إلى زيادة عدد التجار الغزاويين الذين يتنقلون عن طريق معبر بيت حانون إلى 1000 تاجر إضافي.
توازيًا مع ذلك، رفع جيش الاحتلال من حشوده حول غزة ونشر قوة قناصين، فيما هدد "بنيت" باستهداف المقاومة في غزة، وقال : ”سنحاسب من يستهدف مقاتلينا ومواطنينا“، في إشارة إلى إصابة الجندي "الإسرائيلي". وأكد "بنيت" أيضًا أن القصف "الإسرائيلي" على القطاع كان بداية الرد على ”الإجراءات الفلسطينية العدائية التي تمثلت في عودة المظاهرات العنيفة على الشريط الحدودي".
في الضفة المحتلة، اعتقلت السلطة الفلسطينية عشراتٍ النشطاء منهم أسرى محرَّرون ونخب فكرية وقادة في فصائل فلسطينية. وذلك في حملة ليست الأولى من نوعها لكنها تأتي بعد أسابيع من الهدوء الحذر، لتُثبت مجدّدًا أن السلطة مصرّة على كسر الحراك الشعبي المناهض لها، والذي تصاعَد منذ اغتيال الناشط "نزار بنات".
وكان لافتًا في الاعتقالات الأخيرة أنها شملت نخبًا وشخصيات مجتمعية وثقافية وسياسية بارزة مِثل: الشاعر والكاتب والروائي زكريا محمد، عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديموقراطية“، وإبراهيم أبو حجلة، القيادي في ”الجهاد الإسلامي“، والشيخ خضر عدنان، وأسرى محرَّرون آخرون، فيما بلغ إجمالي عدد المعتقلين أكثر من 24 ناشطاً قبيل الإفراج عن عدد كبير منهم بعد يوم من الاعتقال.
ميدانيًا، أصيب أكثر من 200 فلسطيني، أحدهم بالرصاص الحي، والعشرات بالضرب أو بحالات اختناق بالغاز، خلال المسيرات الأسبوعية التي ينظمونها بعد صلاة الجمعة، والتي تقمعها قوات الاحتلال في مناطق متفرقة بالضفة. وقد وقع نصف عدد الإصابات في بلدة بيتا جنوب نابلس، التي تقيم مظاهرات يومية ضد الاستيطان على أراضيهم. وشيعت جماهير غفيرة في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس جثمان الشهيد "عماد حشاش" (16 عامًا) الذي سقط برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها المخيم.
وفي مدينة القدس، استيقظت بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك على رفع أعلام "إسرائيلية" في منطقة الحارة الوسطى من البلدة، وكان هذا إيذانًا باستكمال السيطرة على ثلاث بنايات سربت للمستوطنين ولجمعية عطيرت كوهنيم الاستيطانية مطلع نيسان/ أبريل الماضي. وقد دخلت سلوان صدمة كبيرة بعد عملية التسريب التي اعتبرت الأضخم، التي تُسرب فيها منازل المقدسيين بطرق معقدة وغير مباشرة (ثلاث بنايات وقطعة أرض)، لكن دون أن يترتب على هذا الفعل الخطير أي إجراء فلسطيني رادع يضمن تراجع عمليات التسريب.
في مستجدات انتشار "كورونا"، أعلنت وزارة الصحة وفاة ثلاثة مواطنين جرّاء إصابتهم بالفيروس في الضفة وغزة، خلال 24 ساعة مؤخرًا. وتبعًا لتقرير الوزارة الوبائي اليومي الشامل، فإن الطواقم الطبية أجرت 9341 فحصًا مخبريًا، أظهرت نتائجها تسجيل 868 إصابة جديدة في الضفة، و920 إصابة في غزة، مقابل تعافي 334 مريضًا.
إلى ذلك، يشارك رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، ورئيسها بالخارج، خالد مشعل، وعدد من رموز الحركة في تشييع جثمان القيادي في الحركة، إبراهيم غوشة، بعد سماح الأردن لهم بالدخول. وقال رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة، عزت الرشق، إن "هنية" و"مشعل" سيصلان إلى عمّان الجمعة، للمشاركة في تشييع جثمان "غوشة". وقدم "الرشق" الشكر إلى العاهل الأردني، عبد الله الثاني، على موافقته على دخول قيادة الحركة الأردن للمشاركة في تشييع فقيدها.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا