استنتاجات الموجز:
تقدمٌ مثير للمكون العسكري في العلاقات الخارجية سعيًا لتثبيت الأركان وإيجاد الدعم في حال حدوث أي تغيير قادم
السودان بدأ ينظر للمنافع المرجوة من مشروع "سد النهضة" والاتجاه نحو المرونة في الموقف السياسي
حملة ممنهجة لتشويه "لجنة إزالة التمكين وتفكيك النظام السابق" إثر تسريبات لشبهات فساد وابتزاز من أعضائها
استقبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، بالقصر الجمهوري رئيس المجلس العسكري الانتقالي التشادي، الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو، وعقدا مباحثات دعا فيها البرهان إلى العمل سويًا لمواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وطالب بتفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقع بين السودان وتشاد وليبيا والنيجر في 2018، والخاصة بتأمين حدود هذه البلدان. بدوره، قال "ديبي إتنو": "لدينا قدرة وإرادة سياسية لمواجهة التحديات والقضايا التي تواجه البلدين"، مؤكدًا على ضرورة تفعيل اتفاقيات التعاون المشترك.
كما التقى المسؤول التشادي أيضًا عضو مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو، وناقشا تفعيل التعاون والتنسيق في كافة المجالات إقليميًا ودوليًا، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين. واجتمع"ديبي إتنو" مع رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك بالقصر الجمهوري، فيما شارك في جلسة المباحثات الرسمية من الجانب السوداني، إضافة إلى "البرهان"، وزراء الدفاع والداخلية ومديري جهاز المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية والأمين العام لمجلس السيادة. وضم الوفد التشادي الذي شارك في المباحثات وزيري الخارجية والأمن العام والهجرة، ورئيس هيئة الأركان ومدير الأمن العام ونائب المكتب المدني لرئيس المجلس العسكري.
في الملف الإثيوبي، وخلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في إثيوبيا، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى إنهاء الأعمال العدائية في البلاد على الفور، مؤكدًا على ضرورة مغادرة القوات الأجنبية البلاد. وبينما تتسع رقعة القتال وتخوض حركات جديدة مغامرة التمرد ضد أديس أبابا، أعلن السودان عن موقف إيجابي جديد في ملف "سد النهضة"؛ فمن جهته، قال وزير الطاقة والنفط السوداني، جادين علي عبيد، إن بلاده شرعت في التفاهم مع إثيوبيا لشراء مزيد من الطاقة الكهربائية، مضيفًا في مؤتمر صحفي، أن "سد النهضة" يعتبر مهمًا للسودان،لكنه أشار إلى أن تحفظ بلاده فقط يكمن في مسألة تبادل البيانات.
في الشأن ذاته، جدّدت الحكومة السودانية التأكيد على أن المفاوضات حول "السد" وصلت إلى طريق مسدود، بسبب التعنت الإثيوبي. هذا، فيما استبق وكيل وزارة الخارجية السودانية، محمد شريف عبد الله، اجتماعات مرتقبة مع روسيا برسالة خطية بعث بها إلى نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، جاء فيها أن "المفاوضات الثلاثية بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا وصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنت الأخيرة."
على صعيد حدودي آخر، اتفق السودان وليبيا على تفعيل الاتفاقية الرباعية الخاصة بنشر قوات مشتركة لحراسة الحدود بين ليبيا وبقية دول الجوار، للحد من الهجرة غير الشرعية. جاء ذلك خلال زيارة لنائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني، يرافقه فيها وزير الهجرة الليبي لإجراء مباحثات رسمية مع قادة الدولة السودانية. وعقد الوفد الليبي اجتماعًا مع نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الذي عبر عن رغبته في تنشيط الاتفاقات الأمنية المشتركة. يذكر أنه في الثاني من حزيران/ يونيو عام 2018 وقّع كل من السودان وليبيا وتشاد والنيجر على اتفاق رباعي، يفضي إلى نشر قوة تقوم على حماية الحدود ومكافحة تهريب البشر، إلا أن عدم الاستقرار في ليبيا والمنطقة حال دون تطبيقها.
خارجيًا، وقّع السودان والإمارات مذكرة تفاهم لتعاون مشترك في مجال تطوير الأداء الحكومي، وذلك بعد مباحثات مشتركة بين الخرطوم وأبو ظبي، وهو اتفاق من شأنه إصلاح الخدمة المدنية التي تشهد تدهورًا كبيرًا. وقال رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، إن الاتفاق سيسهم في "وضع برنامج لمساعدة الحكومة في معالجة الخدمة المدنية باعتبارها واحدًا من أكبر من تحديات الانتقال". وأشار "حمدوك" إلى أن المعالجات تهدف إلى خلق خدمة مدنية محترفة، تستطيع القيام بالدور المطلوب منها في تنفيذ الخطط بشكل علمي منهجي.
على صعيد انخراط السودان في المجتمع الدولي، وقّعت الولايات المتحدة اتفاقية تنموية مع الحكومة السودانية لدعمها في عملية الانتقال إلى دولة سلمية ديمقراطية، ولمساعدة السودان في طريقه إلى الاعتماد على الذات. وأفاد بيان لهيئة المعونة الأمريكية بأن واشنطن التزمت في هذا الاتفاق بأكثر من 5.5 مليون دولار، كجزء من إجمالي المساعدة التنموية المقدرة بمبلغ 200 مليون دولار بحلول عام 2024.
في هذا الإطار، تقترب إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من تعيين سفير للولايات المتحدة لدى الخرطوم، بعد رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان منذ سنوات. وأفاد مسؤولون أمريكيون أن القائم بأعمال مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب، جون غودفري، يتصدر لائحة المرشحين لتولي هذا المنصب.
في سياق متصل، اتفق وزير الداخلية، عز الدين الشيخ، مع القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة بالسودان، براين شوكار، على تشكيل لجنة فنية مشتركة لإعداد مذكرة تفاهم يوقّع عليها الجانبان، بحضور رئيس هيئة التدريب وعدد من ممثلى إدارات الشئون القانونية والجوازات والتعاون الدولى، فيما أكد الوزير على استمرار الشراكة القائمة لتحقيق الأهداف التى تحقق الاستقرار والطمأنينة لمواطني البلدين. من ناحيته، أكد القائم بالأعمال الأمريكي على دعم بلاده لجهود السودان وحكومته الانتقالية، بتفعيل اتفاقيات التعاون المشترك فى مجال التدريب ورفع القدرات بجانب تقديم الدعم اللوجستى فى مجال تأمين الحدود للقوات العاملة فى هذا المجال، فيما وجّه اللقاء بتشكيل لجنة فنية مشتركة تضم الجانبين لتوقيع مذكرة التفاهم.
على الصعيد الداخلي، ترأس وزير الداخلية اجتماع تسهيل واستخراج الجواز للمواطنين، بحضور كل من نائب المدير العام والمفتش العام، ورئيس هيئة الجوازات والسجل المدنى، ومدراء الإدارات العامة والمتخصصة بالهيئة، وممثلي شركة "كوشايت" المسؤولة عن توفير مواد صناعة الجوازات. ووقف الاجتماع على الجهود المبذولة لاستخراج الجواز والبطاقة القومية للمواطنين، بتسهيل كافة العقبات التى تعترض سير العمل، حيث تم الإعلان لاحقًا عن انتهاء الأزمة وبدء تسليم الوثائق بعد أسبوعين.
في شأن داخلي أمني، قالت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989، إن النيابة شرعت في إجراءات تحري بشأن احتمال تورط أعضاء باللجنة في عملية ابتزاز لشركة صينية في السودان. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي خطابًا مسربًا لجهاز المخابرات العامة بتاريخ آذار/ مارس الماضي موجهًا إلى النائب العام، سرد شكوى شركة صينية من تعرضها لعملية ابتزاز بواسطة أعضاء من لجنة التفكيك، وتسلمهم مبالغ بالدولار والجنيه مقابل تسوية ملف الشركة في اللجنة. وأوصى خطاب جهاز المخابرات العامة النائب العام بتوقيف ثمانية قال إنهم يتبعون للجنة إزالة التفكيك، وإنهم تورطوا في ابتزاز ملاك الشركة الصينية.
بدورها، أوضحت لجنة التفكيك ملابسات التحقيق مع عناصر في الشرطة، وُجدت في حساباتهم المصرفية مبالغ ضخمة، قالت إنها لا تتناسب مع طبيعة عملهم. وتداول ناشطون ووسائل إعلام محلية في وقت سابق أنباء عن تورط محققين شرطيين يعملون مع لجنة التفكيك، في عمليات ابتزاز ومساومة أشخاص أُخضعوا للتحقيق في تُهم فساد مالي.
أمنيًا أيضًا، أعلن حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، عن تشكيل قوة أمنية مشتركة تضم مقاتلي تنظيمات الجبهة الثورية والقوى النظامية الأخرى، لتعمل على حسم التفلتات الأمنية بالإقليم بعد تعذر تكوين القوة الأمنية المشتركة المنصوص عليها في اتفاق السلام بجوبا.
طبيًا، تلقى السودان شحنة من 218.400 جرعة من لقاح "كوفيد-19" أسترازينيكا قدمتها فرنسا، وفقًا لبيان صحفي نشرته منظمة "اليونيسف". ومن المنتظر أن تنطلق في الخرطوم حملة للتطعيم بالجرعة الثانية لآلاف ممن حصلوا على الجرعة الأولى قبل نحو شهرين.
اقتصاديًا، سجل متوسط سعر صرف الدولار لدى بنك السودان المركزي نحو 445 جنيهًا للشراء و448.3 جنيهًا للبيع، بينما ارتفع متوسط سعر الصرف لدى السوق “السوداء”، إلى نحو 450 جنيها للشراء مقابل نحو 455 جنيهًا للبيع.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا