استنتاجات الموجز:
تماشيًا مع موجة التهدئة العامة في المنطقة، جولات التفاوض بين طهران والرياض مستمرة بوساطة عراقية
في معركتها في الملف النووي والعقوبات الأمريكية، إيران تناور بورقة أمن الخليج وتهدد بأنه آمن للأصدقاء فقط
طهران تعمل على تجنب الصدام مع "طالبان" وتسعى لعلاقة تحد من مخاطر تحول أفغانستان إلى بيئة معادية
أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أن المفاوضات بين بلاده والسعودية لم تتقدم عما كانت عليه سابقًا، فيما قال وزير الخارجية العراقي إن اللقاءات السعودية-الإيرانية مستمرة في بغداد، للتوصل إلى تفاهمات تنهي القطيعة بين الدولتين.
من جهته، كشف السفير الإيراني لدى بغداد، إيرج مسجدي، عن عزم بلاده إجراء جولة مفاوضات جديدة مع السعودية في العراق، مضيفًا أن "إيران دولة كبيرة ومتحضرة ودائمًا تدعو للسلام وهي مستعدة لأي نوع من الحوار مع الدول ومنها السعودية". وتابع "مسجدي": "من خلال تعاون الحكومة العراقية أجرينا ثلاث جولات مفاوضات مع السعودية في بغداد، وستكون هناك جولة رابعة بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة"، لكنه لم يحدد موعدها.
في ملف عربي آخر، دافع "خطيب زاده" عن حق بلاده في إرسال الوقود إلى لبنان، مؤكدًا أن الأمر يعتبر حقًا سياديًا لبلاده، وأن اختيار الزبائن في التجارة الخارجية يعود إلى طهران. وأشار المتحدث أيضًا إلى أنه لا يحق لأمريكا أن تكون فوق القانون في ما يخص التجارة الدولية، وأن الشعب اللبناني لا يحتاج إلى معونة.
في الشأن ذاته، كشف أمين عام "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، عن اتفاق مع إيران للبدء بتحميل سفينة ثالثة من المشتقات النفطية إلى لبنان. يذكر أن السفينة الإيرانية الأولى التي تحمل وقودًا إلى لبنان دخلت المياه الإقليمية السورية، الخميس، وستفرغ حمولتها في أحد الموانئ السورية، وستُنقل بالصهاريج من سوريا إلى لبنان، وبحسب مصادر إيرانية فإن سفينتين أخريين ستصلان تباعًا بالآلية نفسها.
في سياق منفصل وعلى الصعيد النووي، أعرب الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، عن رفض بلاده إجراء محادثات نووية تحت الضغط والتهديد من قبل القوى الغربية. وقال "رئيسي" في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أذيعت على الهواء مباشرة: "أوعزت بوضع المفاوضات في جدول الأعمال، ولكن ليست مفاوضات مترافقة مع الضغط الذي يمارسونه"، وأضاف: "هذا الضغط الممارس مع المفاوضات لم يُجدِهم نفعًا وقد اختبره الأوروبيون والأمريكيون سابقًا". وأكد "رئيسي" أن ممارسة الضغوط والتهديدات والحظر لا تتطابق مع مبدأ الحوار، مستطردًا: "ما نسعى إليه هو رفع الحظر الظالم، وأن تكون مصالح الشعب الإيراني هي محور المفاوضات، ولن نتراجع عن مصالح الشعب في المفاوضات".
على صعيد خارجي منفصل، وفي الملف الأفغاني، أعلنت الخارجية الإيرانية ترحيبها بالانتقال السلمي للسلطة وتشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، داعيةً إلى إشراك مختلف الأطراف. وأعرب متحدث الخارجية، خطيب زاده، عن استعداد إيران لتسهيل محادثات السلام بين الأفغان، مضيفًا: "نحن على اتصال بجميع الأطراف هناك".
في هذا السياق، طلبت إيران من الشيعة بأفغانستان "الهزارة"، النأي بأنفسهم عن الأوضاع الجارية في البلاد، وعدم استفزاز حركة "طالبان" التي باتت تسيطر على مقاليد الحكم في البلاد. وقد تعهدت الحركة باحترام مبدأ عدم التدخل في المناطق التي تعيش فيها الأغلبية السلفية، ومن الممكن أن يطبق مثل هذا النهج على الشيعة، لكنها لن تسمح بأنشطتهم التبشيرية. كما تبنَّت الميليشيات الشيعية الأفغانية المدعومة من إيران والمعروفة باسم " لواء فاطميون" لهجة استرضائية؛ لكي ترحِّب بالتغيير، ودعت إلى إجراء محادثات بين الأفغان لضمان انتقال سِلْمي للسُلطة؛ ما يُشير إلى أنها مستعدة لقبول حكم "طالبان".
في السياق أيضًا، تحدث المرشد الإيراني، علي خامنئي، عن العلاقة مع أفغانستان في ظل حكم "طالبان"، حيث قال إن "طبيعة تعامل إيران مع الحكومة الأفغانية الجديدة ستحدده سياسية حركة طالبان تجاه طهران". واختتم "خامنئي" حديثه بدعوة الإدارة الإيرانية الجديدة إلى "تقوية الجوانب الاقتصادية للدبلوماسية، وتعزيز التجارة والتبادل التجاري مع الدول المجاورة".
عسكريًا، أجرى الحرس الثوري الإيراني استعراضًا بحريًا في ذكرى "اليوم الوطني لمقارعة الاستعمار"، شاركت فيه عشرات القطع البحرية للتأكيد على قدرة الحرس على حماية المنطقة. وخلال إشرافه على العرض، قال قائد المنطقة البحرية الثانية للحرس الثوري، رمضان زيراهي، إن "الأمن في الخليج مستتب ومراقَب على مدار الساعة، وقوات الحرس في ذروة الاستعداد الدفاعي لتنفيذ المهام". وأوضح "زيراهي" أن "الخليج آمن للأصدقاء وغير آمن للأعداء"، وأن "البحرية الإيرانية تراقبه ليلًا ونهارًا، وستتعامل مع أي خطأ بصرامة وقوة عالية".
على صعيد العقوبات الأمريكية، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أربعة عملاء قالت إنهم تابعون للاستخبارات الإيرانية، وإنهم استهدفوا مواطنًا أمريكيًا في الولايات المتحدة ومعارضين إيرانيين في الخارج، في حملة واسعة النطاق لإسكات منتقدي النظام الإيراني.
في شأن أمني، بث التلفزيون الإيراني ما قال إنها "اعترافات" للزعيم الأحوازي المعارض، حبيب أسيود، الذي اختُطف أثناء تواجده في تركيا العام الماضي، وسط اتهامات من ناشطين للسلطات في طهران بتعذيبه وممارسة ضغوط عليه. وأقرّ "أسيود" خلال سرده الاعترافات بتلقيه "الدعم من الحكومة السويدية ومصادر في المملكة العربية السعودية"، لم يسمها أو يوضحها.
كما أنه تحدث "أسيود" عن تعاونه مع كل من حركة "مجاهدي خلق" الإيرانية و"بيجاك" الكردية، اللتيْن قامتا بعمليات داخل الأراضي الإيرانية. يذكر أن "أسيود" كان يقيم في منفاه بالسويد التي يحمل جنسيتها أيضًا، لكنه اختُطف إثر إجرائه زيارة إلى تركيا العام الماضي، حيث أكدت أنقرة تورط الاستخبارات الإيرانية بالعملية.
في شؤون متفرقة، أكَّد متحدِّث هيئة الطيران المدني الإيراني، محمد حسن ذيبخش، أنَّه ليس هناك رحلات جوِّية إلى أفغانستان في الوقت الراهن، وأن الرحلات سنستأنف حينما يستقرّ الأمن هناك. وفي شأن داخلي، اتّهم "مهرداد بختياري"، عم طبويا بختياري"، أحد ضحايا احتجاجات نوفمبر 2019، مسؤولي الأمن الإيرانيين بمحاولة قتله من خلال تعطيل مكابح سيارته الخاصَّة. هذا، فيما أصدر المرشد الإيراني، علي خامنئي، مرسومًا بتعيين حُجَّة الإسلام، أحمد حسيني خراساني، عضوًا في مجلس صيانة الدستور.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا