استنتاجات الموجز:
استياء إيراني من تشكيل "طالبان" حكومة أفغانية جديدة دون تمثيل شيعي
طهران تحاول استيعاب التوتر مع الوكالة الدولية للطاقة بالسماح لمراقبيها بزيارة المواقع الإيرانية
تقارب إيراني عراقي عبر إلغاء التأشيرات بين البلدين ونشاط دبلوماسي على المستوى العربي
بعثت طهران تحذيرًا غير مباشر، مع استياء إزاء تشكيلة حركة "طالبان" الأفغانية للحكومة الجديدة في كابل؛ ففي اتصال هاتفي، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، للرئيس الأفغاني الأسبق، حامد كرزاي، إن البلد الجار لن يصل إلى بر تحقيق السلام ما لم تتشكل حكومة "تقوم على الحوار بين جميع الفئات، وصولًا إلى تشكل حكومة شاملة تعكس التركيبة العرقية والديموغرافية".
وشدد "عبد اللهيان" على أن إيران تريد أن ترى أفغانستان "خالية من الحرب والإرهاب"، وأنها "ستبقي حدودها ومعابرها مفتوحة لتخفيف الوضع الحالي في أفغانستان ومواصلة التجارة". وتأتي المكالمة الهاتفية بعد إعلان "طالبان" تشكيل حكومة انتقالية جديدة، يتم فيها تقاسم الأدوار الرئيسية بين قدامى المحاربين في الحركة وحلفائهم، دون أي تمثيل لعرقية الهزارة الشيعية (نحو 9% من السكان).
في شأن متصل، أعربت إيران عن غضبها إزاء "تدخل باكستاني" لتقديم المساعدة إلى "طالبان" في معركة بنجشير، وهو ما نفته إسلام أباد، لكن طهران قالت إنها ستحقق في ذلك. وبشكل غير مباشر، أيد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، تقارير بشن "دولة جار" لأفغانستان غارات بطائرات مسيرة على معارضي "طالبان" في بنجشير.
في السياق ذاته، تجمع حشد من المواطنين الأفغان أمام سفارة إسلام أباد في العاصمة الإيرانية، رافعين لافتات مناهضة لها ومرددين شعارات "الموت لطالبان" و"الموت لباكستان"، احتجاجًا على ما اعتبروه "دعم حكومة باكستان لحركة طالبان" في بلادهم.
على الصعيد النووي، وجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انتقادات لإيران، قائلة إنها تعرقل تحقيقًا بشأن أنشطتها السابقة، وتعرض أعمال التفتيش المهمة للخطر، فيما تُجري واشنطن حراكًا دوليًا في ملف التفاوض مع طهران للعودة إلى الاتفاق النووي. ففي هذا الإطار، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مبعوث واشنطن الخاص بطهران، روبرت مالي، سيزور موسكو وباريس هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع مسؤولين روس وأوروبيين بخصوص البرنامج النووي الإيراني. وأضافت الوزارة، في بيان، أن المحادثات ستتناول "البرنامج النووي الإيراني، والحاجة للتوصل سريعًا إلى تفاهم حول عودة متبادلة إلى الالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة وتنفيذه"، في إشارة إلى الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015. يذكر ان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أعرب عن رفض بلاده إجراء محادثات نووية تحت الضغط والتهديد من قبل القوى الغربية.
من جانبه، توجه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، إلى طهران، الأحد، في محاولة لاحتواء التوتر، بعدما اتهمت الوكالة الأممية هذا الأسبوع إيران بعدم التعاون. هذا، في حين قالت مصادر إيرانية إن "غروسي" وصل إلى طهران ، السبت الماضي، والتقى نائب رئيس الجمهورية الإسلامية ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي.
وتأتي زيارة "غروسي" بعدما نشرت الوكالة تقريرًا شديد اللهجة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقبل اجتماع مرتقب لمجلس حكامها (يضم ممثلين عن 35 دولة) الأسبوع المقبل. من جانبه، رد الرئيس الإيراني مؤكدًا أن بلاده تظهر "شفافية"، حيث وافقت طهران، الأحد، على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة المواقع النووية الإيرانية.
في السياق أيضًا، قال بيان مشترك صادر عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، عقب اجتماع بينهما في مقر المنظمة بطهران، إنه تم الاتفاق على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتركيب بطاقات ذاكرة جديدة في كاميرات المراقبة بالمواقع النووية الإيرانية.
على الصعيد الإقليمي، وصل رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إلى طهران، صباح الأحد، فيما عزفت الجوقة العسكرية الإيرانية، خلال استقبال "الكاظمي" مقطعًا موسيقيًا من فيلم "الرسالة" المحظور في إيران، وهو ما أثار جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما طالب نشطاء بأنه في حال زيارة مسؤول إيراني لبغداد، أن يتم عزف مقطع موسيقي من فيلم القادسية.
يذكر أن وفدًا حكوميًا يرافق "الكاظمي" إلى طهران في زيارته التي استمرت يومًا واحدًا، كأول مسؤول أجنبي يزور البلاد بعد تولي الرئيس الإيراني الجديد مهامه. وفي المباحثات التي دارت بينهما خلال الزيارة، اتفق كل من "رئيسي" و"الكاظمي" على إلغاء التأشيرات بين البلدين، كما بحثا العلاقات الاقتصادية الثنائية.
على صعيد إقليمي آخر، أجرى وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان، اتصالًا هاتفيًا بنظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، حيث هنأ الأول "عبد اللهيان" بمناسبة توليه مهام منصبه الجديد، متمنيًا له التوفيق والنجاح. وأكد الوزير الإماراتي، خلال الاتصال، على حرص بلاده على تعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة، بما يلبي تطلعات الشعوب في الاستقرار والتنمية ويحقق التقدم والازدهار في المجتمعات.
على صعيد متصل، التقى "عبد اللهيان" بنظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثان، لإجراء مباحثات بشأن "قضايا إقليمية ودولية"، كما سيلتقي "آل ثان" بمسؤولين آخرين خلال زيارته لإيران. وتأتي زيارة الوزير القطري إلى إيران مع وصول طهران وواشنطن إلى طريق مسدود، على ما يبدو، بشأن مصير المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي، كما تأتي الزيارة بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى قطر التي تربطها علاقات جيدة مع إيران.
في أخبار متفرقة، نشرت وسائل إعلام إيرانية صورة لموقع ناقلتي نفط إيرانيتين تحملان اسمي "سافيز" و"فاكسون" في طريقهما إلى لبنان. كما أُعلن عن انطلاق سفينة إيرانية محملة بالمشتقات النفطية، جراء الأزمة الحادة التي يعاني منها لبنان، فيما قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله: "منذ اللحظة التي ستبحر فيها السفينة بعد ساعات ستصبح أرضًا لبنانية".
في شؤون أمنية منفصلة، ومع مرور ذكرى هجمات الـ11 من سبتمبر عام 2001، أكد رئيس لجنة التحقيق في الهجمات، توماس كين، أنه حصل على معلومات كثيرة تشير إلى تورط إيران في الهجمات. كما اتهم وزير دفاع الاحتلال "الإسرائيلي"، بيني غانتس، إيران بتصدير ما وصفه بـ"الإرهاب الجوي" للمنطقة، عبر تدريب فصائل مسلحة من أربع دول عربية على إطلاق طائرات مسيرة متطورة، مضيفًا أن "إيران تستخدم قاعدة كاشان الجوية شمالي أصفهان لتدريب عناصر إرهابية من اليمن والعراق وسوريا ولبنان على إطلاق طائرات مسيرة إيرانية الصنع"، بينما لم تعلق إيران على اتهامات وزير دفاع الاحتلال.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا