استنتاجات الموجز:
تقرير لجنة الخبراء يعكس مدى قدرة جماعة الحوثي على استخدام أدواتها الناعمة للتأثير على الرأي العام الدولي
تطورات الأحداث في الجنوب تعكس حجم الرفض الشعبي لـ"المجلس الانتقالي" الذي يستعد لمواجهة التظاهرات بيد من حديد
أعلنت الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا رفضها تقرير فريق الخبراء الدوليين الأخير وما ورد فيه جملةً وتفصيلًا، مؤكدةً أن التقرير أثبت صواب موقف الحكومة في رفض قبول تجديد ولاية الفريق وعدم الاعتراف بتقاريره. كما أكدت الحكومة أن التقرير أكد من جديد انحياز فريق الخبراء وعدم مهنيته، وافتقاره لمصادر ميدانية، واعتماده على معلومات مظللة مصدرها تناولات صحفية وتقارير صادرة عن منظمات تدور في فلك جماعة الحوثي المدعومة من ايران. وأشارت الحكومة أيضًا إلى أن التقرير انساق خلف الرواية الحوثية، التي حاولت التنصل من الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي لدى وصول رئيس وأعضاء الحكومة.
يذكر أن فريق الخبراء الدوليين بشأن اليمن ذكر في تقريره الأخير إلى أن جميع الأطراف في اليمن تواصل إظهار عدم الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، مشيرًا إلى ارتكاب جميع الأطراف انتهاكات جسيمة في اليمن ترقى معظمها إلى جرائم حرب، وطالب الفريق بتمديد ولايته لعامين آخرين.
على صعيد آخر، تواصلت الاحتجاجات في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات حضرموت وأبين وسقطرى، للمطالبة برحيل "المجلس الانتقالي" وتنديدًا بتردي الخدمات وغلاء المعيشية؛ حيث قطع المحتجون الطرق في عدد من شوارع المدن الأربع وأحرقوا الإطارات، وسط هتافات معارضة للمجلس الانتقالي ومطالبةً برحيله. من جهتها، أقدمت القوات التابعة لـ"الانتقالي" بمواجهة المحتجين وأطلقت عليهم الرصاص الحي، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من المحتجين في عدن والمكلا.
يأتي ذلك بالتوازي مع إعلان رئيس "المجلس الانتقالي"، عيدروس الزبيدي، حالة الطوارئ على امتداد كل محافظات الجنوب موجهًا القوات التابعة له برفع درجة الجاهزية القتالية، ورفع حالة الاستنفار إلى أقصى درجة، لمواجهة الاحتجاجات الشعبية. كما وجه قواته "بالضرب بيدٍ من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار، وإثارة البلبلة والقلاقل". ودعا "الزبيدي" قيادات "الانتقالي" في كافة محافظات الجنوب إلى البقاء في حالة انعقاد دائم، وحشد الجهود اللازمة لتأمين الخدمات العامة لحياة المواطنين.
من جهتها، أعلنت جمعية الصرافين اليمنيين-فرع عدن، بدء إضراب شامل احتجاجًا على تردي الوضع الاقتصادي وتدهور سعر العملة المحلية. وطلبت الجمعية من كافة منشآت وشركات الصرافة وشبكات التحويلات المالية، بدء إضراب شامل اعتبارًا من الأربعاء الـ15 من الشهر الجاري حتى إشعار آخر.
في سياق احتجاجي آخر، شهدت مدينة حيس بمحافظة الحديدة مظاهرة شعبية، تندد بجرائم جماعة الحوثي وتطالب بإسقاط اتفاق ستوكهولم، واستكمال تحرير الحديدة. ورفع المتظاهرون في المسيرة التي نظمها مجلس تهامة الوطني برئاسة البرلماني اليمني، الشيخ محمد ورق، شعارات غاضبة تندد بجرائم الحوثي المستمرة على مدينة حيس، وبقية المناطق المحررة في التحيتا والدريهمي وغيرها من المناطق التي لم تنعم بالسلام منذ تحريرها قبل أربع سنوات.
في غضون ذلك، حذّرت اللجنة الأمنية بمحافظة شبوة من التحركات المشبوهة والهادفة إلى إرباك الوضع الأمني في المحافظة، عبر تنفيذ مخططات إجرامية تستهدف الأمن والاستقرار والتي تم إحباط بعضها من قبل الأجهزة الأمنية. جاء ذلك خلال اجتماع للجنة برئاسة المحافظ، محمد بن عديو، لبحث جملة من القضايا المتعلقة بالوضع الأمني والعسكري في المحافظة. كما وقفت اللجنة أمام دعوات العنف والفوضى من قبل "المجلس اﻻنتقالي" والتي تأتي تزامنًا مع تحركات عناصر الحوثي في المنطقة.
عسكريًا، أعلنت قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية كسر هجوم شنته قوات تابعة لجماعة الحوثي في جبهة ناطع بمحافظة البيضاء. وأكد مصدر عسكري أن المعارك أسفرت سقوط عديد من عناصر الجماعة بين قتيل وجريح، كما أسفرت عن إحراق عدد من آلياتها. وأضاف المصدر أن مدفعية الجيش شنّت قصفًا مكثّفًا استهدفت تجمعات وتحركات للحوثيين في مواقع متفرقة من الجبهة، وكبّدها خسائر بشرية ومادية كبيرة.
كما استهدفت مقاتلات التحالف العربي تجمعات ومواقع متفرقة تتمركز فيها جماعة الحوثي غربي محافظة مأرب، وأكدت مصادر عسكرية أن الغارات أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الحوثيين، منها تدمير عربيتي نقل جنود في جبهة الكسارة ومصرع جميع من كانوا على متنهما.
بالمقابل، استهدفت جماعة الحوثي ميناء المخا بعدد أربعة صواريخ باليستية وثلاث طائرات مسيرة، ما أدى إلى اشتعال النار في صهاريج وهناجر الميناء، وألحق القصف أضرارًا بالغة داخل الميناء وخسائر مادية كبيرة عقب اشتعال النيران في البضائع الموجودة في الميناء، ومساعدات غذائية إنسانية كانت وصلت الميناء قبل أيام، بينما لم ينجم عنه خسائر بشرية.
في سياق أمني، أعلنت الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب ضبط خلية حوثية بحوزتها خرائط وإحداثيات وعبوات ناسفة. وقال قائد قوات الأمن الخاصة بمأرب، سليم السياغي، إن التحقيقات كشفت أن الخلية أُسند إليها القيام بتنفيذ عمليات إرهابية، تستهدف تجمعات المدنيين والقيادات الأمنية والعسكرية وإقلاق الأمن والاستقرار والسكينة العامة، بعد أن فشلت كافة محاولاتها في تحقيق أي تقدم ميداني في جبهات القتال وتكبدت خسائر بشرية ومادية فادحة.
أمنيًا أيضًا، نجا قائد المقاومة الشعبية بمحافظة مأرب، الشيخ علي بن حسن بن غريب، من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة، عقب مغادرته الأراضي السعودية ودخوله الأراضي اليمنية في منطقة بين منطقتي "العبر" و"الوديعة". وأكدت مصادر مقربة من "بن غريب" أنه بصحة جيدة، في حين تضررت السيارة التي كانت تقله. يشار إلى أن "بن غريب" يعد من أشرس خصوم جماعة الحوثي، وقد تم استهداف منزلة بحي "آل شبوان" عدة مرات بالصواريخ البالستية كان آخرها في الـ26 أيار/ مايو من العام الحالي.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا