استنتاجات الموجز:
جهود حزبية تركية لضم أحزاب جديدة إلى تحالف المعارضة لتقوية فرص فوزها في الانتخابات المقبلة
عبر رسائل سياسية وعسكرية متبادلة شمال سوريا، روسيا تسعى لإجبار تركيا على العودة للاتفاقات السابقة
الحكومة تتحرك لمحاربة الغلاء الفاحش في الأسعار لقطع الطريق على المعارضة في استخدام هذه الورقة بالانتخابات
بدأ تحالف المعارضة التركية الذي يضم أحزاب "الشعب الجمهوري" و"الجيد" مع دعم غير رسمي من "حزب الشعوب الديمقراطي" و"حزب السعادة" الإسلامي المعارض، مساعيه لتعزيز صفوفه وتوسيعها لتقوية فرصه بالفوز في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة. وأُطلقت إشارات لأول مرة من قبل أطراف مختلفة حول إمكانية انضمام "حزب المستقبل" بقيادة رئيس الوزراء السابق، أحمد داود أوغلو، المنشق عن "حزب العدالة والتنمية"، و"حزب التقدم والديمقراطية" بقيادة وزير الاقتصاد السابق، علي باباجان، المنشق أيضًا عن “العدالة والتنمية” لتحالف المعارضة، وذلك لتوجيه “ضربة” لتحالف الحزب الحاكم والرئيس "أردوغان" في الانتخابات المقبلة.
في التفاصيل، بدأ كل من "باباجان" و"داود أوغلو" مؤخرًا الحديث أكثر عن ضرورة “التكاتف” لتغيير حكم "حزب العدالة والتنمية" في الانتخابات المقبلة، وبشكل أوسع عن ضرورة تغيير نظام الحكم في البلاد بالعودة إلى النظام البرلماني، الذي تحول إلى رئاسي عام 2018 في استفتاء شعبي، حيث كان الاثنان من أبرز المعارضين لهذه الخطوة. من جهته، ألمح "باباجان" في لقاء تلفزيوني إلى إمكانية التعاون مع الأطراف التي تدعم العمل على إرساء نظام برلماني جديد، رافضًا تأكيد وجود إجراءات فعلية للانضمام إلى تحالف المعارضة. وقال الوزير السابق: “نحن في حزب التقدم والديمقراطية إلى جانب نظام برلماني مُقوى، نحن على اتصال مع الأحزاب التي تدعم هذا الأمر، ونؤمن بضرورة الانتقال إلى مرحلة التعاون لتحقيق ذلك”، وهو ما اعتبر أبرز إشارة إلى إمكانية الدخول في حوار مباشر للانضمام إلى تحالف المعارضة.
في السياق ذاته، صعّدت المعارضة التركية في الأيام الأخيرة من اتهاماتها لـ"حزب العدالة والتنمية" الحاكم والرئيس "أردوغان" بالسعي إلى تعزيز الطابع الديني للدولة، قبل أن تتهمه بالسعي إلى تغيير بند “علمانية الدولة” في الدستور التركي. وهو اتهام وصف بـ”الخطير” لاسيما وأنه يأتي تزامنًا مع ذكرى إعدام الجيش رئيس الوزراء التركي السابق، عدنان مندريس، عام 1960 بتهمة الخروج عن مبادئ علمانية الدولة.
كما تصاعدت الاتهامات عقب تصريحات لرئيس الشؤون الدينية، اعتُبرت بمثابة مساس بعلمانية الدستور والدولة وتلميحًا لمزيد من الخطوات في هذا الاتجاه، وذلك بعدما قال إن دور رئاسة الشؤون الدينية بموجب بند توضيح الدين للمجتمع في الدستور التركي، يتمحور حول “نشر مبادئ الإسلام ورسالة القرآن الكريم وسنة الرسول بأفضل طريقة وإيصالها للمواطنين".
في الملف السوري، يواصل الطيران الحربي الروسي تنفيذ غارات مكثفة على المناطق الخارجة عن سيطرة الحلف السوري - الروسي شمال غرب سوريا، ضمن مسار تصعيدي واضح آخذٍ في الارتفاع منذ السادس من أيلول/ سبتمبر الجاري. وهو ما تريد منه روسيا الضغط على أنقرة للعودة إلى الاتفاقات السابقة، بهدف السيطرة على كل المشهد السوري دون مراعاة لمصالح ومخاوف الأطراف الأخرى.
بالمقابل، وجهت أنقرة جملة من الرسائل السياسية والعسكرية ردًا على التصعيد الروسي؛ تمثل أهمها في استقبال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في التاسع من أيلول/ سبتمبر وفدًا سوريًا، ضم رئيس "الائتلاف السوري" المعارض، سالم المسلط، ورئيس هيئة التفاوض، أنس العبدة، إلى جانب رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن المصطفى، ثم تأكيد الوزير التركي على أن "الائتلاف السوري" و"الحكومة المؤقتة" هما "الممثل الشرعي للشعب السوري"، إضافةً إلى إرسال تعزيزات عسكرية.
في السياق ذاته، كشف مسؤولان تركيان أن الرئيس "أردوغان" سيزور روسيا لمدة يومين في وقت لاحق هذا الشهر، لإجراء محادثات مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن التصعيد شمال غرب سوريا، وبعد الهدنة الأخيرة التي جرى توقيعها قبل 18شهرًا في منطقة إدلب.
على صعيد خارجي منفصل، وصل "أردوغان" إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيشارك في مراسم افتتاح مبنى "البيت التركي الجديد" في نيويورك. وسيلقي "أردوغان" يوم الـ21 من الشهر الجاري كلمة في اليوم الأول للجمعية العامة، التي ستنعقد تحت شعار "بناء القدرة على الصمود عبر الأمل من أجل تجاوز وباء كورونا وإعادة بناء الاستدامة والاستجابة لاحتياجات الكوكب واحترام حقوق الإنسان وإعادة إحياء الأمم المتحدة".
على الصعيد الأوروبي، أعربت تركيا عن استيائها من البيان المشترك لقمة بلدان جنوب أوروبا "ميد9"، (فرنسا وقبرص الرومية وكرواتيا وإسبانيا وإيطاليا ومالطا والبرتغال وسلوفينيا واليونان)، بخصوص ملفات شرق المتوسط وقبرص والهجرة غير القانونية، واصفةً إياه بأنه "منحاز، وبلا رؤية، وبعيد عن الواقع". يذكر أن الدول الموقعة على البيان المذكور دعت إلى "التخلي عن موقفها أحادي الجانب، والذي تتبع من خلاله اليونان وإدارة قبرص الرومية بشكل أعمى تحت غطاء التضامن معهما".
اقتصاديًا، تضرب موجة غير مسبوقة من الغلاء الفاحش في الأسعار كافة القطاعات الحيوية في تركيا في الأسابيع الأخيرة، وهو ما زاد من المتاعب الاقتصادية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود والمتوسط، وفرض تحديات كبيرة على الحكومة التي تحاول السيطرة على الأسعار، وتقليل الآثار السلبية على المواطنين في محاولة لسحب “ورقة الاقتصاد” من يد المعارضة التي تسعى لاستغلالها. من جانبهم، يُجمع محللون على أن الاقتصاد واللاجئين ستكونان أخطر ورقتين بيد المعارضة بالانتخابات، إلا أن الرئيس "أردوغان" بدأ يدرك خطورة ارتفاع الأسعار، مؤكدًا أنه سيتابع بنفسه موجة ارتفاع الأسعار عقب عودته من الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه أوعز للجهات المختصة بمتابعة الأمر.
أمنيًا، حيّدت قوات الكوماندوز التركية 10 عناصر من تنظيم "بي كى كى/ ي ب ك"، في منطقة عملية "نبع السلام" شمال شرق سوريا، كانوا يستعدون لشن هجوم على "نبع السلام" من مناطقها الجنوبية. كما حيدت القوات خمسة عناصر من التنظيم في ولاية سيرت، بالتنسيق بين قيادة قوات الدرك والقوات الجوية والاستخبارات الأمنية، فيما سلم عنصر من تنظيم "بي كى كى" نفسه إلى قوات الأمن، وذلك بعد جهود لإقناعه بعد أن أنضم إلى صفوف التنظيم عام 2013، وشارك في أنشطة التنظيم في سوريا.
أمنيًا أيضًا، تمكنت قوات الأمن من تدمير 10 ملاجئ للتنظيم في قضاء "أوفاجيك" بولاية تونجلي، وقبضت على أربعة عناصر من تنظيم "غولن" في ولاية أدرنة، أثناء محاولتهم الفرار إلى اليونان. هذا، بينما استشهد جندي تركي متأثرًا بإصابته جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة أفاشين شمال العراق. بدوره، نشر وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، على موقع "تويتر" رسالة تعزية في استشهاد الجندي، متقدمًا بالتعزية لذويه وللجيش وللشعب التركي.
عسكريًا، بحث رئيس هيئة الأركان العامة التركية، يشار غولر، قضايا الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والأمن الإقليمي وعمليات مكافحة الإرهاب وأزمة اللاجئين وقضايا أخرى، مع نظيره الأمريكي، مارك ميلي، وذلك خلال مشاركتهما في اجتماع رؤساء هيئات الأركان العامة للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، بالعاصمة اليونانية أثينا.
عسكريًا أيضًا، اختُتمت مناورات "شاهين - 2021" التركية الأذربيجانية بنجاح، والتي استضافتها قيادة القاعدة الجوية الثالثة في قونيا بمشاركة القوات الجوية الأذربيجانية. وهدفت المناورات إلى تطوير التعاون بين البلدين في مجال التدريب على الطيران والمساهمة في التعاون العسكري.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا