استنتاجات الموجز:
وضعٌ اقتصادي وإنساني كارثي يهدد اليمن تعكسه تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وتحذيراتها المتواصلة من تردي الأوضاع في البلاد
جماعة الحوثي تقوم بإعدام تسعة أشخاص بعد محاكمات غير علنية ومشكوك في نزاهتها، في سلوك يُظهر عدم اكتراث الجماعة بحقوق الإنسان الأساسية وربما يشير لرغبتها في تنفيذ أحكام أخرى مؤجلة
دعا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن في تغريدة على "تويتر" إلى ضرورة دعم الاقتصاد اليمني، للحفاظ على استقرار العملة التي تشهد انهيارًا تاريخيًا في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، محذرًا من الانهيار التام للاقتصاد اليمني وللأنظمة المؤسسية بما فيها مرافق الخدمات الأساسية ونظم الحماية الاجتماعية. وأكد المكتب على ضرورة دعم الاقتصاد اليمني للحفاظ على استقرار العملة بصورة عاجلة، ومعالجة بعض الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي.
على صعيد آخر، اعتقلت السلطات المحلية في مطار سيئون رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري، فؤاد راشد، قبيل مغادرته إلى السعودية. وقال مجلس الحراك في حضرموت، في بيان، إن قوات الأمن القومي سحبت جواز "راشد" ونقلته إلى سجن الأمن السياسي في المكلا، بتوجيهات من محافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء فرج سالمين البحسني . وأدان بيان "مجلس الحراك" ما وصفه بـ"العمل الاستبدادي اليأئس الذي تجاوز كل قضايا الفساد وهموم المواطنين المعيشية والخدمية، وركز فقط على ملاحقة قائد سياسي مدني أعزل".
على صعيد أمني منفصل، أفادت معلومات مسربة بأن الإمارات قامت بتدريب أكثر من 390 عنصرًا استخباراتيًا بينهم 30 امرأة في محافظات "مأرب" و"شبوة" و"أبين" و"تعز"، وذلك للعمل في إطار الوحدات الاستخباراتية الموالية لها في اليمن، لافتةً إلى أن أبوظبي تقوم كذلك بتدريب أكثر من 180 عنصرًا استخباراتيًا للقيام بـ"مهام خاصة" ضمن الوحدات الاستخباراتية الإماراتية. كما أفادت المعلومات بقيام أجهزة إماراتية وأخرى يمنية تابعة لها، بتنفيذ عشرات العمليات "الخاصة" في محافظات "عدن" و"لحج" و"أبين" و"سقطرى" و"تعز" و"الساحل الغربي"، إلى جانب تنفيذ عمليات اختطاف في عدة محافظات.
في غضون ذلك، نفّذت جماعة الحوثي حكم الإعدام بحق تسعة أشخاص بينهم قاصر، اتُّهموا بالتورط في اغتيال القيادي البارز في الجماعة ورئيس المجلس السياسي السابق، صالح الصماد، ومرافقيه، وذلك من خلال تقديم إحداثيات تحركاته لمقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية. ومن خلال محاكمة سرية مشكوك في نزاهتها، نُفذ حكم الاعدام في ميدان التحرير بصنعاء في حضور جمع كبير من أنصار الجماعة، وسط تشديدات أمنية مكثفة.
من جهتهم، انتقد ناشطون وحقوقيون إقدام الجماعة الحوثية على تنفيذ حكم الإعدام بحق أبرياء دون أن تقدم أي دليل على صحة اتهامها. كما أدانت الحادثة دول عربية وغربية إضافة إلى البرلمان العربي والأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية والإنسانية، مؤكدين على ضرورة احترام القوانين الدولية والإنسانية والتوقف عن الأعمال الوحشية.
في السياق، أوضح وزير الإعلام، معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات عبر حسابه على "تويتر"، أن جماعة الحوثي أبلغت أسر ضحايا ما عرفت بمذبحة "18 سبتمبر" التسعة بمنحهم مهلة، لإخلاء منازلهم ومصادرة كافة ممتلكاتهم من أراضي وعقارات وأموال، وتسليم ثلاثة ملايين ريال يمني عن كل شهيد تكاليف القضية، تنفيذًا للحكم الجائر الذي أصدرته محكمة غير قانونية خاضعة لسيطرتها. وأضاف "الإرياني" أن هذا التمادي في استهداف الضحايا التسعة والتنكيل بأسرهم يمثل استفزازًا لمشاعر كل اليمنيين، الذين عبروا عن غضبهم واستهجانهم لهذه الجريمة البشعة، ومحاولة من الجماعة لإرهاب مناهضيها من سياسيين وإعلاميين وصحفيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
عسكريًا، أصدرت اللجنة الأمنية بمحافظة شبوة تحذيرات عاجلة للمواطنين في عدد من مناطق المحافظة، بعدم الاقتراب من أماكن الاشتباكات أو استخدام الطرق التي تسلكها عناصر الحوثي في مناطق التماس بين محافظتي شبوة والبيضاء. وأكدت اللجنة أن كلًا من "مرخة العليا" و"خور" و"ناطع" و"القنذع" أصبحت مناطق حرب واشتباكات، وتعتبر الأهداف المتحركة أو الثابتة أهدافًا عسكرية.
ميدانيًا أيضًا، سيطرت القوات التابعة لجماعة الحوثي على عدد من المواقع التابعة للشرعية في مدينة بيحان بمحافظة شبوة، قبل أن تعلن القوات الحكومية استعادتها عقب ساعات من الاشتباكات العنيفة، التي خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. هذا، فيما أكدت مصادر محلية مقتل مدير عام مديرية حريب، ناصر القحاطي، وإصابة عدد من مرافقيه، خلال المعارك الدائرة ضد عناصر الحوثي بمديرية بيحان. يأتي ذلك عقب تسليم قوات سلفية وأخرى تابعة لـ"طارق صالح" (موالون للإمارات)، عددًا من المواقع في منطقة "الصومعة" بمحافظة "البيضاء"، والتي تم من خلالها تقدم الحوثيين نحو محافظة "شبوة".
على صعيد ميدان يآخر، أكد مصدر عسكري أن قوات الجيش خاضعت معارك شرسة ضد عناصر تابعة لجماعة الحوثي، حاولت التسلل باتجاه مواقع الجيش في محافظة البيضاء، مؤكدًا كسر الجيش لهجوم الحوثيين وسقوط العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح.
في سياق آخر، أكد مصدر عسكري أن اشتباكات عنيفة وقعت بعد محاولة عناصر تابعة لـ"المجلس الانتقالي"، عرقلة تقدم قوات المنشآت لتأمين حقول النفط في "جنة هنت" بمديرية عسيلان. وأضاف المصدر أن العناصر المسلحة باشرت بإطلاق النار على القوات العسكرية، ما دفع تلك القوات إلى الرد على مصادر النيران وسقوط قتلى وجرحى في صفوف العناصر المهاجمة، مؤكدًا أن قوات الشرعية تمكنت من الوصول إلى موقع شركة "جنة هنت" وشرعت في تأمين الموقع ومحيطه.
من جانبها، شنّت قوات الجيش الوطني، مسنودة بالمقاومة الشعبية، هجومًا واسعًا على مواقع جماعة الحوثي بمحافظة الجوف؛ حيث حررت قوات الشرعية مواقع عسكرية جديدة، وكبدت عناصر الحوثي خسائر في العتاد والأرواح، بجبهتي "قنا" و"الخنجر" شمال شرق محافظة الجوف. كما شنّت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية استهدفت من خلالها مواقع وتجمعات عناصر الحوثي غرب محافظة مارب، ما أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، منها تدمير مخزن أسلحة وآليتين وطقمين ومصرع جميع من كانوا على متنهما.
من جهة أخرى، أعلن التحالف تدمير زورقين مفخخين يتبعان جماعة الحوثي في منطقة الصليف جنوبي البحر الأحمر، مشيرًا إلى استمرار التهديد الحوثي لخطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، كما نوه إلى انتهاك الجماعة لاتفاق ستوكهولم بإطلاق العمليات العدائية من محافظة الحديدة.
على الصعيد الصحي، أعلنت السلطات الصحية في اليمن إحصائيات الإصابات الجديدة بفيروس "كورونا"، عقب الكشف عن إصابات جديدة السبت الماضي، حيث سجلت 34 حالة إصابة مؤكدة في خمس محافظات، وخمس حالات وفاة في محافظتي حضرموت ومأرب. وبهذه الإحصائية يصبح إجمالي حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس 8752 حالة، منها 1654 حالة وفاة و5419 حالة تعافٍ في المحافظات الواقعة في نطاق الحكومة الشرعية، وذلك وفقًا لإدارة مكافحة الأمراض والترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة والسكان.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا