استنتاجات الموجز:
عدم الإعلان عن نتائج قمة أردوغان – بوتين في سوتشي يفتح الباب أمام التكهنات حول توقيع صفقات ومساومات بين الطرفين
تجدد حالة الاحتقان في ملف اللاجئين عقب حادثة مقتل مواطن تركي من قبل لاجئ سوري في ولاية إزمير
اختتمت قمة الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، في مدينة "سوتشي" الروسية، والتي استمر 3 ساعات دون حضور مسؤولين آخرين. فيما لم ينتج عن القمة المغلقة مؤتمرًا صحفيًا أو أي بيان يشرح ما تم الاتفاق عليه بين البلدين، ما فتح الباب أما التكهنات والتخمينات التي استرجعت الشائعات حول الصفقات والمساومات بين الطرفين، والتي قد تسمح بالتنازل عن قطعة من "إدلب" الداخلة ضمن النفوذ التركي شمال غربي سوريا، مقابل جزء من الأراضي الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد.
من جهة أخرى، كشف وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عن تقدم في العلاقات مع تركيا، مؤكدًا أن الأمر لم يصل بعد للخطوة القادمة، وأن الاتصالات لا تزال تسير على نفس الوتيرة لما تم في الجولتين الأولى والثانية، معربًا عن أمله في البناء عليها، وأنه جاري تقييم مدى مراعاة الطرفان للقواعد التي تحكم العلاقات الثنائية، والتزام كل طرف بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدى الطرف الآخر، ومبدأ الاحترام والاعتراف بسيادة الدولة.
من جهتها، تواصل الجهات الرسمية الفلسطينية متابعة ظروف إختفاء 7 فلسطينيين وانقطاع الاتصال بهم منذ أيام في تركيا، وأوعز رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية للسفير الفلسطيني لدى أنقرة، فايد مصطفى، بتكثيف جهود البحث للكشف عنهم ومعرفة مصيرهم، ودعا المسؤولين الأتراك إلى بذل أقصى الجهود للبحث عن المختفين والحفاظ على أرواحهم، خاصة أن تركيا تتمتع بقدرة كبيرة من حفظ الأمن لمواطنيها وللوافدين إليها، باعتبارها مقصدا للسياح الذين يشعرون بالأمن والأمان فيها.
داخليا، تجددت أحداث الشغب في ولاية "إزمير" بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك على غرار الأحداث التي شهدتها العاصمة "أنقرة" قبيل أسابيع، وذلك عقب مقتل شاب تركي يبلغ من العمر 17 عامًا طعنًا بسكين على يد شاب سوري يبلغ من العمر 20 عامًا في حي "توربالي" بولاية "إزمير"، وذلك عندما كان عائدًا إلى منزله قبل أن يعترضه ثلاثة شبان أتراك "مخمورين" ويقع في ملاسنة معهم بحسب بيان الولاية، حيث تحولت فيما بعد إلى مشادة عنيفة أسفرت عن إصابة "شاب تركي" بضربات سكين في صدره أدت إلى وفاته، في حين جرى اعتقال الشاب السوري مصابًا بضربات سكين في يده، وما زالت التحقيقات متواصلة على كافة المستويات. فيما لقي بيان الولاية استهجان عائلة الشاب السوري حيث لم يوضح البيان ما إذا كان الشاب السوري في وضعية الهجوم أو الدفاع عن النفس.
من جانبهم، تجمع عشرات الأتراك من سكان الحي وأقارب القتيل وباشروا في مهاجمة منازل وشقق سكنية ومحلات وسيارات يعتقد أنها تعود للاجئين سوريين يقطنون الحي، حيث أظهرت صور ومقاطع فيديو فرق إطفاء تحاول إخماد حريق نشب في شقة سكينة وحرائق أخرى طالت بعض الممتلكات ومنها سيارات تجارية صغيرة. فيما انتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن التركية في محاولة لبسط الأمن في الحي الذي شهد ساعات من الفوضى والاعتداءات، وعلى الرغم من عدم تسجيل اعتداءات جديدة، الجمعة، إلا أن حالة من التوتر والخوف ما زالت تنتاب اللاجئين في المنطقة الذين أغلقوا محلاتهم ولازموا بيوتهم وامتنعوا عن التجول في المنطقة.
على صعيد آخر، أوردت تقارير أمريكية، أن صحة الرئيس أردوغان ليست جيدة، وأنه لن يتمكن من المضي حتى الانتخابات القادمة بسبب تعثر صحته، وهو ما نفاه مسؤولين أتراك، وقاموا بنشر فيديوهات لأردوغان وهو يمارس الرياضة برفقة عدد من الوزراء، لكن الأشهر الأخيرة شهدت بعض المواقف التي رأت فيها المعارضة دليلًا على أن الوضع الصحي لأردوغان قد تراجع، ومنها مشهد أظهر أردوغان يتكئ على أحد مرافقيه للنزول عن منصة فعالية رسمية كان يشارك بها ومشهد آخر وهو يتكئ فيها على زوجته أمينة ويسير ببطء، ومشهد آخر فسره البعض على أن الرئيس غالبه النوم لثوان خلال لقاء تلفزيوني، الأمر الذي نفاه مقربون من الرئيس واعتبروه مجرد "تلاعب تقني".
في سياق منفصل، أعلنت رئيسة "الحزب الجيد" المعارض، ميرال أقشينار، بشكل مفاجئ، أنها لن تترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، بالتزامن مع إعلان حزب الشعوب الديمقراطي الكردي أكبر الأحزاب الكردية بالبلاد أنه لن يشارك في أي تحالف انتخابي، في مواقف هامة تعطي مؤشرات حيوية حول تركيبة الانتخابات المقبلة التي ما زال يلفها الكثير من الغموض والتكهنات خاصة فيما يتعلق بحظوظ حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان. فيما لم يتضح المنافس الذي تنازلت له أقشينار التي كانت تصر على خوض الانتخابات الرئاسية، ففي حين تواجه المعارضة صعوبة كبيرة في الإجماع حول الرئيس السابق، عبدالله غًل، تبقى التكهنات مفتوحة حيال ما إذا كان المرشح سيكون من حزب "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب تحالف المعارضة سواء زعيمه "كمال كليتشدار أوغلو" أو أحد الأسماء الأخرى المطروحة من داخل الحزب وعلى رأسها رئيسي بلدية إسطنبول، أكرام إمام أوغلو، أو "أنقرة"، منصور يافاش، أو مرشح توافقي من خارج الحزب.
امنيًا، أنهت قوات الأمن التركية، عمليات "أرن" الأمنية لفترتي الربيع والصيف داخل تركيا والذي انطلقت في 15 نيسان/ أبريل الماضي، بتحييد (127) عضوًا من تنظيم حزب العمال الكردستاني بينهم 39 قياديًا، وشملت العملية تنفيذ (10850) عملية أمنية، جرى فيها تدمير (402) ما بين مخبأ وملجأ ومستودع تحت الأرض. كما استسلم عضو من التنظيم بواسطة الإقناع، كان قد التحق بصفوف التنظيم عام 2019، وشارك أنشطته في سوريا والعراق،وبذلك ارتفع عدد الذين سلموا أنفسهم إلى السلطات التركية بالإقناعا إلى 156 منذ مطلع العام الجاري.
كما حيدت قوات الأمن التركية بحسب بيان عن وزارة الدفاع التركية (148) إرهابيًا بينهم عناصر في تنظيم "داعش" خلال أيلول/ سبتمبر الماضي في مناطق العمليات بسوريا، وأشار البيان إلى أن العمليات العسكرية داخل تركيا وخارجها منذ مطلع العام الجاري أسفرت عن تحييد (2081) إرهابيًا، وأنه تم ضبط (1388) شخصًا لدى محاولتهم دخول تركيا بطريقة غير قانونية الشهر المنصرم، مؤكدًا أنه تم تشديد التدابير على الحدود الإيرانية-التركية على خلفية التطورات في أفغانستان (في إشارة إلى تولي حركة طالبان السلطة).
في شأن عسكري، بحث وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، مع نظيره الأمريكي، لويد جيمس أوستين، قضايا التعاون الأمني والدفاع الثنائي والإقليمي، وأهمية التنسيق والتعاون الوثيق وتعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا