استنتاجات الموجز:
اسقاط المواطنين في المهرة لطائرة التجسس البريطانية يشي بموقف القبائل الحازم والرافض للتواجد الأجنبي في المحافظة
حصار منطقة العبدية بمحافظة مأرب دون أي تحرك من طرف الشرعية سينعكس بشكل سلبي على ثقة القبائل بها
لا تزال الإمارات تستميت في التمسك بما تعتبره مكتسباتها نتيجة مشاركتها في التحالف العربي لتحرير اليمن من انقلاب جماعة الحوثي، حيث كشفت مصادر عسكرية، أن الإمارات زوّدت قوات المجلس الانتقالي الموالية لها في عدن بشحنة أسلحة نوعية ومتطورة. وأكدت المصادر وصول الشحنة إلى عدن ثم نقلها إلى معسكرات تابعة للانتقالي، حيث قدمت عبر "المخاء" التي يسيطر عليها "طارق صالح" الموالي للإمارات، موضحة بأن الشحنة تسلّمها وأشرف على تخزينها في عدن قائد قوات ما تسمى بقوات العاصفة التابع للانتقالي، أوسان العنشلي. يأتي ذلك بالتزامن مع الأحداث التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن من احتجاجات وتظاهرات رافضة لسياسات المجلس الانتقالي وتردي الأوضاع الاقتصادية.
من جهة أخرى، كشفت مصادر عسكرية أن ضابطاً إمارتياً يتواجد في منشأة "بلحاف الغازية" هدد بتفجيرها عقب مطالبات السلطات المحلية للقوات الإماراتية بإخلاء المنشأة، مؤكدة أن الضابط طلب من المختصين تحديد أخطر وأكثر مكان حساسية في المنشأة يمكن من خلاله تدميرها عبر استهدافه بشكل مباشر.
وفي إطار مخاوفها من إدانتها هي الأخرى، كشفت معلومات أن الإمارات تخطط بشكل جدي للتخلي عن عدد من القيادات الجنوبية الموالية لها في المجلس الانتقالي الجنوبي، على رأسها نائب رئيس المجلس الانتقالي، هاني بن بريك، الذي كشفت تقارير حقوقية ودولية عن تورطه بشكل مباشر في جرائم وانتهاكات جسيمة، والتخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال طالت أكثر من 120 مواطنًا لأسباب سياسية خلال الفترة من 2015 إلى 2018 بينهم شخصيات اجتماعية وخطباء وضباط موالون للسلطة الشرعية في عدن ومدن أخرى.
وفي سياق آخر، اعتقلت قوات تابعة للمجلس الانتقالي طاقم قناة السعيدة في العاصمة المؤقتة عدن، وذلك أثناء قيامهم بإجراء مقابلات مع مواطنين وتصوير الأضرار التي لحقت بمنازلهم جراء الأحداث التي شهدتها المدينة مؤخرًا، بزعم عدم حصوله على تصريح من قبل الدوائر الإعلامية التابعة للمجلس. كما أقدمت عناصر أخرى، تابعة للمجلس الانتقالي، على قتل طبيب يمني يعمل في منظمة أطباء بلا حدود، في إحدى نقاط التفتيش التي نصبتها في "طور الباحة" من المدخل الشمالي للعاصمة المؤقتة عدن. وقالت مصادر محلية إن الدكتور "الحرازي"، الذي قتل برصاص أفراد النقطة، كان في طريقة لمحافظة عدن على متن سيارته الخاصة برفقة زملائه، حيث اعترضهم جنود النقطة وسلبوهم أشيائهم بما في ذلك التلفونات وطلبوا مبلغ 100 ألف ريال لإعادتهم، الأمر الذي رفضه "الحرازي" فتم إطلاق النار عليه واردوه قتيلا على الفور، بحسب شهود عيان.
على صعيد آخر، تجري القوات البريطانية المرابطة في المهرة شرقي اليمن، اتصالات حثيثة مع مشايخ بعض القبائل في المحافظة بهدف استعادة طائرة تجسس أسقطها مسلحون في وقت متأخر من مساء الاحد 3 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، حيث قدمت القوات البريطانية عرضًا مغريًا للقبائل مقابل تسليمها الطائرة التي وقعت على منزل أحد المواطنين ولا تزال بحالة جيدة. وقالت مصادر إعلامية إن طائرتين مسيرتين كانتا تحلقان في سماء المدينة قبل أن يتمكن المواطنون الرافضون للتواجد الأجنبي من إسقاطها.
من جهته، غادر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، العاصمة المؤقتة عدن، وذلك عقب زيارة استمرت يومين، التقى خلالها رئيس الوزراء، معين عبدالملك، ومسؤولين حكوميين، وقيادات في المجلس الانتقالي، كما التقى بأعضاء من مؤتمر حضرموت الجامع، ومكوّنات مجتمعية أخرى، ضمن جولة كانت يفترض أن تقوده إلى صنعاء للقاء قيادات في جماعة الحوثي.
وعلى الجانب الآخر في العاصمة صنعاء، أصدرت محكمة تابعة لجماعة الحوثي حكمًا قضائيًا جديدًا بإعدام يمني وكيني والحبس خمس سنوات لثلاثة آخرين بينهم سعودي الجنسية، بتهمة القتال مع من وصفتهم تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء (في إشارة إلى قوات الشرعية) وهي تهم وصفها نشطاء يمنيون بأنها ملفقة. جاء ذلك بعد نحو أسبوعين من قيام مليشيات الحوثي بإعدام 9 مواطنين من أبناء محافظة الحديدة بتهم ملفقة.
في غضون ذلك، اعتبرت 34 منظمة من منظمات المجتمع المدني، استمرار جماعة الحوثي في حصار 35 ألف نسمة بمديرية "العبدية" جنوب محافظة مأرب، "تجويعًا قاتلًا" يدخل ضمن جرائم الحرب بإجماع فقهاء القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الانسان. وقالت المنظمات عبر بيان مشترك لها إنها تابعت بقلق التصعيد الأخير من قبل جماعة الحوثي وتشديد الحصار على سكان مديرية العبدية، ووضعهم في سجن كبير ومنعت عنهم أبسط الحقوق الإنسانية كالغذاء والدواء والماء وسائر المتطلبات الضرورية للحياة، آمله أن يتم فك الحصار بشكل عاجل وأن يجنب السكان المدنيين ويلات الحرب.
عسكريًا، أكد مصدر عسكري مقتل وجرح عدد من عناصر جماعة الحوثي خلال محاولة التقدم باتجاه مواقع في جبهة صرواح، مشيراً إلى أن قوات الجيش رصدت تلك المحاولة واستهدفتها كما استهدفت تعزيزات كانت في طريقها إلى الجبهة ذاتها، وكبدتها خسائر في العدد والعدة. وكانت مصادر عسكرية قد أكدت في وقت سابق أن العشرات من عناصر وقيادات الحوثي سقطوا بين قتيل وجريح بنيران الجيش والمقاومة ورجال القبائل في عدد من جبهات القتال بمحافظة مأرب، لافتةً إلى أن العديد من جثث المقاتلين الحوثيين لا تزال متناثرة على امتداد مسرح العمليات القتالية، البعض منها من معارك الأيام الماضية. يأتي ذلك بالتزامن مع قصف مدفعي مركز شنه الجيش الوطني استهدف تحركات الحوثيين على امتداد الجبهات وألحق بها خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وفي محافظة تعز، أكد مصدر عسكري بقيادة محور المحافظة، تصدي الجيش الوطني لهجوم عنيف قامت به عناصر تابعة لجماعة الحوثي على بعض مواقع الجيش غرب وشمال غرب تعز، وشنه هجومًا معاكسًا تتبع خلاله عناصر الحوثي التي فرت من المواجهات، مضيفًا أن الخسائر البشرية للجماعة في هذه المعارك تقدر بين 50 قتيل وجريح إلى جانب خسائر أخرى في العتاد.