استنتاجات الموجز:
تتجه السلطة الفلسطينية لعقد اللجنة المركزية لمنظمة التحرير في مسعى لإشغال الفصائل الفلسطينية واستقطابها لصفها قدر المستطاع
لقاء "محمود عباس" بوفد حزب "ميرتس" لا يعدو كونه لقاء علاقات عامة ولن يبنى عليه سياسياً مخرجات ذات صلة
لقاءات حماس مع المصريين في القاهرة مثلت فرصة لإعادة تفعيل العلاقات وتوسيع النقاشات حول قضايا متعددة
بالتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي، هادي عمرو، إلى الأراضي الفلسطينية ولقاءه بقيادات السلطة في رام الله، تداولت أوساط إعلامية عربية وعبرية معلومات حول تزايد الضغوط الأمريكية على "عباس"، لبدء إصلاحات سياسية خلال الفترة المقبلة، تشمل تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة برئاسة، سلام فياض، بالإضافة إلى الامتناع عن عرقلة الجهود المصرية الأمريكية لإرساء تهدئة في قطاع غزة، والتوقّف عن التهديد بالتراجع عن الاتفاقيات مع "إسرائيل". كما قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن المبعوث الأمريكي أراد تهدئة التوتر بين الفلسطينيين والاحتلال داعيًا الأطراف إلى "ضبط النفس قدر الإمكان"، كما أنه أراد الاطمئنان على إجراءات دعم السلطة الفلسطينية وتعزيز الثقة بين الجانبين، مشجعاً إجراء المزيد من اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية. وأكد عمرو مجدداً، أن واشنطن لن تطرح مبادرة سياسية الآن بسبب أن الظروف لم تنضج بعد، ولأن التركيبة الحكومية في "إسرائيل" غير جاهزة، ولذلك تريد من الأطراف الاستمرار في حوار ثنائي مباشر.
وقبل لقائه عمرو، التقى عباس الوزيرين "الإسرائيليين"، نيتسان هوروفيتس، وعيساوي فريج، من حزب "ميرتس" اليساري في رام الله. وأثناء اللقاء، دعا "عباس" جميع أعضاء الائتلاف، للقائه، مركزاً بشكل خاص على وزير الداخلية، إيليت شاكيد، من "حزب يمينا" اليميني، التي ردت على بالقول، إنها لن تفكر في لقاء "منكر للهولوكوست يقاضي الجنود الإسرائيليين في لاهاي".
فيما نقلت وسائل إعلام عبرية عن عباس، قوله لوزراء "ميرتس"، إن الجانب المصري أبلغ السلطة الفلسطينية أن "لا احتمال لعملية سياسية في هذا الوقت". كما حضر وفد "إسرائيلي" آخر إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، بقيادة الأمين العام لحزب العمل، عيران حرموني، والتقى عدداً من المسؤولين الفلسطينيين.
يأتي ذلك في وقت بدأت فيه جهات محسوبة على السلطة بالحديث للإعلام العبري عن تعويل فلسطيني رسمي على وصول وزير الخارجية "الإسرائيلي"، يائير لبيد، إلى سدة الحكم بعد نحو عام ونصف العام، لدفع مسار التسوية. وكان بنيت قد تجاهل المسألة الفلسطينية في خطابه الأخير في الأمم المتحدة، في رسالة تؤكد عدم رغبته في التقدم نحو مسار سياسي. ويدفع بنيت نحو حل اقتصادي مع الفلسطينيين، وسمح بلقاء وزراء إسرائيليين مع محمود عباس وآخرين في رام الله، في تدشين لبداية تعاون جديد، ولكن ليس مساراً سياسياً حتى الآن.
من جهتها تمارس الإدارة الأمريكية ضغوطاً هادئة على حكومة الاحتلال في موضوع الاستيطان. وكشف القائم بأعمال السفير الأمريكي في "إسرائيل" إن هناك قلقا أمريكيا من مشاريع الاستيطان خصوصا تلك التي تتسم بأهداف استراتيجية، مثل إلغاء المطار ومشروع "المنطقة E1" بالقرب من القدس، التي تعتبر أساسية لوحدة الأراضي الفلسطينية التي تربط المناطق الشمالية في الضفة الغربية بالمناطق الجنوبية فيها.
ويذكر أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، خلال لقائه نظيره الإسرائيلي إيال هولاتا، بالبيت الأبيض، ركز على الوضع في الأراضي الفلسطينية وكيفية تجنب تصعيد عسكري آخر بين "إسرائيل" والفلسطينيين، إضافةً إلى الدعم الأمني لـ"إسرائيل" من خلال صفقات دفاعية وأمنية وتعزيز القبة الحديدية.
وقال مسؤول أمريكي كبير: "لقد ورثنا وضعاً كانت فيه جميع قنوات الاتصال مع الفلسطينيين شبه مقطوعة، ونحن نعمل على إعادة تلك القنوات، ولدينا حوار صريح حول الجهود المبذولة لدفع السلام والأمن، ونناقش أيضاً الوضع الحالي مع الفلسطينيين، بما في ذلك أهمية ضمان الهدوء في غزة، والذي كان موضوعاً رئيسياً في اجتماعات سوليفان في القاهرة قبل أسبوع. كذلك، الجهود المبذولة لتجنب اشتعال الوضع مرة أخرى في الضفة الغربية وغزة، واتخاذ خطوات لتحسين حياة الفلسطينيين".
على المقلب الآخر، تنشط في هذه الأوقات الاتصالات التي يجربها فريق مكلف من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لعقد اجتماع للمجلس المركزي، وتجرى التحضيرات لعقد اجتماع للمجلس، بكامل أعضائه من الداخل والخارج، في مقر المقاطعة في مدينة رام الله، وتأخذ الاستعدادات الحالية، التي ستشمل اتصالات مع الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير، طرح أفكار لها علاقة بالخطة التي يجري العمل على تبنيها من المجلس، لتكون عنوان العمل السياسي.
وفي سياق متصل، أبلغت مصر محمود عباس، بأنها توصلت إلى تفاهمات بين حركة "حماس" و"إسرائيل" لتجديد التهدئة في قطاع غزة، "مقابل تسهيلات واسعة في القطاع"، حسبما أكد مسؤولون في السلطة. فيما أكد مسؤولون في حركة "حماس" أنه "تم التوصل إلى تفاهمات لإحياء التهدئة بين غزة وإسرائيل، مقابل تسهيلات واسعة للقطاع". لكنهم قالوا إنه "لم يجر تحديد المدة"، مؤكدين أن "التهدئة بلا سقف زمني معين ومرهونة بالتطورات“.
وقالت مصادر مصرية خاصة وأخرى في حركة "حماس"، إن الاجتماع الذي عقد في مقر جهاز المخابرات العامة المصرية، بمنطقة القبة بالقاهرة، واستمر نحو 5 ساعات، بين وفد حركة "حماس"، ورئيس الجهاز اللواء عباس كامل، بحضور مسؤولي الملف الفلسطيني بالجهاز، لم يقتصر على بحث ملف صفقة الأسرى فقط.
وقال قيادي في حركة "حماس": "قيادات الحركة تمسكت بوحدة ملفات القضية الفلسطينية“. وقالت المصادر: "طرحت قيادة حماس كافة الأسباب التي من شأنها التوصل لاتفاق تهدئة، وهي ذاتها التي قد تكون سبباً في تفجير الأوضاع في أي لحظة إذا مسها الجانب الإسرائيلي“. حيث كان هناك تشديد على أن أي اتفاق تهدئة مرهون بالوضع في القدس، وفي الضفة الغربية، وكذلك السجون الإسرائيلية، وليس بغزة فقط، وهو الأمر الذي كان بمثابة مفاجأة للجانب المصري الذي ألمح إلى صعوبة ربط كافة الملفات بملف التهدئة. يذكر أن وفد رفيع وموسّع من قيادة “حماس” في غزة والخارج وصل إلى العاصمة المصرية لإجراء مباحثات مع قيادة المخابرات العامة حول مجمل القضايا الفلسطينية والمشتركة، وعقد اجتماع شامل لأعضاء المكتب السياسي الجديد للحركة.
وفي سياق منفصل ووصل وفدان من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بشكل منفصل إلى قطاع غزة، عبر حاجز بيت حانون. ووصلت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية الأراضي الفلسطينية، لين هاستنغر، برفقة وفد كبير من المسؤولين الأمميين العاملين في مكتب المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط. وتفقدت هاستنغر خلال زيارتها التي استمرت بضع ساعات، الوضع الإنساني والحياتي في قطاع غزة، قبل أن تلتقي مسؤولين أمميين وجهات حقوقية ومدنية للاطلاع على الأوضاع. كما وصل ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، سفين بورغسدورف، برفقة وفد من المسؤولين الأوروبيين وتفقدوا مشاريع الاتحاد هناك.
في حين كشف الاحتلال الإسرائيلي أن الاتحاد الأوروبي، سيقدِّم دعماً بمبلغ ستة ملايين يورو لتطوير معبر كرم أبو سالم التجاري.
إلى ذلك، نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات غير مسبوقة، في مدينة القدس، شملت مئات الفلسطينيين، في محاولة لتقليص عدد المصلين في المسجد الأقصى، واحتياطاً لردع الفلسطينيين عن إحياء ذكرى الانتفاضة الثانية. وقالت مصادر فلسطينية إن غالبية المعتقلين كانوا من سكان الضفة الغربية الذين جاءوا للمشاركة في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وقد تذرعت إسرائيل بحجة دخولهم بدون تصاريح. وكانت قوات الاحتلال، وكما في كل يوم جمعة، هاجمت المسيرات السلمية الأسبوعية في شتى أنحاء الضفة الغربية. ومن جراء لك، أصيب طفل بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، عمره 11 عاماً، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع مسيرة كفر قدوم الأسبوعية شرق قلقيلية.
وقمعت قوات الاحتلال، المسيرة الأسبوعية الرافضة للاستيطان في بلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة الغربية. فأطلقت قنابل الغاز من الطائرات المسيرة على المشاركين في المسيرة الأسبوعية الرافضة للبؤرة الاستيطانية.
كما ارتفع التوتر في مدينة القدس، مع استمرار اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى وسيطرتهم على منازل وهدم أخرى في المدينة، بعدما اقتحم مئات المستوطنين، المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، في وقت صدر قرار قضائي "إسرائيلي" يتيح لليهود أداء صلوات صامتة في باحات المسجد الأقصى في القدس.
من جانبه، أعلن ممثل عن العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح في القدس، رفضهم أي تسوية مع السلطات الإسرائيلية تمس بملكيتهم للبيوت، أو الأراضي المقامة عليها. جاء هذا الموقف بعد أن أعادت محكمة العدل العليا الإسرائيلية، اقتراح تسوية بشأن قضية إخلاء العائلات الفلسطينية التي تعيش في الحي، ممهلة الطرفين الإعلان عما إذا كانوا سيقبلون شروط التسوية حتى الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني). وينص الاقتراح على أنه حتى صدور القرار النهائي بشأن حقوق الملكية، ستُعتَبَر شركة "نحلات شمعون الإسرائيلية"، المالكة للأرض، بينما العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح مستأجرين "محميين" لا مالكين.