استنتاجات الأسبوع:
توقعات بتزايد الهجمات المتبادلة بين"إسرائيل"وإيران، ورفع التوتر الأمني والعسكري بين الطرفين
عقبات في الداخل الإسرائيلي قد تقوض مفاوضات صفقة تبادل الأسرى
شهد الأسبوع الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول سلسلة أحداث وتطورات عسكرية وأمنية في"إسرائيل"، تركّزت في الحرب السريّة الدائرة مع إيران، وصولًا لكشف مفاجئ عن عملية خاصة لجهاز"الموساد" في قلب لبنان للعثور على طيار مفقود، وانتهاء بتزايد التوقعات"الإسرائيلية" حول التوصل لصفقة تبادل أسرى جديدة مع حماس.
وفي التفاصيل، بات من الواضح أن الهجمات المتبادلة بين"إسرائيل" وإيران آخذةٌ في التزايد مع مرور الوقت، وكان آخرها استهداف رجل أعمال"إسرائيلي" في قبرص، لم تتضح معالم استهدافه بعد، رغم ما حمله من اتهامات متبادلة بين الجانبين، وإسهامه في رفع وتيرة التوتر الأمني والعسكري، بعد أن سبقها استهداف مركز على السفن الإيرانية في عمق مياه الخليج.
ويحمل هذا التطور دلالات متسارعة، في أكثر من اتجاه، لعل أولها إمكانية سير"إسرائيل"في اتجاه تصاعدي مع إيران، رغم رغبتها بعدم الدخول في صدام مع الإدارة الأمريكية، التي أبلغت "تل أبيب" بالتركيز على المسار السياسي في البرنامج النووي الإيراني، ومع ذلك فيبدو أن التصعيد التدريجي هو عنوان المرحلة القادمة، وقد يكون ذلك بالتفاهم مع واشنطن. أما الدلالة الثانية فترتبط بإيران، التي يحكمها رئيس جديد، ذو توجه أكثر راديكالية من سلفه، ولعله في بداية حكمه قد يحاول ترسيخ ذهنية مهمة لدى دوائر القرار في بلاده، بأنه لن يتساهل إزاء الاعتداءات "الإسرائيلية" المتواصلة داخل أراضيه، وفي سوريا، ومياه الخليج.
في الوقت ذاته، فاجأ رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، الأوساط الأمنية والاستخبارية بإعلانه، أمام الكنيست، عن عملية خاصة نفذها جهاز"الموساد" في الأسابيع الماضية، في عمق الأراضي اللبنانية، بحثًا عن طرف خيط يوصل الى الطيار"رون آراد" المفقود منذ 35 عامًا، وهو ما شكل سلوكًا غير معهود من قبل المستوى السياسي "الإسرائيلي".
ورأت مصادر عبرية أن جملة من الأسباب قد دفعت"بينيت" لهذا الإعلان، فهو يواجه زعزعة تدريجية في ائتلافه الحكومي بسبب خلافات مكوناته الحزبية من جهة، ومن جهة أخرى يريد الظهور على أنه "سيد الأمن" بصورة لا تقل عن سلفه"نتنياهو"، الذي دأب على الكشف عن العمليات الخاصة للموساد والضربات العسكرية للجيش، رغم ما سببه ذلك من انتقادات قاسية من الأوساط الأمنية لأنه شكل خروجًا عن العرف"الإسرائيلي"الذي يتبنى"الغموض"في مثل هذه الحالات.
في الوقت ذاته، لفتت مصادر أخرى إلى أن العملية ذات دلالتين، الأولى تتعلق بالنشاط المبكّر لرئيس"الموساد"الجديد، ديفيد برنياع، الذي قد لا يبدو أقل حماسًا من سلفه"يوسي كوهين" تجاه استعادة الجنود المفقودين من الخارج، ومواجهة التمدد الإيراني في المنطقة،أما الثانية، فهي أن"آراد"ما زال في لبنان، ولم يُنقل إلى ايران، كما تحدثت كثير من التقارير الأجنبية.
على صعيد آخر، ومع وصول وفود حماس و"إسرائيل" إلى القاهرة بصورة متزامنة، تتزايد الأحاديث عن قرب إبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى على غرار صفقة "وفاء الأحرار"،التي يحيي الجانبان هذه الأيام ذكراها السنوية العاشرة، وذلك وسط ضبابية تُخيّم على عملية التفاوض الجارية بوساطة مصريّة وألمانيّة.
وتسعى حماس من خلال الإصرار على مطالبها بشأن إبرام صفقة التبادل للتأكيد على أن حصول سابقة 2011 قد يشجع "إسرائيل"على تكرارها في مرة قادمة. بالمقابل، وعلى الصعيد "الإسرائيلي" الداخلي، فمن الواضح أن"بينيت" سيواجه عقبتين الأولى، مع المستويين الأمني والعسكري اللذان يعتبران مطالب حماس "تعجيزية"، رغم وجود دافع أساسي لديهم يتمثل بالواجب "الأخلاقي" بإعادة الجنود من ساحة المعركة، أما الثانية، فتتمثل في الائتلاف الحكومي"الهش" من الأساس، حيث قد لا يجد"بينيت"سهولة في تمرير الصفقة على المجلس الوزاري المصغّر.
لقراءة وتحميل الموجز /ة اضغط هنا