استنتاجات الموجز:
محاولة اغتيال محافظ عدن عقب وصول رئيس الوزراء بأيام، مؤشر على محاولات لخلط الأوراق وإرباك المشهد مجددًا أمام محاولات التهدئة بين الحكومة والمجلس الانتقالي
من غير المستبعد أن تحدث عملية خروج القوات الأجنبية من مطار الريان في المكلا واستحداثها لنقطة تفتيش في أحد الشوارع لنشوء حراك مناهض للتواجد الأجنبي على غرار الموجود في محافظة المهرة
تصدرت العاصمة المؤقتة عدن مشهد الأحداث عقب الانفجار الذي هزّ المدينة مطلع هذا الأسبوع، مستهدفًا بسيارة مفخخة موكب محافظ عدن، أحمد حامد لملس، ووزير الثروة السمكية، سالم السقطري، في مديرية التواهي بالمدينة، والتي أسفرت عن مقتل 6 أشخاص بينهم سكرتير المحافظ وقائد حراسته الشخصية، وإصابة 7 آخرين. ويأتي ذلك عقب أيام قليلة على عودة رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك، وعدد من الوزراء إلى عدن، بعد الخلافات التي حدثت مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية تحليق طائرة مسيرّة مجهولة لعدة دقائق فوق قصر "معاشيق" بالعاصمة المؤقتة عدن، وذلك قبل أن تتعامل معها المضادات الأرضية حول القصر لتجبرها على المغادرة. وأفادت مصادر محلية أخرى بأنها رصدت كذلك تحليق الطائرة فوق منزل محافظ عدن، أحمد حامد لملس، وفوق مقر المجلس الانتقالي الجنوبي بـ"التواهي" ليلة استهداف موكب "لملس". من جانب آخر، استهدفت عبوة ناسفة زرعت بسيارة الرائد بقوات الأمن الخاصة، مروان صالح صائل، في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، وانفجرت بالقرب من مستشفى سيئون العام، ما أسفر عن مقتل "صائل" مع اثنين من مرافقيه.
في السياق، دعت السفارة البريطانية في اليمن إلى الإسراع في تنفيذ اتفاق الرياض الموقّع بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات والذي رعت توقيعه السعودية في الـ 5 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 بالرياض. وجاءت دعوة السفارة البريطانية عقب التفجير الذي استهدف موكب محافظ العاصمة المؤقتة عدن بسيارة مفخخة وأسفر عن سقوط ضحايا ونجاة المحافظ ووزير الزراعة الذي كان برفقته.
في غضون ذلك، اقتحمت قوات تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، حي "جبل الفرس" بمدينة "كريتر" في العاصمة المؤقتة عدن. وذكرت مصادر محلية أن قوات الانتقالي اقتحمت الحي وقامت بتهجير السكان وطردهم من منازلهم. وبحسب المصادر فإن قوات الانتقالي هددت السكان الرافضين إخلاء منازلهم بأنه سيتم إحراقها، مشيرةً إلى أن العملية تمهيدية لتحويل المنطقة إلى معسكر تابع لقوات الانتقال.
من جهتها، أكدت رابطة "أمهات المختطفين" بالعاصمة المؤقتة عدن رصدها اعتقال أكثر من 400 مواطن من قبل ما تسمى بقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي، وذلك على خلفية المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة عدن بين فصائل مسلحة تابعة للانتقالي في مديرية "كريتر"، ما أدى إلى سقوط نحو 20 قتيلًا وجريح.
على صعيد آخر، دعا رئيس مجلس تهامة الوطني، وعضو مجلس النواب الشيخ، محمد ورق، لحشد القبائل والقيام بهبة شعبية عارمة، مشيرًا إلى أن هناك مخططًا لإسقاط الساحل التهامي الغربي وتسليمه لجماعة الحوثي، ولافتًا إلى قيام "طارق صالح" والقوى الموالية له بسحب قواتهم ذات العدة والعتاد من الساحل الغربي، حيث انتهى بحسب وصف "ورق" دورهم التآمري لإضعاف القوات الوطنية والمقاومة الشعبية في الساحل التهامي. وأكد "ورق" امتلاكه معلومات موثوقة عن تواجد "عناصر نائمة" في المناطق الحساسة "الدريهمي" و"الجاح" و"الفازة" لتسهيل دخول جماعة الحوثي فيما بعد.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها في اليمن، تفاجأ سكان مديرية "غيل باوزير" بمحافظة حضرموت بنقطة تفتيش يقوم عليها قوات أجنبية يعتقد أنهم "مرتزقة أمريكان" استقدمتهم الإمارات لحراسة مطار "الريان" في المكلا بالمحافظة، وتقوم النقطة بتفتيش السيارات مصطحبة كلابًا للمساعدة في عملية التفتيش. ويأتي هذا التطور الذي وصفه مراقبو الشأن اليمني بالخطير في ظل صمت حكومي ورسمي غير مبرر.
في سياق مختلف، شيعت جماعة الحوثي خلال اليومين الماضيين أكثر من 70 قتيلًا من قتلاها الجدد، بينهم 43 قياديًا، في محافظات خاضعة لسيطرتها، حيث سقط هؤلاء حصيلة مواجهات عنيفة وغارات جوية للتحالف في جبهات مأرب التي تشهد مواجهات شديدة نتيجة التصعيد الحوثي منذ أيام.
عسكريًا، احتدمت المواجهات العسكرية في أطراف مديرية "الجوبة" بين قوات الجيش الوطني المسنودة برجال القبائل وجماعة الحوثي. وقالت مصادر عسكرية إن معارك طاحنة دارت بين الجانبين وأن قوات الجيش الوطني المسنودة بالمقاومة الشعبية تحاصر عناصر حوثية في قرى "واسط" و"القاهر" و"الصعيد" بأطراف مديرية الجوبة. وأضافت المصادر أن عناصر الحوثي لجأت إلى ضرب القرى والمناطق السكنية بالصواريخ الباليستية في محاولة منها لفك الحصار عن مقاتليها.
إلى ذلك أصدرت وزارة دفاع الحكومة الشرعية بيانًا هامًا، ودعوة عاجلة للمواطنين بمحافظة "مأرب" إلى عدم الاقتراب من طريق "حريب – الجوبة" في المحافظة أو المرور منها باعتبارها منطقة عمليات عسكرية. من جانبه، أكّد الناطق باسم التحالف العربي، العميد تركي المالكي، أن مقاتلات التحالف نفذت 118 استهدافًا لحماية المواطنين اليمنيين بمديرية "العبدية" جنوب "مأرب"، التي تفرض عليها جماعة الحوثي حصارًا خانقًا منذ أكثر من 20 يومًا. وكشف المالكي، عن تدمير 15 آلية عسكرية للحوثيين ومصرع نحو 400 مسلح، خلال الأسبوع الماضي. مؤكدًا أن عمليات التحالف الجوية أوقفت على مدى 18 يومًا اقتحام الحوثيين لمنطقة "العبدية".
بدورها، ضبطت قوات المنطقة العسكرية السادسة شرق محافظة "الجوف" أكثر من 170 كيلو من المخدرات التي كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة الحوثي. وأكدت مصادر عسكرية بأن الجماعة تستخدم المخدرات بشكل كبير لمقاتليها في جبهات القتال.
على صعيد آخر، عادت التشكيلات العسكرية التابعة لقوات، طارق صالح، لإغلاق طريق "الكدحة" الرابط بين مدينة "تعز" ومديرياتها الساحلية بعد يوم من فتحه. ويمثل إغلاق هذا الطريق حصارًا على مديريات "ساحل تعز" التي لا يفصلها سوى نصف ساعة عن المدينة، ويضطر أبناؤها لسلوك طرقًا بعيدة تتطلب نحو ست ساعات للوصول إليها.
في مقابل ذلك، أعلن مشروع "مسام" انتزاع 1.446 لغمًا خلال الأسبوع الأول من تشرين الأول/ أكتوبر زرعها الحوثيون في مناطق مختلفة من اليمن. وأوضح المشروع في بلاغ، إن منها 13 لغمًا مضادا للأفراد، و 1.110 ألغام مضادة للدبابات، و 322 ذخيرة غير متفجرة، وعبوة ناسفة واحدة. وبذلك يرتفع عدد الألغام التي جرى نزعها منذ بداية مشروع "مسام" حتى الآن إلى 280 ألفا و 47 لغمًا، زرعتها جماعة الحوثي في أرجاء اليمن.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا