استنتاجات الموجز:
إنشاء السعودية لمعسكر في شبوة خارج إطار الشرعية يكشف عن توجه لإضعاف القوات الوطنية المسيطرة على المحافظة التي خرج سكانها للتنديد بالتواجد الإماراتي في "بلحاف" النفطية
الكشف عن تفويج الإمارات لرحلات سياحية إلى جزيرة سقطرى بتأشيرات إماراتية، يثير تساؤلات حول الموقف الرسمي للحكومة اليمنية من هذا التصرف المنتهك لسيادة البلاد
أكد سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، دعمهم الكامل للحكومة واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وعمل كل الأطراف على تسهيل عمل الحكومة للقيام بمهامها وواجباتها تجاه الشعب اليمني. جاء ذلك خلال اجتماع مرئي عقده رئيس الوزراء، معين عبدالملك، مع السفراء لمناقشة مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية في ضوء التطورات الأخيرة، والمواقف المرحبة والداعمة لعودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن، واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، حيث أشاد السفراء بوجود رئيس الوزراء والحكومة في عدن، وموقف بلدانهم الداعم لجهود الحكومة المبذولة للحفاظ على مؤسسات الدولة ومعالجة الأوضاع الاقتصادية والخدمية.
على صعيد آخر، طلبت الحكومة اليمنية دعمًا مصريًا في مجال التدريب البحري في عدن وتقديم الاستشارات لتأهيل وتطوير الموانئ اليمنية، وذلك خلال اللقاء الذي جمع وزير النقل اليمني، عبدالسلام حُميد، برئيس الأكاديمية العربية للنقل البحري في مصر، إسماعيل عبدالغفار، لبحث إمكانية التدريب والتأهيل للكوادر المتخصصة في هذا المجال، فضلًا عن فرص فتح فرع للأكاديمية بمدينة "عدن"، والتسهيلات المقدمة للطلاب للاستمرار في دراستهم.
بالمقابل، كشفت مصادر إعلامية، أن الإمارات تتجه نحو تفويج أكثر من 4 آلاف سائح أجنبي معظمهم من الجنسية "الإسرائيلية" إلى جزيرة سقطرى اليمنية بتأشيرات إماراتية فقط، مشيرةً إلى أن إجمالي الحجوزات خلال الشهرين القادمين لدى إحدى الوكالات السياحية في إمارة أبوظبي، قد تجاوزت 4 آلاف سائح من مختلف الجنسيات. وقد قامت الإمارات خلال الأيام القليلة الماضية، بإرسال ما يقارب 150 من العمالة الأجنبية، من بنجلادش، أفغانستان، وأوغندا، وتوزيعهم على عدد من النقاط والمواقع العسكرية الإماراتية في الجزيرة. وكانت الوكالات السياحية الإماراتية قد قامت خلال السنوات الماضية، بنقل سياح أجانب إلى سقطرى بتأشيرات إماراتية، بعيدًا عن الحكومة الشرعية التي لم تحرك ساكنًا حيال ذلك.
في غضون ذلك، طالبت السفارة الأمريكية في الرياض، جماعة الحوثي بالتوقف عن التفاوض بسوء نية مع المجتمع الدولي، وتسهيل جهوده في إجراء تقييم وإصلاحات عاجلة لناقلة النفط "صافر " في اليمن، وذلك لمنع 1.1 مليون برميل من النفط من تلويث البحر الأحمر، الذي يشكل أربعة أضعاف تسرب نفط "إكسون فالديز"، خوفًا من وقوع كارثة إنسانية وبيئية واقتصادية وشيكة. وفي سياق آخر، أعلنت واشنطن عن مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار للحصول على معلومات عن القيادي في حزب الله "هيثم علي طبطبائي" والذي يتنقل ما بين اليمن وسوريا. ولفت برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع للخارجية الأمريكية في بلاغ نشره عبر حسابه في "تويتر" إلى أن "طبطبائي" يعتبر من القيادات العسكرية الرئيسية في تنظيم "حزب الله" من خلال عمله كقائد للقوات الخاصة في اليمن وسوريا.
عسكريًا، وعلى صعيد المعارك في محافظة "مأرب"، تمكنت قوات الجيش ورجال المقاومة الشعبية بإسناد طيران تحالف دعم الشرعية، من تحرير واستعادة مواقع عسكرية على أطراف مديريتي "الجوبة" و"حريب" جنوب محافظة "مأرب"، وذلك عقب معارك ضارية، أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، واعتقال مجموعة من العناصر "الحوثية". بدورها، نفذت قوات التحالف العربي 38 عملية استهداف لآليات وعناصر "حوثية" في "العبدية" عقب أيام من سقوط مركزها بيد "الحوثيين"، حيث استهدفت العملية 13 آلية ودمرتها بالكامل موقعة خسائر بشرية تجاوزت 150 من عنصرًا "حوثيًا".
وكان التحالف قد أعلن في وقت سابق تنفيذ 32 عملية استهداف لآليات وعناصر حوثية في منطقة "العبدية" بمحافظة مأرب، أسفرت عن تدمير 11 آلية عسكرية ومقتل 160 عنصرًا حوثيًا، مؤكدًا استمراره في دعم وإسناد الجيش اليمني لحماية المدنيين من انتهاكات جماعة الحوثي. كما أعلنت قوات التحالف في وقت لاحق عن غارات استهدفت مواقع في منطقتين قرب مدينة مأرب الاستراتيجية التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها، مؤكدةً تنفيذه 14 عملية استهداف أدّت إلى تدمير 6 آليات عسكرية لجماعة الحوثي ومقتل 48 عنصرًا تابعًا للجماعة في جبهة "الكسارة".
بالمقابل، هذا وكانت الجماعة قد قصفت حي الروضة بمحافظة مأرب بصاروخ باليستي سقط على إثره أكثر من 30 مدنيًا غالبيتهم من النساء والأطفال ما بين قتلى وجرحى.
وفي محافظة شبوة، أكدت مصادر عسكرية، أن السعودية أنشأت معسكرًا تدريبيًا في منطقة "قارة الفرس" بمحافظة شبوة، يضم عناصر من أبناء المحافظة ومن النخبة الشبوانية التابعة للإمارات التي ترفض أن تُخرج قواتها من مواقع النفط في "بلحاف". بالتوازي مع ذلك استقدمت المملكة قوات عسكرية بقيادة، العميد عادل المصعبي، وتم نقلها إلى مديرية "الطلح" بالمحافظة، وقدمت له دعما كبيرًا، تحت لافتة تحرير "بيحان".
وقد حذر مراقبون من خطورة الخطوة التي اعتبروا بأنها ستعمل على إسقاط المحافظة بالكامل بيد المليشيات، خاصة في ظل اعتماد هذه الخطوات دون التنسيق مع الحكومة الشرعية والجيش الوطني، مشيرين إلى منع السعودية والإمارات منذ سنوات، وصول أي أسلحة نوعية ومتطورة للجيش الوطني الذي يخوض معارك مستمرة مع الحوثيين في مختلف الجبهات، في وقت تقدم فيها الدولتان دعمًا عسكريًا كبيرًا لقوات أنشأتاهما خارج إطار الشرعية في عدد من المحافظات الجنوبية. وفي هذا الإطار، أكد القيادي في المقاومة الجنوبية، عادل الحسني، أن الحكومة الشرعية اشترت مؤخرًا شحنة أسلحة من الصين لدعم الجيش الذي يخوض معارك مستمرة ضد جماعة الحوثي بمحافظة مأرب وعدد من الجبهات الأخرى، لافتًا إلى أن المخابرات الإماراتية قامت بإبلاغ جهات دولية عن الشحنة وتم إيقافها في البحر ومصادرتها رغم وضوح وجهتها بشكل رسمي.
من جهتها، أصدرت اللجنة الأمنية بمحافظة شبوة، بيانًا جديدًا، حذرت فيه المواطنين في المحافظة من الاقتراب من مواقع الحوثيين أو التواجد بالقرب منها، وعدم استخدام الطرق التي تسلكها عناصر الجماعة وخصوصًا الطرق الرابطة بين محافظتي "شبوة" و"البيضاء" التي تسيطر عليها الجماعة.
في المقابل، استهدف صاروخ "حوثي" حيًا سكنيًا بمحافظة شبوة، أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 15 جريحًا مدنيًا بينهم أطفال، كما استهدف صاروخ باليستي آخر "وادي اره" في مديرية "عسيلان" بمحافظة "شبوة"، حيث أشارت مصادر محلية إلى أن الصاروخ قد انطلق من جهة "مبلقه" شمالي مديرية "بيحان" التي سيطرت عليها الجماعة نهاية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا