استنتاجات الموجز:
تصعيدٌ سعودي سياسيًا واقتصاديًا ضد لبنان يستهدف تعبئة خليجية وعربية ضد نفوذ "حزب الله" في الحكومة
مسيرة التهدئة الإقليمية تتعزز: لقاء ودي بين "تميم" و"السيسي" بقمة "غلاسكو" ودعم مالي إماراتي لتركيا
ولي العهد يشعر بازدراء "بايدن" له ومسار قضية "سعد الجبري" يزيد من بُعْد "بن سلمان" عن البيت الأبيض
في إطار التصعيد الخليجي ضد لبنان على خلفية الأزمة الدبلوماسية إثر تصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، بشأن حرب اليمن، طلبت كل من السعودية والإمارات والكويت والبحرين من السفراء اللبنانيين لديهم مغادرة البلاد، كما قرروا سحب دبلوماسييهم من لبنان. كما أعلنت السعودية إيقاف الواردات اللبنانية كافة إلى المملكة، فيما دعت كل من الإمارات والبحرين مواطنيهم الموجودين في لبنان إلى ضرورة المغادرة فورًا، في حين سبق أن منعت الكويت والسعودية مواطنيها من السفر إلى لبنان عقب أحداث الطيونة منتصف الشهر الماضي. بدوره، أجرى العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، اتصالين هاتفيين بالملك البحريني، حمد بن عيسى، وأمير الكويت، نواف الأحمد، لشكرهما على مواقفهما تجاه الأزمة.
في السياق نفسه، نشرت صحيفة سعودية تسجيلًا صوتيًا لوزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، تضمن انتقادًا للمملكة؛ قال فيه إن "بيروت لن تحصل على شيء من الرياض حال إقالة قرداحي، وإن الدولة لم تأخذ شيئًا من مساعدات السعودية لها". من جهته، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إن بلاده توصلت إلى أن التعامل مع بيروت "لم يعد مثمرًا أو مفيدًا".
من ناحيتها، دعت سلطنة عُمان أطراف الأزمة إلى ضبط النفس ومعالجة الخلافات عبر الحوار، فيما أعربت الخارجية القطرية عن استغرابها الشديد واستنكارها تصريحات "قرداحي"، داعيةً الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتهدئة الأوضاع، والمسارعة في رأب الصدع بين الأشقاء.
بالمقابل، أعلن مكتب رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، تدخل أمير قطر، تميم بن حمد، لحل الأزمة، وذلك عقب لقائهما في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي في مدينة غلاسكو باسكتلندا. كما اجتمع "ميقاتي"، خلال المؤتمر، مع نظيره الكويتي، صباح الخالد، بينما أجرى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، اتصالًا هاتفيًا، بنظيره اللبناني، عبد الله بو حبيب، لبحث سبل حل الأزمة، فيما دعا الأخير السعودية إلى الحوار لحلها.
خارجيًا، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مازال يرفض لقاء ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في حين أن موقفه القضائي في الولايات المتحدة على خلفية قضيته مع مسؤول المخابرات السعود السابق، سعد الجبري، بات أكثر تعقيدًا. في السياق، التقى "بن فرحان" بنظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، على هامش قمة مجموعة العشرين بالعاصمة روما. وخلال كلمته بالقمة، قال العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، إن المملكة ستواصل دعم استقرار وتوازن أسواق النفط. هذا، فيما بدأ وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية، أحمد قطان، جولة لعدد من الدول الأفريقية لتوطيد علاقات المملكة بالقارة.
من جهته، التقى أمير قطر، تميم بن حمد، بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على هامش قمة جلاسكو للمناخ، المنعقدة في اسكتلندا، كما أجرى مباحثات مع رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون. كما تلقى "تميم" اتصالًا هاتفيًا من المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بينما التقى السفير القطري في القاهرة بوزير المالية المصري، محمد معيط، بالقاهرة، بينما استقبل نائب وزير الخارجية الكويتي، مجدي الظفيري، السفير العراقي لدى الكويت، المنهل الصافي.
على صعيد تطورات التطبيع مع "إسرائيل"، التقى ولي عهد البحرين، سلمان بن حمد، رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، نفتالي بينيت، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في جلاسكو. ووقّعت البحرين و"إسرائيل" اتفاقية تعاون بين مستشفيين بالمملكة والمركز الطبي "الإسرائيلي" "شيبا". هذا، بينما أفادت هيئة البث "الإسرائيلية" بأن الإمارات رفضت عرضًا "إسرائيليًا" لتولي مسؤولية إدخال المساعدات المالية إلى قطاع غزة، بدلًا من قطر، بزعم أن جزءًا من هذه المساعدات تصل إلى قيادات في حركة "حماس".
خليجيًا، استضافت السعودية، الاجتماع السابع للجنة المتابعة القطرية السعودية، فيما استقبل وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، سفير قطر لدى المملكة، بندر العطية، بالرياض. ووقعت عُمان والسعودية مذكرتي تفاهم بشأن التعاون في مجال النقل البري والجوي، على هامش زيارة وفد عماني برئاسة وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات إلى الرياض. كما أعلنت الإمارات دعمها للطلب الذي تقدمت به السعودية لاستضافة "إكسبو 2030"؛ حيث أجرى "بن سلمان" اتصالين هاتفيين بنائب رئيس الإمارات، محمد بن راشد، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، وجّه خلالها الشكر على دعمه.
عسكريًا، انطلقت في عُمان فعاليات التمرين البحري المشترك العُماني البريطاني "القرش الأبيض"، فيما وافقت وزارة الدفاع الأمريكية على بيع طائرات مسيرة لقطر بقيمة 500 مليون دولار، بينما أشارت مصادر إلى قلق مسؤولين في الخارجية الأمريكية من أن تثير هذه الصفقة غضب السعودية والإمارات.
في شؤون داخلية، أعلن رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، تسلمه استجوابين نيابيين في مستهل افتتاح الفصل التشريعي، موجهين لوزيري الدفاع والتجارة، بينما بدأت الكويت إصدار تأشيرات دخول وتصاريح عمل لكافة أنواع العمالة وفق النصوص التي كان معمولًا بها قبل جائحة "كورونا".
أمنيًا، أطلقت السعودية سراح الداعية، يوسف المهوس، بعد قضائه أربع سنوات في السجن دون محاكمة، بينما أيّدت السلطات البحرينية حكمًا صادرًا في أضخم قضية غسيل أموال مصدرها إيران، تتضمن إدانة "بنك المستقبل" وستة من مسؤوليه كانوا قد تعاونوا مع بنوك خارجية في الجرائم المنسوبة إليهم، حيث يقضي الحكم بمعاقبة مسؤولي البنك بالسجن لمدة عشر سنوات.
اقتصاديًا، سجلت ميزانية السعودية خلال الربع الثالث من العام الجاري فائضًا بقيمة 6.7 مليارات ريال، وهو أول فائض منذ الربع الأول من عام 2019. هذا، فيما سجلت شركة "أرامكو" نموًا في صافي الربح بنسبة 158% خلال الربع الثالث، حيث وصل إلى 114.09 مليارات ريال، مقابل 44.21 مليار ريال خلال نفس الفترة من العام الماضي، في حين وقعت السعودية وبريطانيا مذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمار بين البلدين.
اقتصاديًا أيضًا، أعلن مجلس الوزراء البحريني عن خطة جديدة لتحقيق التعافي الاقتصادي بقيمة 30 مليار دولار، تهدف إلى جعل المواطن الخيار الأول في سوق العمل، بينما أعلنت البحرين رفع ضريبة القيمة المضافة من 5 إلى 10% بدءًا من مطلع عام 2022
إلى ذلك، اعتمد نائب حاكم إمارة دبي، مكتوم بن محمد، إطلاق صندوق صانع للسوق بقيمة تبلغ ملياري درهم، وآخر بمليار درهم لتشجيع شركات التكنولوجيا على الإدراج بالسوق المحلية. هذا، بينما ارتفع معدل التضخم في الكويت ليصل إلى أكبر معدل تضخُّم بين الدول الخليجية، حيث وصل لمعدل يفوق 3% بشكل طفيف على أساس سنوي.
في شأن اقتصادي خارجي، أعلنت الإمارات تقديم عشرة ملايين دولار للمساهمة في إعادة تأهيل المناطق التركية، التي تضررت من حرائق الغابات والفيضانات. كما وقعت الإمارات اتفاقًا مع تركيا بشأن طريق شحن جديد لنقل البضائع بالاستفادة من ميناء بندر بن عباس الإيراني.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا