الموجز العراقي 11 نوفمبر 2021

الموجز العراقي 11 نوفمبر 2021

الساعة : 15:15
11 نوفمبر 2021
الموجز العراقي 11 نوفمبر 2021

استنتاجات الموجز:

رغم استهداف منزله بطائرات مسيرة من قبل رافضي نتائج الانتخابات، "الكاظمي" يسعى للتهدئة

الولايات المتحدة تعرض على "الكاظمي" المساعدة في كشف ومحاسبة منفذي محاولة الاغتيال والأخير ما زال يتمنع

متظاهرون رافضون لنتائج الانتخابات يهاجمون المنطقة الخضراء في محاكاة لسيناريو الحوثيين في اليمن

في تطور خطير لتداعيات الانتخابات المبكرة والنتائج التي أسفرت عنها، أعلنت خلية الإعلام الأمني أنه جرى استهداف منزل رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، بثلاث طائرات مسيرة إلا أنها فشلت في اغتياله لكنها أصابت سبعة أفراد من طاقم الحماية. بدوره، طمئن "الكاظمي" في تغريدة له، الشعب العراقي على سلامته وقال: "إننا ماضون في مشروع الإصلاح"، وأمر بتشكيل لجنة عليا لمتابعة التحقيق في عملية قصف منزله، ضمَّت كلًا من "قاسم الأعرجي" والفريق "أبو رغيف" والفريق "يار الله" والأمن الوطني.

على صعيد ردود الفعل على الحادث، وفي أول رد فعل أمريكي على محاولة الاغتيال الفاشلة، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن فريقه للأمن الوطني سيساعد في تحديد هوية منفذ العملية، واعتبر المحاولة عملية إرهابية على الدولة العراقية ويجب محاسبة منفذيها. من جهته، أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اتصالًا هاتفيًا مع "الكاظمي" عبر فيه عن غضبه وقلقه العميقين من محاولة الاعتداء. كما أدان مجلس الأمن بشدة محاولة الاغتيال ووصفها بالعمل الإرهابي وطالب بمحاسبة مرتكبيها.

من ناحيته، قال زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إن استهداف منزل "الكاظمي" يهدف لإرجاع العراق إلى الفوضى وسيطرة قوى اللا دولة. وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، الإيراني علي شمخاني، أن محاولة اغتيال "الكاظمي" فتنة جديدة، فيما توالت الإدانات الدولية والعربية لمحاولة الاغتيال الفاشلة من دول وجهات كثيرة. هذا، فيما أدانت تنسيقية المقاومة العراقية (تنظيم يضم جميع المليشيات الموالية لإيران) محاولة استهداف "الكاظمي"، واعتبرته استهدافًا للدولة العراقية.

بالمقابل، شكك زعيم مليشيا العصائب، قيس الخزعلي، في محاولة استهداف "الكاظمي"، ودعا إلى لجنة فنية وموثوقة، واشترط أن يكون الاستهداف حقيقيًا ليعرب عن إدانته. أما الإطار التنسيقي فقد وصف عملية الاغتيال بأنها محاولة للتغطية الإعلامية على قتل المتظاهرين، لكن "الكاظمي" قال في تصريح لافت إنه يعرف منفذي محاولة اغتياله وإنه سيلاحق مرتكبي الجريمة.

في السياق ذاته، وفي زيارة غير معلنة يُرجح أن تكون متعلقة بمحاولة اغتيال "الكاظمي"، وصل قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى بغداد، فيما قال مصدر مطلع إن هدف الزيارة هو تهدئة الأوضاع بين الفصائل المسلحة و"الكاظمي"، خصوصًا بعد تعرضه لمحاولة اغتيال. كما أفادت مصادر مطلعة بأن "قاآني" أبلغ "الكاظمي" بامتعاضه من جريمة محاولة الاغتيال، وطالبه بملاحقة المتسببين حتى لو كانوا ينتمون لفصيل قريب من إيران. وأضافت المصادر أن الجنرال الإيراني اجتمع أيضًا مع قادة فصائل مسلحة، وطالبها بالتهدئة وتقبل نتائج الانتخابات والعمل على توحيد البيت الشيعي.

بعد ذلك، عقد الإطار التنسيقي اجتماعًا في منزل رئيس "ائتلاف النصر"، حيدر العبادي، حضره كل من رئيس الجمهورية، برهم صالح، ورئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، إضافةً إلى باقي قادة الإطار التنسيقي، لبحث محاولة الاغتيال. وأفضى الاجتماع عن خمس نقاط كان أبرزها تجريم استهداف "الكاظمي" والمتظاهرين، كما دعا لبحث إمكانية إيجاد حلول لأزمة الانتخابات "المستعصية". واتفق المجتمعون على "خفض التوتر وإيقاف التصعيد الإعلامي وإزالة جميع مظاهر الاستفزاز في الشارع"، فيما دعا الاجتماع لبحث معالجات قانونية لنتائج الانتخابات يعيد الثقة لجميع الأطراف بالعملية الانتخابية.

وبعد هذا الاتفاق، أزال متظاهرو الأحزاب الخاسرة في الانتخابات سواتر ترابية كانوا قد وضعوها أمام بوابة المطقة الخضراء، فيما نفت الهيئة السياسية للتيار الصدري حضور أي ممثل عنها أو عن اللجنة التفاوضية في اجتماع الإطار التنسيقي.

على صعيد أمني آخر، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية على أن واشنطن لا تزال ملتزمة بالحفاظ على وجود عسكري أمريكي بالعراق، رغم التعهدات المتعلقة بالانتقال إلى الدور غير القتالي في نهاية هذا العام. هذا، فيما أكد عضو بالاتحاد الوطني الكردستاني على أن انسحاب القوات الأمريكية في هذا التوقيت أمر خاطئ وغير مقبول.

على صعيد التظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات، دعت لجنة قيادة التظاهرات الجماهير للخروج بتظاهرات "جمعة الفرصة الأخيرة" ضد إجراءات مفوضية الانتخابات، متهمةً إياها بعدم الحيادية وأنها تمارس دورًا مشبوهًا. ويوم الجمعة احتدم الوضع بين المتظاهرين الذي حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء والقوات الأمنية، ما أدى لصدامات أسفرت عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى من الطرفين. وفي الأثناء، أدان زعيم مليشيا عصائب الحق، قيس الخزعلي، "استعمال القوات الأمنية السلاح الحي في مواجهة المتظاهرين السلميين"، محذرًا من محاولات لأطراف مرتبطة بجهات مخابراتية، التخطط لقصف المنطقة الخضراء وإلقاء التهمة على فصائل المقاومة.

من جانبه، علَّق "الصدر" على الأحداث أمام المنطقة الخضراء بقول: "لا ينغي أن تتحول المظاهرات السلمية إلى مظاهرات عنف واستصغار للدولة"، مضيفًا: "فلتحافظوا على تاريخكم وستكون حكومة الأغلبية الوطنية". من ناحيته، وجّه الأمين العام لمليشيا "سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي، تعليقًا غاضبًا للحكومة على ما حدث أمام المنطقة الخضراء قائلًا: "سوف تقتلعكم دماء الشهداء وترمي بكم إلى مزبلة التاريخ"، وتابع: "فَتحتُم على أنفسكم بابًا لن يغلق إلا بإسقاطكم".

وفي تصرف لافت، قرر "الصدر" قطع زيارته لبغداد على خلفية الأحداث التي شهدتها العاصمة، وطالب أتباعه بالتزام الهدوء والتحلّي بأعلى درجات ضبط النفس. يذكر أن "الصدر" كان التقى زعيم "تحالف تقدم"، محمد الحبلوسي، أثناء زيارته لبغداد، كما زار كلًا من "حيدر العبادي" و"عمار الحكيم" الذي بحث معه مستجدات الأوضاع في العراق ونتائج الانتخابات الأخيرة واستحقاقات المرحلة القادمة. وفي هذا الشأن، علَّق الإطار التنسيق على تحركات "الصدر" الأخيرة بأنها "لا تهمنا ولا تعنينا في شيء وأن البيت الشيعي نحن من نمثله".

على صعيد متصل، كشف "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، بزعامة مسعود بارزاني، أن هدف اجتماعاته في بغداد مع عدد من القوى السياسية هو تقريب وجهات النظر، والخروج من المأزق الذي يعيشه البيت السياسي الشيعي، مشيرًا إلى انه من السابق لأوانه تحديد شكل الحكومة الجديدة وهل هي حكومة شراكة وطنية أم حكومة أغلبية سياسية. لكن تيار "الحكيم" وبعد الأحداث التي وقعت أمام المنطقة الخضراء ومحاولة اغتيال "الكاظمي" الفاشلة، توقع أن تشكيل حكومة أغلبية أصبح أمرًا بعيدًا جدًا، وأن الوضع السياسي يفرض على الجميع الذهاب إلى حكومة توافقية.

وفي خطوة تصعيدية من جانبه، أضاف الإطار التنسيقي الرافض لنتائج الانتخابات إلى مطالبته بالعد والفرز اليدوي لجميع الصناديق الانتخابية، المطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين. من جانبهم قام المتظاهرون الرافضون لنتائج الانتخابات بنصب سواتر ترابية قرب المنطقة الخضراء، تمهيدًا لمواجهات مرتقبة مع القوات المدافعة عن المنطقة، وقام متظاهرون آخرون بالاقتراب من خط الصد الأول للقوات الحكومية التي قامت بتشديد إجراءاتها الأمنية، لمنع أية محاولة لدخول المنطقة الخضراء من قبل المتظاهرين.

لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا