استنتاجات الموجز:
تعد محافظة تعز رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه في أي مرحلة من مراحل التفاوض وحلحلة الأزمة اليمنية ... هذا ما فسرته زيارة المبعوث الأممي لمدينة تعز بعد سبع سنوات من التجاهل
تهديد المجلس الانتقالي بالتصعيد ضد الحكومة الشرعية يعكس بوادر انقلاب على الحكومة التي عادت لتمارس مهامها من عدن مؤخرًا
في زيارة تعد الأولى من نوعها منذ بدء الحرب، وصل المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، إلى مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين، واطلع على الأوضاع الإنسانية في المدينة لتي يفرض عليها الحوثيون حصارًا خانقًا منذ بدء الحرب. كما التقى المبعوث بعدد من القيادات المحلية والعسكرية، على رأسها "طارق صالح" في مدينة "المخا". وتأتي هذه الزيارة عقب جولة مفاوضات أجراها "غروندبرغ" إلى مسقط والرياض مع الحكومة الشرعية وقيادات سعودية وعمانية. وتعد تعز واحدة من أكثر مدن اليمن التي تأثرت بشكل أكبر جراء قصف وحصار ودمار الحوثيين، الذين انقلبوا على السلطة الشرعية عام 2014.
من جهتها، دعت الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، في بيان مشترك بين سفرائها بمجلس الأمن، إلى وقف فوري للتصعيد في محافظة مأرب. وقال البيان إن السفراء ناقشوا دعم الجهود الحالية للمبعوث الخاص للأمم المتحدة، والحاجة إلى حل سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة، فضلًا عن دعم الحكومة الشرعية. كما أدان البيان هجمات الحوثيين عبر الحدود ضد السعودية، مشددًا على ضرورة خفض التصعيد، بما في ذلك الوقف الفوري للتصعيد في مأرب. ودعا البيان جميع الأطراف اليمنية إلى الانخراط في حوار حقيقي، للوصول إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة في اليمن وتخفيف المعاناة الإنسانية عن شعبه.
في سياق آخر، قالت مصادر محلية بالعاصمة المؤقتة عدن إن القوات السعودية والسودانية غادرت معسكر التحالف بمنطقة البريقة، متجهة نحو ميناء الزيت بالبريقة بكل عتادها من حاويات ومدرعات وعربات وحافلات نقل و شاحنات. وأكدت المصادر أنه تم إغلاق طريق البريقة بشكل كامل منذ الساعة الواحدة فجرًا حتى الساعة التاسعة والنصف صباحًا يوم الثلاثاء، التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. وفي وقت سابق، غرد الوزير السابق في الحكومة الشرعية، صالح الشبواني، عبر حسابه على في "تويتر" بأن "الإعداد جار لمعركة تقسيم اليمن، والخطوة القادمة هي خروج قوات التحالف من اليمن حتى لا تتحمل أي مسؤلية أمام المجمع الدولي نتيجة لهذه الخطوة."
من جهته، نفى التحالف في بيان انسحاب قواته، موضحًا أن ما يحدث على الأرض هو "تحريك قوات" ونقلها من مكان لآخر وليس انسحابًا. وتابع البيان أن نقل القوات في اليمن وإعادة الانتشار تأتي ضمن استراتيجية التحالف بدعم القوات اليمنية.
في الأثناء، هدد "المجلس الانتقالي" المدعوم إماراتيًا بالتصعيد ضد الشرعية في عدن؛ حيث يتهم الشرعية بتعطيل استكمال تنفيذ اتفاق الرياض وإضعاف دور حكومة التوافق. وحمّل "الانتقالي" الحكومة (التي يشارك فيها) مسؤولية التدهور المتسارع في الأوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية، مؤكدًا أن صبره لن يطول أكثر، ما لم تتخذ الشرعية إجراءات وتدابير عاجلة ومزمنة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، كما هدد باتخاذ موقف من استمرار مشاركته في الحكومة.
في هذا السياق، يذكر أنه منذ توقيع الاتفاق الذي رعته السعودية في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، تتبادل الحكومة و"الانتقالي" الاتهامات بعرقلة استكمال الاتفاق خاصة الشق العسكري والأمني، خصوصًا دمج قوات الجيش والأمن التابعة للحكومة و"الانتقالي"، تحت قيادة وزارتي الداخلية والدفاع والتي لم يتم إحراز أي تقدم في أي منها.
في شأن متصل، نفذت قوات تابعة لـ"الانتقالي" حملة مداهمات لعشرات المنازل في محافظة أبين، فيما قالت مصادر ميدانية إن قوات بالحزام الأمني التابعة لـ "صالح السيد" داهمت بشكل هستيري عشرات المنازل في مدينتي زنجبار وجعار بمحافظة أبين. وأضافت المصادر أن المداهمات جاءت تحت ذريعة البحث عن مطلوبين، مؤكدةً أن عناصر نسائية شاركت في عملية المداهمات والاقتحامات التي طالت العديد من المنازل في دلتا أبين.
هذا، فيما تجمع مئات المواطنين في منصة الشهداء بمدينة الحبيلين التابعة لمحافظة "لحج"، في تظاهرة للتنديد بتردي الخدمات العامة وتدهور الوضع المعيشي. وقال سكان محليون إن المحتجين أحرقوا الإطارات في الشارع العام ومنعوا حركة مرور السيارات وجابوا شوارع المدينة، مرددين هتافات تندد بعجز الحكومة والتحالف عن وضع حلول لوقف انهيار الاقتصاد الوطني. هذا، بينما واصلت قيمة العملة اليمنية هبوطها المتسارع، حيث سجل سعر الدولار 1460ريالًا فيما وصل سعر الريال السعودي إلى 385 ريالًا.
أمنيًا، استُهدفت بعبوة ناسفة سيارة مراسلة قناة "الشرق" في مدينة عدن، الإعلامية رشا عبد الله، أثناء ذهابها للمستشفى رفقة زوجها، عبدالله العتمي، الذي يعمل مراسلًا لدى العين الإماراتية، حيث كانت في طريقها لتضع مولودها الثاني، قبل أن تنفجر العبوة الناسفة لتزهق روحها وجنينها، فيما أصيب زوجها بجروح خطيرة. وبحسب التحقيقات، فقد وُضعت العبوة أسفل السيارة بالقرب من خزان البنزين ما أدى لاحتراق السيارة بشكل كامل.
وفي عملية أخرى، استهدف مسلحون مجهولون مدير غرفة العمليات في وزارة الإدارة المحلية، علي ثابت، في مديرية دار سعد شمال المدينة، بعدة طلقات نارية أردته قتيلًا على الفور قبل أن يلوذ الجناة بالفرار إلى جهة غير معلومة. وجاءت عملية اغتيال "ثابت" عقب أيام من نجاة نائب رئيس جامعة عدن، الدكتور محمد عقلان، من محاولة اغتيال في مديرية المنصورة.
عسكريًا، أكدت مصادر عسكرية وميدانية نشوب معارك عنيفة ومشتعلة على طول امتداد جبهات جنوب مأرب، إثر هجوم معاكس نفذته قوات الجيش الوطني ردًا على هجوم جماعة الحوثي المكثف على المحافظة خلال الأيام الماضية. ويأتي هذا التطور عقب تعزيز الجبهة ورفدها بمقاتلين من مناطق مختلفة في المحافظة؛ حيث تمكن المهاجمون من إيقاف تقدم مقاتلي الحوثي واستعادة عدة كيلومترات كانت الجماعة قد سيطرت عليها خلال الأيام الماضية.
وأضافت المصادر أن المعارك لاتزال على أشدها، تزامنًا مع غارات جوية لطيران التحالف العربي، فيما شهدت مناطق جنوب مأرب نزوحًا سكانيًا كبيرًا؛ حيث أكدت مصادر حقوقية أن مدينة مأرب استقبلت أكثر من 93 ألف نازح جراء التصعيد العسكري الحوثي خلال أيلول/ سبتمبر وتشرين الثاني/ أكتوبر الماضيين.
في السياق، أكدت مصادر عسكرية في الجيش الوطني مقتل عدد من القيادات الحوثية في المعارك الدائرة بمحافظة مأرب، مشيرةً إلى أن من بين القتلى قائد تسليح المنطقة الخامسة للحوثيين، أحمد عايض شرف الدين، الملقب "أبو بارود"، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، عبداللطيف مهدي أبو نصر الشعف، إضافةً إلى قائدي جبهتي "العمود" و"الجوبة ". كما أكدت مصادر ميدانية مقتل خبير الصواريخ التابع لـ"حزب الله" اللبناني، حسين ذياب، المكنى بـ"أبو شهاب" والذي لقي مصرعه بغارة جوية لطيران التحالف في جبهات مأرب.
على صعيد آخر، بدأت القوات التي يقودها "هيثم قاسم"، وعددها أربعة ألوية، الانسحاب من كيلو 16 بالحديدة، حيث أشارت مصادر عسكرية إلى بدء انسحاب اللواء الخامس والسادس عمالقة، على أن يتم سحب بقية ألوية العمالقة خلال الساعات القادمة. وذكر مصدر في اللواء الثامن عمالقة أن توجيهات وصلت للواء بالاستعداد لمغادرة مواقع تمركزه في مديرية "التحيتا"، فيما أظهر مقطع فيديو مقاتلين يؤكدون تلقيهم توجيهًا بالانسحاب من مواقعهم في الحديدة، دون تحديد الجهة التي أصدرت الأوامر أو المناطق التي سينسحبون منها. وكان القيادي السابق في المقاومة الجنوبية، عادل الحسني، كشف عن صدور "تعليمات إماراتية لقوات الساحل الغربي "بالانسحاب من 15موقع من كيلو 16 إلى الحيمة والفازة".
من جهته، دعا النائب البرلماني، محمد ورق، أبناء تهامة إلى "الالتفاف وترك الاختلاف وسرعة التحرك وتوحيد الصف"، لافتًا إلى ضرورة اتخاذ موقف صارم "إزاء ما يجري من عبث في تهامة". وقال النائب إن هناك مؤامرة خطيرة يتم الإعداد لها تهدف إلى "إغلاق ملف التحرير نهائيًا ورسم خارطة حدودية، وتمكين الحوثيين من مدينة الحديدة بشكل كامل باتفاق دولــي تم تمريره من تحت الطاولة."