استنتاجات الموجز:
شلل حكومي متواصل وسط محاولات لإقالة القاضي "بيطار " وإنهاء الأزمة من داخل السلك القضائي
الأزمة مع دول الخليج مرشحة أن تطول وسط تلكؤ رسمي لبناني واستمرار إجراءات التصعيد الخليجية
الإجراءات الأمنية وتحذيرات السفارات وموجات الاحتجاجات مع انسداد الأفق السياسي تزيد من المخاوف حول الوضع الأمني
اعتبر رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، أن جلسات الحكومة هي الأساس في تسيير عجلة الإدارة، مشيرًا إلى أن الاجتماعات الوزارية وورش العمل القائمة لإنجاز الملفات المطلوبة "غير كافية". يأتي ذلك في ظل استمرار إصرا ر الثنائي الشيعي على ربط عودة جلسات الحكومة بإقالة المحقق العدلي، طارق البيطار، من ملف انفجار المرفأ. وفي هذا الصدد، تداولت كواليس بوجود عدة طروحات كإجراء تشكيلات قضائية قد تشمل رئيس مجلس القضاء الأعلى، سهيل عبود، ومدعي عام التمييز، القاضي غسان عويدات، والنائب العام المالي، القاضي علي إبراهيم، وعددًا من المسؤولين الأمنيين والإداريين في مواقع مهمة، وإظهارها أنها "عملية إصلاح"، وذلك لإقالة "بيطار" والتحكم في المسار القضائي في نهاية المطاف.
على صعيد الأزمة مع دول الخليج، لا يزال لبنان الرسمي عاجزًا عن إحداث أي خرق في جدار الأزمة، بل على العكس لا يزال وزير الإعلام، جورج قرداحي، على مواقفه السابقة بإبداء استعداده للاستقالة من منصبه حالما تتوفر ضمانات بأن ما سيُقْدم عليه سيحل الأزمة الراهنة. في السياق، تواصلت التحذيرات من إجراءات تصعيدية جديدة، جاءت على لسان السفراء المطرودين من الخليج خلال زياراتهم للرئاسات الثلاث، والذين شددوا خلال لقاءاتهم على الإسراع في تطويق ذيول الأزمة.
بالمقابل، يتواصل التصعيد الخليجي كويتيًا؛ حيث كشفت معلومات عن اتخاذ الخارجية الكويتية قرارًا بوقف جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة بإجراء تحويلات مالية إلى بيروت، تزامنًا مع قرار رفض تجديد إقامات اللبنانيين الذين يشتبه في انتمائهم، أو انتماء أقاربهم من الدرجة الأولى أو الثانية، إلى "حزب الله" وترحيلهم مع عائلاتهم. أما سعوديًا، فقد رأى وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أن لبنان في أزمة سببها "حزب الله"، في حين كشف السفير السعودي السابق في لبنان، عبد العزيز خوجة، عن تعرضه لثلاث محاولات اغتيال في لبنان. كما رشحت معلومات حول إمكانية أن تقتصر التأشيرات الصادرة عن سفارة المملكة في بيروت على الحالات الإنسانيّة فقط، وذلك في ظل استمرار أزمة الشاحنات اللبنانية العالقة عند الحدود السعودية، ومنع خطوط الترانزيت من لبنان إلى دول أخرى مرورًا بالمرافئ السعودية. بالتوازي مع ذلك، بدت لافتة خطوة منح الحكومة السعودية الجنسية لعلماء ومفكرين بينهم ستة لبنانيين، أبرزهم الدكتور محمد السماك، والدكتور رضوان السيد، والسيد محمد الحسيني.
في الأثناء، بدا واضحًا أن زيارة وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أخذت منحنى اقتصاديًا ودبلوماسيًا رغم تشديده على دعم الحكومة وإجراء الانتخابات في موعدها، وإبداء استعداد بلاده للمساعدة في حل الأزمة مع دول الخليج. وتم الاتفاق خلال الزيارة على تطوير وتعزيز التعاون على مختلف الأصعدة، والذي بدأ بتوقيع اتفاقية تعاون لتعزيز التقارب بين وزارتي خارجية البلدين، ودعوة رئيس الحكومة لزيارة أنقرة.
في الملف الانتخابي، تقدّم تكتل "لبنان القوي" (التيار الوطني الحر) بطعن في تعديلات قانون الانتخاب أمام المجلس الدستوري، لا سيما في بند موعد الانتخابات وإعادة النظر فيه وتأجيله إلى أيار/ مايو 2022، وبند اقتراع المغتربين الذي، في حال قبل الطعن فيه، سيعاد تخصيص مقاعد ستة لهم في ست قارات، وفي حال رفضه سيقترع المغتربون للدوائر الـ15 في لبنان.
بالتوازي مع ذلك، وصلت أعداد المغتربين المسجلين في البعثات الدبلوماسية إلى أكثر من 165 ألفًا، في ظل سعي حثيث من مجموعات مدنية وقوى سياسية كالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحركة أمل، للاتصال بالمغتربين وحثهم على تسجيل أسمائهم في القوائم الانتخابية، وسط اعتراضات حول كيفية تسريب بيانات المغتربين من البعثات الدبلوماسية إلى أيدي القوى السياسية.
اقتصاديًا، وبينما شهدت عدة مناطق في طرابلس وصيدا والجنوب اعتصامات وقطع طرقات، احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية، جاء قرار وزارة الصحة برفع الدعم الجزئي عن حزمة من أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية "ليزيد الطين بلة". وذلك لأن القرار الجديد سيكلف المواطن بدفع الجزء غير المدعوم من ثمن هذه الأدوية وفق سعر صرف الدولار في السوق، وهو ما يعني ازدياد ثمن الأدوية من عدة أضعاف. بالمقابل، وتحريكًا للقطاع العام شبه المتوقف بسبب الإضراب العام للموظفين، أقرت لجنة المؤشر "بدل نقل يومي حضوري قدره 64 ألف ليرة" ابتداء من بداية الشهر الجاري، مع دفع مساعدة اجتماعية قدرها نصف راتب يُعطى عن شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر قبل نهاية العام الجاري.
من جهتها، أعلنت السفارة الفرنسية وصول دفعة جديدة واستثنائية من المساعدات الطبيّة بقيمة مليون يورو، فيما أعلن "برنامج الأغذية العالمي" أنه بات حاليًا يدعم واحدًا من كل أربعة أشخاص في لبنان. بدوره، أعلن وزير الاتصالات العراقي مصادقة حكومة بلاده على اتفاقية لإمداد لبنان بكمية تبلغ 500 ألف طن من زيت الغاز، وذلك فيما توقع وزير البترول المصري خلال مباحثاته مع وزير الطاقة اللبناني، وليد فياض، بدء إمدادات الغاز المصري إلى لبنان بحلول 2022.
في الشأن الأمني، تكثّف الأجهزة الأمنية في الآونة الأخيرة مراقبتها في مختلف المناطق، بغية رصدِ أي تحرّكات مشبوهة وإحباطها، كما اتخذ عدد من المراكز الأمنية إجراءات احترازية تخوفًا من أي تطورات أمنية. وقد تزامنت هذه الإجراءات مع تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" بازدهار تجارة الأسلحة الفردية والصغيرة، وتقديرات دولية بوجود نحو مليوني قطعة سلاح بين أيدي اللبنانيين، إضافةً إلى أجواء لدى غالبيّة السفارات في بيروت بأنّ "لبنان بات بقعة غير آمنة، ويشكّل خطرًا على رعاياها". وقد تجسد هذا في تحذير بريطانيا لرعاياها من السفر إلى لبنان إلا للضرورة، على اعتبار أن الوضع قابل في الانفجار في أي لحظة، ومرافقة فريق أمني إماراتي منتخب بلاده لكرة القدم أثناء قدومه لبيروت ليخوض مباراة مع المنتخب اللبناني.
في السياق ذاته، عملت وحدات مختصة من الجيش على تفكيك عبوة في منزل ضابط مخابرات سابق في الجيش في "بشامون"، كانت معدّة للتفجير عن بعد وموضوعة داخل علبة شوكولاته كانت مرسلة إلى ابنته.
على الصعيد الأمني أيضًا، توترت الأجواء بين "القوات اللبنانية" و"حزب الله" مجددًا على خلفية قيام الأخير بانتشار أمني مسلّح، ونصب حواجز وكاميرات مراقبة على تخوم منطقة "عيون السيمان" (جرود كسروان، مسيحية). فقد صرحت مصادر في الحزب بأنها إجراءات أمنية رافقت زيارة رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"، هاشم صفي الدين، لمناطق البقاع الشمالي المتاخمة لـ"عيون السيمان"، فيما اعتبرتها مصادر أخرى "مناورة صامتة" ورسالة ذات أهداف أمنية بالمكان والزمان.
بدروه، بحث مدير عام الأمن الداخلي، عماد عثمان، مع "فريق العمل الأمريكي من أجل لبنان" "ATFL"، الأوضاع العامة للقوى الأمنية وأهمية توفير الدعم والمساعدات في هذه الظروف الصعبة، في حين أعلنت السفيرة الأمريكية، دوروثي شيّا، أن بلادها ستخصص مبلغ 67 مليون دولار لمساعدة الجيش، وذلك خلال حضورها حفل تسليم ست طوافات عسكرية من نوع "MD-53OF" في إطار برنامج المساعدات الأمريكية للجيش.
على صعيد أمني آخر، حركّت الحرائق الأخيرة والتي بلغ عددها فقط في عطلة نهاية الأسبوع، وفق تقرير لوزارة البيئة، نحو 93 حريقًا بينها 35 حريق غابات في كل من الجنوب والبقاع الغربي والمتن وكسروان وعكار. على خلفية ذلك، وفي ملف متطوعي الدفاع المدني وحراس الغابات، أوعز الرئيس "ميقاتي" إلى وزارة الداخلية بضرورة الإسراع في ملء الشواغر في القطاعين، لا سيما وأن الكثير من الحرائق في الغابات "مفتعلة"، وفق تحقيقات وزارة الداخلية.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا