استنتاجات الأسبوع:
إيران لا ترحب فقط بالانفتاح العربي على النظام السوري بل تدعو لتسريع وتيرته باعتباره أحد أذرعتها في المنطقة
أسبوع أمني بامتياز في إيران: استهداف خط أنابيب نفط وضباط بالحرس الثوري ومواجهات بين الشرطة وبين مهربين وانفصاليين من أقلية البلوش وجماعات جهادية
سجال أمريكي إيراني حول الانتخابات البرلمانية العراقية وسط عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وشركات إيرانية
علقت طهران على تواصل الزيارات والاتصالات العربية مع النظام السوري، والتي كان آخرها زيارة وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، ولقائه رئيس النظام، بشار الأسد، بأن عودة العلاقات بين دول عربية ودمشق تصب في صالح "كل دول المنطقة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعيد خطيب زاده، إنه "مما يبعث على الرضا أن الدول تطبّع علاقاتها بشكل علني مع سوريا"، مؤكدًا على أن إيران "لا ترحّب فقط بهذا المسار، بل تقوم أيضًا بما في وسعها من أجل تسريع وتيرة استعادة الدول العربية وسوريا علاقاتها الطبيعية".
في الشأن ذاته، نقل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى نظيره الإماراتي ترحيب طهران بزيارته إلى دمشق واعتبارها "خطوة إيجابية"، وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما. كما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين من الخليج وإيران قولهم إن وفدًا على مستوى عالٍ من الإمارات سيزور طهران قريبًا، في إطار سعي أبوظبي لتهدئة التوترات مع إيران.
خارجيًا أيضًا، أفاد "عبد اللهيان" بأن بلاده وتركيا اتفقتا على إعداد خارطة طريق لتأسيس تعاون بعيد المدى؛ جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو، في طهران. وأضاف "عبد اللهيان" أنه سيتم تشكيل آليات عمل مشتركة بين أنقرة وطهران، لإكساب علاقات البلدين زخمًا أسرع، وأردف: "سنطلق المباحثات الدبلوماسية بين البلدين في هذا الخصوص". وأوضح الوزير الإيراني أنهم سيتوصلون إلى النتيجة المرجوة من هذه المباحثات خلال زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المرتقبة إلى طهران، ليتم بعدها التوقيع على مذكرات التفاهم بحضور زعيمي البلدين. وتابع الوزير: "علاقات البلدين تاريخية وحميمية، ونولي أهمية كبيرة لهذا الأمر"، مشدّدًا على عدم وجود عراقيل كبيرة أمام تسريع تطوير العلاقات بين البلدين.
على الصعيد الأمني، تعرض خط أنابيب نفط جنوب إيران لانفجار ضخم في قرية "رميص" بمحافظة خوزستان بسبب تآكل الأنبوب. ولم تتضح على الفور آثار الانفجار على إمدادات النفط في المنطقة، فيما تسبب الانفجار في حدوث هزات صغيرة شعر بها سكان المناطق المحيطة بخط النفط، بحسب شهادة أهالي القرية.
أمنيًا أيضًا، قُتل خمسة ضباط من القوة "الجوفضائية" التابعة للحرس الثوري الإيراني، في حادث سير مدبر الأحد الماضي عند محور جبلي خطير جدًا في منطقة كردستان الإيرانية. في التفاصيل، ذكر مصدر من الحرس الثوري أن "السلطات اعتقدت في البداية أن الحادث عرضي، غير أن التحقيقات أظهرت أن قنبلة صغيرة جدًا زرعت في سيارتهم واستهدفت على الأرجح "الفرامل" وتم تفجيرها، هي التي أدت إلى فقدان السائق السيطرة على آليته واصطدامها بشاحنة. وأشار المصدر إلى أن "الشكوك تضاعفت لأن هؤلاء الضباط الخمسة كانوا مسؤولين عن رصد مواقع أمريكية وإسرائيلية، وأخرى لجماعات معارضة للنظام، تدعي طهران أنها موجودة بإقليم كردستان العراق".
في أحداث أمنية متفرقة أخرى، أحرق مجهولون واجهة مكتب النائب الإيراني المحافظ، حسن نوروزي، ممثل دائرة رباط كريم جنوب طهران، والذي أثارت تصريحات أدلى بها مؤخرًا بشأن احتجاجات عام 2019 المناهضة للحكومة انتقادات واسعة. يذكر أن "نوروزي" قال في مقابلة له: "كنت من بين أولئك الذين أطلقوا النار على الناس، أطلقنا النار، من يجرؤ على محاكمتنا اليوم؟" وقوبلت تصريحاته بانتقادات شديدة في إيران، بما في ذلك من قبل وسائل الإعلام المحافظة.
كما قُتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن الإيرانية في الأيام القليلة الماضية، ليرتفع عدد عناصر الشرطة الذين قضوا في أعمال عنف متفرقة هذا الأسبوع إلى ستة. كما قُتل ضابطان من شرطة محافظة خوزستان أثناء عملية دهم استهدفت موقعًا لعصابة "سطو مسلّح". وتوفي شرطي متأثرًا بجروح أصيب بها أثناء مواجهات مع "عصابة مسلّحة" في محافظة أصفهان (وسط). هذا، بينما دهست مركبة كانت تنقل وقودًا مهرّبًا شرطيًا آخر في محافظة سيستان-بلوشستان (جنوب شرق)، وتتكرر في هذه المحافظة الحدودية مع باكستان المناوشات بين قوات الأمن الإيرانية ومجموعات مسلحّة.
وفي حين يرتبط العديد من هذه المواجهات بمحاولات تهريب، يعود بعضها إلى اشتباكات مع انفصاليين من أقلية البلوش أو جماعات جهادية تنشط في تلك المنطقة. قُتل ثلاثة عناصر من قوات حفظ الأمن الإيرانية، بينهم ضابط برتبة عقيد، وأصيب ستة آخرون بجروح، في اشتباك مع مجموعة مسلّحة استمر لنحو 24 ساعة في سيستان-بلوشستان جنوب شرق البلاد، بينما قُتل اثنان على الأقل من المجموعة المسلحة في المواجهات.
على الصعيد الأمني الإقليمي، احتجزت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري سفينة وقود أجنبية في مياه الخليج العربي. وذكرت مواقع إيرانية أن سفينة الشحن الأجنبية كانت تحمل مادة السولار المهربة، فيما نقلت وكالة "فارس" عن الكولونيل حاجيان، قائد الفرقاطة "ذو الفقار 412"، قوله: "بعد التفتيش عثرنا على أكثر من 150 ألف لتر من السولار المهرب". ولم توضح إيران جنسية السفينة أو العاملين فيها، وليست هذه هي المرة الأولى التي تحتجز فيها إيران سفنًا أجنبية بدوافع مختلفة.
على صعيد متصل، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، هو الذي حاول اغتيال عضو بالموساد في كولومبيا، وليس "حزب الله" اللبناني. ولفتت الصحيفة إلى أن المعلومات التي أوردتها صحف كولومبية بأن عناصر من "حزب الله"، راقبوا رجال أعمال "إسرائيليين" وأمريكيين في مدينة بوغوتا، كان المقصود بها رجال من الحرس الثوري وليس الحزب اللبناني.
في شأن منفصل، وجّه قائد القيادة المركزية في القوات الأمريكية، كينيث ماكينزي، أصابع الاتهام إلى إيران بممارسة دور سيئ في الانتخابات العراقية من خلال التضليل، مضيفًا أن "إيران أغرقت شبكة الإنترنت بمعلومات مضللة حول الانتخابات العراقية الأخيرة، ووجهت مليشياتها للاحتجاج على النتائج بعنف في بعض الأحيان".
بالمقابل، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن بلاده وقفت دائمًا إلى جانب الشعب والحكومة العراقية، مشدّدًا على أن وحدة واستقرار العراق موضوع استراتيجي ولا يجوز المساس به. كما أكد "رئيسي" خلال اتصال مع رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، على أهمية العلاقات التاريخية والوثيقة بين البلدين، معتبرًا أن "أعداء شعوب المنطقة لا يريدون الأمن والاستقرار والتقدم للشعب العراقي، وهم يسعون وراء أهدافهم الشريرة من خلال إثارة الفتن، لذلك يجب على الجميع أن ينتبهوا لمثل هذه المؤامرات".
على صعيد العلاقات الأمريكية الإيرانية أيضًا، وفي ملف العقوبات، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة طالت ستة إيرانيين وشركة سيبرانية، بتهم التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020. ووجهت السلطات الأمريكية اتهامات جنائية لإيرانييْن اثنين متهميْن بشن حملة إلكترونية، للتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت عام 2020. من جهتها، أدانت إيران هذه العقوبات، حيث قال متحدث الخارجية إن العقوبات الجديدة "استمرار لسياسة الضغط القصوى الفاشلة التي انتهجتها إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، ضد إيران".
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا