استنتاجات الموجز:
إحاطة الممثلة الأممية في مجلس الأمن حول الانتخابات ونتائجها لا ترضي الأطراف الخاسرة التي تهدد بتصعيد كبير قد يهدد السلم الأهلي
تخوفٌ لدى حكومة إقليم كردستان من انتشار التظاهرات الطلابية في مدن الإقليم الأخرى بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية
تعليقًا على التغيير الذي جرى في نتائج الانتخابات بعد العد والفرز اليدوي لبعض صناديق الاقتراع، قال ائتلاف "دولة القانون" بزعامة "نوري المالكي"، إن "وجود تغيير في النتائج يؤكد وجود التزوير". يذكر أن مفوضية الانتخابات أقرت بتأثير الطعون على نتائج الانتخابات، وكشفت عن إلغاء نتائج بعض مراكز الاقتراع. من جهته، اعتبر رئيس تحالف "الفتح"، هادي العامري، أن إلغاء 18% من مراكز الاقتراع سيحدث تغييرًا جذريًا في نتائج الانتخابات، مشيرًا إلى أن قرارات الهيئة القضائية ببطلان بعض المحطات التي لم تغلق في الساعة السادسة، ستؤدي لبطلان أكثر عشرة آلاف محطة من أصل 55 ألف محطة.
بالمقابل، حذر زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، من محاولة تغيير نتائج الانتخابات، وتعليقًا على الطلب الذي قدمه "تحالف الفتح" للمحكمة الاتحادية لإلغاء نتائج الانتخابات، قال "التيار" إن "إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة، ليس بالأمر السهل أو الهين وهو أمر مستبعد جدًا، والإقدام على هكذا خطوة يأتي من أجل الضغط خلال التفاوض على تشكيل الحكومة المقبلة".
على صعيد الحراك السياسي الجاري في البلد، كشف عضو بـ"الإطار التنسيقي" أن الكرد والسنة وضعا شرطًا للتحالف مع الكتلة الصدرية لتشكيل الحكومة المقبلة، يتضمن حصول "التيار" على توافق ثلثي المكون الشيعي، وهذا الأمر صعب تحقيقه دون "الإطار التنسيقي". لكن "الصدر" أطلق تصريحات غاضبة دعا فيها لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، ودعا إلى حل الفصائل المسلحة وتسليم أسلحتها للدولة، وتصفية الحشد الشعبي من العناصر غير المنضبطة.
من جهتها، رحبت مليشيا "حزب الله العراقي" بدعوة "الصدر" بشرط أن تقوم الجهة الداعية لحصر السلاح، بقيامها أولًا بتسليم سلاحها وبالأخص الثقيل منه، قاصدًا بذلك "سرايا السلام" التابعة للتيار الصدري. وفي ردٍ على خطوة "الصدر" الذي قام بحل مليشيات "لواء اليوم الموعود"، قامت مليشيا "حزب الله" بتحويل ما يسمى "سرايا الدفاع الشعبي" إلى الحشد الشعبي وغلق مقراتها.
وبعد خطاب "الصدر" الغاضب، عقد "الإطار التنسيقي" اجتماعًا عاجلًا بحضور الممثلة الأممية في العراق، جنين بلاسخارت، أكد فيه توفر الأدلة والمعطيات حول وجود خلل كبير في الانتخابات. وإظهارًا لقوته، أعلن "الإطار التنسيقي" عن تمكنه من تشكيل الكتلة الأكبر، وجمع أكثر من 90 مرشحًا، وأنه لا يمانع من انضمام "التيار الصدري" إلى "الإطار التنسيقي" لتشكيل الحكومة المقبلة.
على صعيد تداعيات الانتخابات على الشأن الكردي، وفي موقف غريب من عضو بـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، قال إن منصب رئيس الجمهورية ليس مسجلًا باسم كتلة معينة وإن الدستور العراقي لم يحدد حزبًا أو مكونًا لتولي إحدى الرئاسات الثلاث، إنما يعتمد الأمر على نتائج الانتخابات والتوافقات التي تحدث بين الكتل السياسية. بالمقابل، كشف "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" عن قرب عقد اجتماع كردي لحسم شخصية رئيس الجمهورية.
من ناحيتها، وخلال عرض إحاطتها عن الوضع بالعراق لمجلس الأمن، قالت "بلاسخارت" خلال جلسة خاصة بالوضع العراقي، إن "الانتخابات المبكرة العراقية قُيِّمت على أنها سليمة بشكل عام"، ودعت "السلطات العراقية والأحزاب للاعتراف بنتائج الانتخابات البرلمانية". وأضافت الممثلة الأممية أن "الاتهامات الباطلة والتهديد بالعنف سيؤدي إلى نتائج وخيمة"، مؤكدةً على "حاجة العراق إلى قيادات وحكم رشيد والتزام بالمسار السياسي".
على صعيد ردود الفعل على إحاطة "بلاسخارت"، رحب "الصدر" بتصريحاتها منوهًا إلى أنها تبعث على الأمل، ودعا رافضي نتائج الانتخابات إلى الابتعاد عن "المهاترات" السياسية. كما أشار "الصدر" إلى أن "من أهم ما صدر عن المبعوثة الأممية: لا وجود لأدلة تزوير الانتخابات"، ونصح الخاسرين باتباعها والابتعاد عن العنف وزعزعة الأمن.
بالمقابل، هاجمت "مليشيا العصائب" تصريحات "بلاسخارت" وقالت عنها: "لم نكن نعول على المبعوثة الأممية بلعب دور إيجابي في ملف الانتخابات، كونها أحد الشركاء في التلاعب بنتائجها". كما لوّح "تحالف الفتح" باللجوء لتصعيد كبير يهدد السلمي الأهلي، احتجاجًا على إحاطة رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق، وأضاف: "في حال كان موقف السلطة القضائية مشابهًا لموقف بلاسخارت، حتمًا سيكون لنا تصعيد كبير قد يحرك الشارع ويهدد السلم الأهلي".
خارجيًا، وصلت وزيرة خارجيّة مملكة السويد، آن ليندي، إلى بغداد في زيارة رسمية التقت خلالها كلًا من رئيس الجمهورية، برهم صالح، ورئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، ووزير الخارجيَّة، فؤاد حسين. وخلال لقائه بالوزيرة السويدية، أكد "الكاظمي" على ضرورة تطوير العلاقات بين العراق والسويد والاتحاد الأوروبي، فيما ناقشا مجال الاستثمار وتقديم التسهيلات اللازمة لعمل الشركات السويدية داخل العراق.
في شأن منفصل، وتعليقًا على اللقاء الذي أجراه وزير الخارجية العراقي مع قناة "إسرائيلية"، دعا قيادي في "منظمة بدر" لفتح تحقيق معه، مؤكدًا أن ظهور وزير خارجية عراقي في إعلام "إسرائيلي" يأتي في سياق دفع العراق نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني. من جانبها، بينت الخارجية العراقية موقف العراق من التطبيع مع الكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية، وذلك على لسان المتحدث باسمها، الذي قال إننا "نجدد موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، والرفض القاطع لمسألة التطبيع مع إسرائيل". وأوضح المتحدث أن "وزير الخارجية أكد في مؤتمر حوار المنامة، على حقَّ الشعب الفلسطيني ورفض جميع أشكال التطبيع، لكن الوسيلة الإعلامية انتحلت صفة مؤسسة أخرى دون التأكد من صحتها."
كرديًا، ردت وزارة البيشمركة على تصريحات وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، التي أنكر فيها وجود كردستان، بأنها "محل استغراب"، مشددةً على أن "عقلية إنكار شعب وجغرافيته كانت دائمًا مصدرًا للمشاكل والخلافات".
في شأن أمني، قام أمن مدينة السليمانية بتفريق طلبة محتجين بالقوة أمام جامعة السليمانية، وفتح الطرق المجاورة التي أغلقوها بوقت سابق، فيما تعرض عدد من المحتجين للاختناق بسبب استخدام الغاز المسيل للدموع. في التفاصيل، يتظاهر منذ ثلاثة أيام طلبة جامعات السليمانية، للمطالبة بصرف منح شهرية كانت تصرف لهم سابقًا، وسط مخاوف من تمدد المظاهرات إلى باقي مدن الإقليم.
أمنيًا أيضًا، وفي تصعيد جديد، قام المتظاهرون بحرق مقر "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" (الحزب المهيمن) داخل المدينة، فيما أفاد شهود عيان بأن الاحتجاجات انضم لها مواطنون من خارج الجامعة، للتنديد بالوضع الاقتصادي العام في المحافظة.
وفي تطور أمني آخر، أفاد مصدر مطلع باختطاف أحد المقربين من الرئيس المشترك (المعزول) للاتحاد الوطني الكردستاني، لاهور طالباني، واقتياده لمكان مجهول بعد تعرضه للضرب المبرح، على خلفية اتهامه بتحريض الطلاب للتظاهر. هذا، بينما طرد محتجو السليمانية رئيس "حزب حراك الجيل الجديد"، شاسوار عبد الواحد، بعد أن حاول الانضمام لصفوف الطلبة المحتجين، فيما قامت حكومة الإقليم بتعطيل دوام الجامعات لمدة ستة أيام لاحتواء التظاهرات الطلابية.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا