استنتاجات الموجز:
"البرهان" يؤكد على الالتزام بالاتفاق السياسي خلال الفترة الانتقالية وعدم المشاركة في انتخابات 2023
توتر عسكري على الحدود الشرقية إثر محاولات إثيوبية بالتوغل داخل الحدود واشتباكات قبلية غربًا و"السيادي" يشدد على بسط هيبة الدولة
الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد تفاقم الأزمة الصحية بسبب توقف المساعدات الطبية والصحية وموجة رابعة من الوباء تجتاح البلاد
تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، بالتعاون الكامل مع رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، لإنجاح الفترة الانتقالية في السودان وصولًا لانتخابات حرة بنهايتها. وخلال اجتماعه، الخميس، مع "فولكر بيرتس"، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الفترة الانتقالية في السودان "يونيتامس"، دعا "البرهان" السودانيين إلى دعم الحكومة التي سيشكلها "حمدوك"، كما طالب القوى السياسية باستغلال ما تبقى من المرحلة الانتقالية في الاستعداد للانتخابات.
في هذا السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مقرّب من "حمدوك" قوله إنه لن يَبقى في منصبه ما لم يُنفذ الاتفاق السياسي الذي أُبرم مع الجيش وأعيد بموجبه إلى منصبه الذي عزل منه، مضيفًا أن استمرار "حمدوك" في منصبه مرهون أيضًا بحصوله على الدعم من الفصائل السياسية. من جهة أخرى، أصدر "حمدوك" قرارًا بإعفاء وكلاء وزارات سابقين تم تعيينهم من طرف "البرهان"، وشمل القرار تعيين 20 وكيلًا جديدًا للوزارات أبرزها وزارات الخارجية والنفط والصناعة والتجارة والري، بينما لا تزال الاحتجاجات مستمرة ضد قرارات "البرهان" والاتفاق السياسي الموقع مع "حمدوك".
في الأثناء، دعت الأمم المتحدة السلطات في السودان إلى اتخاذ خطوات عاجلة وجادة لتأكيد الالتزام بالإعلان الدستوري؛ فمن جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في إفادة صحفية بنيويورك إنه لا يمكن تحديد مسار الانتقال دون مشاركة جميع الشركاء المنخرطين في ثورة السودان.
في السياق نفسه، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالًا يحذر من أن التحول الديمقراطي في السودان على المحك، ويدعو الدول الغربية للإسراع في المساعدة في إنجاز التحول في نهاية المطاف. وقالت كاتبة المقال إن الاتفاق بين قائد الجيش ورئيس الوزراء الموقّع يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، يرسّخ الحكم العسكري على عكس ما زعم الموقعون عليه بأنه يرمي إلى الخروج من "الانقلاب"، الذي نفذه "البرهان" في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
بالمقابل، قال "البرهان" إن الجيش سيترك الساحة السياسية بعد الانتخابات المقررة عام 2023، مضيفًا أن هناك "مؤشرات إيجابية" تتصل بدعم المجتمع الدولي مجددًا للخرطوم. وأكد "البرهان"، الذي يتولى أيضًا رئاسة مجلس السيادة، أن "حزب المؤتمر الوطني" المنحل لن يكون جزءًا من المرحلة الانتقالية بأي صورة من الصور. وأضاف رئيس مجلس السيادة: "أظن أن هناك مؤشرات إيجابية على أن الأمور ستعود قريبًا (إلى ما كانت عليه)، تشكيل الحكومة المدنية بالتأكيد سيعيد الأمور إلى نصابها".
من جهتها، طالبت الأمم المتحدة السلطات السودانية باحترام حرية التعبير والإعلام، في حين نشرت لجنة أطباء السودان حصيلة جديدة للقتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات الرافضة لهيمنة الجيش على الفترة الانتقالية. من جانبه، دعا تجمّع المهنيين السودانيين (قائد الحراك الاحتجاجي في البلاد) إلى إنهاء "تعدد الجيوش"، وحلّ قوات "الدعم السريع"، وكل المليشيات الأخرى والحركات المسلحة. وقال التجمع في بيان إن "إنهاء تعدد الجيوش واجب مقدم للسلطة الوطنية المدنية الكاملة، النابعة من القوى الثورية القاعدية المؤمنة بالتغيير الجذري وأهداف ثورة كانون الأول/ ديسمبر التي أطاحت بالرئيس السابق، عمر البشير."
أمنيًا، قال مصدر عسكري لقناة "الجزيرة" إن قصفًا إثيوبيًا استهدف منطقة تايا المتاخمة للحدود الإثيوبية، صباح الأربعاء، مشيرًا إلى وجود حشود إثيوبية منذ صباح ذلك اليوم في مناطق محاذية للقريشة وباسندة بمنطقة الفشقة، في ولاية القضارف الواقعة شرق السودان. كما نقلت مصادر عسكرية أن القوات الإثيوبية المدعومة بمليشيا من إقليم أمهرة، شنّت هجومًا بالمدفعية الثقيلة على الجيش السوداني داخل أراضيه دون وقوع إصابات.
ويأتي هذا التطور بعد اشتباكات شهدتها المنطقة الحدودية في الأيام القليلة الماضية، وذلك وسط اتهامات سودانية لإثيوبيا بشن هجمات عبر الحدود، الأمر الذي نفته أديس أبابا. وقبل ذلك، أكدت الخرطوم مقتل ستة عسكريين وإصابة 31 آخرين، جراء ما وصفتها باعتداءات إثيوبية في هذه المنطقة السبت الماضي.
في سياق متصل، لقي 50 شخصًا مصرعهم ونزح أكثر من ستة آلاف في صراعات قبلية بولاية غرب “دارفور”، وفق تقرير للأمم المتحدة صدر الإثنين الماضي. بدوره، عقد مجلس السيادة الانتقالي اجتماعًا برئاسة "البرهان"، وتداول الاجتماع الأحداث التي وقعت في بعض المناطق بولايات دارفور وكردفان غرب السودان، وأدت إلى سقوط عدد من الضحابا وإتلاف للممتلكات. كما أكد المجلس ضرورة التصدي للأعمال التي تستهدف ترويع الآمنين، موجهًا في الوقت ذاته الأجهزة الأمنية والعسكرية لحسم الفوضى وبسط هيبة الدولة.
دوليًا، التقى "البرهان"، الإثنين بمكتبه، السفير الروسي لدى الخرطوم، فلاديمير جيلتوف، وجاء في بيان أصدره المكتب الإعلامي للمجلس أن المحادثات بين الطرفين تناولت “مسار العلاقات السودانية الروسية وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين". على صعيد آخر، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي أن ملف العلاقة مع "إسرائيل" كانت ضرورية لإعادة بلاده إلى المجتمع الدولي. وفي مقابلة أجرتها معه قناة “الحدث” السعودية، أعرب "البرهان" عن أمله في أن تتخذ علاقة السودان مع "إسرائيل" “شكلًا طبيعيًا” في النهاية.
محليًا، أصدر مجلس السيادة قرارًا بتعيين "خليفة أحمد" نائبًا عامًا مكلفًا، وذلك بعد أن أعفى "البرهان" النائب العام، مبارك محمود، من منصبه في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
في الشأن الصحي، تنامت التحذيرات في السودان من ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس "كورونا"، خاصةً مع تسجيل حالات إصابة بالمتحور الجديد "أوميكرون" عالميًا. ويخشى الأطباء السودانيون من انهيار النظام الصحي المتداعي أصلًا ومن الكلفة الباهظة لأي انهيار، في ظل تقاطع الوضع الصحي مع ما تمر به البلاد من أزمة سياسية واقتصادية. وبحسب السلطات الصحية، تبلغ سعة مراكز العزل في العاصمة الخرطوم 290 سريرًا، بينما تصل أسرّة العناية الفائقة إلى 70 فقط.
اقتصاديًا، استقر الجنيه السوداني في تراجعه مقابل العملات الصعبة بشكل طفيف الأسبوع الماضي؛ حيث جرى تداول أسعار الدولار الأمريكي في السوق الأسود عند مبلغ 453 جنيهًا في المتوسط، فيما قفز سعر لدى البنوك إلى 448 جنيهًا.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا