استنتاجات الموجز:
انتهاء مراحل الطعون وعودة "حفتر" و"القذافي" للانتخابات سيجعلها حلبةً صراع للأطراف الدولية خصوصًا التنافس الأمريكي الروسي الذي يؤكده وجود "القذافي"
لجنة "5+5" تواصل رحلتها الخارجية بين روسيا وتركيا دون توقع أي تقدم في هذ الملف قبل الانتخابات
تكليف "ستيفاني وليامز" بمهمة البعثة الأممية في ليبيا قد يُفهم في سياق اهتمام الولايات المتحدة بضبط العملية السياسية
مع انتهاء المرحلة الثانية والأخيرة من الطعون القانونية في حق المرشحين، شهد المشهد الانتخابي مفاجئتين؛ أولهما حكم محكمة سبها الابتدائية بقبول طعن "سيف الإسلام القذافي" وعودته بذلك لقائمة المترشحين النهائية، رغم تأخر هذا الحكم عن الموعد القانوني المخول وهو 72 ساعة، إلا أن الحكم صدر بعد أسبوع كامل لظروف اعتبرتها المحكمة استثنائية.
في الشأن ذاته، ورغم حكم محكمة الزاوية البات والنهائي حول عدم حق "حفتر" في الترشح للانتخابات الرئاسية لتحصله على الجنسية الأمريكية وإقراره بذلك، استأنفت المفوضية على هذا الحكم بمحكمة استئناف طرابلس لتحكم بعدم الاختصاص المكاني، وبذلك يعود "حفتر" لواجهة المشهد الانتخابي من جديد.
وقد تجاوز الاعتراض على نشاط المفوضية وسياسة عملها تيار الثورة هذه المرة، ليصل إلى مجلس النواب؛ حيث وقّع 72 نائبًا على ضرورة إقامة جلسة طارئة لمحاسبة المفوضية متمثلة في رئيسها، عماد السايح، وقد عُقدت الجلسة تحت عنوان إنقاذ الانتخابات دون نتيجة تذكر.
في سياق المشهد الانتخابي أيضًا، قالت صحيفة "تلجراف" البريطانية إن "سيف الإسلام القذافي" يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية هذا الشهر، بعد أن ألغت محكمة اعتراضاته على ترشحه الخميس الماضي. وأشارت "تلجراف" إلى أن "القذافي"، وفي مقابلته الوحيدة منذ ظهوره هذا الصيف، قال إنه يعتزم إعادة توحيد البلاد في ظل حركة والده الخضراء، وادعى أن العديد من الليبيين يعتقدون أن نظامه كان يجب أن يتعامل بقسوة أكبر مع المعارضة.
كما نقلت الصحيفة عن عدد من المراقبين قولهم إن الحنين إلى الماضي قد يكون كافيًا لتأمين حصة محترمة لـ"القذافي"" من التصويت، خاصةً في المعاقل التقليدية لقبيلته جنوب البلاد، وفق تعبيرهم. وقالت "تلجراف" أيضًا إن "حفتر"، الذي كان سيلاحق الناخبين المتعاطفين مع النظام السابق، أرسل مليشياته لمنع محامي "القذافي" من تقديم استئنافه إلى المحكمة في سبها، وأدى ذلك إلى مواجهة خارج مبنى المحكمة لكن المحامي نجح في النهاية.
من جهته، قال مجلس البحوث والدراساتِ الشرعيةِ بدارِ الإفتاء إنّ القبولَ بإجراءِ انتخاباتٍ على أساِس القوانين المَعيبةِ، التي انفردَ بوضعِها أحدُ أطرافِ الصراعِ، دونَ إعمالِ مبدأ الشورى المتفق عليه سابقًا بين أطراف النزاع، لن يؤدّيَ إلّا إلى مزيدٍ مِن التمزقِ والاحترابِ. وأكد المجلس في بيان له، أنّ "ما ترتبَ عن تلك القوانين مِن السماح للمُدانين بجرائم القتلِ وأحكام الإعدامِ بالترشح خيانةٌ للأمانة التي أمر الله بأدائها."
وشدد البيان على أن إجراء هذه الانتخابات المزعومة قبل الاستفتاء على الدستور مغامرةٌ بمَصير البلادِ وأهلِها، ووسيلةٌ لتمكين الظالمين من ولاية أمر المسلمين وهو محرمٌ شرعًا. ودعا المجلس في ختام بيانه كافة الليبيين إلى ممانعة وقوع الانتخاباتِ المزورة، بكافةِ الطرقِ المشروعةِ وعدمِ السماحِ بإجرائِها.
على صعيد توحيد المؤسسات، اتفق محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، مع نائبه، علي الحبري، على مسارات العمل والفرق الفنية المعنية بتنفيذ عملية توحيد المصرف. وأكد "الكبير" و"الحبري" في تونس، على التزامهما بمواصلة التقدم لتحقيق الأهداف المرجوة من توحيد مصرف ليبيا المركزي، والاتفاق على بدء عملية التوحيد بشكل فعلي.
كما ناقش محافظ المصرف ونائبه مراحل توحيد المصرف، وفق خارطة الطريق المقترحة من شركة الخدمات المهنية الدولية "ديلويت". يذكر أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كانت أعلنت في أيلول/ سبتمبر الماضي أن فرعي المصرف المركزي اتفقا على تشكيل فرق فنية، في إطار جهود إعادة توحيد المصرف.
في سياق عمل "لجنة 5+5"، أكد القائم بأعمال السفارة الروسية لدى ليبيا، جامشيد بولتايف، لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن اللجنة ستناقش بمقر وزارة الخارجية بموسكو مسألة انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا. وكانت اللجنة العسكرية زارت أنقرة خلال اليومين الماضيين، فيما أكدت وزارة الدفاع التركية أن اللجنة قدمت معلومات، حول خطة العمل التي أعلنت عنها في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في جنيف، والخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل الاستقرار والأمن في ليبيا.
وحول البعثة الأممية وتعثر تعيين رئيس لها، قال موقع "أفريكا إنتجلسن" الاستخباراتي إن هناك مفاوضات مكثفة لإيجاد خليفة للمبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيش، الذي سيتنحى في العاشر من الشهر الجاري عن تسيير الفترة الانتقالية. وقد تم تعيين "ستيفاني ويليامز" مستشارًا خاصًا للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في ليبيا.
وأضاف الموقع الفرنسي في تقرير بعنوان: “الأمم المتحدة: بعد تعيين ستيفاني ويليامز، من هم المرشحون لخلافة كوبيش؟”، أنه قبل ثلاثة أيام من المغادرة الرسمية لـ”كوبيش”، تتزايد الضغوط في نيويورك في وقت لم يتفق أعضاء مجلس الأمن حتى الآن على خليفة له. هذا، فيما أضفى الأمين العام للأمم المتحدة الطابع الرسمي على تعيين "ويليامز" كمستشارة خاصة.
كما أوضح “أفريكا إنتليجنس” أن هذه المناورة من "غوتيريش" ستتيح تجاوز ما سماه "الحصار المفروض" على مجلس الأمن وإيجاد حل “مؤقت”، إلى حين تعيين شخصية ستخلف "كوبيش" بشكل رسمي، مشيرًا إلى أنه يتعين على الدبلوماسية الأمريكية، ستيفاني وليامز، الإشراف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستجرى في الـ24 من الشهر الجاري.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا