استنتاجات الموجز:
بدأ حراك رافض داخل التيار المحافظ بالدولة زعزعة ثقة الشارع بتوصيات لجنة الإصلاح رغم دعم الملك والمخابرات لمخرجاتها بقوة
تحرك الشارع والنخب والنواب أربك بشكل كبير مسار الدولة التطبيعي الأخير بتوقيع اتفاقية الماء والكهرباء مع الاحتلال مع توجيه انتقادات وحملة رفض كبرى لسياسات الإمارات في المنطقة
عزز تقرير أمني مقرب من دوائر صنع القرار الأمريكي من فكرة مآلات المشروع التطبيعي الأردني-"الإسرائيلي"، المعروف باتفاقية "الماء والكهرباء"، مشيرًا إلى أن ملف المناخ بدأ يدخل ضمن مشجعات التطبيع في العلاقة العربية مع الاحتلال، وهو فضاء جديد ومنفذ يمكن الركون إليه لفتح صفحات تطبيع جديدة مع دول عربية لا تقيم علاقات مع الاحتلال .
في التفاصيل، قال مركز "ستراتفور" الأمريكي للدراسات الأمنية والاستخباراتية إن صفقة تبادل الطاقة مقابل المياه بين "إسرائيل" والإمارات والأردن، أظهرت كيف يمكن للتعاون المرتبط بالمناخ أن يوفر مسارات جديدة للتطبيع في المستقبل. ويزعم المركز أنه من خلال المساعدة في تخفيف مشاكل المياه في المملكة الأردنية التي تعاني من ضائقة مالية، تسعى كل من "إسرائيل" والإمارات إلى استغلال التهديد الذي يشكله تغير المناخ على الاستقرار الإقليمي. وهو ما أثار، بحسب المركز، مخاوف لدى الاحتلال والإمارات من تداعيات آثار المناخ القاسية، في خلق فوضى تدفع لتهديدات بانهيار النظام .
داخليًا، وفيما مرتبط بالحراك السياسي والجدل حول تطبيق توصيات اللجنة الملكية للإصلاح، التي رُفعت لمجلس النواب لمناقشتها وإقرارها، زاد الحديث بين النخب ومقربين من صانع القرار حول فكرة أن تتخلى الدولة العميقة وكثير من خصوم "الإخوان المسلمين"، عن فكرة فوبيا الإسلاميين وتصدرهم للمشهد السياسي عبر الانتخابات. ولا يزال الجدل يتناول حضور الإسلاميين الكبير سياسيًا خلافًا لخصومهم الحزبيين، وخشية التيار المحافظ من اقتناصهم لأي فرصة بتعديلات قوانين الانتخابات وتسخير جماهيريتهم للظفر بحصة الأسد.
ففي هذا الصدد، قال وزير الشؤون الحزبية والسياسية، موسى المعايطة، إن الخوف من "الإخوان المسلمين" وغيرهم محطة ينبغي أن يتجاوزها الوطن، فيما قال عضو اللجنة الملكية ورئيس لجنة قانون الانتخاب فيها، خالد البكار، إن المبالغة في عقدة الخوف من "الإخوان" وتصدرهم ينبغي تجاوزها. بل إن بعض الأصوات الوازنة استحضرت شكل التعامل مع احتمال صعود وسيطرة "الإخوان" بالحالة المغربية، وكيف تعاملت معه مؤسسة القصر هناك.
من جهة أخرى، ما يزال الجدل دائرًا حول فكرة بروز تيار تقليدي لديه نفوذ في العديد من أجهزة الدولة، ما زال يكافح لتقليم أظافر توصيات اللجنة الملكية وإحراج رئيسها أمام الشارع؛ فقد أعيد فتح ملف الجهة التي اتخذت قرارًا باعتقال الشباب الجامعيين ضمن وجبة الاعتراض على التطبيع الجديد، تزامنًا مع نقاشات البرلمان لتوصيات لجنة الإصلاح السياسي، والتي من ضمنها مشاركة وحضور الشباب وتعزيز دورهم ورأيهم في المجتمع. يذكر أنه عندما حصلت اعتقالات الطلاب بتفصيلات مثيرة نسبيًا، خرجت صرخة رفض مفاجئة من رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، سمير الرفاعي، اعتُبرت رسالة بوجه التيار المحافظ داخل الدولة الذي يحاول عرقلة تطبيق العديد من بنود التوصيات.
لاحقًا أيضًا، حصلت مراجعات وتقييمات، وكان عنوان الصخب حتى في أروقة ومكاتب الديوان الملكي، على صيغة محاولة لفهم كيف تقررت الاعتقالات على النحو الذي حصلت به، ولماذا، وما هي الفكرة؟ وكان من الطبيعي أن يوجه سياسي بوزن "الرفاعي" خطابه النقدي للحكومة، وأن تتلاوم أو تشرح للمستويات الأمنية التي ظهر أكثر من مرة في الواقع أنها لا تسير معًا في الميدان.
برلمانيًا، تمكّن رئيس كتلة الإسلاميين، صالح العرموطي، من النجاح في إفشال جلسة للبرلمان حين منع وزير المياه، محمد النجار، من التحدث، وهو الوزير الذي وقع اتفاقية التطبيع "الماء والكهرباء" مع الاحتلال؛ حيث يعترض النواب على توقيع الاتفاقية، ما دفعم للخروج وإفشال نصاب الجلسة تلبية لدعوة "العرموطي". وعلى المستوى الشعبي، بدا أن الشارع الأردني لن يترك مجالًا أمام الحكومة للشرح وللتوضيح في مسألة الاتفاقية الإماراتية التطبيعية، رغم أن "جون كيري" كان للتو قد غادر عمّان في زيارة ترويجية سياسية تحت عنوان احتياجات أزمة المناخ.
في سياق وزاري داخل البيت الحكومي، أثارت أنباء وقوع مشادة بين رئيس الحكومة، بشر الخصاونة، وبين وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء، إبراهيم مشهور الجازي، جدلًا واسًعا؛ حيث قالت حسابات أردنية إن المشادة تطورت إلى قيام "الخصانة" بضرب الوزير بـ"منفضة سجائر" ليرد الأخير بصفع الأول على وجهه، لافتةً إلى أن المشادة وقعت على خلفية احتجاج الوزير على التعيينات التي تجري.
على جانب آخر، واجه "الخصاونة" 12 سؤالًا من النائ،ب صالح العرموطي، دفعة واحدة تتركز برمتها على محاولة الكشف عن “هوية وطبيعة” الشخصيات النافذة، التي تتدخل في عمل الحكومة وتضغط لبقاء واستئناف “الحفلات الغنائية” تحديدًا. والقصة لها علاقة بقرار نادر لوزير الداخلية، مازن الفراية، نهاية الأسبوع الماضي بـ”إلغاء” قرار “صحي” لمحافظ العاصمة عمّان بوقف ترخيص حفلة غنائية حاشدة في وسط العاصمة. وكان المحافظ قد عمم بوقف الأنشطة الفنية في المدينة، لكن الوزير وفي اليوم نفسه تدخل باتجاه معاكس وأمر بإلغاء قرار الحاكم الإداري.
بدوره، سأل "العرموطي" نظاميًا: “ما الضغوط التي مورست على وزير الداخلية لاتخاذ هذا القرار المخالف لأوامر الدفاع بشكل واضح وجلي، دون أن يكون هناك تنسيق أو تعاون بين الجهات المختصة؟" وطلب النائب معرفة الحفلات والمناسبات التي تمت الموافقة عليها، وسبب التضارب في القرارات بين المسؤولين.
في شأن محلي آخر، فجّر فيلم ” أميرة “، مرشح الأردن لجائزة أفضل فيلم في جائزة الأوسكار، الذي يتناول قضية “أطفال نطف الأسرى”، جدلًا كبيرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتصدر نتائج البحث على غوغل حاصدًا آلاف المشاهدات والتعليقات. ودشن ناشطون وكتاب وإعلاميون فلسطينيون وأردنيون حملة إلكترونية لاقت تفاعلًا كبيرًا، تحت وسم "# اسحبوا – فيلم – أميرة"، مطالبين بسحب الفيلم وبمنع عرضه وتداوله. بالمقابل، أعلن المخرج المصري، محمد دياب، مخرج الفيلم وقف عرضه بعد الجدل الذي أثاره مؤخرًا، وانتقاد مؤسسات مهتمة بشؤون الأسرى الفلسطينيين لقضية الفيلم.
في خبر رياضي، شكّل تنافس منتخبي الأردن وفلسطين، ضمن بطولة كأس العرب المقامة حاليًا في قطر، حالة فريدة من التمازج الأردني الفلسطيني. وكانت عبارة “فزنا علينا” العبارة القصيرة الأكبر في “البلاغة السياسية” على ضفتي نهر الأردن، بعد اعتمادها كمعيار على منصات التواصل الاجتماعي في الأردن وفلسطين، تعليقًا على نتيجة مبارة المنتخبين والتي فاز فيها الأردن .
عربيًا، اختتمت فعاليات التدريب المصري الأردني المشترك "العقبة-6"، والتي نفذتها عناصر من القوات المسلحة المصرية والأردنية في الأردن. وتضمنت الفعاليات تنفيذ عملية مشتركة للقضاء على بؤرة إرهابية مسلحة، شاركت فيها المروحيات بحضور قوات الصاعقة من الجانبين .
في سياق عسكري أيضًا، طور الأردن صواريخ محمولة على الكتف مضادة للدبابات تحمل اسم "جدارا ترمينيتور"، يصل مداها إلى 2500 مترًا وتعمل بنظام توجيه يعتمد على أشعة الليزر. ويعمل الصاروخ بنظام توجيه شبه أوتوماتيكي بأشعة الليزر، ويستطيع الوصول إلى الهدف إلى أقصى مدى خلال 15 ثانية من إطلاقه، بحسب الموقع الرسمي للشركة المصنعة للصاروخ.
في ملف "كورونا"، أعلنت وزارة الداخلية إلزام جميع القادمين إلى المملكة بإجراء فحص الكشف عن الفيروس المستجد قبل 72 ساعة من القدوم إليها. وقالت الوزارة إنه سيتم إلزام جميع القادمين إلى المملكة بإجراء فحص "بي.سي.آر" حال وصولهم إلى المطار، مشيرةً إلى أن الفحوص لا تستثني متلقي اللقاح.
اقتصاديًا تبدأ في رام الله، الثلاثاء، اجتماعات اللجنة الأردنية الفلسطينية العليا لبحث توسيع التبادل التجاري، وتعزيز التعاون بين البلدين. ومن المقرر أن يصل إلى الأراضي الفلسطينية وزراء التجارة والصناعة والتموين والزراعة والنقل والاقتصاد الرقمي والريادة والطاقة والثروة المعدنية، لإجراء محادثات مع نظرائهم الفلسطينيين.
اقتصاديًا أيضًا، ارتفع عجز الميزان التجاري الأردني (الفرق بين قيمة الصادرات والواردات) خلال الأشهر التسعة الأولى من 2021، بنسبة 27.3% على أساس سنوي. وقالت دائرة الإحصاءات العامة إن عجز التجارة الخارجية زاد إلى 6.1 مليارات دينار (8.6 مليارات دولار) بنهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، من 4.8 مليارات دينار (6.76 مليارات دولار) على أساس سنوي.