استنتاجات الموجز:
تقدم الجيش الوطني وسيطرته على مواقع جديدة في مأرب يعكس دور الدعم العسكري في قلب موازين المعارك وتحقيق مكاسب كبيرة عقب أشهر من التراجع والخسائر الفادحة
انتشار قوات "الانتقالي" عقب خروج مشجعي المنتخب اليمني للناشئين يشير للخوف من تجمهر الناس وخروجهم للشارع فتنقل لمظاهرات منددة بالأوضاع الاقتصادية خاصة عقب منع التجمهر والتهديد بعقوبات رادعة
عقب أسابيع من المعارك الدائرة لمحافظة مأرب وتلقي الجيش الوطني دعمًا عسكريًا مؤخرًا، تمكنت قوات الجيش الوطني من تطويق مقاتلي جماعة الحوثي وحصارها، بعد عملية التفافية لقطع سلسلة جبال البلق الشرقي بالمحافظة، وفصلها عن معسكر أم ريش والفليحة، بعد محاولة المليشيات ربط الجبهات الجنوبية بالغربية. من جهتها، أكدت مصادر محلية أن القوات الحوثية باتت اليوم غير قادرة على إدارة المعركة هناك، بفعل تواجد طيران التحالف العربي في مسرح العمليات.
على صعيد آخر، خاضت القوات المشتركة معارك عنيفة ضد قوات جماعة الحوثي في مديرية "مقبنة" بمحافظة تعز، تمكنت خلالها من استعادة عدد من القرى في المديرية إضافةً للمواقع العسكرية: "المقصع" و"القداري" و"النوبة" والسلاسل الجبلية في منطقة شمِر ومواقع أخرى، وسط خسائر مادية وبشرية من الطرفين.
وفي جبهة الساق بمديرية عسيلان شمال شرقي محافظة شبوة، تصدت قوات الجيش لهجوم شنته عناصر الحوثي للسيطرة على مواقع الجيش الوطني؛ حيث استمرت المعارك العنيفة ساعات وأسفرت عن مقتل 13 من عناصر الحوثي، فيما قُتل أحد أفراد الجيش وأصيب آخرون. وتسيطر قوات الجيش ناريًا على الطريق الرابط بين مديريتي عسيلان وعين وحريب، بعد عملية عسكرية قامت بها نهاية الشهر الماضي.
ميدانيًا أيضًا، أكد مصدر عسكري أن قوات الجيش الوطني تمكنت من إفشال محاولة تسلل لعناصر تابعة لجماعة الحوثي، باتجاه مواقع الجيش الوطني في وادي "عار" بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة، فيما استهدفت مدفعية الجيش تجمعات لجماعة الحوثي وتعزيزاتها. وأسفرت العمليات عن مقتل وجرح عدد من عناصر المليشيات التي حاولت التسلل إلى مواقع الجيش الوطني، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار.
في غضون ذلك، أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية تنفيذ 24 عملية استهداف ضد الحوثيين في مأرب، دمرت خلالها 15 آلية عسكرية وقضت على أكثر من 140 عنصرًا، ونفذت خمس عمليات أخرى في الساحل الغربي، استهدفت أربع آليات عسكرية ومخازن للذخيرة، قًتل خلالها 25 شخصًا من عناصر الحوثي. كما أكد التحالف تدميره لأربعة مخازن سرية بمواقع مرتبطة بنشاط الطائرات المسيّرة التابعة للجماعة، إضافةً لكهفين جبليين أُنشئا لتخزين الصواريخ الباليستية في العاصمة صنعاء.
بمقابل ذلك، اقتحم مسلحوا الحوثي منطقة الحائط بمحافظة عمران بأكثر من عشرين عربة، كانت تحمل على متنها عشرات المسلحين بينهم عناصر نسائية مسلحة، وذلك عقب فرض حصار شامل عليها منذ أكثر من أسبوع. وبحسب مصادر محلية، فقد فجّر المقتحمون منزل أحد المواطنين بعد نهب محتوياته، كما اعتدوا على سكان القرية وتسببوا في فزع النساء والأطفال، فيما اختطفت عناصر الحوثي 54 فردًا من أبناء القرية بينهم خمسة أطفال، دون أي مبرر.
سياسيًا، طالب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مجلس الأمن بدعم دولي لإطلاق عملية سياسية شاملة، تشمل وقف إطلاق النار وتحسين الاقتصاد اليمني المتدهور. وأكد "غروندبرغ" خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي، أن إطلاق عملية سياسية في اليمن مهمة معقدة، لافتًا إلى أن الفجوة تتسع بين الأطراف المعنية، لذا يجب أن تضغط الدول المعنية لتوجيه الأطراف نحو عملية سلام تدعم الحلول قريبة المدى.
على صعيد آخر، عُقد في سيئون مؤتمر علماء ودعاة ومشائخ قبائل "حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى"، تحت شعار "معًا صفًا واحدًا ضد المليشيات الحوثية الانقلابية"، برعاية من وزير الأوقاف والإرشاد، الشيخ محمد عيضة شبيبة، ووزير الداخلية اللواء، إبراهيم حيدان. وأقر المجتمعون عددًا من الخطوات العملية للوقوف إلى جانب الجيش الوطني، أهمها فتح باب التجنيد للالتحاق بوازرتي الدفاع والداخلية، للشباب الذين بلغوا السن القانونية من أبناء المحافظات الأربع، وتسيير القوافل الإغاثية للجبهات المقاومة وتنسيق ذلك عبر لجان الإغاثة العليا بكل محافظة، وبعضوية ثلاثة من العلماء والدعاة في كل محافظة.
في سياق أمني، قالت مصادر محلية وسكان إن قوات الحزام الأمني التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" انتشرت بشكل مكثف، في مديريتي الشيخ عثمان ودار سعد شمالي مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، فيما أفاد شهود عيان بانتشار أمني مماثل في مديرية كريتر، ودفع عربات مدرعة ومركبات عسكرية عند مدخل المدينة في دوار "الخزان"، كما انتشر جنود على جهتي الطرق المؤدية إلى أحياء "الدرين" و"عبد العزيز" ومديرية "المنصورة". وتزامنًا مع ذلك، قالت المصادر إن أطقم تابعة للقوات التي تسيطر على مديريتي "دار سعد" و"الشيخ عثمان" انتشرت في جولة حي "السيلة". وكان مصدر أمني تابع للمجلس الأمني أشار إلى أن الانتشار الأمني يأتي ضمن حملة أمنية لتعقب عناصر مطلوبة للقوات الأمنية، في عدد من أحياء الشيخ عثمان.
بالمقابل، قالت مصادر أخرى إن الانتشار يتعلق بملاحقة عدد ممن شارك في الخروج في الاحتفاء بفوز المنتخب اليمني، ومنع أي تجمعات أو احتفالات غداة الفوز الذي حققه منتخب الناشئين على المنتخب السعودي، في نهائي بطولة غرب آسيا للناشئين التي استضافتها مدينة الدمام السعودية. في الشأن ذاته، سقط خمسة قتلى وجُرح 124 آخرون في العاصمة صنعاء، نتيجة لرجوع طلقات الرصاص العشوائية التي أطلقها عدد من مشجعي المنتخب الوطني للناشئين، احتفاءً بفوز المنتحب بكأس بطولة غرب آسيا.
في الأثناء، أكدت مصادر قريبة من جماعة الحوثي مقتل الشيخ "صالح بن صالح الوهبي"، شيخ قبيلة بني وهب وقائد مقاتلي جماعة الحوثي في جبهة البيضاء وأحد أركانها الصلبة، وذلك في جبهة "البلق الشرقي" وهو يقود معارك المليشيات الحوثية هناك، حيث قتل إلى جانب القيادي الآخر في الجماعة، محمد الهنمي، ومرافقيهم. ويُعد مقتل اللواء "الوهبي" ضربة كبيرة للجماعة في البيضاء، كونه يحظى بثقل ومكانة شعبية كبيرة في المحافظة، ولعب دورًا كبيرًا في التصدي لهجمات الشرعية وبقاء المحافظة بيد الجماعة.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا