استنتاجات الموجز:
تأهب أمني في أوساط أجهزة أمن الاحتلال والسلطة الفلسطينية في ظل تصاعد في وتيرة العمل المقاوم في الضفة الغربية
نتائج الانتخابات المحلية تُظهر تراجعًا في الحضور الشعبي لحركة "فتح" إثر خسارتها أمام القوائم العشائرية والمستقلة
استقبل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند. ويأتى اللقاء في ظل الحديث عن إيقاف إدارة "بايدن" فعليًا كافة جهودها لإحياء البعثة الدبلوماسية الأمريكية، التي طالما عملت عمليًا كسفارة للفلسطينيين، والتي تم إغلاقها من قبل الرئيس الأمريكي السابق ، دونالد ترامب عام 2019.
وأول من كشف عن قرار تأجيل إعادة فتح السفارة هو الصحفي "يعقوب ماجد"، مراسل صحيفة “ذي تايم أوف إسرائيل” في واشنطن. يذكر أن وحدة الشؤون الفلسطينية في السفارة الأمريكية ستقوم بتقديم تقاريرها الآن مباشرة إلى العاصمة واشنطن، كما فعلت القنصلية قبل إغلاقها عام 2019، بحسب المصدر ، في إحياء جزئي لما كان عليه الوضع قبل "ترامب".
بموازاة ذلك، اجتمع مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون عبر الإنترنت، لتجديد الحوار الأمريكي الفلسطيني الاقتصادي "USPED". ويعتبر هذا الحوار رفيع المستوى، أول اجتماع يُعقد من نوعه منذ خمس سنوات، مع مجموعة واسعة من الوكالات والوزارات من الحكومة الأمريكية والسلطة الفلسطينية، لمناقشة مجالات التعاون الاقتصادي الحالية والمستقبلية.
من جانب آخر، حذرت دوائر أمنية "إسرائيلية" مؤخرًا من استعادة حركة "حماس" عافيتها في الضفة الغربية المحتلة، بعد الضربات التي تعرضت لها خلال السنوات الأخيرة. وفي هذا اإلإطار، كشف تقدير موقف أصدرته الدوائر الأمنية "الإسرائيلية" أن "اكتشاف أمر خلايا حماس في الضفة نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي شكّل صدمة للأمن الإسرائيلي؛ حيث كانت على وشك تنفيذ عمليات تفجيرية كبيرة تعيد للأذهان عمليات الانتفاضة الثانية“. وترافق التصعيد "الإسرائيلي" مع تصاعد وتيرة نشاط أجهزة أمن السلطة التي رفعت من مستوى الملاحقات والاعتقالات والاستدعاءات، بعد الانتخابات المحلية وإحياء فعاليات انطلاقة "حماس" الرابعة والثلاثين.
كما شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت القيادي في "حماس"، الشيخ حسن يوسف، وأسرى محررين آخرين، تزامنًا مع تهديدها للقيادي بالحركة، حسين أبو كويك. ورصد صحفيون وناشطون حقوقيون تصاعد وتيرة القمع، الذي تمارسه أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، خلال الأشهر الأخيرة الماضية.
في هذه الاثناء، قُتل مستوطن "إسرائيلي" وأصيب اثنان آخران، في عملية إطلاق نار استهدفت مركبة كانوا يستقلونها على طريق مستوطنة "حومش" قرب نابلس، شمال الضفة الغربية. ويشهد محيط المنطقة انتشارًا مكثّفًا لقوات الاحتلال التي باشرت البحث عن المنفّذين، كما أغلقت مداخل مدينة نابلس، فيما يشتبه الاحتلال بأن النار أطلقت من سيارة مسرعة أثناء مرورها بمحاذاة مركبة المستوطنين.
وسبق أن ودّعت بلدة بيتا جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية شهيدها، جميل أبو عياش (31 عامًا)، الذي قُتل برصاص قوات الاحتلال في مسقط رأسه بلدة بيتا، وجرى التشييع بمشاركة آلاف الفلسطينيين الذين جابوا شوارع البلدة على وقع الهتافات الغاضبة.
كما استفاقت مدينة نابلس على فاجعة استشهاد "جميل الكيال" الذي قضى برصاصة اخترقت رأسه، بعد أن خرج للتصدي لقوات الاحتلال التي اقتحمت محيط البلدة القديمة لتنفيذ عملية اعتقالات، في حين قمعت أجهزة أمن السلطة جنازة "الكيال".
على الجانب الآخر، جرى الإعلان رسميًا عن نتيجة الانتخابات القروية الجزئية، التي أجريت في المجالس القروية المصنفة "ج" في الضفة الغربية، وهي التجمعات الصغرى. وأظهرت النتائج أن قائمة حركة "فتح" الرسمية المدعومة من الأجهزة الأمنية خسرت في كثير من المواقع المهمة، أمام قوائم ائتلافية أو فصائلية بلا مسمّى واضح، أو فتحاوية منشقّة.
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خارج فلسطين، خالد مشعل، إن الحركة ستمنع "أيّ انجرار لخلافات داخلية"، خصوصًا بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. جاء ذلك في مؤتمر صحي عقده "مشعل" عقب لقائه، على رأس وفد من الحركة، مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللّطيف دريان، في دار الفتوى بالعاصمة بيروت.
يشار إلى أن مشعل وصل إلى بيروت لـ"بحث سبل تحسين الأوضاع الاجتماعية والإنسانية للفلسطينيين في لبنان"، بحسب بيان لـ"حماس"، بعد أيام من مقتل ثلاثة فلسطينيين بإطلاق نار في مخيم برج الشمالي للاجئين جنوبي لبنان، أثناء تشييع أحد كوادر الحركة الذي قتل إثر انفجار بأحد مساجد المخيم.
وعقب الحادثة مباشرة، حمّلت "حماس" "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" بالمخيم المسؤولية المباشرة عن "جريمة القتل والاغتيال المتعمد" في "برج الشمالي"، فيما نفى قائد تلك القوات الاتهامات، أو أن يكون مطلق النار من حركة "فتح" أو من قوات الأمن الوطني.
ميدانيًا، وفي قطاع غزة، رفعت المقاومة الفلسطينية من درجة استعداداتها داخل القطاع، في ضوء مناورة مفاجئة لجيش الاحتلال، حيث بدأ العدو تدريبًا عسكريًا يحاكي سيناريوات قتالية على جبهة القطاع. بالمقابل، تواصلت المباحثات المصرية مع”حماس" لمنع تدهور الأوضاع، في حال إقدام الفصائل على تنفيذ تهديداتها.
بدورها، بدأت "كتائب القسام" مناورات عسكرية في غزة تحت اسم "درع القدس"، استمرت ساعات وحاكت سيناريوهات اقتحام واشتباك وأسر جنود، وإطلاق صواريخ، في إطار سعي الكتائب لرفع الجاهزية القتالية.
وبعد تأخير استمرّ أسبوعًا، وصل وفد هندسي فنّي مصري إلى القطاع، لتوقيع العقد المتّصل بمشروع إنشاء الكورنيش البحري وشارع الرشيد شمال غزة بطول كيلومترَين، بعد ترسية عطاء التنفيذ على شركة محلية لتُنفّذ المشروع خلال ثلاثة أشهر. لكنّ مصادر في وزارة الأشغال الفلسطينية في القطاع نفت ما تناقلته وسائل إعلام مصرية، حول نيّة القاهرة إطلاق المرحلة الثانية من خطّة إعادة إعمار غزة في احتفال كبير، مؤكدةً أن المصريين لم يتوصّلوا إلى أيّ اتفاق مع لجنة متابعة العمل الحكومي ووزارة الأشغال بهذا الخصوص، إلاّ أنه يُتوقّع الإعلان عن البدء في إنشاء المجمّعات السكنية الثلاثة التي وعدت مصر بتشييدها.
في شأن منفصل، أكد شيخ الأقصى ورئيس الحركة الإسلامية بأراضي 48، الشيخ رائد صلاح، أنه "على العهد وعلى ثوابته العربية الفلسطينية الإسلامية ومع المسجد الأقصى المبارك". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في أم الفحم وسط استقبال وترحيب شعبي كبير بالشيخ، عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال بعد اعتقال دام 17 شهرًا. وقال الشيخ "صلاح": "ثوابتنا الإسلامية العربية الفلسطينية عليها نحيا وعليها نلقى الله.. هذه الثوابت لا تشيخ ولا تموت ولا تخرج إلى التقاعد، وتاجها القدس والمسجد الأقصى المبارك".
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا