استنتاجات الموجز:
زيارة "بينيت" للإمارات تأتي استكمالًا لمسيرة التطبيع وتفتح صفحة جديدة في العلاقات الأمنية والعسكرية وسط ترتيبات لنصب منظومات عسكرية بدول الخليج بزعم مواجهة إيران
تكثيف المناورات "الإسرائيلية" المشتركة لمواجهة المخاطر السيبرانية وتزايد الهجمات المعادية وإمكانية أن تترك آثارًا سلبية أمنية واقتصادية
رغم الإجراءات العسكرية بالضفة لكن الأوضاع تزداد تدهورًا عبر تزايد اعتداء المستوطنين على الفلسطينيين أو تنامي الهجمات الفدائية ضد الجيش والمستوطنين
شهدت الأيام الأخيرة تطورات على مختلف الأصعدة المتلاحقة؛ فعلى الصعيد السياسي التقى رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، بولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، خلال زيارة رسمية قام بها الأول إلى الإمارات، حيث تباحثا حول القضايا التجارية والتكنولوجيا الفائقة والابتكارات، وتطلعا لأن تسهم الزيارة بدفع علاقات التعاون لمصلحتهما. كما التقى "بينيت" بكل من وزير الصناعة، سلطان الجابر، ووزيرة الثقافة، نورة الكعبي، وأعلن قبول "بن زايد" دعوته لزيارة "إسرائيل"، وأمر ببدء العمل على ترتيب الزيارة. جدير بالذكر أن رئيس جهاز "الشاباك"، رونين بار، رافق "بينيت" خلال زيارته للإمارات، واجتمع بمسئوليها الأمنيين، لبحث قضايا أمنية إقليمية، وتوفير الأمن لـ"الإسرائيليين" الذين يزورون الإمارات.
في سياق غير بعيد وعلى صعيد التطبيع، قامت الإعلامية السورية والمذيعة في قناة "أورينت" التي تبث من أبو ظبي، هيفي بوظو، بزيارة إلى "إسرائيل"، حيث تتواجد هناك لتغطية مسابقة ملكة جمال العالم بمدينة إيلات، كما زارت مقر الخارجية "الإسرائيلية" ومنطقة الجولان. وفي السياق، شاركت ملكتا جمال المغرب، كوثر بنحليمة، والبحرين، منار نديم دياني، في مسابقة ملكة جمال العالم بإيلات، وقامتا بجولة في الناصرة وحيفا والقدس وتل أبيب ويافا. كما شارك منتخب الشبيبة "الإسرائيلي" لكرة القدم في أول مباراة مع نظيره الإماراتي بمدينة نتانيا، فيما أطلق العاهل المغربي، محمد السادس، خطة لترميم مئات المواقع اليهودية، كالكُنُس والمقابر والمواقع التراثية اليهودية.
خارجيًا، عقد معهد "SIGNAL" مؤتمره السنوي للعلاقات "الإسرائيلية" الصينية، وشهد دعوات لتوثيقها لاسيما على الصعيد الاقتصادي، وتأثيرها المطلوب على الملف الإيراني. بدوره، نظم السفير "الإسرائيلي" في الأمم المتحدة، غلعاد إردان، جولة لـ12 سفيرًا أمميًا لزيارة "إسرائيل"، فيما اعترفت أوكرانيا بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وستفتح المكتب بعد أسابيع خلال زيارة رئيسها، فولوديمير زيلينسكي، بمناسبة 30 عامًا من العلاقات مع "إسرائيل"، وسيكون المكتب مسؤولًا عن تعزيز العلاقات التجارية والتكنولوجية الثنائية.
على صعيد خارجي آخر، وصل مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان إلى "إسرائيل" لبحث الملف النووي الإيراني، واجتمع مع "بينيت" ووزيري الحرب، بيني غانتس، والخارجية، يائير لابيد. كما أجرى "بينت" محادثات مع المستشار الألماني الجديد، أولاف شولتز، وأكدا على أهمية علاقتهما العميقة، واتفقا على مواصلة تعاونهما في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
من جهته، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة مشروع قانون إقرار الدفاع الوطني بقيمة 768.2 مليار دولار، ويتضمن مئات الملايين من التمويل للبرامج المتعلقة بـ"إسرائيل"، وإنشاء مجموعة برلمانية أمريكية و"إسرائيلية" ويونانية وقبرصية لمكافحة النفوذ التركي في الشرق الأوسط. هذا، بينما قررت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقف جهودها لإعادة فتح قنصليتها للفلسطينيين بالقدس عقب معارضة "إسرائيل"، التي تستعد لخوض معركة معها بشأن الاتفاق النووي الإيراني، ولا تتطلع لفتح جبهة ثانية حول إعادة فتح القنصلية حاليًا.
عسكريًا، رفضت الولايات المتحدة طلبًا قدمته "إسرائيل" بتبكير تسليمها طائرتي تزويد وقود من بين أربع طائرات أبرمت صفقة بشأنها، لرفع جهوزيتها لهجوم ضد إيران. يذكر أن اللجنة الوزارية لشؤون التسلح صادقت على شراء أربع طائرات تزويد وقود مداها 11 ألف كم، وقادرة على البقاء جوا 12 ساعة، بإمكانها تزويد عشرات الطائرات المقاتلة جوا. بدوره، رفض السيناتور الجمهوري، راند بول، طلبًا رابعًا على التوالي من الديمقراطيين لتمرير تشريع يمنح مليار دولار كتمويل إضافي لنظام الدفاع الصاروخي القبة الحديدية. من ناحيتها، كشفت "إسرائيل" أنها تسعى للحصول على موافقة من دول خليجية، لنصب أنظمة عسكرية دفاعية ضد إيران، عبر تطوير برامج دفاع إقليمية كشف واعتراض المسيّرات. هذا، بينما كشفت الشرطة "الإسرائيلية" عن سرقة 150 ألف رصاصة من مخزون بنادق "إم-16" بمخازن الطوارئ داخل قاعدة لواء إسكندروني في الجليل.
على الصعيد العسكري الداخلي، أعلن قائد فرقة الضفة الغربية في الجيش، آفي بالوط، الدفع بتعزيزات عسكرية بثلاث كتائب، وقوات استطلاع واستخبارات وقوات خاصة، في ظل تزايد الهجمات الفلسطينية ضد المستوطنين. بدورهم، يستعد أعضاء من الكنيست لتقديم مشروع قانون لتعديل الإجراءات الخاصة بفتح تحقيقات مع الجنود، حول ظروف عملياتية يتعرض فيها فلسطينيون للقتل، وينص على عدم استجوابهم، ومنع محاكمتهم.
أمنيًا، جرت مناورة دفاع سيبراني "إسرائيلية" أمريكية في واشنطن، بحضور مسؤولي لواء الدفاع السيبراني وشعبة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الجيش، في ضوء التهديدات السيبرانية المتزايدة. يشار إلى أن منشآت "إسرائيلية" تعرضت لهجوم سيبراني جديد من قراصنة إيرانيين، فيما أعلنت شركة أمن المعلومات "تشيك بوينت" أنها حددت سبع محاولات لشن هجمات لاختراق مواقع وزارات وشركات كبيرة.
أمنيًا أيضًا، قررت اللجنة الوزارية عدم استمرار الإجراءات الأمنية الخاصة بعائلة "نتنياهو"، لعدم وجود تهديدات أمنية عليها، بينما قرر أمن الكنيست تأمين الحراسة لرئيس القائمة الموحدة، منصور عباس، بعد تهديد اليمين باستباحة دمه. هذا، بينما كُشف النقاب عن ثغرة أمنية خطيرة ضمن طواقم الحراسة لكل من "نتنياهو" و"بينيت"، عبر مشاركة ضابط من وحدة أمنهما الشخصي لتحركاتهما عبر شبكات التواصل.
على صعيد العلاقة مع الفلسطينيين، اعتقل الجيش أربعة شبان بمدينة جنين، اتهمهم بإطلاق النار قرب مستوطنة حومش شمال نابلس قتلت مستوطنا وأصابت آخرين، بجانب اعتقال شخصين بزعم التخابر لصالح "حماس"، وجمع معلومات حول القبة الحديدية، وتصوير جنود سرًا بالمحطات المركزية، وتحريض فلسطينيي48 ضد "إسرائيل". من جانبه، زعم الجيش إحباط خلية لـ"حماس" من طلاب جامعة النجاح بنابلس، واعتقال 11 ناشطًا للاشتباه بتورطهم بتحويل أموال، وتنظيم مسيرات دعم وتحريض ضد "الإسرائيليين". هذا، فيما اتهمت النيابة "الإسرائيلية" موظفًا بشركة للأدوية في بيت حنينا بالقدس، بالمساعدة في إنتاج المتفجرات، ونقل خمسة لترات من بيروكسيد الهيدروجين بتركيز 3%.
في آخر تطورات الاستيطان، أكدت معطيات "الشاباك" اتساع اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، وتوثيق 250 اعتداءً في 2021، ووقوع 540 اعتداءً للمستوطنين ضد فلسطينيين في السنوات الثلاث الأخيرة. من ناحيتها، أعطت وزيرة الداخلية، إييليت شاكيد، الضوء الأخضر لتسريع إقامة مستوطنة "ترامب" في الجولان المحتل، ووافقت على تشكيل لجنتين لتعزيز التخطيط والبناء بمستوطنة "جفعات عيدن" بالضفة.
في السياق أيضًا، أخلت شرطة حرس الحدود تجمعات أقامهما المستوطنون في بؤرة شوماش الاستيطانية غربي نابلس، أقيمت احتجاجًا على إطلاق النار فيها، وقتل فيها مستوطن. بالمقابل، سمحت الحكومة بدخول مجموعات يهودية قدمت في جولات سياحية استيطانية، وشكلت لجنة تضم ممثلين عن وزارات الصحة والخارجية والداخلية لتنظيم دخولهم، وشملت المجموعات السياحية التي عرفت طبيعة زيارتها بـ"السياحة اليهودية"، التابعة لمشروع "تاغليت". كما كشف النقاب عن خطة لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية لصالح عائلات يهودية شرقي القدس، لإقامة أحياء ووحدات سكنية في الشيخ جراح وقرب بيت صفافا وبيت حنينا وصور باهر، مقابل إخلاء عائلات فلسطينية تقطن فيها.
في شؤون داخلية متفرقة، أعلنت وزيرة الطاقة، كارين الهرار، وقف التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، ووعدت بأن يكون 2022 "عام الطاقات المتجددة"، بالتركيز على الطاقة الخضراء. هذا، فيما بدأت نقابة الممرضات إضرابًا شاملًا في جهاز الصحة، احتجاجًا على اتساع مظاهر العنف ضد الطواقم الطبية في المستشفيات. كما قدمت لجنة "إسرائيلية" برئاسة مدير مستشفى "إيخيلوف"، روني غمزو، خطة لمواجهة معاناة جهاز الصحة من نقص كبير بالأطباء، وتوقع ازدياده بالسنوات المقبلة، بهدف تأهيل 2000 طبيب سنويًا.
داخليًا أيضًا، شهدت دولة الاحتلال جملة أحداث منوعة؛ منها تسجيل أعلى مستوى من الإصابات اليومية بـ"كورونا" منذ شهرين بعد تشخيص 880 إصابة، وأعلنت تسليم مليون جرعة من لقاح "أسترازينيكا" المضاد لكورونا للدول الأفريقية. يذكر أنه ثبتت إصابة أحد حراس أمن الكنيست و21 آخرين من زملائه، وأعلن زعيم المعارضة "نتنياهو" و130 آخرين من موظفي الكنيست دخول الحجر الصحي، ودخول تسعة من أعضاء الكنيست للعزل الانفرادي بعد ثبوت مخالطتهم لمصابين.
في سياق منفصل، أعادت "إسرائيل" والولايات المتحدة عقد مجموعتهما المشتركة للتنمية الاقتصادية "JEDG" لأول مرة تحت إدارة "بايدن"، في مواصلة لتقليد سنوي بدأ عام 1985، وركز الجانبان على الاقتصاد الكلي والتنمية الاقتصادية الإقليمية في سياق اتفاقيات التطبيع، والأمن السيبراني المالي واستثمارات الاقتصاد الأخضر. هذا، بينما وافق كبير ممولي ومانحي القضايا اليهودية، مايكل ستاينهارت، على تسليم 180 قطعة أثرية مسروقة بقيمة 70 مليون دولار لأوطانها الشرعية، بينها مصر واليونان و"إسرائيل" وسوريا وتركيا.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا