استنتاجات الموجز:
حوار أمني بين إيران والسعودية والأخيرة تنفي
مطالبة الحوثي بمغادرة سفير إيران في صنعاء دليل نشوب خلاف بين الحليفين
مضاعفة ميزانية للحرس الثوري لضمان استيعاب البنية الأمنية للمنطقة
اختتام الجولة السابعة من المباحثات النووية بلا جدوي
اختتم خبراء سعوديون وإيرانيون حوارًا أمنيًا في العاصمة الأردنية عمّان، في جلسة استضافها "المعهد العربي لدراسات الأمن"، وبحثت قضايا أمنية وتقنية تركزت على "الحد من تهديد الصواريخ وآليات الإطلاق، والإجراءات الفنية لبناء الثقة بين الطرفين تحديدًا في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي، والتعاون في مجال الوقود النووي ومحاور أخرى". من جهته، نفى وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، هذا اللقاء، وقال: "حقيقة لم يكن هناك أي لقاء في الأردن، كل ما حصل حسب علمي كان يوجد ندوة في مركز فكر حضرها أشخاص من عدة دول، وبحسب ما وصل إليّ، فإن المصدر الأصلي صحح المعلومة لاحقًا".
في الشأن ذاته، قال "بن فرحان" إن المحادثات بين بلاده وإيران سوف تستمر بهدف تطبيع العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ ست سنوات، مؤكدًا على "إجراء جولة خامسة قريبًا"، كما أوضح أن "الجولات الأربع السابقة من المحادثات مع إيران كانت استكشافية وليست جوهرية". وشدد الوزير السعودي على وجود تحفظات لبلاده بشأن مفاوضات الملف النووي، فيما طالبت طهران الرياض بإظهار مزيد من الجدية في المفاوضات حول قضايا إقليمية.
من جانبها، اعتبرت جماعة الحوثي الحوار الأمني بين السعودية وإيران في الأردن بمثابة "انتهاك للحضن العربي"، وأنه "يعبر عن نوايا مبيتة لا تتوافق مع بيانات وقمم الجامعة العربية ومجلس التعاون". وفي السياق، أكد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، أن مباحثات بلاده مع كبار المسؤولين في الإمارات والسعودية، أدت إلى "إزالة سوء الفهم إلى حد ما". وقال "باقري" عقب استقباله نائب رئيس أركان القوات المسلحة العُماني، العميد الركن عبد العزيز المنذري، بطهران، إن السلطنة قامت بدور مناسب في التنسيق مع إيران، من أجل الوساطة والتهدئة، في ظل التطورات الإقليمية وتعزيز الاتصالات والتعامل بين البلدان.
في شأن متصل، هددت قيادة الجيش الإيراني "إسرائيل" بالرد المناسب على أي هجوم عسكري ضد طهران، وذلك عقب مشاورات "إسرائيلية" أمريكية بشأن خيار عسكري ضد إيران. في التفاصيل، توعّد قائد الجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، "إسرائيل" برد مناسب، واصفًا تصريحات مسؤوليها بشن هجوم عسكري ضد إيران، بـ"الهراء". وقال "موسوي": "يدرك قادة هذا النظام الإسرائيلي أنه إذا أراد أحد تحقيق هذا الهراء، فسوف يتلقون ردًا مناسبًا وقد تنتهي مدتهم قريبا".
بدوره، قال قائد سلاح الطيران الإيراني، يوسف قرباني: "إذا تعرضنا للخطر أو ارتكب أعداؤنا أي خطأ، فإنهم سيواجهون برد قاس وسيتم صفعهم"، مستدركًا بالقول إن "إيران لا تنوي الدخول في حرب مع أي دولة، لكن يجب أن نكون مستعدين للمواجهة والرد على أطماع الأعداء". كما أكد "قرباني" أن "إجراءات الحظر دفعت إيران إلى تعزيز قدراتها العسكرية في جميع القطاعات، بما في ذلك المنشآت والبنية التحتية ومجال الصواريخ والقدرات الجوية وغيرها".
على الصعيد ذاته، وفي الجانب النووي، قالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن "ادعاءات بعض الأطراف وخاصة الاحتلال لن تؤثر على برنامجنا النووي السلمي". بالمقابل، قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري، إن تقدمًا جيدًا تحقق خلال المحادثات النووية مع القوى العالمية في فيينا، من شأنه أن يمهد الطريق سريعًا لمفاوضات جادة. لكن بالمقابل، أكد دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا أن القوى الغربية لم تجر حتى الآن مفاوضات حقيقية مع إيران، في المحادثات بشأن إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، وإنه ما لم يحدث تقدم سريع فإن الاتفاق سيصبح قريبًا "بلا معنى".
في الشأن النووي أيضًا، اختتم مفاوضون أوروبيون مع نظرائهم من إيران والصين وروسيا في فيينا جلسة سابعة من المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وسط حديث عن تقدم طفيف في المحادثات، مع أهمية الاستئناف السريع لها تجنبا لأي فشل. بدوره، قال "باقري": "تضمنت هذه الجولة من المحادثات نقل آراء ومواقف الحكومة الجديدة"، منوهًا إلى وجود مسودتين جديدتين؛ "الأولى حول إلغاء الحظر المفروض والثانية حول الإجراءات النووية". وفي بيان مشترك، دعا مسؤولون أمريكيون سابقون، بينهم وزير الدفاع في عهد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، إدارة "بايدن" إلى إطلاق مناورة عسكرية كبرى أو إجراء تحركات أخرى، بهدف "إخافة إيران". وذكر البيان أنه "دون إقناع إيران بأنها ستعاني من عواقب وخيمة إذا استمرت بمسارها الحالي، فستكون الآمال بنجاح الدبلوماسية ضئيلة."
في سياق متصل، وافقت إيران على استبدال معدات المراقبة المتضررة في مجمع تيسا داخل منشأة كرج النووية غرب طهران. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الموافقة كانت "طوعية من جانب إيران للحد من سوء التفاهم الذي شاب علاقاتها مع الوكالة". يذكر أنه في الـ23 من حزيران/ يونيو أعلنت طهران إحباط عملية "تخريب" نُسبت إلى "إسرائيل"، كانت تستهدف أحد مباني المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، ما أسفر عن تدمير إحدى الكاميرات وتضرر أخرى بشدة جراء الحادث.
عسكريًا، بدأ اجتماعات لجنة عسكرية من سلطنة عُمان مع إيران لمدة خمسة أيام، ستختتم بمناورة بحرية، وذلك برئاسة مساعد رئيس الأركان للعمليات والتخطيط بالسلطنة، العميد الركن عبد العزيز المنذري، ورئيس إدارة الشؤون الدولية والدبلوماسية الدفاعية لهيئة الأركان العامة والجيش الإيراني، العميد ثاني الركن محمد آحادي. والتقى "المنذري" قائد الجيش الإيراني، العميد الركن داريادار شهرام إيراني، الذي أشار إلى حجم التطورات التي حققتها لجنة الصداقة العسكرية العُمانية الإيرانية المشتركة، في سبيل تحقيق الأهداف المتوخاة بما يخدم القوات المسلحة في البلدين الصديقين، منوهًا إلى أن سلطنة عمان حليف رئيسي لطهران في الخليج، وأنها تعرف بسياساتها المتوازنة بالمنطقة.
في شأن عسكري آخر، هدد اللواء "غلام علي رشيد"، قائد مقر "خاتم الأنبياء" (مقر العمليات العسكرية المركزي بإيران)، بضرب كافة المراكز والمسارات الجوية المستخدمة، في حال وُجّهت ضربة لبلاده، وذلك في اجتماع بكبار قادة الحرس الثوري، خلال مناورات "النبي الأعظم"، مشدّدًا على أن التهديدات من قبل "الكيان الصهيوني ليست ممكنة دون إعطاء الضوء الأخضر والدعم من قبل أمريكا". وأضاف "رشيد": "لو جرى تنفيذ هذه التهديدات على أرض الواقع فإن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ستشن على الفور وفق الخطط العملانية التي تم التدريب عليها، هجمات مدمرة على جميع المراكز والقواعد والمسار، والأجواء المستخدمة للعبور ومبدأ العدوان".
خارجيًا، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن طلب حوثي للسعودية بالسماح للسفير الإيراني في صنعاء، حسن إيرلو، بالمغادرة، منوهةً إلى أن الجماعة تريد الآن من السفير المغادرة على الفور، وقد نقلوا طلبهم هذا إلى السعودية، التي اعتبرته دليلًا على نشوب خلاف بين الحليفين. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إقليميين أن الحوثيين يرون أن السفير الإيراني بات مشكلة سياسية، تزيد الأعباء على كاهل الجماعة، بالنظر إلى نفوذه الكبير في اليمن، والذي بات يعزز التصور بأن الحوثيين يستجيبون لإيران.
بدورها، ردت السعودية على الطلب الحوثي مؤكدةً أنها لن تسمح لإيران بأن ترسل طائرة إلى اليمن لنقل "إيرلو"، وأصرت على مغادرة السفير على متن طائرة من عُمان أو العراق، شرط أن يطلق الحوثيون سراح بعض المعتقلين السعوديين، فيما أكد الحوثيين لن يستقبلوا بديلًا للسفير الإيراني حال مغادرته.
في شأن ذي صلة، أقرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي قانونًا جديدًا، يهدف لمنع إيران من امتلاك مسيرات متطورة. ويحمل المشروع عنوان "أوقفوا الطائرات من دون طيار الإيرانية"، ويهدف إلى إدخال تعديل على قانون "مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات"، ليشمل أي إجراء يهدف إلى تطوير برنامج إيران في هذا الجانب.
على الصعيد الداخلي، كشفت أرقام الموازنة التي قدمها الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، للبرلمان تضاعف الميزانية المخصصة للحرس الثوري، والتي بلغت عام 2022، 930 تريليون ريال (ما يقارب 22 مليار دولار)، في حين بلغت موازنته عام 2021، 403 تريليونات ريال. وتهدف الميزانية المتزايدة للحرس الثوري إلى تجديد الخبرات والمواد التي استنفدت بسبب الحروب بالوكالة، حتى يتمكن من الحفاظ على قدرته ومواجهة أي هجوم خارجي أو اضطراب داخلي.
أمنيًا، قالت مجلة "فورين بوليسي" إن القراصنة الإيرانيين باتوا قوة لا يستهان بها، بعد أن كانت المخاوف الغربية تتركز على القراصنة الروس. هذا، فيما أعدمت السطات الإيرانية "حيدر قرباني"، العضو البارز في الحزب الديمقراطي الكردي، المصنف على لوائح الإرهاب في البلاد بتهمة "البغي والقتل". وسبق أن نفى المتهم أي علاقة له بقتل أعضاء في الحرس الثوري الإيراني. ويعتبر "الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني" محظورًا في إيران، ومصنفًا تنظيمًا إرهابيًا، في حين يعلن أنه "يسعى إلى تحقيق الحقوق الوطنية الكردية داخل جمهورية فيدرالية ديمقراطية في إيران".
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا