استنتاجات الموجز:
التهديدات المتبادلة بين "إسرائيل" وإيران والمناورات التي يجريها الجانبان تزيد من التوتر في المنطقة
رغم قلق واشنطن وتل أبيب وضغطهما على الإمارات لإجبارها على قطع العلاقات التجارية مع إيران، أبو ظبي ماضية في تعزيز علاقاتها مع طهران ضمن "قائمة أولوياتها"
إيران تتعامل بالترهيب والترغيب؛ مناورات صاروخية رادعة من جهة، ووقف تخصيب اليورانيوم عند 60% من جهة أخرى
عبّر قائد سلاح الجو "الإسرائيلي"، تومر بار، عن جاهزية قواته لتوجيه هجمات لإيران في أي وقت، حتى لو كان يوم غد إذا لزم الأمر. بالمقابل، هدد مسؤول إيراني بتدمير مفاعل ديمونا النووي "الإسرائيلي" في حال تعرض طهران لأي هجوم من جيش الاحتلال. وقال القيادي في قوات التعبئة الشعبية الإيرانية "الباسيج"، محمد طاهري، إن إيران لا تهتم بالتهديدات "الإسرائيلية" الموجهة إليها، مؤكدًا أن بلاده ستمحو مفاعل ديمونا النووي عن وجه الأرض، إذا أقدمت تل أبيب على أي هجوم ضد طهران.
في السياق ذاته، نشرت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري الإيراني فيديو لتدريبات، تحاكي تنفيذ هجوم صاروخي على مفاعل ديمونا. وأظهر الفيديو تدرب عناصر من الحرس الثوري على تنفيذ هجوم ضد المفاعل النووي الإيراني بواسطة صواريخ مدمرة. كما اختبر الحرس الثوري صواريخ باليستية من مختلف الفئات بصورة متزامنة، وطائرات مسيرة انتحارية خلال مناورات "الرسول الأعظم".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن المناورات العسكرية رد مدمر ضد الأعداء، فيما أكد رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، اللواء محمد باقري، أن مناورات "الرسول الأعظم" التي أجريت بنجاح، تمثل نموذجًا صغيرًا من قدرات إيران الصاروخية. وأضاف "باقري" أن هذه "المناورات استطاعت تحقيق جميع أهدافها بشكل كامل، بما في ذلك الأهداف العملياتية وإطلاق الصواريخ والتكتيكات في البحر والبر والجو، موضحًا أنها "تأتي ردًا على تهديدات مسؤولي الكيان الصهيوني". وتابع رئيس الأركان الإيرانية: "إن مناورات الرسول الأعظم مخطط لها مسبقًا إلا أنها أجريت في الوقت الحاضر، نظرًا للتهديدات الصهيونية الفارغة".
خارجيًا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعيد خطيب زاده، إن وزيري خارجية إيران والسعودية "عقدا اجتماعًا قصيرًا على هامش الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في إسلام أباد"، ووصف اللقاء بأنه "عابر ومجاملة". وأشار "خطيب زاده" إلى أن المحادثات بين طهران والرياض "لم تشهد تطورًا"، مضيفًا: "ما زلنا ننتظر رد الرياض، وبقدر ما يبدون هم من الجدية نحن جاهزون للتقدم في المحادثات، وأن نصل بها إلى تفاهمات على صعيد المنطقة والعلاقات".
في سياق خارجي آخر، أثار تصريح المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، بشأن اعتزام بلاده إرسال وفد سياسي خاص إلى إيران لتعزيز العلاقات بين طهران وأبو ظبي، قلق كل من الولايات المتحدة و"إسرائيل". في التفاصيل، أشار "قرقاش" إلى ترحيب السلطات الإماراتية برغبة الإيرانيين في استعادة العلاقات مع دول الخليج العربي، وأكد خلال زيارته لإيران والمفاوضات التي جمعته مع الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أن تعزيز العلاقات مع إيران يندرج ضمن قائمة أولويات الإمارات.
بالمقابل، تستمر واشنطن وتل أبيب في الضغط على الإمارات لإجبارها على قطع العلاقات التجارية مع إيران، فيما أصبح عزلها عن الوسطاء التجاريين واضحًا في الفترة الأخيرة. ورغم ذلك، من المستبعد أن تحقق إجراءات الضغط هدف واشنطن وتل أبيب، لا سيما في ظل تعزيز إيران تعاونها مع الصين، التي أضحت أكبر مستورد للنفط الإيراني.
في شأن منفصل، أعلنت طهران وفاة سفيرها لدى الحوثيين، حسن إيرلو، متأثرًا بإصابته بفيروس "كورونا"، حيث أعلنت الخارجية الإيرانية في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 عن إيفاد "إيرلو" إلى صنعاء بوصفه سفيرًا فوق العادة ومطلق الصلاحية، لدى حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا. بالمقابل، رفض التحالف العربي الذي تقوده السعودية اتهامات إيرانية غير مباشرة بالتأخر في إجلاء السفير، مشيرًا إلى أن الرياض قدّمت كل التسهيلات لنقله.
وكانت الخارجية الإيرانية قد أعربت عن أسفها "للتعاون المتأخر لبعض الدول" لإجلائه من صنعاء، دون أن تذكر دولًا بالاسم. من جانبه، وخلال تشييع جثمان "إيرلو"، قال وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان: "لن ننسى الظلم الذي تعرض له سفيرنا من قبل من يحاصر اليمن"، مؤكدًا أن إيران ستقدم احتجاجًا رسميًا وفق المعاهدات الدولية، بشأن مسؤولية السعودية ومماطلة أجهزتها التنفيذية في السماح بانتقال السفير "إيرلو". بدوره قدم المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، في بيان، تعازيه لعائلة السفير، قائلًا: "سجله يتجسد في مجموعة نضالاته السياسية والدبلوماسية وأنشطته الاجتماعية".
في سياق آخر، وعقب يوم واحد من زيارة أجراها السفير الإيراني في العراق، إيرج مسجدي، إلى إقليم كردستان العراق، ولقائه زعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، مسعود البارزاني، استقبل الأخير وفدًا من قوى "الإطار التنسيقي" الشيعي يرأسه "نوري المالكي". وفي اللقاء الذي جمع "البارزاني" مع "مسجدي"، جرى التأكيد على تطبيق مبادئ الشراكة والتوافق والتوازن في حكم العراق، بُغية تحقيق الاستقرار والتنمية، وتصحيح مسار العملية السياسية في العراق.
أمينًا، أعلنت البحرية الأمريكية ضبط شحنة أسلحة من إيران إلى الحوثيين على متن سفينة صيد في مياه الخليج، وقال بيان الأسطول الخامس الأمريكي إن الشحنة تتألف من نحو 1400 رشاش من طراز "إيه كيه-47" وأكثر من 226 ألف طلقة ذخيرة. وحددت البحرية أن مصدر السفينة إيران، وأنها عبرت المياه الدولية على طول طريق "يُستخدم تاريخيًا لتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى الحوثيين في اليمن"، وفقًا للبيان الأمريكي. وعرّف طاقم السفينة المكون من خمسة أفراد عن أنفسهم بأنهم يمنيون وسيُعادون إلى اليمن، بينما قرّرت القوات البحرية الأمريكية أن السفينة "تشكل خطرًا على الملاحة والشحن التجاري وأغرقتها".
أمنيًا أيضًا، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن مقتل اثنين من عناصره في منطقة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران. يذكر أن فيلق القدس يسيطر على "أكبر منطقة جغرافية تقع تحت سيطرة معسكر واحد" في سيستان وبلوشستان وكرمان جنوب شرق إيران. ويشار أيضًا إلى أن "جيش العدل" هو مجموعة مسلحة تخوض تمردًا مسلحًا ضد إيران، "دفاعًا عن أبناء الطائفة السنية في البلاد"، خاصةً البلوش، وتسعى للانفصال عن إيران التي تصنف "التنظيم البلوشي" ضمن "قائمة الإرهاب".
في الشأن النووي أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ونظيره لدى الاحتلال "الإسرائيلي"، إيال هولاتا، أن جهود إيران في تسريع تطوير برنامجها النووي يشكل "تهديدًا جسيمًا" للأمن والسلم الدوليين. من جهته، أعلن البيت الأبيض، في بيان الأربعاء، عن عقد اجتماع ضم عددًا من الممثلين عن الوكالات الاستخباراتية والسياسات الخارجية ومسؤولين عن الدفاع، خلال زيارة "سوليفان" إلى القدس المحتلة.
وأكد الوفدان الحاجة إلى "مواجهة على كافة الأصعدة للتهديد الذي تشكله إيران، الذي يتضمن برنامجها النووي ونشاطاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة ودعم الجماعات الإرهابية"، وفق قولهما. وذكر مصدر في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن "الربع الأول من 2022 سيتم فيه اتخاذ قرارات حاسمة حول الاتفاق مع إيران".
بالمقابل، صرح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن بلاده لاتعتزم تخصيب اليورانيوم أكثر من 60%، وفي معرض رده على سؤال عن زيادة مستوى التخصيب في حال فشلت المباحثات مع القوى الكبرى، قال "إسلامي" إن بلاده لا تنوي تجاوز مستوى 60% من اليورانيوم حتى لو لم ترفع أطراف المفاوضات في فيينا عقوباتها. وأضاف "إسلامي" أن برنامج طهران النووي يهدف إلى دعم احتياجات الإنتاج الصناعي في البلاد، فضلًا عن احتياجات المستهلكين الإيرانيين لبعض السلع.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا