رد فعل "أردوغان" على الاحتفال المنفصل لبعض خريجي الكلية الحربية لقطع الطريق على أي تأويلات بوجود تذمر داخل المؤسسة العسكرية

الساعة : 15:45
9 سبتمبر 2024
رد فعل

الحدث:

استقال قائد سرية الضباط المتخرجين في الكلية الحربية التركية إثر انتقادات وجهها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في السابع من أيلول/ سبتمبر الجاري، لقيام عشرات الطلاب المتخرجين من الكلية الحربية البرية بجامعة الدفاع الوطني بتنظيم حفل منفصل لأداء القسم بعد حفل التخرج الرسمي بحضور "أردوغان"، وهتافهم خلاله شاهرين سيوفهم بأنهم "جنود مصطفى كمال" وبأنهم "حراس العلمانية". من جانبه، أعلن "أردوغان" فتح تحقيقات حول ما حدث تحت إشراف جامعة الدفاع الوطني ووزارة الدفاع، وتعهد بطرد "من لا يعرفون حدودهم".

الرأي:

تمثل هتافات عدد كبير من الضباط الخريجيين في الحفل المقام لطلاب كليات الحرب البرية والبحرية والجوية أحدث فصول التوتر في المشهد السياسي التركي؛ حيث وظفت المعارضة وفي مقدمتها "حزب الشعب الجمهوري" الحدث للتأكيد على ارتباط الجيش بنهج وتراث "أتاتورك"، فيما حاول "حزب العدالة والتنمية" على لسان متحدثه الرسمي، عمر تشيلك، التقليل من أهمية ما حدث باعتبار "أتاتورك" زعيمًا تاريخيًا للشعب التركي. لكنّ تصريحات "أردوغان" جاءت لتؤكد على نظرة الرئيس التركي لما حدث باعتباره تطاولًا على مقام الرئاسة وتهديدًا شخصيًا له؛ حيث قال "على من أشهرتم سيوفكم؟ ماذا كان قصدكم؟ نحن الآن نبحث ونحقق في جميع نواحي هذه المسألة، وسننظف الجيش من حفنة البلهاء".

من نافلة القول إن هناك حساسية لدى الرئيس "أردوغان" تجاه أي بوادر تمرد أو احتجاج عسكري أو تورط أفراد من الجيش في الصراع السياسي، خصوصًا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، والتي أعقبها تنفيذ إجراءات صارمة لضمان إحكام السيطرة المدنية على الجيش، ومن بينها إغلاق المدارس الثانوية العسكرية، وإنشاء جامعة الدفاع الوطني وأكاديمية الدرك وأكاديمية خفر السواحل بدلًا منها، مع تعيين رئيس الدولة رئيسًا مدنيًا لقيادة جامعة الدفاع الوطني، وتخويل وزارة الدفاع بالإشراف على مناهج معاهد الدراسات العليا العسكرية بدلًا من قيادات أفرع القوات المسلحة تحت إشراف هيئة الأركان.

رغم ذلك، لا توجد مؤشرات على أن الحدث مرتبط بتحرك ما والأرجح أنه عفوي، لكنّ "أردوغان" لم يمرره أو يتغاضى عنه لمنع تكرار تلك النوعية من الحوادث التي تفتح الباب لتأويلات متعددة، من بينها وجود تذمر داخل المؤسسة العسكرية. ومن المتوقع أن نشهد مجموعة من الإجراءات، فيما يُرجح أن تكون استقالة قائد سرية الخريجيين الحلقة الأولى ضمن سلسلة خطوات أخرى متتابعة رادعة.