أولاً. معطيات ومعلومات نوعية:
الملف اللبناني:
· كشف ديبلوماسي عربي (تشارك دولته بقوة في الاتصالات المفتوحة مع الغربيين) أن المسؤولين في لبنان قد تبلغوا بأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعيد المنال الآن، لافتًا إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، لم يحصل على أي وعود من المسؤولين الغربيين والعرب بإمكانية فرض ضغوط جدية على "نتنياهو". وأشار الدبلوماسي إلى أن واشنطن كانت ترد على أي مطلب بضرورة وقف الحرب، بأن "إسرائيل" غير مستعدة للاستماع إلى أي رأي من الأميركيين والفرنسيين وغيرهم في توقيت ترى فيه أن سير العمليات العسكرية يصب في مصلحتها رغم كل التهديدات التي تطاولها من المقاومة. (صحيفة النهار، لبنان)
· كشفت مصادر دبلوماسية نقلًا عن مسؤولين "إسرائيليين" تأكيد تل أبيب رغبتها في إقامة منطقة عازلة بعمق يصل لـ 3 كيلومترات على أن تبقى قوات جيش الاحتلال مؤقتًا في هذه المنطقة، بينما تخضع الـ7 كيلومترات الأخرى حتى نهر الليطاني لسيطرة قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني. وفي السياق ذكرت مصادر متابعة أن الجهات اللبنانية باتت على اطّلاع على مشروع "إسرائيلي" يهدف إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 5 كيلومترات وتمتد على طول الحدود، على أن تكون خالية ليس فقط من القوات الدولية والجيش اللبناني، بل من كل المدنيين اللبنانيين، وكذلك من المؤسسات الرسمية المدنية والمؤسسات الصحية الرسمية والخاصة. وقالت المصادر إن "إسرائيل" تفترض أن قواتها ستتمكن خلال أسابيع من احتلال كل هذه المنطقة، وأنها تريدها منطقة خالية بصورة تامة، وهي تسعى لأن تكون تحت سيطرتها إلى حين التوصل إلى اتفاق جديد حول الترتيبات الأمنية التي يطلبها العدو في جنوب لبنان، والتي تشتمل على تغييرات جوهرية في القرار 1701. (صحيفة المدن، لبنان)
· تحدثت مصادر مواكبة عن تجاذب يدور اليوم بين الحكومة اللبنانية من جهة والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من جهة أخرى، على خلفية التسوية التي ستتوقف الحرب على أساسها، فالاتجاه الأميركي والغربي يميل إلى مراعاة الشروط "الإسرائيلية" لجهة تجاوز القرار 1701، والتشديد على تطبيق القرار 1559 الداعي إلى حل التنظيمات المسلحة غير الشرعية، في حين يركز لبنان الرسمي على القرار 1701 بمعزل عن القرارات الأخرى، وإحياء النص المتعلق ببسط سيادة الدولة، الوارد في اتفاق الطائف. ولفتت المصادر إلى أن أوساطاً ديبلوماسية غربية في بيروت وصفت "طروحات" الجانب الرسمي اللبناني بأنّها لم تعد كافية وتجاوزتها الأحداث، وأنّ الإشارات الواردة من "إسرائيل" تؤكّد رفضها وقف الحرب إلّا بضمانات يقرّها مجلس الأمن الدولي، تحت الفصل السابع. (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· أشارت أوساط نيابية لبنانية معارضة إلى أن الأمريكيين كما الأوروبيين يشددون على ضرورة ربط الاستحقاق الرئاسي بالتغييرات الجذرية على الساحة الداخلية ولاسيما الحدود الجنوبية، لافتةً إلى أن تسويات الترقيع التي كانت سائدة من قبل لم تعد موجودة في القاموس الدبلوماسي للدول التي يفاوضها لبنان. (موقع ليبانون فايلز)
· كشفت تسريبات عن بعض الشروط المقترحة من قبل "إسرائيل"لإنهاء الحرب، وهي على الشكل التالي:
- إبعاد "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني.
- تشديد الإجراءات لمنع تهريب الأسلحة إلى "حزب الله" عبر سوريا، وقد يشمل ذلك فرض رقابة دولية مشددة على الحدود السورية-اللبنانية.
- توسيع قوات "اليونيفيل" عبر زيادة عديدها من 10,000 إلى 15,000 جندي لتعزيز الاستقرار ومراقبة تنفيذ الهدنة.
- قواعد اشتباك أكثر صرامة لقوات "اليونيفيل" عبر منحها صلاحيات أكبر للتصدي لأي تحركات عسكرية من "حزب الله" واستخدام القوة لمنع أي اختراقات للهدنة.
- منح "إسرائيل" الحق في تنفيذ عمليات عسكرية محدودة، لضمان عدم عودة الحزب إلى المناطق الحدودية وإحباط أي تهديدات مستقبلية.
- مراقبة استخبارية مكثفة من خلال منح الاحتلال القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية عن تحركات "حزب الله" في الجنوب اللبناني بشكل رسمي لمنع أي نشاطات عسكرية.
- إنشاء آلية رقابة وتنفيذ للقرار من خلال وضع آلية دولية فعّالة لمراقبة تنفيذ الاتفاق ومحاسبة أي طرف ينتهك الشروط، مع ضمان استمرارية الهدنة وتحقيق استقرار طويل الأمد. (موقع ليبانون ديبايت)
· ذكرت مصادر مطلعة أن التنسيق المصري – القطري ارتفع مستواه في الفترة الأخيرة حيث يبدي الجانبان خشية من أن تكون الولايات المتحدة قررت ترك "إسرائيل" تفعل في لبنان كما تفعل في غزة، مشيرةً إلى أن المصريين حذّروا من خطورة التصورات "الإسرائيلية"، وأن ما يطرحه العدو غير قابل للتحقق إلا في حال قامت "إسرائيل" بحرب إبادة جديدة في لبنان كما تفعل في غزة. وأفادت المصادر بأن المصريين نصحوا الجانب الأميركي بالتدخل سريعًا لأن ما يجري في لبنان قابل للتوسّع إلى أبعد بكثير من الدائرة الحالية، مع إشارة لافتة إلى معلومات منسوبة إلى المخابرات العامة المصرية، تفيد بأن القاهرة أطلعت الجانب الأميركي على معطيات لديها حول عدم تعرض البنية العسكرية لـ"حزب الله" لضرر كبير بعد الضربات "الإسرائيلية"، وأنه يفترض بالولايات المتحدة عدم الاستماع إلى معلومات وتقديرات الجيش "الإسرائيلي"، خصوصًا بعد ما كشفته المعارك في غزة طوال عام. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفاد مسؤول أمني لبناني بأن الجانب الأمريكي يظهر قلقًا أمنيًا متزايدًا في الفترة الأخيرة، من أن يكون عرضةً لضربات أمنية مفاجئة، لذلك يريد توسيع نطاق الحماية لجميع مقراته وأماكن تواجده، كما منع الموظفين من التحرك خارج السفارة،خصوصاً أن التقديرات التي سمعوها من قبل أجهزة أمنية لبنانية أكدت أن الضربات التي تلقّاها "حزب الله" من قبل "إسرائيل" لم تؤثر على بنيته، ولا هي كافية لشل قدراته العسكرية والأمنية. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت مصادر متابعة بأن إيران دخلت مباشرة على خط تنسيق وقيادة العمليات العسكرية التي يخوضها "حزب الله"، لافتةً إلى أن هذا التصعيد التدريجي في إطلاق الصواريخ والمسيرات هو بقرار إيران لإيصال رسالة مباشرة "للإسرائيليين" بأنه في حال ضرب إيران، فإن الجبهات ستتصاعد ضد "إسرائيل"، وقد يلجأ الحزب إلى استخدام صواريخ باليستية أكثر تطوراً ومسيّرات لم يستخدمها من قبل. وأضافت المصادر أن إيران هي التي زوّدت الحزب بمعلومات دقيقة حول موقع قاعدة "بنيامينا"، ومواقيت الطعام لدى الجنود بالاستناد إلى أقمار صناعية إيرانية، وهو ما ساعد الحزب على توجيه ضربة دقيقة حقق فيها هذه الإصابات المباشرة في لحظة تناول الجنود من لواء غولاني للطعام. (صحيفة المدن، لبنان)
· أبلغت مرجعية رئاسية جهات دبلوماسية بـأن الحكومة اللبنانية ستتخذ في غضون الأسابيع القادمة قرارًا بتشغيل مطار "القليعات" (شمال لبنان)، ضمن الإمكانات المتوافرة، علمًا أن مدارجه غير صالحة حاليًا لاستقبال جميع أنواع الطائرات. (صحيفة الديار، لبنان)
· كشفت معلومات ن أن "حزب الله" طلب من جميع الصحافيين في المناطق عدم الإشارة في تقاريرهم عن الغارات "الإسرائيلية" إلى أماكنها الدقيقة والاكتفاء بمعلومات عامة، كما يفرض الحزب تعتيمًا إعلاميًا حول أخبار التوغل "الإسرائيلي" في أراض لبنانية وطلب من الإعلاميين عدم الإفصاح عن أي معلومات قبل التنسيق مع مكاتب الحزب الإعلامية. (صحيفة النهار، لبنان)
· عُلم أنّ أكثر من مئة وخمسين نازحاً غادروا من أحد مراكز النازحين في جبل لبنان متوجهين إلى العراق بتنسيق مع بعض الجهات المعنية، ما ترك علامات استفهام حول ما يجري في هذا السياق. (صحيفة النهار، لبنان)
· بدأت بعض القرى المسيحية عقب استهداف المبنى في بلدة أيطو (زغرتا) بالتشدد مع النازحين الجنوبيين، والتدقيق في هويات المستأجرين وعملهم وما إذا كانوا على علاقة بمسؤولين في "حزب الله"، كما ترد "رسائل تحذير" إلى هواتف البعض في مناطق ذات غالبية مسيحية تدعو إلى عدم استضافة نازحين وتزعم وجود عناصر من الحزب بينهم. (موقع ليبانون فايلز+ وكالة الأنباء المركزية، لبنان)
· أصدرت السفارة الأميركية في لبنان تحذيرًا يدعو المواطنين الأميركيين إلى مغادرة البلاد بشكل عاجل، موضحة أن الرحلات الإضافية المتاحة من مطار بيروت لن تستمر طويلاً، مما يُحتم على الراغبين في المغادرة الإسراع في اتخاذ إجراءاتهم. (قناة العربية)
· لفتت مصادر متابعة إلى أن الجهات الدولية تضغط في عدة اتجاهات، أهمها فرض لائحة شروط إجرائية تريد الولايات المتحدة من الحكومة اللبنانية تنفيذها في مطار بيروت وفي مرافئ بيروت وطرابلس وصيدا وصور وإغلاق الموانئ غير الكبيرة، إضافةً إلى المعابر الحدودية مع سوريا، والتي قال الأميركيون إن "إسرائيل" زوّدتهم بخرائط تبيّن نقاط عبور غير شرعية بين لبنان وسوريا يستخدمها "حزب الله" لتهريب السلاح إلى لبنان. (صحيفة المدن، لبنان)
· أبلَغت الولايات المتحدة الجهات التي راجعتها بشأن ردم الحفرة التي قطعت الطريق الدولي بين نقطة "المصنع" اللبنانية و"جديدة يابوس" السورية من أجل مرور الشاحنات، "بأن الوقت لم يحِن بعد للسماح بذلك. (صحيفة اللواء السياسي، لبنان)
· أفادت مصادر مطّلعة بأن المديرة العامّة لوكالة "الأونروا" في لبنان، الألمانيّة دوروثي كلاوس، غادرت لبنان مع عدد من الموظّفين الأجانب، الجمعة الماضية. (صحيفة الأخبار، لبنان)
الكيان "الإسرائيلي":
· رأت مصادر متابعة أن إسرائيل، بغطاء أميركي، تحاول فرض أمر واقع في منطقة العمليات المشتركة للجيش و"اليونيفيل" في جنوب الليطاني، تخطط من خلاله لإدخال تعديلات جوهرية على القرار 1701، وهذا ما يسمح لها راهناً بفرض حظر الدخول إليها ما لم ترضخ الدولة اللبنانية لشروطها بتحويلها منطقة منزوعة السلاح، خالية من أي وجود عسكري لـ"حزب الله"، ومحصورة بالقوى الأمنية الشرعية بمؤازرة القوات الدولية لتطبيق القرار الأممي، وتقول إن الحزب يتصدى لها لمنعها من أن تطبق سيطرتها عليها، وهذا ما يفسر دخولها وخروجها من القرى من دون أن تتمركز حتى الساعة فيها، بخلاف ما تدّعيه تل أبيب. (صحيفة الشرق الأوسط)
· ذكرت مصادر أمنية أن قوات "إسرائيلية" أزالت ألغاما أرضية وأقامت حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان المحتلة وشريط منزوع السلاح على الحدود مع سوريا، في إشارة إلى أن "إسرائيل" ربما تسعى للمرة الأولى إلى إصابة أهداف لحزب الله من مسافة أبعد نحو الشرق على الحدود اللبنانية بينما تنشئ منطقة آمنة تمكّنها من القيام بحرية بعمليات مراقبة عسكرية لتحركات الجماعة المسلحة ومنع التسلل. (موقع عرب 48)
· ذكر مراسلون صحفيون أن الرقابة العسكرية "الإسرائيلية" تمنع على أحد نشر أي معلومات حول ما يجري في منطقة الجولان، وأن تدابير أمنية خاصة اتُّخذت داخل قرى الجولان المحتل، حيث غادر فعلاً عدد غير قليل من سكان مستعمرات الجولان المنطقة، بينما رفضت قوات الاحتلال نشر بطاريات للقبة الحديدية في القرى التي يسكنها سوريون. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· لوحظ أن هناك توسعاً في التحركات "الإسرائيلية" في الجانب اللبناني القريب من مزارع شبعا المحتلة، مع تسريبات مصدرها وسائل إعلام عبرية حول "انتشار عسكري يمهّد لعملية برية محدودة" في منطقة مزارع شبعا، علماً أن قوات الاحتلال أقدمت خلال الأشهر القليلة الماضية على إعادة نشر قواتها في قواعدها العسكرية في الجولان بعد تعرضها لضربات بالمُسيّرات من جانب حزب الله أو المقاومة الإسلامية في العراق. وقد أخليت بعض المواقع، لكن الاحتلال يضع في تلك المنطقة المرتفعة مرابض مدفعية بعيدة المدى تتولى القصف الدائم على مناطق كثيرة في القطاعين الأوسط والشرقي في لبنان. (صحيفة الأخبار، لبنان)
ثانياً. تحليلات وتقديرات عربية ومترجمة:
· تستبعد مصادر سياسية إمكانية التوصل لوقف النار في لبنان في المدى المنظور، وتتوقع أن يطول أمد الحرب إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، كما ترى أن واشنطن تريد تعديل القرار «1701» بما يتناسب مع المرحلة السياسية الجديدة التي يستعد لبنان للدخول فيها، بخلاف تلك القائمة التي أتاحت للحزب السيطرة على أهم مرافق الدولة، ما سمح له بوضع اليد على الجنوب ممسكاً بقرار السلم والحرب الذي أقحم لبنان في مغامرات هو في غنى عنها، وأنه آن الأوان لتعود الدولة إلى الجنوب فعلاً لا قولاً. (صحيفة الشرق الأوسط)
· لفتت مصادر سياسية متابعة إلى أنه ومنذ أكثر من أسبوع لم يعد لدى الجانب "الإسرائيلي" من أهداف قادر على تحقيقها عبر الغارات الجوية، التي باتت تقتصر على استهداف المدنيين وتدمير المباني السكنية، بالتزامن مع عدم نجاحه على مستوى العمليّات البرية في تحقيق أيّ تقدم يمكن البناء عليه، على عكس ما هو الوضع لدى "حزب الله"، الذي قرر الإنتقال نحو مرحلة جديدة من العمليات، في ظلّ الضغوط السياسية التي يتعرض لها، سواء كان ذلك على المستوى الداخلي أو الخارجي. (موقع النشرة، لبنان)
· رأى الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، أن تنفيذ "القرار 1559" قد يكون هدفًا بعيد المنال، ومع ذلك، ففي المدى القريب، يجب أن تكون الأولوية لتنفيذ "القرار 1701" وتفعيل الجيش اللبناني بفاعلية في جميع أنحاء لبنان، وخاصة في الجنوب. وبناء عليه، ينبغي على الحكومة اللبنانية أن تنشر الجيش اللبناني في المدن اللبنانية، حيث يمكن أن يساعد وجوده في منع أي عنف طائفي محتمل وحماية المنتقدين من ترهيب أنصار "حزب الله" وهو ما يحدث بالفعل. إن وجود الجيش اللبناني المستمر والظاهر قد يعزز ثقة السكان القلقين ويشير إلى عودة الدولة، وقد يكون هذا مفيداً إذا قررت الحكومة في النهاية نشر القوات في الجنوب لاستهداف أصول "حزب الله". (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)
· رأت مديرة "برنامج حل النزاعات في معهد الشرق الأوسط"، رندة سليم، أنه وكلما طالت الحرب في لبنان، فإنها ستخلق المزيد من الفرص لـ"حزب الله" لإعادة تثبيت نفسه سياسيًا وعسكريًا، لافتةً إلى أن هناك تقارير تتحدث عن بدء عملية تجنيد من قبل الحزب يقوم بها في بيئته ورغبة الناس في الانضمام إليه، للتصدي للغزو "الإسرائيلي". وأوضحت "سليم" بأنه وبدلًا من أن تستفيد "إسرائيل" من المكاسب التكتيكية التي حققتها، فسوف يتم جرها إلى احتلال "طويل الأمد". (موقع عربي 21)
· رأى الخبير في شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب رئيس جامعة تل أبيب، البروفيسور إيال زيسر، أن "إسرائيل" ملزمة بإعادة النظر في استراتيجيتها عقب الهجمات النوعية لحزب الله، داعيًا إلى ضرب دولة لبنان إذا أرادت "تل أبيب" هزيمة "حزب الله". وخلص للقول إن على "إسرائيل" أن تنزع قفازاتها وتهاجم لبنان أيضا، سواء الجيش والمؤسسات الحكومية وكذلك البنية التحتية التي يستخدمها حزب الله. (موقع الجزيرة نت)
· رأى محللون بأن "الإسرائيليين" يدرسون مجموعة من الخيارات:
- نزع سلاح "حزب الله" بالقوة تنفيذًا للقرار 1559، وبالتالي شنّ هجوم بري يصل إلى نهر الأولي وصيدا، حيث يمكن للجيش "الإسرائيلي" أن يأخذ وقته في تدمير مخازن أسلحة الحزب على أوسع مساحة ممكنة.
- احتلال المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني والحدود، وربط انسحابهم بشرط إصدار قرار جديد في الأمم المتحدة أكثر صرامة وحزماً من القرار 1701، يضمن آليات تنفيذية لمنع عودة مقاتلي الحزب إلى الحدود في جنوب لبنان. وهذا الهدف قد يتطلّب عدواناً طويلاً جداً في لبنان.
- خلق منطقة عازلة بقوة النيران ضمن حدود 5 إلى 7 كيلومترات عمقاً في جنوب لبنان، تحت ذريعة تطمين سكان شمال "إسرائيل" للعودة إلى منازلهم ومنع "قوة الرضوان" من شنّ عملية هجومية مشابهة لهجوم 7 أكتوبر العام الماضي. (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· وضعت المحللة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، حنين غدار، جملة من التوصيات للحد من نفوذ "حزب الله":
- إعادة بناء الثقة المحلية في الجيش اللبناني، لا سيما الشيعة الذين يشكلون غالبية سكان الجنوب.
- توزيع المساعدات من خلال منظمات دولية وجهات مانحة أجنبية بتوجيه مثل هذه المساعدات عبر الجماعات الشيعية المحلية التي لا ترتبط بـ "حزب الله".
- ضمان تركيز السرد حول قيام "إسرائيل" بعمليات "توغل" وليس "غزو" وإذا تقدمت القوات "الإسرائيلية" بعمق كبير داخل لبنان أو قررت البقاء بعد إكمال عملياتها الحالية في الجنوب، فمن المرجح أن تؤدي إلى إحياء سردية مقاومة جديدة وتساعد في إعادة إنعاش "حزب الله".
- استكمال تنفيذ بنود "اتفاق الطائف"، وتشمل هذه البنود أحكاماً تتعلق باستقلال القضاء، واللامركزية الإدارية، وقانون انتخابي غير طائفي، وتشكيل مجلس شيوخ. ومن الضروري تحديث لغة الاتفاق - على سبيل المثال، أكدت الوثيقة أن جميع الميليشيات ستكون منزوعة السلاح، ولكن "حزب الله" استُثني تحت شرط غامض يتحدث عن "اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي". وحتى قبل مناقشة هذه التعديلات، بإمكان السلطات البدء في تنفيذ المزيد من أحكام الطائف الحالية على الفور.
- السيطرة على الترسانة العسكرية المتبقية للحزب بمجرد توقف القتال وتسليمها إلى الجيش اللبناني. وبعد ذلك، يجب على الحكومة المقبلة التأكد من أن البيان الوزاري الافتتاحي الذي يحدد سياساتها لا يضفي الشرعية على "حزب الله" من خلال تضمين عبارات مثل "الجيش والشعب والمقاومة". (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)
ثالثاً. قراءات واستنتاجات مركز "صدارة"
· يتكرر الآن في جبهة لبنان ما سبق أن تابعناه على جبهة الحرب في غزة، حيث كانت نفس الرسالة تصل إلى كافة الوسطاء في المنطقة من قبل المسؤولين الغربيين، بخصوص (عدم استماع "إسرائيل" إلى آراء الأميركيين والفرنسيين وغيرهم في توقيت ترى فيه أن سير العمليات العسكرية يصب في مصلحتها). وهي رسالة الآن – كما كانت في أشهر الحرب الأولى في غزة- تعني ببساطة أن التفاوض الراهن هو عملية استنزاف سياسي دون أفق حقيقي، لأن ما يجري التفاوض حوله يقوم جيش الاحتلال بالفعل بفرضه على الأرض. ومن ثم، فمن المرجح أن يواصل الاحتلال تركيزه على تحقيق الخطة العسكرية، ثم بعد ذلك يحدد أجندته التفاوضية بناء على مستوى الإنجاز الميداني. بعبارة أخرى، ليس لدى "إسرائيل" حاليا أجندة تفاوضية (باستثناء طلب استسلام المقاومة)، وإنما خطة عسكرية ستتواصل، في حين أن ما تمارسه الدول الغربية هو عملية إلهاء دبلوماسية.
· ليس من المرجح أن تكون العودة إلى صيغة ما قبل السابع من أكتوبر هي ما يسعى الاحتلال لتحقيقه كنتيجة للحرب، حتى لو كان ذلك ضمن ضمانات أكثر تشددا. كما هو الحال في غزة، فإن الاحتلال يستهدف إنهاء المعادلة السابقة وفرض معادلة جديدة على المقاومة، بالتساوق مع الرؤية الأمريكية. ولتحقيق ذلك، لابد أن نتوقع تصعيداً عسكرياً أوسع، وتوسعاً في السيطرة الصهيونية المباشرة على الأراضي اللبنانية في الشريط الحدودي لتعزيز القدرة على فرض الأمر الواقع، فضلا عن تصعيد استهداف خطوط إمداد حزب الله دون أي خطوط حمراء.
· أظهر حزب الله خلال الشهر الجاري مستوى ملحوظاً من استعادة التوازن وتجاوز الآثار المباشرة للضربات "الإسرائيلية". وسيكون تأكيد الحزب على احتفاظه بقدراته المتطورة ليس بمدى الخسائر التي سيلحقها بالقوات "الإسرائيلية" في مناطق الجنوب، ولكن في قدرته على مواصلة استهداف الداخل "الإسرائيلي" حيث تكون قدرة الحكومة والمجتمع "الإسرائيليين" على تحمل الخسائر والتهديد أقل بكثير مقارنة بتقبل الخسائر في ساحة المواجهة الميدانية. أي أن قيمة حزب الله كقوة ردع في المعادلة "الإسرائيلية" الإيرانية ترتبط بقدرته على إلحاق الضرر بالداخل "الإسرائيلي" وليس فقط التصدي للاقتحام البري في الأراضي اللبنانية.