تطورات الأجهزة الأمنية
أعلن البيت الأبيض والحكومة اللبنانية التوصل لاتفاق بتمديد مهلة انسحاب الجيش "الإسرائيلي" من جنوب لبنان، والتي كان من المقرر انتهاؤها في 27 يناير إلى 18 من شهر شباط، وتسلم قوات "اليونيفيل" التلال الخمس (جبل بلاط، اللبونة، جبل العزية، العويضة والحمامص) التي كانت تنوي "إسرائيل" الاحتفاظ بها، إضافةً إلى التفاوض وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين منذ 8 أكتوبر 2023.
بدوره، بحث الرئيس اللبناني، العماد جوزيف عون، مع قائد المنطقة الوسطى بالجيش الأمريكي، الشراكة العسكرية مع الجيش اللبناني، بينما استعرض مع رئيس لجنة الإشراف الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار، تنفيذ بنود الاتفاق.
في غضون ذلك، زار رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، برفقة مدير مخابرات الجيش، العميد طوني قهوجي، ومدير عام الأمن العام، اللواء الياس البيسري، ونائب المدير العام لأمن الدّولة، العميد حسن شقير، وتم التوافق على تأمين الحدود، والتعاون في ملف مكافحة المخدرات، واسترداد كافة المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية.
من جهته، بحث قائد الجيش بالإنابة، اللواء الركن حسان عودة، التعاون المشترك مع سفيري تونس وبلغاريا، قائد الجيش الإيطالي، وقائد قوات "اليونيفيل"، ورئيس لجنة الإشراف الخماسية، في حين بحث مدير عام الأمن العام بالإنابة، اللواء الياس البيسري، التعاون المشترك مع السفير الألماني، واستعرض مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية والبرلمانية، أوضاع الجالية الإيرانية في لبنان.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجيّة الأميركية تخصيص 117 مليون دولار لدعم الجيش وقوى الأمن الداخلي في ختام اجتماع للمانحين الدوليين، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص 62 مليون دولار للجيش. كما تسلّمت قيادة الجيش الشحنة الثالثة من هبة الوقود القطرية، ومعدات فرنسية وقبرصية هندسية، بينما افتتح الأمن العام وبتمويل من ملحقية الشرطة الألمانية مرآب المديرية في بيروت.
وفي آخر التعيينات، عيّن محافظ بيروت العميد في الجيش، عباس الحسيني، قائدًا لفوج حرس مدينة بيروت خلفًا للعميد الركن، علي صبرا، فيما قرر وزير الدفاع، موريس سليم، تعيين العميد وسيم فياض رئيسًا للمحكمة العسكرية الدائمة، والعقيد بربر سركيس، والعقيد الركن سياد فواز، والمقدّم طوني القزي كأعضاء في هيئة المحكمة، كما عيّن العميد الركن أنطوان شديد رئيسًا للهيئة الاحتياطيّة الأولى، والعميد أحمد عمري رئيسًا للهيئة الاحتياطيّة الثانية، إضافة لأعضاء الهيئتين.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· تنسق "شعبة الخدمة والمعلومات" في جهاز أمن الدولة مع السفارة الأميركية مهمات خارج الحدود اللبنانية ومنها ملف استعادة الأميركيين المفقودين في سوريا.
· أكد رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، باسل الحسن، أن هناك خطة خلال عام بالشراكة مع "منظمة التحرير الفلسطينية" لضبط السلاح داخل المخيمات، وتفكيك بنية السلاح الثقيل بشكل كلي، بعد إقفال ملف السلاح خارج المخيمات.
· أصدرت الحكومة تعميمًا بإلغاء "وثائق الاتصال" و"لوائح الإخضاع" (أقرب إلى مذكرات توقيف) الصادرة عن الأجهزة الأمنية والعسكرية، والتي يتجاوز عددها 60 ألف وثيقة، وكانت تستهدف عشرات الآلاف من الشباب اللبنانيين خاصة في منطقتي الشمال وبعلبك الهرمل.
· طلبت قوى الأمن الداخلي من "شعبة المعلومات" جمع كافة المعلومات المتعلقة بأعداد العناصر الفارين وتحديد أماكن سكنهم الحالية، وتوقيفهم حيثما وجدوا، وتسليمهم إلى قطعاتهم لإجراء المقتضى القانوني.
· تكثّف مختلف الأجهزة الأمنية عمليات رصدها للخلايا "الإرهابية" النائمة داخل لبنان، علماً أن هناك عمليات أمنية وتوقيفات تحصل دون الإعلان عنها.
· حذرت القوى الأمنية من عمليات تجنيد "إسرائيل" للعملاء عبر المنصات الرقمية، وآخرها تلقي لبنانيين رسائل نصية مشبوهة عبر تطبيق "واتسآب" تعرض عليهم تأمين فرص عمل عن بُعد.
· بدأ "حزب الله" ورشة كبيرة في صفوفه وداخل بيئته الشعبية وعلى كل المستويات من أجل اعتقال وكشف العملاء مع "إسرائيل".
· انتشرت وحدات الجيش اللبناني في عدة قرى وبلدات جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو "الإسرائيلي" أبرزها مارون الرأس وعيترون وعيتا الشعب والطيبة وكفرشوبا ودير ميماس.
· نفذ الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات "اليونيفيل" 500 "مهمة كشف" منذ إعلان وقف إطلاق النار للبحث عن مواقع محتملة لـ"حزب الله" ومصادرة أسلحة في جنوب الليطاني.
· سلّم جهاز الأمن العام، وبناءً على قرار من الحكومة، الشاعر المصري - التركي، عبد الرحمن القرضاوي، إلى الإمارات التي كانت طالبت باسترداده.
· أفرجت السلطات اللبنانية عن 18 ضابطًا ورتيبًا من الفرقة الرابعة بالجيش السوري السابق ومنحتهم النيابة العامة التمييزية في لبنان مهلة شهر واحد، لتأمين تأشيرات لمغادرة لبنان.
· استأنف المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار، عمله عبر الادعاء على مجموعة جديدة من الأشخاص، جميعهم عسكريون، أبرزهم: مدير المخابرات السابق، العميد المتقاعد إدمون فاضل، المدير السابق لمكتب المعلومات في الأمن العام، العميد المتقاعد منح صوايا، والرئيس السابق لـلمجلس الأعلى للجمارك، العميد أسعد الطفيلي.
أبرز الأحداث الأمنية
· شن الجيش "الإسرائيلي" سلسلة غارات أوقعت عشرات الشهداء والجرحى أبرزها في "طيردبا"، و"النبطية" و"جنتا" (بعلبك) إضافة لاستهداف منطقة المعابر الحدودية مع سوريا في البقاع والهرمل، فيما اعترض مُسيّرة لجمع المعلومات أطلقها "حزب الله" من جنوب لبنان.
· نظم "حزب الله" وحركة أمل" مسيرات شعبية باتجاه القرى الجنوبية المحتلة حيث نجح عدد من أهالي عدة قرى من الدخول إليها لينسحب فيما بعد الجيش "الإسرائيلي" منها، وقد أسفرت هذه المسيرات عن استشهاد عشرات الأهالي وسقوط أكثر من 200 جريح.
· أخضع جهاز أمن مطار بيروت طائرتين إيرانيتين للتفتيش الدقيق بعد الاشتباه في نقلهما أموالاً إلى "حزب الله"، فيما رفض وفد إيراني السماح للأمن اللبناني بتفتيش حقائب دبلوماسية تحتوي على أموال تخص السفارة الإيرانية.
· تسلّمت وحدات من الجيش مركزاً سابقاً لـ "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة"، ومركزَين سابقَين لتنظيم "فتح الانتفاضة" على مدخل مخيم البداوي (شمال لبنان).
· اغتال مسلحون مجهولون مسؤول "حزب الله" في البقاع الغربي، الشيخ محمد حمادي، أمام منزله في بلدة "مشغرة".
· أوقف جهاز أمن "حزب الله" 8 أجانب (فرنسيون وأمريكيون وإسبان وإيطاليون) في الضاحية الجنوبية بتهمة التجسس لصالح "إسرائيل" وسلمهم لمخابرات الجيش.
· أعلنت وزارة الخارجية التركية مقتل 3 مواطنين أتراك بغارة جوية "إسرائيلية" أثناء محاولتهم التسلل إلى "إسرائيل" في وقت سابق.
· أوقفت مخابرات الجيش 4 متورطين بشبهات تواصل مع العدو في مناطق مختلفة، فيما أوقف جهاز أمن الدولة مشتبهًا به بالعمالة في "بنت جبيل".
· أوقفت مخابرات الجيش بجرائم إطلاق نار وحيازة أسلحة وتجارة المخدرات 17مطلوبًا في مناطق متفرقة من محافظة البقاع، 7مطلوبين في الضاحية الجنوبية (بيروت)، 6 مطلوبين في محافظة "عكار"، 5 مطلوبين فلسطينيين في مخيم "نهر البارد" (الشمال)، 4 مطلوبين في "صور"، مطلوب في كل من "البترون"، طرابلس، "صيدا"، و"الوردانية" (الشوف).
· أوقفت وحدات الجيش في 123 سوريًا دخلوا خلسة إلى لبنان، وسلمهم للأمن العام اللبناني تمهيدًا لترحيلهم.
· أوقفت قوى الأمن الداخلي في مختلف المناطق 209 أشخاص لارتكابهم جرائم مختلفة بين تاريخ 30-12-2024 و 4-1-2025.
· أوقف مكتب مكافحة "الإرهـاب" في الشمال مطلوبين بمذكرات توقيف من "الحزب العربي الديمقراطي" في "جبل محسن" (طرابلس).
· أصيب 5 عسكريين بالجيش اللبناني إثر اشتباكات مع مسلحين سوريين في "معربون" (بعلبك)، كما أصيب آخر في اشتباك مع مسلحين مجهولين من الجانب السوري في "القصر" (الهرمل)، فيما قُتل مطلوب وجرح عنصر أمني في "ديك المحدي" (المتن) خلال اشتباك مع دورية من الشرطة القضائية.
· قتل اثنان وجرح آخران في كل من" الضنية" و"طرابلس"، في حوادث إطلاق نار، كما قُتل شخص وأصيب آخران داخل مخيم "عين الحلوة" (صيدا)، وقُتل اثنان وسقط عدد من الجرحى في الضاحية الجنوبية (بيروت)، كما قُتل شخص في كل من "الهرمل" و"البرج الشمالي" (صور)، وأصيب 4 أشخاص في "المنية".
· قامت أعداد كبيرة من المؤيدين لـ"حزب الله" وحركة "أمل" بالدخول على متن دراجات نارية إلى مناطق سنية ومسيحية، رافعين شعارات طائفية، وقد أوقف الجيش عددًا منهم.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· يؤشر التأخير "الاسرائيلي" بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتمديده إلى رغبة العدو في تدمير البنى التحتية لحزب الله بالكامل في جنوب الليطاني وبالأخص في قرى الخط الأمامي، كما أن استمرار جيش الاحتلال في عمليات القصف والاستهداف يندرج في ذات الهدف في منع الحزب من إعادة بناء قدراته وقطع خطوط إمداده، ومحاولة تكريس حرية التحرك "الإسرائيلي" في لبنان لتحقيق هذه الأهداف.
· يحاول "حزب الله" من خلال المسيرات الشعبية باتجاه القرى الجنوبية المحتلة ونجاحها في دخول عدة قرى إلى إعادة استنهاض بيئة المقاومة وإعادة إحياء وتكريس معادلة "الجيش الشعب والمقاومة" لا سيما بعد التقلبات التي طالت المشهد السياسي في لبنان.
· يؤشر حراك لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني بالتوازي مع تسلم الجيش مقرات لفصائل فلسطينية على مداخل المخيمات إلى أن ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بات في حكم المنجز، وهو ما يهيىء لاستكمال خطوات تنظيم سلاح المخيمات لا سيما في جنوب الليطاني.