الموجـز الأمنـي العراقي - أغسطس 2025

الساعة : 13:35
3 سبتمبر 2025
الموجـز الأمنـي العراقي - أغسطس 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

باشرت القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة عين الأسد في محافظة الانبار، وقاعدة فكتوريا (مجمع قاعدة النصر) قرب مطار بغداد الدولي، بانسحاب جزئي ومفاجئ صباح يوم الأحد، والتوجه إلى إقليم كردستان ودولة الكويت، وذلك بشكل مبكر عن توقيتات الانسحاب المتفق عليها مع الحكومة العراقية، والذي كان مقررًا أن يكون نهاية سبتمبر 2025. وقالت الحكومة العراقية في تصريح مقتضب، إن أمر الانسحابِ صدرَ عن السفارة الأمريكية في بغداد، وأن جزءاً من القوات الأمريكية غادرت بالفعل من القاعدتين، مشيرة إلى أن القاعدتين ستخليان بالكامل خلال الأيام القليلة القادمة.

في تطور آخر، أكّد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عدم وجود مبرر لامتلاك أي سلاح خارج مؤسسات الدولة في ظل الوضع المستقر الذي يشهده العراق، داعيًا العشائر إلى دعم سلطة القانون والقضاء. بدوره، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، أن تنظيم "داعش" لا يشكل خطرًا على العراق، وأن الحدود العراقية مؤمّنة بالكامل، وذلك في معرض رده على بيان السفارة الأمريكية في بغداد التي أعربت عن قلقها من توسع تنظيمي"داعش" و"القاعدة" في المنطقة.

في الأثناء، نُقلت رسائل أميركية إلى بغداد بضرورة التخلص من "السلاح النوعي" للفصائل العراقية التابعة للحشد الشعبي، والمتمثل بالطائرات المسيّرة والصواريخ متوسطة المدى، وذلك في الوقت الذي ناقش فيه أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، مع الفصائل العراقية في بغداد إعادة هيكلة القيادة الميدانية وتشكيل خلية تنسيق ثلاثية تضم إيران، و"حزب الله" اللبناني، والفصائل العراقية، وتزويد الأخيرة بأسلحة متطورة، وخبرات في تصنيع أسلحة حديثة. وقد وقّع "لاريجاني" مع الحكومة العراقية مذكرة تفاهم أمنية بشأن الحدود بين البلدين. من جهته، قام قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، اسماعيل قاآني، بزيارة إلى بغداد ناقش خلالها مع قادة "الإطار التنسيقي" وبعض الفصائل المسلحة بشكلٍ منفصل، الأوضاع الأمنية والداخلية في العراق.

من جانبه، أكّد الأمين العام لوزارة "البيشمركة"، اللواء الركن بختيار محمد، أن قوات التحالف الدولي ستستمر حتى نهاية عام 2026، بدعم الجوانب المالية والتدريب والمواد الغذائية لقوات "البيشمركة، مشيرًا إلى استحداث ألوية جديدة ضمن وزارة البيشمركة، وزيادة عدد قوات البيشمركة ضمن وحدات الوزارة.

وعلى صعيد التغيرات الأمنية، عُين "العميد عثمان الشمري" مديرًا للاستخبارات في محافظة النجف خلفًا للواء "ميثم المسعودي" بعد وقوع جريمة قتل واستعراض عشائري داخل المحافظة.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·     سحبت الحكومة مشروع قانون الحشد الشعبي من البرلمان، بعد موجة من الاعتراضات الأميركية وتصاعد الخلافات بين الكتل السياسية بشأن بنود القانون وتوقيته.

·     أعلنت "كتائب حزب الله"، إيقاف عملها في مشروع "طوق بغداد" وتسليم كافة المعدات والمواقع التي كانت بعهدتها إلى هيئة "الحشد الشعبي".

·     نقلت السلطات نحو 130 من كبار الضباط العسكريين والأمنيين السوريين الذين لجأوا إلى العراق إلى مقر إقامة دائم في مدرسة للتدريب العسكري شمال بغداد، مع فرض إجراءات مشددة حيال خروجهم أو تنقلهم، فضلًا عن عدم السماح لهم بالانتقال للعيش أو الإقامة بمناطق سكنيّة.

·     أمر رئيس الوزراء محمد السوداني، بإلغاء جميع الاستثناءات التي تُمنح للقبول في الكليات والمعاهد العسكرية، وإيقاف صلاحيات وزيري الدفاع والداخلية لغرض الاستثناء.

·     أوصت اللجنة المختصة بالإجراءات التحقيقية في حادثة الاعتداء على دائرة زراعة الكرخ بإعفاء آمري اللواءين (45 و46) في "الحشد الشعبي" من منصبيهما، وإحالة جميع المتورّطين بالحادث إلى القضاء.

·     أكد المركز الوطني للتعاون القضائي الدولي، استرداد ما يقارب 50 متهمًا بجرائم قتل جماعي، من العراقيين المقيمين في الخارج، بينهم متهم شارك في جريمة "سبايكر".

·     أصدرت محكمة تحقيق "أسايش السليمانية"، أمرًا بالقبض على عضو مجلس الأسايش "سلمان أمين نادر" الملقب بـ (أزي أمين).

·     أصدرت محكمة جنايات واسط، حكمًا بالحبس المشدد لمدة 10 سنوات بحق مُدان أقدم على الترويج لأفكار "حزب البعث" المحظور عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أبرز الأحداث الأمنية

·     أوقف جهاز مكافحة "الإرهاب" عنصرًا خطيرًا من تنظيم "داعش" في بغداد، في حين نفذ عملية إنزال جوي، أسفرت عن توقيف أحد الأهداف "الإرهابية" المهمة في منطقة "سرهيد المطر" ضمن عمليات قيادتي عمليات كركوك وصلاح الدين. بدورها، قامت طائرات F-16، بتنفيذ ضربتين جويتين استهدفت مقار لتنظيم "داعش" في محافظتي صلاح الدين وكركوك، أسفرت عن مقتل مجموعة من عناصر التنظيم.

·     أوقفت مديرية الاستخبارات العسكرية، 7  أشخاص بتهمة "الإرهاب" في عدة محافظات وفق المادة 4"/ ارهاب"، فيما قام جهاز مكافحة "الإرهاب" باعتقال 11 "إرهابيًا" في نينوى، وكركوك، وصلاح الدين، والسليمانية.

·     أوقفت شرطة الحدود عددًا من السوريين الذين حاولوا دخول العراق بسمات دخول مزورة، خلال "زيارة أربعينية الإمام حسين"، وسط أنباء عن اعتقال ضبّاط في المنافذ الحدودية بتهم تتعلق بتمرير هذه السمات.

·     نفذت القوات الأمنية العراقية عملية مشتركة مع القوات الأمنية اللبنانية ضد أكبر مصانع تصنيع مادة الكبتاغون في الشرق الأوسط، في منطقة البقاع اللبنانية.

·     باشرت السلطات الأمنية بعمليات دهم وتفتيش في 6 مناطق بمحافظة "ميسان" ضمن خطة لفرض القانون وتعقب المطلوبين للقضاء، وإنهاء النزاعات العشائرية المتكررة، وضبط الأسلحة غير المرخصة. وفي ذات الصدد، تمكنت القوات الأمنية من السيطرة على نزاع عشائري اندلع في محيط منطقة "الطبر" شرقي محافظة "ميسان"، وأوقفت 6 أشخاص متورطين بالنزاع.

·     أوقفت القوات الأمنية، عددًا من أصحاب بسطات "غير قانونية" قاموا بتبادل إطلاق النار مع القوات الأمنية في سوق "مريدي" ببغداد.

·     قُتل شخص وأصيب 3 آخرن في تبادل لإطلاق النار في منطقة "سنكاو" التابعة لقضاء "جمجمال" بمحافظة "السليمانية"، كما قُتل شخص على يد مسلحين مجهولين في مدينة "الصدر" بالعاصمة بغداد، بسبب تعليق سلبي على الفيسبوك.

·     طوقت قوات أمنية منزلي القياديين الكرديين (برهم صالح)، و(الملا بختيار) في مدينة السليمانية، وذلك بعد أيام من اعتقال رئيس "حركة الجيل الجديد"، شاسوار عبد الواحد.

·     قامت القوات الأمنية الكردية، باعتقال "لاهور شيخ جنكي" وشقيقه "بولاد" بعد مواجهات مسلحة استمرت ساعات، أسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 20 آخرين من كلا الطرفين. كما أوقفت "زينو محمد" عضوة "جبهة الشعب" التي يتزعمها "لاهور" في "السليمانية".

·     تداولت أنباء في منصات سعودية على موقع "أكس"، عن تعرض العراق واليمن لهجوم سيبراني مجهول، أدى إلى تسريب ملفات ومعلومات خاصة بفئات محددة في البلدين.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·        يشهد العراق يشهد صراعا سياسيا متصاعدا بين إيران والولايات المتحدة. حيث أثار مشروع قانون هيئة الحشد الشعبي امتعاض أمريكي، هددت على إثره بفرض عقوبات على المسؤولين العراقيين في حال تمرير القانون. كما تتزايد الضغوط الأمريكية على نظام المصرفي العراقي لوقف تمويل الحشد الشعبي، أيضا تحت طائلة فرض عقوبات على المصارف. في المقابل، تعمل إيران على تعزيز موقع الحشد محليا وضمان توفير الغطاء السياسي والقانوني لعمله ولشبكة تمويله

·        جدول الانسحاب المتفق عليه كان مقرراً بالفعل في سبتمبر، أي أن الانسحاب لا يعتبر مفاجئاً بقدر ما هو تبكير قد يكون لاعتبارات لوجيستية بحتة. وليس من المتوقع أن يؤدي الانسحاب قبل أسبوعين من الموعد المتفق عليه إلى صدمة أمنية أو فراغاً بالمستوى الذي تميل إليه بعض التحليلات، خاصة وأن جزءاً منه هو إعادة تموضع، من بغداد والأنبار إلى شمال العراق في كردستان، وهو ما يبقي على احتمالات أن تواصل القوات الأمريكية جهودها لدعم عمليات استهداف تنظيم داعش.

·        ومع هذا، فإن التزام الولايات المتحدة بمخطط الانسحاب، يزيد من المخاوف بأن تمهد تلك الخطوة لاستهداف أوسع للحشد الشعبي في العراق من قبل "إسرائيل" والولايات المتحدة نفسها، حيث ستكون القوات الأمريكية من الناحية النظرية أكثر حصانة في أربيل البعيدة عن مرمى الاستهداف مقارنة ببغداد والأنبار، وهو ما يجعل مخاطر استهداف قادة الفصائل التي تعتقد واشنطن أنهم متورطون في استهداف جنودها خلال حرب غزة محدودة.

·        تشير خطوة تقليص الدعم المقدم لوزارة الدفاع، وإعادة توجيهه إلى جهاز مكافحة الإرهاب إلى أن الولايات المتحدة ستعمل على تعزيز التنسيق الميداني ضد أنشطة الحشد الشعبي، وأن الجهاز ربما يستخدم كقوة مناوئة للحشد.