تطورات الأجهزة الأمنية
بحث الرئيس السوري، أحمد الشرع، في العاصمة دمشق، مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان ، العلاقات الثنائية بين البلدين، بحضور وزير الخارجية، أسعد الشيباني، ومدير المخابرات العامة، حسين السلامة. كما بحث مع رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري، تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، لاسيما في مجال أمن الحدود ومكافحة "الإرهاب".
في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية، أسعد الشيباني، في العاصمة الفرنسية باريس وبرعاية أمريكية، مع وفد "إسرائيلي" برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، سبل خفض التصعيد في الجنوب السوري وإعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
بدوره، وقّع وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، ونظيره التركي، يشار غولر، مذكرة تفاهم دفاعية شاملة تتضمن التعاون في مجالات التدريب العسكري، والاستشارات الفنية، وتوريد أنظمة سلاح وتجهيزات لوجستية، إلى جانب إطلاق دورات تدريب مشتركة تستهدف القوات النظامية وقوى الأمن الداخلي.
على صعيد آخر، بلغ عدد الضباط المنشقين ممن عادوا للخدمة أو تقدموا بطلبات العودة للخدمة في الجيش السوري الجديد، أكثر من 3 آلاف ضابط، فيما وصل عدد الفرق العسكرية المُؤسَّسة إلى 25 فرقة. وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع تخريج دفعة جديدة من القوات الخاصة بعد دورة تدريبية موسعة بالذخيرة الحية. كما أُعلن عن إطلاق دورة متقدمة في الأمن السيبراني بدعم تقني من الوكالة التركية للتعاون "تيكا" ومنظمات أوروبية، بهدف تعزيز قدرة المؤسسات السورية على مواجهة التهديدات الإلكترونية.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· شكّل الرئيس السوري، أحمد الشرع، لجنة أمنية - سياسية - قضائية تضم ممثّلين عن وزارات العدل والداخلية والخارجية، لإعداد ملف خاص بالعلاقات مع لبنان.
· طلب رئيس جهاز الاستخبارات العامة، حسين السلامة، من جهازَي الاستخبارات السعودية والأميركية، المساعدة في ترتيب لقاءات مباشرة مع قادة الأجهزة الأمنيّة اللبنانية المعنيّة، من أجل رفع مستوى التنسيق بين الجانبين.
· نشرت القوى الأمنية والعسكرية وحدات عسكرية جديدة في النقاط الحدوديّة الحسّاسة ضمن خطّة شاملة لضبط الحدود مع لبنان، بالتوازي مع إجراء مسح أمني يومي للحركة في المناطق الحدودية، وتسجيل وملاحقة أيّ اتّصال بين جهات لبنانية "مشبوهة" وجهات داخلية.
· أعلنت الرئاسة السورية عن تشكيل لجان تحقيق حكومية في أحداث السويداء لتوثيق الانتهاكات والجرائم، وجرى تكليف شخصيات قضائية محلية بالإشراف على التحقيقات.
· شكّل الزعيم الدرزي حكمت الهجري "اللجنة القانونية العليا" كإطار لإدارة الشؤون الأمنية والإدارية في محافظة السويداء وعيّن القاضي شادي فايز مرشد قائدًا لقوى الأمن الداخلي، كما أعلن عن دمج تشكيلات مسلحة درزية تحت اسم "الحرس الوطني".
· أطلقت الأجهزة الأمنية حملات تفتيش موسّعة في الساحل بعد ضبط مخطط لتفجير كنيسة "مار إلياس" في ريف طرطوس، وأسفرت عن توقيف مشتبهين وضبط مواد متفجرة.
· أنهت وزارة الدفاع صياغة مناهج دارسيّة جديدة ستدرس للعسكريين، وفقًا لمذهب "الفقه الشافعي"، لضبط التوجه الفكري والقتالي لعناصر الجيش.
· أصدرت وزارة الدفاع قرارًا تنظيميًا جديدًا بمنع استخدام أو تثبيت أي شعارات أو رايات غير معتمدة رسميًا، على الزي العسكري، بما في ذلك الرموز ذات الدلالات الدينية أو الفصائلية أو المناطقية، مع الالتزام حصريًا بالشعار الرسمي المعتمد من الوزارة.
· قدم الأمريكيون والفرنسيّون مقترحًا لحلّ ملف "قسد" يتضمّن دمج بعض عناصرها في لواءٍ أو فرقةٍ ضمنَ الجيش السّوريّ، من دون أن يكونَ لديهم استقلاليّة الحركة العسكريّة، مع تقديم ضمانات سياسية للأكراد للمُشاركة في نظام الحُكم الجديد.
· أقر الرئيس السوري النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، متضمناً 210 مقاعد، ثلثها بالتعيين من قبل الرئيس، مع اشتراطات أمنية لحماية المراكز الانتخابية وتنظيم العملية.
أبرز الأحداث الأمنية
· شنّ الجيش "الإسرائيلي" سلسلة غارات على مدى أيام على محيط دمشق، استهدفت مواقع عسكرية في "الكسوة" بريف دمشق، أسفرت عن مقتل عدة جنود، كما نفذ إنزالًا جويًا محددًا بأحد تلك المواقع ودمر معدات تجسسية.
· نفذ الجيش "الإسرائيلي" سلسلة توغلات في ريف محافظة القنيطرة، حيث اعتقل شابًا في بلدة "سويسة" وسط تصدي الأهالي للقوات المتوغلة، كما توغل في بلدة "الصمدانية"، وقام بتفتيش أحد المنازل في بلدة "عين العبد".
· لجأ الجيش "الإسرائيلي" إلى إسقاط المساعدات جوًا في محافظة السويداء بعدما رفض الأردن إيصال المساعدات عبره إلى دروز السويداء.
· شهدت السويداء سلسلة اغتيالات وجرائم استهدفت مدنيين وأطباء وناشطين محليين، مما زاد من حالة الاحتقان ودفع آلاف العائلات إلى النزوح المؤقت.
· نفّذ التحالف الدولي عملية إنزال في شمال غرب سوريا أسفرت عن اعتقال قيادي بارز في تنظيم "داعش" وعدد من مرافقيه، وقتل أربعة مطلوبين آخرين.
· ضُبطت أسلحة وذخائر في عمليات أمنية مشتركة بمحافظتي إدلب وحلب، وكُشف عن خلية مرتبطة بتنظيم "داعش" خططت لعمليات اغتيال في مدينة "سلقين".
· انفجرت سيارة مفخخة في أحد شوارع دمشق دون سقوط ضحايا، وتبعتها إجراءات أمنية مشددة شملت إغلاق طرق فرعية وعمليات تفتيش موسعة، في حين عُثر على سيارة مفخخة على طريق "كفرنوران" بريف حلب الغربي وتم تفكيكها قبل انفجارها.
· تمكن الجيش من صد محاولة تسلل لمجموعة من عناصر “قسد” إلى نقاط الجيش في قرية تل ماعز شرقي حلب.
· قُتل 7 أشخاص وأصيب أكثر من 100 آخرين إثر انفجار مستودع ذخيرة قرب "معرة مصرين" في ريف إدلب، وسط اتهامات لفصائل محلية بالتقصير الأمني.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· الموقف الإسرائيلي في سوريا يمزج بين التصعيد العسكري والانخراط السياسي؛ إذ نفذت إسرائيل ضربات جوية وتوغلات محدودة قرب دمشق وجبل الشيخ، بالتوازي مع لقاء دبلوماسي في باريس. هذا السلوك يعكس سياسة مزدوجة من الضغط العسكري والتفاوض السياسي معاً. ومن المتوقع أن يستمر هذا النهج خلال الأشهر المقبلة، بحيث تبقي إسرائيل يدها على زناد الردع الوقائي، لإعادة صياغة قواعد الاشتباك بما يضمن لها تفوقاً أمنياً في الجنوب السوري.
· دلّت تطورات السويداء، بما في ذلك تشكيل الحرس الوطني وتبديل القيادات الأمنية تحت ضغط الشارع، على ضعف السلطة المركزية وصعوبة فرض الانضباط في ظل الدعم العسكري الإسرائيلي للدروز، مما يشكل أحد أكبر التحديات أمام حكومة الشرع.
· يشير الاتفاق بين أنقرة ودمشق إلى زيادة تعقيد المعادلة الميدانية؛ فرغم أن تركيا لا تسعى إلى مواجهة مع "إسرائيل"، لكنها معنية بإظهار قدرتها على ضبط الإيقاع الأمني في سوريا والتأكيد على رفض زي سيناريو للتقسيم. لكن، بينما ستكون تل أبيب أكثر حذراً في استهداف مواقع مرتبطة بالتواجد التركي في سوريا، فإن ذلك لا يحد من قدرة الاحتلال على مواصلة استهداف النظام الجديد عسكريا، ومواصلة فرض الأمر الواقع في الجنوب.