الموجـز الأمنـي الفلسطيني - أغسطس 2025

الساعة : 15:06
4 سبتمبر 2025
الموجـز الأمنـي الفلسطيني - أغسطس 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

بحث رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بحضور نائبه، حسين الشيخ، مع عضوَي مجلس الشيوخ الأميركي، كريس فان هولن ذوجيف ميركلي، سبل وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها المدنية والأمنية كاملة في قطاع غزة. كما بحث "عباس" في اتصالات هاتفية مع الرئيسين التركي و المصري، والعاهل الأردني، وولي العهد السعودي/ ورئيسة الوزراء الإيطالية، الجهود الدولية لوقف الحرب ومنع تهجير أهل غزة.

بدوره، زار نائب رئيس السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، العاصمة السعودية الرياض، والتقى عددًا من المسؤولين في أعقاب قرار الولايات المتحدة منع إصدار تأشيرات دخول لقادة السلطة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال الأيام المقبلة.

في غضون ذلك، بحث رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، خلال زيارة إلى القاهرة، ملفات عدة أبرزها سبل وقف الحرب، و"لجنة الإسناد المجتمعي لليوم التالي بعد الحرب، وتدريب قوى الأمن الفلسطينية في مصر.

"إسرائيليًا"، رفض رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، طلبات مناقشة اتفاق جزئي مع حماس لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، رغم تأييد رئيس الأركان، إيال زامير، وقادة الأجهزة الأمنية الدفع نحو إبرام الصفقة لاستعادة الأسرى، وفي موازاة ذلك، ناقش "الكابينيت" الخطط العسكرية لاحتلال مدينة غزة واستمرار الحرب وتحقيق أهدافها وجدولها الزمني الذي طلب "نتنياهو" بتقصيره ضمن ما أطلق عليه عملية "عربات جدعون 2".

من جانبه، ترأس الرئيس الأمريكي،  دونالد ترامب، اجتماعًا موسعًا في البيت الأبيض لمناقشة ا".لحرب في غزة، حيث قال المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، إلى أن واشنطن تتوقع التوصل إلى تسوية للنزاع بحلول نهاية العام الجاري.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·     بدأت مصر في تدريب مئات من الفلسطينيين، في الأكاديميات العسكرية المصرية، أغلبهم من عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، إضافة إلى بعض المنتسبين من حركة "فتح" في غزة، تمهيدًا لإنشاء قوة أمنية يصل قوامها إلى نحو عشرة آلاف عنصر، لتولّي مهمة إدارة غزة ما بعد الحرب.

·     أصدر "عباس" مرسومًا رئاسيًا بتشكيل لجنة صياغة الدستور المؤقت للانتقال من السلطة إلى الدولة.

·     باشرت شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) تنفيذ "إصلاحات واسعة" في منظومة الإنذار عقب إخفاقات 7 أكتوبر 2023، تشمل، إنشاء غرف قيادة  استخباراتية مركزية وميدانية على مستوى القيادات والفرق، وإنشاء غرفة إنذار مركزية على مستوى هيئة الأركان لتجميع المعلومات متعددة الجبهات.

·     سرعت "إسرائيل" من وتيرة إنتاج صواريخ "آرو" الدفاعية، ورفعت جاهزية أنظمة مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" إلى مستويات أعلى ضمن استعداداتها السرية لجولة جديدة من المواجهة مع إيران.

·     أعلن جيش الاحتلال انتهاء ما سماها "الهدنة التكتيكية المحلية" في مدينة غزة، واصفًا إياها بأنها "منطقة قتال خطرة".

·     صادقت الحكومة "الإسرائيلية"على زيادة قدرها 30.8 مليار شيكل في ميزانية الدولة، المخصّصة للأمن، وذلك بسبب الحرب المستمرّة على قطاع غزة.

·     صادق "الكنيست" على مقترح يدعو الحكومة إلى "فرض السيادة الإسرائيلية" على الضفة، بما يشمل كامل أراضي الضفة وغور الأردن.

·       أعلنت وزارة الخارجية "الإسرائيلية" إلغاء تأشيرات إقامة ممثلي إستراليا لدى فلسطين.

·     قررت النيابة العامة العسكرية "الإسرائيلية" توسيع هيئة المحامين فيها، واتخاذ إجراءات واسعة لمواجهة احتمال اعتقال جنود في أنحاء العالم.

·     قضت المحكمة العليا "الإسرائيلية"بأن الشرطة لا تملك صلاحية تفتيش الهواتف المحمولة أو الحواسيب الخاصة بالمشتبهين من دون أمر قضائي، حتى إذا أعطى أصحابها موافقة على ذلك.

·     وافقت حكومة جنوب السودان مبدئيًا على طلب "إسرائيلي" لاستقبال فلسطينيين من قطاع غزة، مقابل الحصول على مساعدات إنسانية عاجلة واستثمارات "إسرائيلية".

·     ألغت الخارجية الأمريكية إصدار أي تأشيرة لجواز السفر الفلسطيني، كما قررت سحب تأشيرات دخول قادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية إلى الولايات المتحدة.

أبرز الأحداث الأمنية

·     ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 62744 شهيدًا والإصابات إلى أكثر من 158 ألف منذ بدء الحرب، وارتفعت حصيلة الوفيات بسبب سوء التغذية إلى 361 شهيدًا، بينهم 130 طفلًا.

·     تصاعدت موجات النزوح الواسعة من شرقي وشمالي مدينة غزة نحو غربها، كما استمرت من شمالي القطاع نحو وسط وجنوبي القطاع، تحت ضغط القصف "الإسرائيلي" المكثف على الأحياء السكنية لدفع السكان للنزوح من شمال القطاع لجنوبه.

·     واصل جيش الاحتلال عمليات نسف وتدمير الأحياء السكنية عبر استخدام روبوتات مفخخة تحمل نحو 5 طن من المتفجرات، خاصة في شرقي وشمالي مدينة غزة وجباليا النزلة وخانيونس.

·       أعلن جيش الاحتلال استعادة جثتي أسيرين خلال عملية في قطاع غزة.

·     اغتال جيش الاحتلال مراسلي الجزيرة، أنس الشريف ومحمد قريقع، بقصف استهدف خيمة طاقم الجزيرة في مستشفى الشفاء، كما اغتال الصحفية، إسلام عابد، مع عائلتها في مدينة غزة، وارتكب مجزرة مروعة بمستشفى ناصر، أسفرت عن استشهاد 20 فلسطينيًا، بينهم مصوري الجزيرة ورويترز، محمد سلامة وحسام المصري والصحفيين معاذ أبو طه وأحمد أبو عزيز ومريم أبو دقة، لترتفع حصيلة الشهداء الصحفيين إلى 247 منذ بدء الحرب.

·     واصلت فصائل المقاومة وعلى رأسها "كتائب القسام" تنفيذ عمليات وكمائن ضد الاحتلال كان أبرزها تنفيذ "القسام" عملية مركبة جنوبي شرق خانيونس، حيث أغارت مجموعة من مقاتيليها على موقع مستحدث لجيش الاحتلال، واشتبكوا بشكل مباشر مع جنود الاحتلال، وتنفيذ القسام كمينًا في "حي الزيتون" بمدينة غزة أدى الى مقتل جندي من جيش الاحتلال وإصابة 11 بجروح خطيرة .

·     واصلت جماعة "أنصار الله" اليمنية إطلاق الصواريخ والمسيرات نحو "إسرائيل"، فيما أعلن جيش الاحتلال أن الجماعة استخدمت صاروخ مزودًا برأس حربي انشطاري لأول مرة.

·     شن جيش الاحتلال حملة اقتحامات واسعة في الضفة، شملت اعتقالات ومصادرة أموال خاصة في رام الله ونابلس. فيما أصيب عشرات الفلسطينيين برصاص الاحتلال أثناء اقتحاماته.

·     اقتحم الوزير المتطرف "إيتمار بن غفير" زنزانة الأسير، مروان البرغوثي، وظهر وهو يوجه له تهديدات. في ظل تصاعد جرائم مصلحة السجون بحق الأسرى الفلسطينيين، وخاصة الجرائم الممنهجة بحق الأسرى وفي مقدمتها سياسة التجويع والتنكيل والإهمال الطبي.

·     واصل مئات الآلاف من "الإسرائيليين" تظاهراتهم في مناطق عديدة، وعلى رأسها "تل أبيب" للمطالبة بوقف الحرب وإبرام صفقة لعودة الأسرى، وأغلقوا عدة شوارع في المدينة، وقد اعتقلت الشرطة العشرات منهم.

·     شهدت العديد من المناطق في الداخل المحتل مظاهرات ضد استمرار حرب الإبادة، واعتقلت شرطة الاحتلال عددًا من المتظاهرين خلال مظاهرة في حيفا.

·     هدمت سلطات الاحتلال نحو 20 منزلًا ومنشآت بمدينة رهط في النقب، بحجة البناء دون ترخيص. وهدمت منزلًا في "أم الفحم".

·     واصلت أجهزة السلطة الاعتقال السياسي، حيث اختطفت الشيخ، بلال العوفي، والطبيب، أمير السلعوس، والأستاذ، حسين عبداللطيف، وآخرين، كما واصلت تفكيك العبوات الناسفة المعدة للتصدي لاقتحامات جيش الاحتلال ومصادرتها في العديد من المناطق.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·     يشير إصرار حكومة "نتنياهو" على تعميق العملية العسكرية في مدينة غزة واحتلالها وإخلاء السكان نحو ما يسمى "المناطق الإنسانية الآمنة" غربي دير البلح ومواصي خانيونس على توافق "إسرائيلي" أمريكي على المضي قدمًا في فرض السيطرة الأمنية على القطاع وحكمه ولو مؤقتًا من قبل جيش الاحتلال إلى حين أن تتضح الرؤية لمستقبل الحكم في القطاع. كما أن ذلك يبين أن تهجير جزء من سكان القطاع لا يزال هدفًا للحكومة "الإسرائيلية" بدعم أمريكي.

·     من المرجح أن تتجه حكومة "نتنياهو" للتصعيد في الضفة ردًا على عزم العديد من الدول الغربية الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبل. وقد يتجه الاحتلال لضم أراض جديدة في الضفة وصولًا إلى الضم الكامل وفرض السيادة عليها، إلى جانب فرض المزيد من القيود المالية والاقتصادية والأمنية على السلطة الفلسطينية.

·     تعكس عملية خانيونس والكمائن التي نفذتها المقاومة في عدة أماكن القدرة على التخطيط لعمليات نوعية وتنفيذها في المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال، بالإضافة لرغبة المقاومة في أسر جنود، قدرة المقاومة على التكيف مع الواقع الميداني الصعب وتنفيذ عمليات نوعية واستحداث أساليب جديدة لاستهداف جيش الاحتلال في المناطق التي يعتقد أنها أمنة. كما أنها تعكس أن شبكة الأنفاق لا تزال تشكل تحديًا لجيش الاحتلال بالرغم من ادعاءاته بتدميرها. وفي موازاة ذلك، شكلت هذه العمليات إحراجًا للمنظومة الأمنية والعسكرية، حيث اتجه المحللين "الإسرائيليين" لتوجيه اتهامات الفشل للأجهزة الأمنية والاستخباراتية ولا سيما (الشاباك).

·     الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري في "إسرائيل" لا تقتصر فقط حول خطة احتلال مدينة غزة أو صفقة الأسرى، بل تتجاوز ذلك إلى شعور المستوى العسكري بأن "نتنياهو" يحاول إقصاء رأيهم ولا يزال يضع شروطًا غير ممكنة لإنهاء الحرب. كما أن الوثيقة المسربة والتي أقرت بفشل "عربات جدعون" لا تؤثر على الجنود في الميدان فحسب، بل على منظومة القيادة وإدارة المعركة. كما أنها تفتح الجدال حول أسباب فشل الخطط من "خطة الجنرالات" إلى "عربات جدعون 2" وعدم القدرة على حسم المعركة بريًا حتى الآن، فضلًا عن عدم قدرة الجيش على معالجة المعضلات التي تواجهه ميدانيًا بالرغم من طول أمد الحرب.

·     يشير اغتيال الاحتلال لهذا العدد من الصحفيين ولا سيما الصحفي "أنس الشريف" الذي أصبحة أيقونة صحفية على مستوى العالم إلى أنه يسعى جاهدًا لمنع توثيق جرائم الحرب التي يرتكبها والتحكم في الحقائق التي تخرج من القطاع لا سيما مع زيادة الضغوط الدولية عليه وخروج العديد من تقارير المؤسسات الدولية التي تؤكد توفر معايير جرائم الإبادة والتجويع التي يمارسها الاحتلال في القطاع.