الموجـز الأمنـي اللبناني - أغسطس 2025

الساعة : 15:23
9 سبتمبر 2025
الموجـز الأمنـي اللبناني - أغسطس 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

استقبل رئيس الجمهورية، جوزيف عون، وفدًا من لجنة القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ الأميركيّ، حيث أكد أن الجيش اللّبنانيّ بحاجةٍ إلى دعمٍ يمكّنه من القيام بواجبه الوطنيّ. بالمقابل، زار أمين المجلس القومي الإيراني، علي لاريجاني، بيروت والتقى بالرؤساء الثلاثة وقيادة "حزب الله" مؤكدًا على رفضه قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح الحزب.

بدوره، بحث وزير الدفاع، اللواء ميشال منسى، في زيارة للكويت التعاون المشترك مع ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، فيما شارك قائد الجيش، رودولف هيكل، في الاجتماع السنوي التاسع لمجموعة "دراغون غروب" في بريطانيا بحضور عدد كبير من قادة جيوش العالم. كما بحث "هيكل" التعاون المشترك مع سفراء أستراليا، كندا، البرازيل، ووفد من الكونغرس الأميركي، ووفد من وزارة الطوارئ السورية، إضافة إلى المبعوث الأميركي الخاص توم باراك، وقائد قوات "اليونيفيل". من جانبه، بحث مدير عام الأمن العام، اللواء حسن شقير، التعاون المشترك مع سفراء عُمان، اليابان، النرويج، والهند.

في الأثناء، تسلّم جميع عناصر الجيش ضباطًا وأفرادًا ورتباء الهبة القطرية ( 150 دولارا لكل عنصر)، في حين  تسلمت قوى الأمن الداخلي آليات جديدة لدعم 17 مركزًا تابعًا لوحدة الدرك بتمويل من الاتحاد الأوروبي. كما افتتحت السفارة البريطانية منشأة للجيش اللبناني في "الزهراني" لتعزيز جهوزية الجيش للانتشار في الجنوب، وقدمت بريطانيا ألف مجموعة من معدات الحماية الشخصية لحماية الجنود أثناء أداء مهامهم الحيوية.

وعلى صعيد التعيينات، أجرت مديرية مخابرات الجيش تغييرات شملت  119 اسمًا، كان أبرزها تعيين العقيد سامر حمادة بدلاً من العميد ماهر رعد كرئيس لمكتب مخابرات الجيش في الضاحية الجنوبية، كما أجرت قوى الأمن الداخلي تشكيلات شملت نقل وتعيين 62 ضابطًا في مراكز مختلفة أبرزهم، العقيد مروان دعبول، كمساعد أول لقائد منطقة لبنان الشمالي، المقدم ابراهيم راشد، كمساعد ثان لقائد منطقة لبنان الشمالي، النقيب شادي غالب فرنجية، كرئيس لمكتب السجل العدلي في طرابلس، والنقيب هادي المير ، كرئيس لمكتب مكافحة "الإرهاب" في شمال لبنان.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·     قررت الحكومة تكليف الجيش وضع "خطة تنفيذية" لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام الحالي، وعرضها على الحكومة قبل 31 من شهر آب/ أغسطس الجاري لمناقشتها وإقرارها، كما أقرت أهداف الورقة الأمريكية التي تقدم بها المبعوث الأمريكي، توم براك، الخاصة باستكمال تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع "إسرائيل".

·     اقترحت الولايات المتحدة ضمن خطتها لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، إنشاء الجيش لـ15 مركزا حدوديًا أوليًا جنوب الليطاني، وتوسيع تواجده ليشمل 33 موقعًا حدوديًا و15 نقطة تفتيش إضافية في المناطق الشمالية مثل سهل البقاع، ومحور الهرمل - القصير. كما اقترحت تفكيك كامل الأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون وقاذفات الصواريخ والصواريخ والمتفجرات.

·     أقرّت الحكومة تعديلات على قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل "الإرهاب" تمهيدًا لإقرارها في  مجلس النواب،أبرزها، منح وزارة الداخليّة صلاحيّة فرض عقوبات على الجمعيّات "غير الهادفة للربح"، وتوسيع عملية مراقبة أنشطة الأوقاف،وتشديد الرقابة على دخول الأموال النقدية.

·     قرر مجلس الأمن الدولي بالإجماع تمديد ولاية قوات "اليونيفيل" للمرة الأخيرة حتى 31 كانون الأوّل 2026، على أن تبدأ بعده انسحابًا تدريجيًا وعلى مدى سنة واحدة.

·       استحدث الجيش مركزًا جديدًا عند أطراف "كفركلا" بمحاذاة الجدار الفاصل.

·     فرض الجيش تدابير أمنية استثنائية في عددٍ من المناطق في بيروت والبقاع والجنوب، وأقام حواجز ثابتة عند بعض التقاطعات في الضاحية الجنوبية لبيروت وأقفل المداخل التي تربط بين المناطق ذات الحساسية الحزبية والطائفية.

·     وسّع الجيش في الأسابيع الماضية عمليّات إقفال المعابر غير الشّرعيّة والمسالك الجانبيّةٍ في مناطق البقاع.

·     أنجز الجيش اللبناني ملفات شاملة عن كل المجموعات والفصائل الفلسطينية وتوجهاتها وتمويلها وانتماءاتها، وتسليحها. 

·     باشر وفد أمني من رام الله تنظيم أوضاع وهيكلية الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، فيما اتخذت قيادة جهاز المخابرات العامة قرارًا بتوسيع نشاطها الأمني والاستخباراتي في لبنان خلال الفترة القادمة.

·     بدأ جهاز أمن الدولة تقليص عدد عناصر حماية النواب من أربعة إلى ثلاثة عناصر بسبب نقص العديد، وكثرة المهمات الملقاة على عاتق الجهاز.

·     يقوم "حزب الله" بعمليات تدقيق واسعة تجاه النازحين السوريين في الضاحية وبعض مناطق الجنوب، لمعرفة أسباب دخولهم إلى لبنان وظروف انتقالهم.

·     قدّم نواب لبنانيون وشخصيات حزبية وسياسية شكوى أمام النيابة العامة التمييزية في بيروت ضد أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم، بتهمة تهديد السلم الأهلي.

·     حكمت المحكمة العسكرية بالسجن7 سنوات على "محمد شعيتو" بجرم التعامل مع "إسرائيل"، فيما نقضت محكمة التمييز العسكرية حكم المحكمة العسكرية الدائمة بسجن محيي الدين حسنا 15 عاماً أشغالاً شاقة، وهادي عواد 10 أعوام، بجرم التجسس لصالح "إسرائيل"، واكتفت بمدة توقيفهما منذ كانون الأول 2023.

أبرز الأحداث الأمنية

·     واصل الجيش "الإسرائيلي" غاراته في مناطق جنوب وشمال الليطاني، كما نفذ سلسلة اغتيالات كان أبرزها اغتيال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، محمد وشاح، بغارة على البقاع، والمسؤول في قوة الرضوان التابعة لـ"حزب الله"، محمد شحادة، في"عدلون" على طريق "صيدا - صور".

·       أطلقت السلطات اللبنانية سراح أسير "إسرائيلي" من دون أي مبادلة.

·     اعترض أهالي "الجميجمة" و"السلطانية" دورية لليونيفيل كانت تتجول في بلدتيهم من دون مواكبة الجيش اللبناني، كما منع أهالي "الدلافة" (حاصبيا) دورية من دخول أودية البلدة.

·     أوقفت مخابرات الجيش بجرائم إطلاق نار وقتل وتجارة مخدرات، 11 مطلوبًا  في الضاحية، 8 مطلوبين في "طرابلس"، 6 مطلوبين في"كسروان"، 4 مطلوبين في كل من "عكار" و"عاليه" و"زحلة"،  3 مطلوبين في كل من "صور" و"صيدا"، ومطلوبيْن في كل من "الهرمل"، "البقاع الغربي"، و"عرمون"، ومطلوب في بيروت و"النبطية".

·     قتل الجيش 3 من كبار تجار المخدرات وأوقف عددًا من المطلوبين في "بعلبك"، كما أوقف المسؤول الأمني السابق في سفارة فلسطين في لبنان، شادي الفار، في بيروت.

·     تمكّن الجيش من تحرير مخطوف في جرود "نحلة" (بعلبك) وقتل رئيس العصابة ، كما حرر قاصرًا سوريًا في جرود الخريبة (بعلبك)، وطفلة مختطفة في جرد "القصر" (الهرمل).

·     قُتل 6 عسكريين جراء انفجار مخزن أسلحة في وادي زبقين (النبطية)، فيما قُتل ضابط وعسكري في "الناقورة" جراء سقوط مسيّرة "إسرائيلية" كانت تحمل قنبلة متفجرة.

·     نجحت الأجهزة الأمنية في تفكيك وتدمير أكبر مصنعٍ في الشرق الأوسط لتصنيع حبوب الكبتاغون، في "اليمونة" (البقاع) وذلك نتيجة تبادل المعلومات والتحقيقات مع سوريا والعراق.

·     سلّمت حركة "فتح" الجيش اللبناني عدة شاحنات من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من مخيمات "برج البراجنة"، "مار الياس" و"شاتيلا" (بيروت)، ومخيمات "الرشيدية"، "البص" والبرج الشمالي" (صور).

·     قُتل في حوادث إطلاق نار وثأر، وجرائم قتل، 3  في "جيرون" (الضنية)، قتيل في كل من "برجا" (الشوف)، "الدامور " (الشوف)،"العباسية" (صور)، الضاحية (بيروت) "، كما سقط 3جرحى في" صور"، واثنان في "الشيخ عياش" (عكار)، كما سقط عدة جرحى في طرابلس و"طيردبا" (صور)، وسقط جريح في كل من "عرمون" و"صيدا" و "العيرونية" (زغرتا)، و"ببنين" (عكار). وفي المخيمات، قتل اثنان في مخيم "برج البراجنة"، فيما سقط عدة جرحى في "مخيم عين الحلوة".

·     أحبطت فصيلة التفتيشات في مطار بيروت محاولة تهريب 20 كلغ من حبوب الكبتاغون إلى الكويت، كما أحبطت عملية إدخال تهريب مواد مخدرة إلى لبنان.

·     تظاهر مناصرون لحزب الله بدراجاتهم النارية في عدد من مناطق الجنوب وبيروت والبقاع احتجاجًا على قرار الحكومة نزع سلاح الحزب.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·     يشكل قرار الحكومة اللبنانية تكليف الجيش وضع خطة تنفيذية لنزع سلاح "حزب الله" إعلانًا واضحًا بسحب "الغطاء " أو الشرعية السياسية" عن سلاح الحزب ويدخل البلاد في مرحلة جديدة عنوانها العريض عزل واستهداف فكرة "المقاومة" انطلاقًا من اعتبار أن سلاحها بات "غير شرعي". وبالتالي، ستكون البلد أمام مروحة من الاحتمالات بدءًا من التصعيد السياسي والحكومي عبر الانسحاب من الحكومة، إلى تصعيد الشارع، وصولًا إلى التوتر الأمني و"الصراع الأهلي الداخلي"، وحدوث انقسامات داخل الجيش في حال الإصرار على تنفيذ الخطة بالقوة، وبالمقابل توسيع رقعة ونوعية الضربات "الإسرائيلية" في حال تجميد الخطة أو عرقلة تنفيذها.

·     تشكل عمليات تسليم السلاح الفلسطيني التي جرت في مخيمات الجنوب وبيروت جزءًا لا يتجزأ من الضغوط الخارجية على لبنان ضمن ما يعرف بنزع السلاح غير الشرعي، بالتوازي مع المسار الضاغط لنزع سلاح "حزب الله"، خاصة وأن إضعاف المقاومة الفلسطينية في لبنان لا يخدم حاجة الحزب لدعمها إذا تجدد الاستهداف الإسرائيلي. وهي تعد خطوة "أولية" تسعى "فتح" والدولة لتنفيذ خطة تسليم سلاح المخيمات حيث لا تزال هناك عدة عقبات أهمها عدم وجود إجماع فصائلي فلسطيني على هذه الخطوة ومعارضتها حتى من أطراف وازنة داخل حركة "فتح".

·      هناك نشاط ملحوظ للمؤسسة العسكرية على مسارات مختلفة من ضبط الحدود والمعابر، إلى توسيع الانتشار جنوبًا، وصولًا إلى تعزيز الأمن الداخلي، ويعزز ذلك المساعي الاقليمية والدولية لدعم الجيش ومؤسساته، وإعادة الهيكلة والتنقلات داخل المؤسسة.