تطورات الأجهزة الأمنية
أجرى الرئيس مسعود بزشكيان زيارات خارجية شملت إسلام أباد حيث ناقش مع رئيس الوزراء الباكستاني ملفات التجارة وأمن الحدود، كما زار أرمينيا لمناقشة اتفاق السلام الموقع في البيت الأبيض بين أرمينيا أذربيجان، وزار مينسك حيث اجتمع مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ووقعا 12 مذكرة تفاهم تتعلق بزيادة التجارة الثنائية والتعاون العسكري التقني.
من جانبه، زار علي لاريجاني في أول جولة خارجية له بغداد، حيث اجتمع مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ومع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي ووقعا معاً مذكرة أمنية مشتركة، كذلك زار لاريجاني بيروت حيث اجتمع مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، ومع رئيس الوزراء نواف سلام، ومع نعيم قاسم أمين عام حزب الله.
من جهته، استقبل وزير الدفاع العميد، عزيز ناصر زاده، قائد قوات الدفاع الوطني في جنوب إفريقيا الجنرال رودزاني مافوانيا، واجتمع مافوانيا بشكل منفصل برئيس هيئة الأركان العامة اللواء عبد الرحيم موسوي وقائد الجيش اللواء أمير حاتمي، فيما اجتمع السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي مع نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين لمناقشة تطوير التعاون العسكري الثنائي، فيما اجتمع علي أكبر ولايتي مستشار المرشد للشؤون الدولية مع سفير "الحوثيين" لدى طهران إبراهيم الديلمي.
وفيما يخص الملف النووي، زار ماسيمو أبارو نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران، فيما انعقدت جولة مفاوضات بخصوص تفعيل آلية الزناد بين إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا في جنيف.
وعلى صعيد التغييرات، عيّن مرشد الثورة علي خامنئي مستشاره علي لاريجاني أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمن القومي وممثلاً للمرشد في المجلس بدلًا من علي أكبر أحمديان، فيما عيّن الرئيس بزشكيان، أحمديان ممثلاً خاصاً له ورئيساً لقيادة تطوير المشاريع الوطنية والاستراتيجية في البلاد، بينما عين المرشد علي شمخاني وعلي أكبر أحمديان ممثلين له في مجلس الدفاع الوطني.
عسكرياً، نفذت بحرية الجيش ولمدة يومين مناورات "الاقتدار المستدام" في شمال المحيط الهندي وبحر عُمان، وبمشاركة وحدات بحرية، ووحدات جوية، ومنصات صواريخ ساحلية وبحرية، إضافة إلى وحدات حرب إلكترونية، واختبرت خلال المناورات صواريخ كروز مضادة للسفن طراز نصير وقدير وغدير، كما اختبرت قدرة الطائرة المسيّرة "بَاور-5" القابلة للإطلاق من القطع البحرية، على إصابة هدف على بعد 400 كم.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي تأسيس "مجلس الدفاع الوطني" ليختص بدراسة خطط الدفاع وتعزيز قدرات القوات المسلحة بشكل مركزي. ويرأس المجلس رئيس الجمهورية، ويتألف من رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وقادة القوات المسلحة، وبعض الوزارات ذات الصلة.
· تفقد قائد حرس الحدود العميد أحمد جودرزي محافظات أذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية وأردبيل، ودعا إلى مزيد من التنسيق بين المحافظات الثلاث فيما يخص تبادل المعلومات الاستخباراتية والاستعداد لمواجهة التهديدات الحدودية.
· أعلنت الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، في رسالة إلى مجلس الأمن، تفعيل آلية الزناد التي تعيد فرض عقوبات مجلس الأمن على طهران خلال 30 يوما.
· أعلن المدير العام وكالة الطاقة الذرية رافائيل جروسي أن مفتشي الوكالة سيستأنفون عمليات التفتيش في إيران قريبًا. وأكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن مفتشي الوكالة سيشرفون على استبدال الوقود في محطة بوشهر للطاقة النووية.
· أعلنت السلطة القضائية تنفيذ حكم الإعدام بحق عضو تنظيم داعش، مهدي أصغر زاده، المتهم بتلقي تدريبات عسكرية في سوريا والعراق، والتسلل إلى إيران من الحدود الغربية مع فريق من خمسة أشخاص بهدف تنفيذ عمليات تخريبية. كما تم تنفيذ حكم الإعدام بحق العالم النووي روزبه وادي، بتهمة التجسس والتعاون الاستخباراتي مع الموساد.
· أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية "أصغر جهانكير"، اعتقال 20 شخصا بتهمة العمل لصالح الموساد.
· أعلن ادعاء مدينة باكدشت شرق طهران اعتقال 3 عناصر من جماعة "مجاهدي خلق" بتهمة التخطيط لزعزعة النظام والأمن العام.
· أعلن رئيس وزراء أستراليا تعليق العمل في سفارة بلده بطهران، وطرد السفير الإيراني وثلاثة دبلوماسيين إيرانيين من أستراليا، والشروع في إدراج الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وذلك بحجة وقوف طهران خلف هجومين استهدفا مطعماً يهودياً في سيدني وكنيساً في ملبورن، العام الماضي.
· فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة على 5 كيانات على صلة ببرنامج تصنيع المسيرات الإيرانية، وعلى 18 فرداً وكياناً بذريعة المساهمة في جهود إيران للالتفاف على العقوبات.
· أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تخصيص مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل تقديم معلومات عن مجموعة إلكترونية إيرانية تُدعى "شهيد شوشتري".
· وجهت نيابة طهران لائحة اتهام ضد محمد الصدر عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، بعد حديثه في مقابلة مع برنامج "سينرجي" عبر الإنترنت، عن أن روسيا سلمت "إسرائيل" معلومات عن منظومات الدفاع الجوي الإيراني، وأن الحرب أوضحت أن التحالف الاستراتيجي مع روسيا مجرد وهم.
أبرز الأحداث الأمنية
· أعلن الحرس الثوري مقتل 13 مسلحاً في عمليات أمنية في مدن إيرانشهر، خاش، وسراوان، بمحافظة سيستان وبلوشستان، وضبط ورشة لتصنيع الأحزمة الانتحارية والعبوات الناسفة، فيما قُتل أحد عناصر الحرس وأصيب آخر.
· أعلن مساعد محافظ سيستان وبلوشستان تصفية سبعة عناصر من تنظيم "أنصار الفرقان"، خططوا لتنفيذ هجمات على مواقع حساسة ومقرات عسكرية وأمنية في منطقة سيستان، ومصادرة 25 كيلو جراما من المواد المتفجرة والقنابل.
· أعلنت دائرة الاستخبارات في محافظة سيستان وبلوشستان تصفية 6 مسلحين واعتقل اثنين آخرين، وإصابة عنصرين من الاستخبارات، وشرطي من قوات الأمن، أثناء اشتباك مع خلية مسلحة تسللت من الحدود الباكستانية.
· أعلنت شرطة محافظة سيستان وبلوشستان مقتل 3 مسلحين في اشتباك مع قوى الأمن الداخلي إثر هجوم على دورية أمنية في مدينة سراوان، فيما قُتل شرطي وأصيب آخر في الاشتباك.
· قُتل 5 من عناصر الأمن في هجوم تبناه جيش العدل على سيارتي دورية للشرطة في منطقة دامن التابعة لمدينة إيرانشهر بمحافظة سيستان وبلوشستان.
· داهمت قوات الأمن منزلًا بوسط طهران، بعد رصدها أفراد يقومون بتجميع طائرات مسيّرة لصالح الموساد.
· أعلنت قيادة الشرطة في محافظة سمنان ضبط 11 ألفًا و157 قطعة قالب لصنع أسلحة حربية مع أشرطة ذخيرة فارغة داخل شاحنة "نيسان" خلال توجهها من شمال شرق البلاد نحو طهران.
· أعلنت العلاقات العامة بالحرس الثوري في محافظة لرستان مقتل شخص وإصابة 9 آخرين نتيجة انفجار مخلفات ذخائر "إسرائيلية" في منطقة بيرانشهر.
· استقال إمام جمعة طهران، كاظم صديقي، من مهامه، في ظل الجدل حول تورطه في قضية فساد مالي، بعد توقيف نجله وزوجته.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· يهدف تشكيل "مجلس الدفاع الوطني" إلى تقليص فجوة الاستجابة بين القيادة السياسية والمؤسسات التنفيذية في حالات الطوارئ، ومنح الرئاسة دورًا مباشرًا في توجيه القرار الدفاعي. ويُرجح أن يركز المجلس على زيادة ميزانية الدفاع، وتطوير الصناعات العسكرية والتسليح، وتهيئة الجبهة الداخلية، وزيادة جاهزيتها لمواجهة العدوان الخارجي ضمن دروس الحرب الأخيرة ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
· تشير إعادة تعيين علي لاريجاني أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمن القومي، إلى توجه لإعادة التوازن في صناعة القرار الأمني لصالح أصحاب التوجهات البراغماتية مقابل أصحاب التوجهات الأكثر أيديولوجية وصدامية. بالإضافة لذلك؛ فإن الحالة الاستنفار تتطلب الاستعانة بالمخضرمين بعد قضاء الاحتلال على عدد معتبر من نخبة القيادة الأمنية والعسكرية العليا.
· تأتي زيارة الرئيس بزشكيان إلى أرمينيا للتعبير عن مخاوف إيران من الحضور الأمريكي المتوقع في ممر زنغزور جنوب القوقاز باعتباره يمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي ومصالحها الاقتصادية ويجعل حدودها الشمالية مكشوفة، كما سيتيح لتركيا الوصول برا إلى أذربيجان وآسيا الوسطى دون المرور بالأراضي الإيرانية، مما يعني تطويق إيران من الشمال وقطع اتصالها البري مع روسيا وأوروبا عبر أرمينيا. ومع هذا، فإن إيران تبدو في حالة أضعف من ذي قبل مما يحد من قدرتها على إقناع أرمينيا بالتخلي عن المشروع خاصة في ظل تراجع النفوذ الروسي.