تطورات الأجهزة الأمنية
عقد الرئيس أردوغان قمة ثلاثية مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، بحضور وزير الخارجية ومدير جهاز الاستخبارات التركيين. كما استقبل أردوغان في أنقرة نظيره الجورجي ميخائيل كافيلاشفيلي، واجتمع مع رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو في إسطنبول حيث شهدا توقيع 4 اتفاقيات من بينها اتفاقية للتعاون المالي العسكري. كما اجتمع أردوغان مع برايس نغيما رئيس الجابون، وشارك في افتتاح مهرجان تكنوفست "الوطن الأزرق" المنعقد في قيادة حوض بناء السفن التابع لوزارة الدفاع بإسطنبول، وحضر حفلاً بمجمع لشركة أسيلسان لتسليم منظومة "القبة الفولاذية" للجيش، والتي تشمل منظومة دفاع جوي فضلا عن تدشين مكتب تصميم لأنظمة الدفاع الجوي، ومنشأة لإنتاج وتكامل الرادارات، ومنشأة بحث وتطوير لمعدات الهندسة المتقدمة، ومكتب تصميم للأنظمة الكهروضوئية، ومنشأة لأنظمة الذخائر الموجهة.
وترأس أردوغان اجتماعاً لمجلس الشورى العسكري الأعلى، حيث اعتمد خلاله قرار تعيين قائد القوات البرية سلجوق بيرقدار أوغلو رئيساً لهيئة الأركان العامة خلفاً للجنرال متين غوراك الذي أُحيل إلى التقاعد، كما عُيّن قائد الجيش الأول الجنرال متين توكل قائداً للقوات البرية، فيما جرى التمديد عاماً واحداً لقائدي القوات البحرية والجوية.
من جهته، اجتمع وزير الخارجية هاكان فيدان في القاهرة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وفي دمشق مع الرئيس السوري أحمد الشرع، كما اجتمع فيدان بمقر وزارة الخارجية التركية مع وزير الدفاع يشار غولر ومدير الاستخبارات إبراهيم قالن، بينما التقى بوفد من حركة حماس في إسطنبول. من جهته، اجتمع إبراهيم قالن مع المشير خليفة حفتر في مدينة بنغازي. فيما عقد وزير الداخلية السوري أنس خطاب مباحثات في أنقرة مع جودت يلماز نائب الرئيس التركي بحضور وزير الداخلية علي يرلي كايا.
وفيما يخص أنشطة وزير الدفاع يشار غولر، فقد اجتمع في أنقرة مع وزير الداخلية ومدير الاستخبارات التركيين، كما اجتمع مع وفد سوري ضم وزير الخارجية ووزير الدفاع ورئيس الاستخبارات، وشهد توقيع اتفاقية تدريب واستشارات عسكرية تشمل تقديم دورات تدريبية وبرامج ومساعدات فنية تهدف لتعزيز وتطوير دفاعات الجيش السوري. كذلك اجتمع غولر في أنقرة مع كل من: أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، ووزير الدفاع الياباني، ووزير دفاع لاتفيا، ورئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، وقائد البحرية الباكستانية، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الباكستانية، ووزير التنمية الإقليمية في كوسوفو، وسفراء لبنان وأوكرانيا وفيتنام، كما تفقد غولر قيادة فرقة المشاة الثالثة والعشرين في شرناق، ورافق رئيس الجابون في زيارة للترسانة البحرية بإسطنبول، ووقع مع نظيره الجابوني اتفاقية للتعاون في مجال التدريب العسكري، وبروتوكولين للتدريب والتعاون في مجال الصحة العسكرية.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع عن انعقاد اجتماعٍ بين وفدين عسكريين تركي وليبي خلال زيارة الفرقاطة التركية "تي جي غي قنالي أدا" إلى ميناء بنغازي، حيث ترأس الوفد التركي اللواء إلكاي ألتينداغ المدير العام لقسم الدفاع والأمن في وزارة الدفاع، كما التقى الوفد مع نائب قائد الجيش الوطني الليبي وقائد القوات البرية صدام حفتر، كما زارت الفرقاطة "تي جي غي قنالي أدا" ميناء طرابلس، حيث تفقدها الفريق أول ركن محمد الحداد رئيس أركان الجيش الليبي.
على صعيد التدريبات، شاركت القوات الجوية التركية في مناورة "الدعم الجوي القريب" في الولايات المتحدة، وشاركت طائرتان تركيتان من طراز F-16 في تدريب "العمليات الجوية المضادة" التابع لحلف الناتو في المجال الجوي الروماني، كما شاركت قوات تركية في "المناورة البرمائية الثنائية للقوات البحرية التركية الباكستانية" في كراتشي بباكستان.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· قرر مجلس الوزراء تكليف شركة TOKİ ببناء ملاجئ جديدة تحت الأرض في جميع المدن التركية، استعدادا لأي حروب محتملة في المستقبل.
· عقدت اللجنة البرلمانية المعنية بمتابعة مسار "تركيا بلا إرهاب" أول اجتماع لها في أنقرة، حيث أصبح اسمها "لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية"، وتحدد هدفها بإخراج الإرهاب بشكل كامل من أجندة تركيا، وتعزيز التكامل الاجتماعي، وترسيخ أواصر الأخوة والوحدة الوطنية.
· أعلنت النيابة العامة في إسطنبول اعتقال رئيس مجلس إدارة شركة "أسان للدفاع" أمين أونر ومديرها العام غورجان أوكوموش، بتهمتي الانتماء إلى تنظيم "غولن" والتجسس، فضلا عن اعتقال محامي الشركة والرئيس السابق لمجلس إدارة مؤسسة صناعة المحركات والمنتجات الكيميائية الحكومية (MKE) إسماعيل سايهان بتهمة تسريب معلومات حساسة تتعلق بخطط تزويد الجيش التركي بقذائف مدفعية.
· أعلن وزير الداخلية تسلم 10 مطلوبين، بينهم 6 أشخاص صدرت بحقهم نشرات حمراء من الإنتربول، وذلك في عمليات أمنية نُفذت بالتعاون مع بلغاريا وبولندا وألمانيا وجورجيا ولبنان، على خلفية ملاحقتهم في قضايا تشمل الاتجار بالمخدرات، والاعتداء الجنسي على الأطفال، والانتماء لتنظيم إرهابي مسلح، والسرقة.
· أعلن وزير الداخلية جلب 3 مطلوبين بالنشرة الحمراء على المستوى الدولي إلى تركيا بالتعاون مع قوات الأمن الروسية.
· ألقي القبض على رئيس بلدية بيه أوغلو في إسطنبول، إنان غوني، مع 39 من موظفي البلدية، في إطار التحقيقات بقضايا الفساد المتعلقة ببلديات إسطنبول.
· أصدرت وزارة الداخلية قرارًا بإعادة عبدالرحمن توتديره التابع لحزب الشعب الجمهوري لمنصب رئيس بلدية أديمان، وذلك بعد تبرئته من التهم الموجهة إليه.
أبرز الأحداث الأمنية
· أقيمت مراسم في ولاية كلس لبدء توزيع الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى سوريا عبر الأراضي التركية.
· أعلنت وزارة الدفاع التركية تدمير نفق بطول 8 كيلومترات في منطقة منبج بسوريا.
· تسلم الجيش التركي أول مجموعة من دبابات ALTAY المصنعة محليًا ضمن برنامج لتعزيز القدرات البرية المحلية.
· أعلنت وزارة الدفاع استسلام 7 مسلحين من حزب العمال الكردستاني فروا من ملاجئهم في شمال العراق.
· ضبطت الشرطة في إسطنبول مجوهرات وتحف تقدر قيمتها بنحو 30 مليون دولار من 23 شركة في البازار الكبير، وألقت القبض على 40 شخصًا آخرين، خلال مداهمات تتعلق بتحقيقات في تهريب الماس.
· اعتُقل الناشط الحقوقي أنس خوجا أوغوللاري من مجتمع الشواذ، بعدما انتقد حكومة الرئيس أردوغان في جلسة لمجلس أوروبا. تمت إدانته بتهم مثل "نشر معلومات مضللة والتحريض على الكراهية"، ثم أُطلق سراحه بكفالة.
· اعتُقل رجل أحرق سيارته أمام مبنى مجلس النواب بأنقرة، اعتراضًا على سياسة الضرائب على المركبات.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· يشير غياب الجدل السياسي حول تغيير رئيس أركان القوات المسلحة، إلى نجاح السلطة التنفيذية في ضبط الإيقاع المدني–العسكري في تركيا، بعد سنوات طويلة من التوترات مع المؤسسة العسكرية.
· القمة الثلاثية بين أردوغان وميلوني والدبيبة هي على الأرجح ضمن خطوات مقبلة يراهن فيها الاتحاد الأوروبي على دور تركي أوسع في تأمين سواحل جنوب المتوسط الليبية ضد موجات الهجرة غير الشرعية، وهو الأمر الذي يشير إلى تسليم أوروبي بالنفوذ التركي في ليبيا.
· التوجيه ببناء ملاجئ مدنية وتسريع وتيرة تطوير الدفاعات الجوية وقدرات البلاد الصاروخية تأتي ضمن إعادة تعريف المخاطر الأمنية في ضوء حرب الـ12 يوم بين الاحتلال وإيران، والتي أظهرت تكتيكات إسرائيلية مثيرة لقلق قوى المنطقة وليس فقط تركيا. ومن ثم فإن استجابة تركيا لتقييم تلك التهديدات سوف ينعكس على استراتيجية البلاد الدفاعية في ظل أن "التهديد الإسرائيلي" ربما يكون أكثر أهمية من ذي قبل.
· يشير توقيع اتفاقية تدريب واستشارات عسكرية بين سوريا وتركيا، إلى انتقال التعاون بين الجانبين إلى مستوى مؤسساتي منظم، مما يمنح أنقرة مزيداً من النفوذ داخل سوريا إلى جانب الأوراق الأخرى التي تمتلكها مثل دفع رواتب الجيش الوطني، وانخراطها في الملفات الاقتصادية المرتبطة بالطاقة والتجارة، وهو ما يلبي مصالح أنقرة بدعم النظام السوري الجديد وبناء مؤسساته وترسيخ الاستقرار، وبما يحول دون بروز قوى معادية لتركيا على حدودها الجنوبية.