الموجـز الأمنـي المصري - أغسطس 2025

الساعة : 09:30
10 سبتمبر 2025
الموجـز الأمنـي المصري - أغسطس 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

كشفت مصادر دبلوماسية عن طرح رؤى أميركية تدعم تهجير عدد كبير من سكان غزة إلى خارج القطاع، بحيث تكون مصر "نقطة عبور"، مقابل منح القاهرة امتيازات، فيما كشفت وسائل إعلام عبرية أن مناورة بحرية "إسرائيلية" في البحر الأحمر أثارت قلق مصر، التي حذرت عبر خارجيتها من خطورة عسكرة البحر. وفي الوقت ذاته، أبرمت مصر صفقة لتمديد استيراد الغاز الطبيعي من "إسرائيل" حتى عام 2040 بقيمة 35 مليار دولار.

إلى ذلك، طرح وزير الخارجية المصري، خلال لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، عند معبر رفح، رؤية بلاده لليوم التالي للحرب، موضحًا أنها تقوم على ثلاثة محاور: الأول أمني، ويشمل نشر عشرة آلاف عنصر من الشرطة الفلسطينية، يتم تدريبهم في مصر بالتعاون مع الأردن، حيث أعلن أن مصر بدأت بالفعل تدريب خمسة آلاف منهم. والثاني إداري، يقوم على تشكيل إدارة انتقالية من 15 شخصية من التكنوقراط، لمدة ستة أشهر. أما الثالث فهو إنساني، يركّز على إعادة الإعمار وتدفق المساعدات. وأكد استعداد مصر للمساهمة في قوة دولية ضمن أفق سياسي واضح يقود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

إلى ذلك، زوّدت أنقرة القاهرة بمعلومات حول نشاط كان يستهدف إعادة إحياء حركة "حسم" ما ساعد القاهرة على إحباط مخططات الحركة وإعلان تصفية شابين. وأكد مسؤول أمني مصري أن أنقرة أبدت استعدادًا للتعاون في ملف أشخاص مقيمين بتركيا، رغم استمرار رفضها تسليمهم، مفضلة تقييد أنشطتهم.

عسكريًا، وافقت تركيا على انضمام مصر شريكًا مطورًا في مشروع إنتاج المقاتلة التركية "قآن"، في إطار تعاون عسكري يشمل أيضًا تفاهمات أولية لتوطين إنتاج الطائرات المسيّرة الهجومية "بيرقدار"، في شراكة غير مسبوقة بمجال الصناعات الدفاعية.

في شؤون خارجية، التقى رئيس المخابرات العامة، اللواء حسن رشاد، القائد العام لقوات شرق ليبيا، خليفة حفتر، في بنغازي، حيث بحثا التعاون الأمني والاستخباراتي بين الجانبين. بموازاة ذلك، شدد وزير الخارجية خلال لقاء وزاري على هامش مؤتمر باريس الماضي، على رفض القاهرة التعامل مع بعض أعضاء السلطة الجديدة في دمشق، موضحًا أن بعضهم يواجه أحكامًا قضائية في مصر بتهم تتعلق بالإرهاب، بينها قضية اغتيال النائب العام.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·      نشر الجيش تعزيزات عسكرية ضخمة في شمال سيناء، شملت 88 كتيبة تضم نحو 42 ألف جندي، وأكثر من 1500 دبابة وآلية مدرعة، مع تطوير قواعد عسكرية ومدارج طائرات وأنظمة دفاع جوي على طول الحدود مع غزة.

·      نفّذت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات في حي ميناء العريش، عقب احتجاجات نظمها الأهالي اعتراضًا على هدم منازلهم لصالح توسعة الميناء، وأفرج لاحقًا عن تسعة فيما لا يزال خمسة قيد الاحتجاز.

·      اعتقلت السلطات الشقيق الثالث لصانع المحتوى المعارض، عبد الله الشريف، ورحّلت شقيقيه المعتقلين إلى سجون نائية. كما اعتقلت خال الناشط، أنس حبيب، وابن خاله تزامنًا مع استمرار احتجاجاته أمام السفارات المصرية في عواصم أوروبية.

·      اعتقلت السلطات الناشط وأحد مؤسسي حركة "أبناء مبارك"، سامح أبو عرايس، على خلفية انتقاده للسعودية، وقررت حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق.

·      قررت السلطات القضائية حبس 25 مواطنًا، بينهم فتاتين، بعد اختفائهم قسريًا لفترات وصلت إلى عدة أشهر، كما أعادت "تدوير" عشرة معتقلين سياسيين، بينهم الشاعر، جلال البحيري، والصحافي، وائل عبد الغني، فيما جددت الحبس الاحتياطي لعشرات المعتقلين، بينهم أطفال، بشكل روتيني ومن دون تحقيقات.

·      قررت محكمة جنايات أمن الدولة مد إدراج 276 من قيادات وعناصر جماعة الإخوان المسلمين، بينهم القيادي المعتقل، محمود عزت، على قوائم الإرهاب لمدة خمس سنوات.

·      استدعت نيابة أمن الدولة العليا الحقوقية ماهينور المصري، والصحافية لينا عطا الله، والناشط أحمد دومة، والناشط، نائل حسن، ومدير البحوث بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، كريم عنارة، وذلك للتحقيق معهم في اتهامات بـ"نشر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة إرهابية".

·      شنّت وزارة الداخلية حملات اعتقال موسعة طالت عشرات من صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا "تيك توك"، بتهم أبرزها "خدش الحياء العام والإضرار بالقيم الأسرية وبث محتوى غير أخلاقي"، فيما وُجهت لعدد منهم اتهامات بغسل أموال.

·      أصدرت نيابة أمن الدولة قرارات بإخلاء سبيل 37 معتقلًا على ذمة قضايا سياسية مختلفة بعد فترات من الحبس الاحتياطي.

·      أصدرت وزارة التربية والتعليم قرارًا بحظر التطرق إلى أي قضايا خلافية ذات طابع سياسي أو ديني داخل المدارس.

أبرز الأحداث الأمنية

·      اعتقلت السلطات قائد قوات "البراء بن مالك" المقاتلة إلى جانب الجيش السوداني، المصباح أبو زيد طلحة، أثناء زيارته لأسرته في مصر، قبل أن تفرج عنه بعد أسبوع.

·      وقع حادث أمني على الحدود المصرية، شهد تبادل إطلاق نار واستخدام قنابل مضيئة بين جيش الاحتلال ومشتبه بهم في تهريب مخدرات من الأراضي المصرية، فيما أحبط جيش الاحتلال محاولة تهريب أسلحة عبر طائرة مسيّرة من الحدود المصرية.

·      شهدت عدة سفارات مصرية حول العالم اعتداءات من موظفين ودبلوماسيين مصريين على محتجين رافضين لموقف مصر في حرب غزة، حيث ألقت الشرطة في هولندا وبريطانيا القبض على ثلاثة مصريين مقربين من أجهزة الأمن والمخابرات، قبل أن يتم الإفراج عنهم لاحقًا على ذمة التحقيقات.

·      في الولايات المتحدة، شهد محيط القنصلية المصرية في نيويورك اختطاف موظفين أمنيين لمتظاهرَين أمريكيين من أصول مصرية، قبل أن تتدخل شرطة الولاية لتحريرهما، وفتحت الخارجية الأمريكية تحقيقًا في الواقعة. بينما تم احتجاز ناشط مصري في مقر القنصلية في تركيا وتسليمه إلى السلطات التركية.

·      هدد وزير الخارجية بخفض مستوى التأمين حول سفارات بعض الدول في القاهرة تطبيقًا لمبدأ المعاملة بالمثل مع ما وصفه بتقاعس بعض الدول عن حماية البعثات المصرية.

·      نظم عشرات النشطاء وقفة احتجاجية على سلالم نقابة الصحفيين بوسط القاهرة، تنديدًا باستمرار حرب الإبادة على غزة واستهداف الصحفيين الفلسطينيين.

·      رفضت السلطات طلب أحزاب معارضة تنظيم وقفة أمام السفارة "الإسرائيلية" في القاهرة احتجاجًا على المجازر والإبادة الجماعية في غزة.

·      تظاهر عدد من المواطنين أمام المحكمة الدستورية رفضًا لقانون "الإيجار القديم"، قبل أن تتدخل الشرطة لفض التجمع وتعتقل أحد المشاركين.

·      سُجلت 19 حالة وفاة في السجون ومقار الاحتجاز نتيجة التعذيب والإهمال الطبي، بينها 11 لموقوفين على خلفية قضايا سياسية، و7 جنائية، إضافة إلى مواطن سوداني متهم بدخول البلاد بصورة غير شرعية.

·      كشفت جهات حقوقية أن وزارة الداخلية ما زالت تحتجز جثماني الشابين "أحمد غنيم وإيهاب عبد القادر"، اللذين تمت تصفيتهما الشهر الماضي بدعوى انتمائهما لحركة "حسم"، كما تواصل السلطات إخفاء والدة الأول ووالدي الثاني.

·      تدهورت صحة 15 معتقلًا من قيادات جماعة الإخوان في سجن "بدر 3" بعد شهرين من إضرابهم عن الطعام احتجاجًا على أوضاع الاحتجاز والانتهاكات بحقهم. وأشارت تقارير إلى أن قيادات بالأمن الوطني هددت المضربين، بتنفيذ أحكام إعدام بحقهم واعتقال ذويهم لإجبارهم على إنهاء الإضراب.

·      نظّم عمال شركة مصر العامرية للغزل والنسيج بالإسكندرية إضرابًا عن العمل استمر 15 يومًا، مطالبين بتطبيق الحد الأدنى للأجور، قبل أن ينهوه بعد وعود من الإدارة ببحث مطالبهم، بينما استدعت مباحث الأمن الوطني خمسة عمال للتحقيق بشأن الإضراب.

·      لقي 24 عنصرًا إجراميًا مصرعهم في مواجهات مسلحة مع الشرطة بعدة محافظات، معظمهم متورط في الاتجار بالمخدرات، وصفتهم وزارة الداخلية بأنهم "شديدو الخطورة".

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·      تظهر الإجراءات العسكرية المصرية في شمال سيناء استمرار مخاوف القاهرة إزاء احتمالات فرض التهجير كأمر واقع من خلال دفع سكان القطاع نحو الحدود، وغياب أي ضمانات "إسرائيلية" بهذا الصدد. ومن المرجح أن تتمسك القاهرة برفض التهجير رغم الضغوط والإغراءات التي تستهدف حثها على التعاون.

·      مع تواصل التهديد المتعلق بالتهجير، تتزايد في المقابل الضغوط الشعبية على النظام المصري كما تجلى في احتجاجات السفارات، فيما يتواصل التوتر الداخلي على وقع محاولة استئناف نشاط "حسم" وإضراب قيادات الإخوان. وتضع هذه التطورات النظام المصري في حالة قلق من أن يفقد السيطرة، ومن ثم تتصاعد الإجراءات الأمنية ضد المعارضين والتي من المرجح أن تتواصل.

·      ليس من المؤكد بعد دقة التقارير حول إمداد أنقرة القاهرة بمعلومات ساعدت في إحباط تحرك "حسم"، لكنّ تطورات القضية تظهر أن أنقرة لن تسمح بممارسة هذا النوع من النشاط انطلاقا من أراضيها، بما يشمل ذلك إبعاد المرتبطين به أو تقييد حركتهم بما يشبه الإقامة الجبرية.