تطورات الأجهزة الأمنية
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وبتنسيق مع السعودية وقطر ومصر والأردن وتركيا والإمارات، عن خطة من 21 بندًا تتضمن إطلاق سراح جميع "الرهائن"، ووقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا تدريجيًا للاحتلال من قطاع غزة مع نزع سلاح حماس، وإقامة نظام حكم جديد يقصي الحركة، فضلًا عن تشكيل قوة أمنية تضم جنودًا من دول عربية وإسلامية، وتمويل عربي للإدارة الجديدة. وجاءت الخطة بعد لقاء "ترامب" برئيس الحكومة "الإسرائيلية"، بنيامين نتنياهو، جرى خلاله مناقشة الخطة.
بالمقابل، أعلنت العديد من الدول الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدة أن ذلك سيفتح المجال أمام تنفيذ حل الدولتين، في حين شارك رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، عن بُعد في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكد على ضرورة إنهاء الحرب مبديًا استعداد السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤولية الحكم والأمن في قطاع غزة، كما شارك "عباس" في "القمة العربية الإسلامية الطارئة" لبحث الهجوم "الإسرائيلي" على قطر.
وفي إطار تواصل الدعم الأمركي لـ"إسرائيل" أعلنت واشطن اعتزامها بيع أسلحة جديدة لـ"إسرائيل" بقيمة 6 مليارات دولار، تشمل 30 طائرة هليكوبتر من طراز "أباتشي إيه إتش 64"، و3250 مركبة هجومية.
على صعيد آخر، صادقت لجنة "غرونيس" المختصة بالمصادقة على تعيين كبار المسؤولين على تعيين، دافيد زيني، رئيسًا لجهاز "الشاباك"، فيما أصدر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قرارًا بتعيين اللواء معين السكران، واللواء ناصر عدوي، كنائبين لرئيس جهاز المخابرات العامة، كما كلّف اللواء، منير الزعبي، بأعمال رئيس لجنة الضباط لقوى الأمن لمدة سنة واحدة.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· كثّف الجيش "الإسرائيلي" المراقبة الميدانية في المنطقة الحدودية مع توسّع الوجود العسكري المصري في شمال سيناء، وأطلق منطادًا عسكريًا فوق موقع "كرم أبو سالم" المحاذي لمصر لمتابعة تحركات الأخيرة.
· استكمل الجيش "الإسرائيلي" إنشاء "فرقة جلعاد" (الفرقة 96)، والتي ستعمل على الحدود مع الأردن، من منطقة بحيرة طبريا في الشمال وإلى البحر الميت وسائر المنطقة الجنوبية.
· حوّل الجيش "الإسرائيلي" منطقة "جبل الشيخ" في سوريا إلى مركز مراقبة استخبارية بعد احتلاله ونصب رادارات تكشف عمق الأراضي السورية واللبنانية وحتى الحدود العراقية.
· نصب الجيش "الإسرائيلي" 29 بوابة حديدية جديدة على مداخل المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، ليصل مجموع البوابات التي أقامها منذ بداية العام إلى 84 بوابة.
· اتخذت سلطات الاحتلال سلسلة إجراءات عقابية واسعة بعد عملية القدس، شملت حصار نحو 70 ألف فلسطيني وإجراءات أمنية مشددة في بلدات شمال غرب القدس
· أطلقت "تل أبيب" القمر الاصطناعي "أوفيك 19" المعد للتجسس والاستخبارات لمراقبة دول تُصنف ضمن "الدائرة الثالثة" على غرار إيران واليمن.
· قرر وزير الأمن الداخلي "الإسرائيلي"، بن غفير، السماح لنحو 100 ألف "إسرائيلي" إضافي بالحصول على رخص سلاح خاص.
· أوصت المؤسسة الأمنيّة "الإسرائيلية" بفرض عقوبات اقتصادية وشخصية على كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية، بمن فيهم الرئيس، محمود عباس، ونائبه، حسين الشيخ، وآخرين.
· وسعت النيابة العسكرية "الإسرائيلية" هيئة المحامين فيها، واتخذت إجراءات واسعة لمواجهة احتمال اعتقال جنود في أنحاء العالم.
· صادقت لجنة تابعة "للكنيست" على مشروع قانون "إعدام أسرى فلسطينيين"، تمهيدًا لطرحه لتصويت الهيئة العامة.
· أقرّ الكنيست إنشاء صندوق أمني بـ30.8 مليار شيكل لتغطية تكاليف الحرب، وصوت على سلسلة اقتطاعات لتمويل إضافي بنحو 30 مليار شيكل لـ"ميزانية الحرب".
· رفضت المستشارة القضائية للحكومة "الإسرائيلية"، السياسات التي وضعها "بن غفير" لفرض قيود على المظاهرات المناهضة للحكومة.
· وافقت إسبانيا على حظر شامل وفوري على تصدير واستيراد الأسلحة والمعدات العسكرية مع "إسرائيل"، ومنع وقود الطائرات والمنتجات القادمة من المستوطنات، كما ألغت ثالث صفقة لشراء أسلحة من "إسرائيل"، بقيمة 207 ملايين يورو.
· حظرت هولندا دخول وزيري الأمن القومي والمالية، إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، إلى 27 دولة أوروبية.
· قررت بريطانيا منع "الإسرائيليين" من الالتحاق بالكلية الملكية للدراسات الدفاعية اعتبارًا من العام المقبل.
· علقت إدارة "ترامب" جميع التأشيرات لحاملي جواز سفر السلطة الفلسطينية.
· قررت محكمة صلح رام الله الإفراج عن رجل الأعمال، سمير حليلة ،بكفالة شخصية قيمتها 10 آلاف دينار، وكفالة نقدية مدفوعة بقيمة ألف دينار.
أبرز الأحداث الأمنية
· شنّ الجيش "الإسرائيلي" هجومًا على الدوحة في محاولة لاغتيال الوفد المفاوض لحركة حماس، وأعلنت الحركة فشل اغتيال، فيما أسفر الهجوم عن استشهاد 6 أشخاص، بينهم نجل، خليل الحية، ومدير مكتبه.
· وسّع الجيش "الإسرائيلي" عمليته العسكرية نحو عمق مدينة غزة مع إبقاء ممر للنازحين نحو الجنوب عبر شارع الرشيد، وصعد عمليات قصف الأبراج السكنية والبيوت في المدينة، بالتوازي مع استمراره عمليات النسف باستخدام الروبوتات المفخخة في جميع مناطق القطاع.
· أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على القطاع إلى أكثر من 66 ألف شهيد وأكثر من 168 ألف مصاب منذ بدء الحرب.
· أعلن الجيش "الإسرائيلي" مقتل وإصابة العديد من جنوده في القطاع، وكان أبرز ذلك مقتل أربعة جنود من لواء المدرعات 401 في كمين قرب جباليا.
· أعلن جهاز "أمن المقاومة" في القطاع، إعدام العديد من المتخابرين مع الاحتلال.
· شنّ الجيش "الإسرائيلي" اقتحامات واسعة في الضفة الغربية لمنازل المواطنين واعتقلت العشرات، فيما تواصلت هجمات عصابات المستوطنين على الفلسطينيين.
· قُتل 6 أشخاص وأصيب 16 آخرون في عملية إطلاق نار نفذها شابان فلسطينيان داخل محطة حافلات مركزية شمال القدس المحتلة.
· استشهد المطاردان، علاء بني عودة ومحمد سليمان، من بلدة طمون بطوباس، عقب اشتباك مسلّح مع قوات الاحتلال.
· قُتل جنديان "إسرائيليان" في عملية إطلاق نار عند معبر الكرامة (اللنبي) على الحدود مع الأردن.
· واصلت جماعة "أنصار الله" عمليات استهداف الأهداف داخل "إسرائيل" باستخدام الصواريخ الباليستية والمسيرات، أبرزها استهجاف منطقة سياحية في مدنية "إيلات" وإصابة 22 شخصًا بينهم اثنان بحالة خطرة.
· أوقف جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية العميد رياض فرج، شقيق رئيس المخابرات ماجد فرج، على خلفية شبهات بالضلوع في قضايا اتجار بالآثار وتسريب أراضٍ للاحتلال.
· اقتحمت أجهزة السلطة بلدة الزعيم بالقدس واعتقلت الأسيران المحرران، عز الدين أبو دية ويحيى أبو دية. كما اختطفت الشيخ، فؤاد شوشة، في بيت لحم. وغيرهم من النشطاء في مناطق مختلفة.
· أوقفت أجهزة السلطة مدير عام المعابر والحدود السابق، اللواء نظمي مهنا.
· انتفض أهالي مخيم الأمعري برام الله في وجه أجهزة السلطة، وذلك عقب اختطاف تلك الأجهزة لعدد من شباب المخيم.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· رغم الموقف الإيجابي الذي أعلنته حركة حماس ردا على خطة ترامب، إلا أنه يظل موقفا جزئيا ولا يعني القبول بالخطة كما هي. ومن المرجّح ألا تقبل فصائل المقاومة الفلسطينية الخطة بشكلها الحالي ما لم يتم إدخال تعديلات على بعض بنودها بما يلبي بعض المتطلبات الفلسطينية، وهو ما يعني أن نهاية الحرب ستبقى محكومة بمدى التوافق على التفاصيل.
· تؤكد خطة ترامب استمرار تمسك الاحتلال وبدعم كامل من واشنطن بالاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على غزة لسنوات قادمة، وهو ما يعني أن وقف الحرب في حال تحققه لا يعني وقف الاستهداف أو انسحاب إسرائيلي كامل وفق الرؤية الأمريكية. ومن المرجح أن تظل هذه مسألة أساسية لدى الاحتلال بغض النظر عن تواجد قوات خارجية لتسلم مهام إدارة القطاع.
· يشير تأييد السلطة الفلسطينية لخطة "ترامب" إلى رهان السلطة على دور سياسي لها في مستقبل الحكم والأمن في قطاع غزة بالرغم من الرفض "الإسرائيلي" بصورة غير مباشرة، في ظل أنها البديل الأكثر استعدادا لحركة حماس. لكن هذا الرهان يظل محل شك في ظل أن الاحتلال سيواصل ضمان إبعاد السلطة عن غزة والعمل على بناء أطر أمنية وتنفيذية موالية له في غزة على المدى الطويل.
· يعكس اعتراف العديد من الدول الغربية بدولة فلسطين تحولًا ملحوظًا في مواقف هذه الدول في غمرة حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ نحو عامين. إلا أن هذه الاعتراف لا يعني أن هذه الدول ستدفع "إسرائيل" لتنفيذ حل الدولتين وخاصة في ظل الدعم الأمريكي المطلق لـ"إسرائيل" واتخاذ الاحتلال إجراءات ميدانية تسرع من عمليات الضم وفرض السيادة "الإسرائيلية" على أجزاء واسعة من الضفة. لكنها ستزيد من الكلفة السياسية على "إسرائيل" على الساحة الدولية وزيادة عزلها.