تطورات الأجهزة الأمنية
قدّم رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، اعتذارًا رسميًا لقطر عن هجوم استهدف قادة حماس في الدوحة وتعهد بعدم تكراره، وذلك خلال اتصال هاتفي ثلاثي مع "ترامب" ووزير الخارجية القطري. وأعرب ترامب في اتصال سابق مع أمير قطر عن أسفه للهجوم "الإسرائيلي" على الدوحة، ووجّه وزير خارجيته، ماركو روبيو، للإسراع في استكمال اتفاق دفاعي معزز مع قطر. لاحقا، وقّع الرئيس الأمريكي أمرًا تنفيذيًا يُلزم بلاده بضمان أمن قطر، وينصّ على أن "الولايات المتحدة ستعتبر أي هجومٍ مسلحٍ على أراضي دولة قطر أو سيادتها أو بنيتها التحتية الحيوية تهديدًا لسلامها وأمنها".
وعلى وقع الهجوم "الإسرائيلي" على الدوحة، استضافت قطر القمة العربية الإسلامية الطارئة بمشاركة قادة ومسؤولين من 57 دولة لبحث تداعيات الهجوم. وعلى الصعيد الخليجي، انعقد اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في الدوحة، شدد على أن أمن قطر جزء لا يتجزأ من الأمن الخليجي، وهدد بأن استمرار سياسات الاحتلال العدوانية سيقوّض مستقبل التفاهمات والاتفاقات القائمة مع "إسرائيل". كما عقد مجلس الدفاع المشترك لدول الخليج اجتماعًا طارئًا أقر تعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية عبر القيادة العسكرية الموحدة، وتسريع أعمال فريق الإنذار المبكر ضد الصواريخ الباليستية.
وفي سياق آخر، التقى وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، في أول لقاء علني مع مسؤول عربي منذ بدء حرب غزة. وجاء ذلك عقب تهديد الإمارات بخفض مستوى العلاقات في حال ضم الضفة الغربية، ومنعها شركات دفاعية "إسرائيلية" من المشاركة في "معرض دبي للطيران"، واستدعائها سفير "تل أبيب" للتوبيخ عقب الهجوم على الدوحة. ومن جهتها، وجّهت السعودية رسالة "شديدة اللهجة" إلى "إسرائيل" أكدت فيها أن أي خطوة لضم الضفة ستغلق باب التطبيع، ملوّحة بإغلاق مجالها الجوي أمام الطيران "الإسرائيلي"، بحسب تقارير عبرية.
على صعيد آخر، بحث ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، العلاقات بين البلدين مع أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، بينما وقّعت السعودية وباكستان اتفاقية للدفاع الاستراتيجي المشترك" تنص على تعزيز الردع المتبادل واعتبار أي اعتداء على أحد البلدين اعتداءً على كليهما. وفيما أفادت معلومات أن دولتين عربيتين تستعدان لتوقيع اتفاق مماثل مع باكستان، شهدت المنامة أعمال الاجتماع الـ21 للجنة التعاون العسكرية البحرينية الباكستانية، فيما انعقد في الدوحة الاجتماع الثاني للجنة العسكرية العليا المشتركة القطرية الباكستانية، توازيًا مع إبرام قطر عددًا من الاتفاقيات الدفاعية مع ماليزيا.
في غضون ذلك، استضافت السعودية مؤتمر الأمن البحري في اليمن بمشاركة 40 دولة ومنظمة دولية، والذي أُعلن خلاله إطلاق الشراكة الدولية للأمن البحري لتعزيز الاستقرار وحماية الممرات الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب. كما نفذت القوات المسلحة السعودية ونظيرتها الأميركية تمرين "الرمال الحمراء" شمال شرقي المملكة، الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط بالذخيرة الحية لمواجهة الطائرات المسيرة. بينما يعتزم "ترامب" فتح المجال أمام بيع 100 طائرة مسيّرة "MQ-9 ريبر" للمملكة.
وفي الإطار الأمني، بحث مدير أمن الدولة الإماراتي، طلال الزعابي، مع نظيره المغربي، عبد اللطيف حموشي، تعزيز التعاون الأمني لمواجهة "الإرهاب"، فيما اجتمع وزير الداخلية البحريني في باكستان مع كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين وزار عددًا من المؤسسات الدفاعية والأمنية. بدوره، بحث وزير الداخلية القطري، مع نظيره السوري، أنس خطاب، التعاون المشترك، ووقّع وزير الدولة القطري للشؤون الداخلية مع وزير الداخلية الأردني، خطة عمل تنفيذية لتطبيق اتفاقية التعاون الأمني بين البلدين. واستقبل.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· شكّلت قطر فريقًا قانونيًا برئاسة وزير الدولة، محمد الخليفي، لمتابعة الإجراءات القانونية بشأن الهجوم "الإسرائيلي" على الدوحة، وعقد الفريق مباحثات في لاهاي مع مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية.
· صادقت الكويت على مذكرة تفاهم مع السعودية، لتعزيز التعاون بين وزارتي الدفاع في مجالات الأمن والاستخبارات، وتطوير أنظمة التسليح والتكنولوجيا، ومكافحة "الإرهاب" والتدريب.
· أصدرت البحرين مرسومًا بإنشاء لجنة لمكافحة "التطرف والإرهاب" وتمويله وغسل الأموال، بالتزامن مع إقرار قانون ينظم جمع المال للأغراض العامة، يفرض عقوبات مشددة تصل إلى السجن المؤبد على من يثبت تورطه في جمع أموال لأغراض "إرهابية"، إضافة إلى معاقبة من يجمع أموالًا دون ترخيص بالحبس والغرامة.
· باشر فريق من السفارة السعودية في بيروت بإعداد ملف شامل عن "الجماعة الإسلامية في لبنان" والجمعيات التابعة لها، تمهيدًا لإدراجها على لائحة الجهات المحظور التعامل معها.
· أقرت السعودية ضوابط جديدة لتنظيم المحتوى على منصات التواصل، تضمنت منع نشر المعلومات المضللة وإثارة القبلية أو الطائفية، وحظر المحتويات التي تسيء للقيم الاجتماعية والوطنية، إضافة إلى منع التنمر وكشف خصوصيات الأسر أو تصوير الأطفال والعمالة المنزلية، مع التشديد على الالتزام بمعايير المظهر والملابس المتوافقة مع القيم الثقافية والدينية.
· أعدمت السلطات السعودية ثلاثة مواطنين أدينوا بالخيانة العظمى والانتماء لتنظيمات "إرهابية"، كما أعدمت ستة مواطنين وستة وافدين في قضايا جنائية مرتبطة بالقتل وتهريب وتعاطي المخدرات.
· قضت السلطات الكويتية بحبس النائب السابق، بدر الداهوم، سنة مع وقف التنفيذ في قضية الإساءة للقضاء، فيما أيدت حكم براءة ثمانية نواب سابقين ومغرد من تهمة نشر أخبار كاذبة.
· أصدرت السلطات الكويتية مرسومًا بسحب الجنسية "من عدد من الحالات" وممن اكتسبها بالتبعية، لأسباب تتعلق بالتزوير والازدواجية و"المساس بالولاء للبلاد".
· جددت البحرين جوازات سفر مواطنيها الذين أسقطت عنهم الجنسية الكويتية مؤخرًا، بما يتيح لهم حرية التنقل والسفر.
أبرز الأحداث الأمنية
· شنّ الجيش "الإسرائيلي" غارة على مقر اجتماع وفد التفاوض التابع لحركة حماس في الدوحة، أثناء مناقشة مقترح لترامب لوقف إطلاق النار، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين وعنصر أمن قطري.
· أعلن ناشطون خليجيون انطلاق "سفينة الصمود الخليجية" ضمن "أسطول الصمود العالمي" لكسر الحصار عن قطاع غزة، وعلى متنها 11 ناشطًا من البحرين وعُمان وقطر والكويت.
· أغلق عشرات المتظاهرين بوابة السفارة السعودية في العاصمة الألمانية برلين باستخدام سلاسل حديدية وأقفال، احتجاجًا على تواطؤ الرياض الإعلامي والسياسي مع "إسرائيل" في حرب الإبادة على قطاع غزة.
· تعمل شركات أمنية إماراتية أبرزها "GSSG" و"A4SI"، على تجنيد مئات الكولومبيين للقتال إلى جانب "قوات الدعم السريع" بالسودان، عبر عقود عمل وهمية.
· نجحت وساطة قطرية في الإفراج عن مواطن بريطاني وزوجته كانا محتجزين في أفغانستان، وذلك بعد أشهر من المحادثات.
· أحبط أمن الدولة الكويتي عملية "إرهابية" وشيكة، عقب ضبط مقيم مصري ينتمي إلى جماعة محظورة كان يخطط لتنفيذ هجوم تفجيري يستهدف دور عبادة.
· أحبطت السلطات في كل من الإمارات ولبنان محاولتين لتهريب كميات ضخمة من المخدرات، وذلك بناءً على معلومات أمنية قدّمتها السعودية، ما أسفر عن توقيف عدد من المتورطين في الإمارات.
· اعتقلت السلطات السعودية، في أغسطس الماضي، الصحفي اليمني، مجاهد الحيقي، في مطار جدة أثناء عودته من أداء العمرة، واقتادته إلى جهة مجهولة.
· اعتقلت السلطات الإماراتية زعيم شبكة دعارة واتجار بالجنس في دبي يدعى "تشارلز مويزيغوا"، بعد تحقيق أجرته شبكة "بي بي سي" كشف عن استدراج نساء أفريقيات بوظائف وهمية وإجبارهن على العمل في الدعارة تحت تهديد الديون. وتضمّن التحقيق شهادات صادمة.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· يمنح انتقال قطر إلى موقع الحليف الأمني المباشر للولايات المتحدة غطاءً دفاعيًا غير مسبوق، وإن كانت الشكوك مازالت قائمة إزاء قدرة "إسرائيل" على المراوغة والقيام بعمليات أمنية "أقل صخبًا". وفي الوقت نفسه، يخلق هذا الالتزام اختلالًا في توازنات مجلس التعاون، فقد تنظر دول الجوار إلى الضمان الأمريكي لقطر بوصفه امتيازًا استراتيجيًا يكرّس تميزًا سياسيًا وأمنيًا داخل المنظومة الخليجية.
· أعادت الهجمات على الدوحة وما تبعها من قمم خليجية وعربية صياغة مفهوم الأمن الجماعي الخليجي، عبر تحركات نحو بناء منظومة إنذار مبكر وتبادل استخباري وتدريبات مشتركة. لكن ليس من المرجح أن تكون هذه الترتيبات هي محل الرهان الأساسي لدول الخليج، حيث ستظل الشراكة مع الولايات المتحدة، ثم مع حلفاء خارجيين (تركيا وباكستان مثلا) أكثر أهمية.
· يشكل توقيع السعودية وباكستان اتفاق الدفاع الاستراتيجي المشترك انعكاسًا لمساعي الرياض في البحث عن مظلة موازية تقلل اعتمادها على الحماية الغربية. كما أنه يعكس شكوك السعودية إزاء إمكانية التوصل لاتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة قريبًا في ظل غياب أفق لتطبيع العلاقات السعودية -"الإسرائيلية".
· تبرز ملامح تشديد الرقابة الداخلية ومكافحة التهديدات غير التقليدية كأولوية متقدمة في الأجندة الأمنية الخليجية، حيث يبرز محليًا مكافحة "تمويل الإرهاب" وضبط المحتوى الرقمي. أما خارجيًا، فتظهر تهديدات مثل المسيرات والصواريخ الباليسيتية كتهديدات ملحة، تتجلى في التمارين العسكرية وخطط تطوير الإنذار المبكر المشترك خليجيًا.