الموجـز الأمنـي المصري - سبتمبر 2025

الساعة : 10:53
10 أكتوبر 2025
الموجـز الأمنـي المصري - سبتمبر 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

رحبت مصر، في بيان مشترك مع عدد من الدول بينها قطر والسعودية والإمارات وتركيا، بالخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عقب لقائه رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، لإنهاء الحرب في غزة. فيما شرعت مصر في خطوات لتدريب قوات أمن فلسطينية، معلنة استعدادها للتوسّع في هذا الملف بدعم دولي.

وعقب الهجوم "الإسرائيلي" على قطر، طرحت مصر تشكيل "قوة عربية مشتركة"، تضم نحو 20 ألف جندي مصري، لحماية أي دولة عربية تتعرض لاعتداء، غير أن هذا المقترح وفق مصادر لاقى رفضًا من قطر والإمارات اللتين اعتبرتا المشروع تهديدًا لتوازنات "الأمن الإقليمي".

على صعيد آخر، أفادت تقارير عبرية أن نتنياهو، وجّه بتعليق تنفيذ اتفاقية تصدير الغاز الضخمة إلى مصر، مشترطًا عدم المضي في الصفقة دون موافقته الشخصية، وذلك على خلفية رفض القاهرة مخطط التهجير. كما كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن رفض القاهرة عرضًا غربيًا تضمن حزمة مساعدات اقتصادية ومنح أوروبية واستثمارات خليجية مقابل القبول بالتهجير.

في شؤون خارجية، بحث رئيس المخابرات العامة، حسن رشاد، مع نظيره التركي، إبراهيم كالن، في القاهرة، تطورات الأوضاع في غزة والسودان وليبيا، في حين استضافت القاهرة اجتماعًا بين وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أسفر عن اتفاق على آليات لاستئناف أنشطة التفتيش الأممية في إيران.

في غضون ذلك، كشفت مصادر عن محادثات مصرية سعودية لتشكيل قوة بحرية في البحر الأحمر، بهدف حماية حركة التجارة وتأمين الملاحة، في حين وقّع قائدا القوات البحرية في مصر والسعودية بروتوكول تعاون لتعزيز الأمن البحري. بدوره، بحث رئيس الأركان المصري، أحمد خليفة، مع نظيره الليبي، خالد حفتر، تأمين الحدود بين البلدين، فيما أجرى وفد عسكري مصري مباحثات في "مقديشو" ضمن ترتيبات القاهرة للمشاركة بقوات في بعثة الاتحاد الإفريقي.

وفي مجال التدريبات المشتركة، اختتمت في مصر مناورات "النجم الساطع 25"، بمشاركة 44 دولة، فيما شاركت البحرية المصرية والتركية في التدريب المشترك "بحر الصداقة 2025" بالبحر المتوسط، في استئناف للمناورات التي توقفت منذ 13 عامًا.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·     رفعت القوات المسلحة المصرية حالة الاستنفار على طول الحدود مع غزة، وقد طلب "نتنياهو" من واشنطن الضغط على القاهرة لتقليص هذا التحشيد، وسط تقارير زعمت أن مصر أنشأت بنية تحتية عسكرية لأغراض هجومية، ونشرت منظومات دفاع جوي صينية في سيناء

·     كثّف الجيش "الإسرائيلي" عمليات المراقبة الميدانية للمنطقة الحدودية مع مصر، حيث أطلق منطادًا عسكريًا فوق موقع "كرم أبو سالم" لمتابعة التحركات المصرية، ونشر دبابات وناقلات جند لم تكن موجودة من قبل، إلى جانب تكثيف نشاط الطائرات المسيّرة على مدار الساعة.

·     شددت السلطات المصرية إجراءاتها الأمنية حول قيادات فصائل فلسطينية متواجدة في القاهرة، بينهم الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، زياد النخالة، وشخصيات أُفرج عنها في صفقات تبادل.

·     أزالت السلطات المصرية الحواجز الأمنية وفتحت الطرق المحيطة بعدد من السفارات والقنصليات العربية والأجنبية في القاهرة، ردًا على سماح دول، أبرزها بريطانيا، بتنظيم احتجاجات أمام السفارات المصرية.

·     تقدّمت مصر بشكوى إلى مجلس الأمن ضد "التصرفات الأحادية" لإثيوبيا عقب الافتتاح الرسمي لسد النهضة.

·     منعت السلطات المصرية قافلة"أسطول الصمود المصري"  للانضمام إلى "أسطول الصمود العالمي" لكسر حصار غزة، واعتقلت ثلاثة من أعضاء اللجنة التحضيرية ما دفع عددًا من المشاركين إلى التراجع.

·     طالبت منظمات حقوقية مصرية الأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان بفتح تحقيق في المقبرة الجماعية المكتشفة قرب مدينة العريش في شمال سيناء والتي أنشأها الجيش المصري وتضم مئات الجثث لمدنيين قُتلوا خلال النزاع المسلح بين 2013 و2022، داعية إلى رفض ترشيح مصر لعضوية مجلس حقوق الإنسان.

·     وجّه عدد من أسر المعتقلين في مصر خطابًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، طالبوا فيه بالضغط للإفراج عن ذويهم وتحسين ظروف احتجازهم، وتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الانتهاكات الموثقة بحقهم.

·     وجّه الرئيس، عبد الفتاح السيسي، بإعادة مشروع قانون الإجراءات الجنائية إلى مجلس النواب لمراجعة عدد من مواده وبحث الاعتراضات عليها.

·     أسقطت الحكومة المصرية الجنسية عن المواطن "أكرم السماك" ونجليه، الحاملين للجنسية الأمريكية، على خلفية مشاركتهم في احتجاج أمام مبنى البعثة الدبلوماسية المصرية في نيويورك.

·     قرر القضاء المصري إعادة إدراج 267 على قوائم "الإرهاب" لمدة خمس سنوات، بعد أن كان قد رُفعوا عن القوائم العام الماضي بحكم قضائي، ومن بين المدرجة أسماؤهم، الداعية الراحل يوسف القرضاوي، ومحمود عزت، وعبد المنعم أبو الفتوح.

·     انعقدت أولى جلسات محاكمة "سرّية" تضم تسعة متهمين، بينهم الصحافي، محمود دياب، وثمانية أجانب، بتهمة التخابر مع دول أجنبية بينها الصين وإيران.

أبرز الأحداث الأمنية

·     أسقط الجيش"الإسرائيلي" طائرة مسيّرة تابعة للحوثيين داخل الأجواء المصرية فوق سيناء، واتهمت تقارير إعلامية عبرية السلطات المصرية بالتغاضي عن مرور طائرات مسيّرة أخرى.

·     أوقفت السلطات المصرية ناشطين دروز مقيمين في البلاد، على رأسهم "حسام أبو خير"، إثر إعلانهم تأسيس رابطة "الموحدين الدروز في مصر"، وقد وجهت إليهم اتهامات بالتجسس لصالح "إسرائيل".

·       أوقفت السلطات المصرية المستشار الثقافي الإيراني السابق "أمير الموسوي" خلال دخوله مصر بجواز سفر عراقي، ثم رحلته لاحقًا إلى خارج البلاد.

·     أعلنت وزارة الداخلية تصفية 15 شخصًا وصفتهم بـ"عناصر إجرامية شديدة الخطورة" خلال ما قالت إنها وقائع تبادل لإطلاق النار في عدة محافظات، خاصة في الصعيد، وذلك ضمن حملات استهدفت متهمين في قضايا مخدرات وتشكيل عصابات إجرامية.

·     اعتقلت السلطات ما لا يقل عن 15 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا، بتهمة الانتماء إلى جماعة "إرهابية"، استنادًا إلى نشاطهم على منصات الألعاب الإلكترونية، وذلك بعد استدراجهم عبر مجموعات محادثة ثم اتهامهم بالارتباط بجماعات متطرفة.

·     اعتقلت السلطات المصرية الناشط السيناوي، سعيد اعتيق، بعد انتقاده نفوذ رجل الأعمال، إبراهيم العرجاني، كما أعادت اعتقال الباحث، إسماعيل الإسكندراني، بعد قضائه سبع سنوات في السجن، ووجهت لهم تهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة".

·     اعتقلت السلطات المتحدث باسم أهالي منطقة "طوسون" في الإسكندرية، محمد عبد الله، وأحد المشاركين في الاحتجاجات الرافضة لتهجير السكان من منازلهم لصالح تنفيذ مشروعات تطوير.

·     اعتقلت السلطات 12 صانع محتوى ضمن الحملة الأمنية المستمرة منذ الشهر الماضي التي استهدفت العشرات من صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، بتهم تتعلق بـ"تقديم محتوى غير لائق، وتحقيق أرباح غير مشروعة".

·     أفرجت السلطات المصرية عن الناشط السياسي الحامل للجنسية البريطانية، علاء عبد الفتاح، وخمسة آخرين بموجب عفو رئاسي، كما أفرجت السلطات عن 39 معتقلاً سياسيًا في قضايا متنوعة.

·     نظم نشطاء وقفة أمام نقابة الصحفيين، دعوا فيها لإلغاء معاهدة "كامب ديفيد" والإفراج عن معتقلي التضامن مع فلسطين، بالتزامن مع مطالبات أحزاب ومنظمات حقوقية وشخصيات مصرية بارزة، بإسقاط المعاهدة.

·     تصاعدت الانتهاكات بحق السجناء السياسيين، خاصة في سجن "بدر 3"، حيث تعرض عشرات المضربين عن الطعام والدواء، وبينهم "محمد البلتاجي" و"باسم عودة"، لتعذيب نفسي وبدني وتهديدات بالتصفية الجسدية لإجبارهم على إنهاء الإضراب المستمر منذ يوليو، فيما تدهورت الحالة الصحية لعددٍ من المضربين.

·     توفي المعتقل السياسي، ابراهيم صقر، بسجن "وادي النطرون" نتيجة الإهمال الطبي، فيما توفي المواطن، أيمن مسلم، داخل مركز شرطة بمحافظة الشرقية بعد تعرضه للتعذيب.

·     شهدت ثمانية مصانع وشركات مصرية في قطاعات الألومنيوم والسكر والنسيج والكيماويات موجة من الإضرابات والاحتجاجات العمالية، احتجاجًا على تدهور أوضاع العمل، وتأخر صرف المستحقات وتدني الأجور وعدم توفير الرعاية الصحية، قبل أن تنتهي جميع الإضرابات إثر تهديدات من الأمن الوطني واستدعاء عدد من العمال فضلًا عن تدخلات إدارية وتقديم وعود بتنفيذ مطالب العمال.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·     يشير التوتر في سيناء إلى أن مصر لم تتلقَ حتى الآن أي ضمانات بخصوص تخلي "إسرائيل" عن مخطط التهجير رغم وعود مبادرة "ترامب"، ومن ثمّ، من المرجّح أن يتواصل توتر العلاقات ويتزايد مستوى تراجع الثقة بين الجانبين، خاصة إذا تعثرت المفاوضات الراهنة بين حماس و"إسرائيل".

·     تبرز سيناء كمسرح مركزي لتقاطع التحديات الأمنية، بوصفها نقطة ضعف استراتيجية وحقل ضغط دولي في آنٍ معًا، فهي ساحة تماس مفتوحة بين مصر و"إسرائيل"، ومن الممكن أن تتحول إلى ساحة مواجهة، ومن ثم باتت تمثل اختبارًا لتوازن الردع ومصداقية السيادة والسيطرة الأمنية.

·     تواجه مصر أزمات أمنية متعددة الجبهات في وقت واحد، تشمل احتمالات التهجير في غزة، والتصعيد الإثيوبي جنوبًا، والاحتقان الاجتماعي في الداخل، ما يكرس موقع المؤسسات الأمنية كمركز الثقل في إدارة الدولة، ويجعل الاستقرار الراهن مستندًا إلى التحكم والسيطرة أكثر من التسويات السياسية أو المعالجات الاقتصادية. ولذلك؛ سيتواصل تشديد القبضة الأمنية الداخلية لضمان استقرار النظام في ظل الضغوط الإقليمية.