الانسحاب الأمريكي من العراق غير وارد قريبًا لارتباط بغداد بواشنطن سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا

الانسحاب الأمريكي من العراق غير وارد قريبًا لارتباط بغداد بواشنطن سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا
الساعة : 15:15
15 يناير 2024

أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن حكومته شكلت لجنة لبدء الحوار حول انسحاب القوات الأمريكية من العراق، مشيرًا إلى أن مبرر الوجود الأمريكي "انتهت صلاحيته". وبحسب ما ورد، فقد بدأ النواب العراقيون جمع التوقيعات على اقتراح لإنهاء وجود جميع القوات الأمريكية في البلاد بحلول الأول من كانون الثاني/ يناير عام 2025.

لكن من غير المرجح أن يُسهم هذا الإعلان من قبل "السوداني" في وقف تصعيد الهجمات ضد القوات الأمريكية خلال الأشهر القادمة؛ فقد جاء إعلان "السوداني" بعد يوم واحد من اغتيال الولايات المتحدة قائدًا بارزًا في قوات الحشد الشعبي شرق بغداد. وبالتالي، فإنه يهدف من إعلانه على الأغلب تخفيف الضغط على حكومته من قبل فصائل المقاومة، وتأمين موقفه ضد المحاولات المحتملة للإطاحة به، مع تهدئة الهجمات على القوات الأمريكية من خلال عرض قناة سياسية للتفاوض حول خروج القوات الأمريكية المتبقية البالغ عددها 2500 جندي. فخطر الانتقام الأمريكي من خلال مزيد من الضربات الجوية يهدد بزعزعة استقرار الحكومة العراقية (بما في ذلك سحب الثقة من "السوداني")، لأن بقاءها يعتمد على موازنة مصالح الولايات المتحدة و"فصائل المقاومة"، وبالتبعية إيران.

بالمقابل، لا يُرجح أن يبدأ حوار لتحديد موعد انسحاب القوات الأمريكية خلال الأشهر الستة القادمة على الأقل؛ فاستقرار المؤسسة السياسية العراقية مرتبط لحد كبير بالنظام السياسي الذي قادته الولايات المتحدة بعد عام 2003 ودعمها له. لذلك فإن قدرة النطام العراقي محدودة في الضغط على الولايات المتحدة للتعجيل بخروج القوات الأمريكية، وبالتالي لا يُتوقع أن تفضل الأحزاب السياسية العربية السُنّية والكردية خصوصًا، والتي يُتطلب دعمها لتشكيل الحكومة، مثل هذه الخطوات؛ حيث تنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها حامية لمصالحها بين الأغلبية الشيعية من السكان.

من جهة أخرى، فإن الجيش العراقي يعتمد على استمرار وجود القوات الأمريكية لتقديم الدعم الجوي في العمليات ضد فلول مقاتلي "تنظيم الدولة الإسلامية"، المتمركزين في المناطق ذات الأغلبية السنية شمال وغرب العراق كجزء من التحالف الدولي، ولصيانة طائراته كذلك، تحديدًا طائرات "إف 16". كما إن المقاولين الأمريكيين الذين حصلوا على عقود لصيانة تلك الطائرات، مثل "لوكهيد مارتن" و"ساليبورت"، سيكونون أكثر عرضة للمغادرة إذا لم تعد القوات الأمريكية موجودة لتوفير الحماية.

إس آند ݒي جلوبال ماركيت إنتيليجنس