كان القصد من رد باكستان بضربات جوية هو ردع الدول المجاورة عن القيام بأي عمل عسكري أحادي الجانب، كما أرسل إشارة في الوقت ذاته إلى جمهورها المحلي قبيل الانتخابات الفيدرالية والمحلية المقرر إجراؤها في الثامن من شباط/ فبراير القادم، رغم احتمال تأجيلها. ومن المرجح أن تكون القيادة العسكرية رأت أن عدم وجود رد قوي قد أدى إلى تفاقم التصورات السلبية العامة عن الجيش، وتعزيز الدعم لزعيم المعارضة "عمران خان" المسجون حاليًا بتهم الفساد التي ينفيها. إن شهية الجيش الباكستاني لمزيد من التصعيد على طول الحدود مع إيران منخفضة، وذلك نظرًا لمحدودية الموارد قبل الانتخابات المقبلة، وتدهور البيئة الأمنية في أماكن أخرى في بلوشستان وفي مقاطعة خيبر باختونخوا المجاورة.
وبالتالي، فإن العمل المنسق من قبل إيران وباكستان، والذي يستهدف المسلحين عبر الحدود، ربما يشير إلى تراجع التصعيد، ومن المرجح أن تؤدي العمليات العسكرية الموسعة ضد المسلحين في بلوشستان، أو التصعيد العسكري مع إيران (رغم أنه غير مرجح)، إلى زيادة نفوذ الجيش على السياسات المدنية في ظل الحكومة المؤقتة.
إس آند ݒي جلوبال ماركيت إنتيليجنس