"حميدتي" سيروّج لنفسه خارجيًا كحاكم مستقبلي للسودان بعد سيطرة قواته على العاصمة ومدن أخرى

الساعة : 16:00
30 يناير 2024

أنهى قائد قوات الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في الخامس من كانون الثاني/ يناير الجاري، سلسلة زيارات إلى ست دول أفريقية منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023، هي رواندا وأوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا وجنوب أفريقيا. ومن المرجح أن يسعى "حميدتي"، من خلال زياراته الإقليمية، للحصول على دعم سياسي دولي تحسبًا لهزيمة القوات المسلحة السودانية؛ فقد تعثرت جهود الوساطة إلى حد كبير، ولا يبدو أن أيًّا من الطرفين يرغب في التسوية عن طريق التفاوض. ونظرًا لثقته في الحملات العسكرية الناجحة التي قامت بها قوات الدعم السريع مؤخرًا، يُرجح أن يستعد "حميدتي" الآن لمرحلة انتقالية بعد الحرب؛ حيث يقدم نفسه كشخصية ذات مصداقية، كما يتضح من اجتماعاته الرسمية محليًا وإقليميًا في أفريقيا.

ومن المتوقع أيضًا أن يؤدي تعزيز "حميدتي" لعلاقاته الدولية والاعتراف به إلى تشجيع طموحه السياسي في حكم السودان، والذي تحقق بالفعل بفضل التفوق العسكري لقوات الدعم السريع؛ فمنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، سيطرت قواته على ثلاثة أرباع العاصمة الخرطوم، وأربعة من ولايات دارفور الخمس، كما يوجد تقسيم فعلي للبلاد.

وقد أصبح "حميدتي" الآن أكثر جرأة في سعيه للسيطرة الكاملة على البلاد؛ فمنذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي حققت قوات الدعم السريع مكاسب كبيرة على الأرض، لا سيما الاستيلاء على "ود مدني"، ثاني أكبر مدينة في السودان، دون مقاومة كبيرة من القوات المسلحة السودانية، وفقًا لمصادر محلية موثوقة. كما تمكنت تلك القوات من السيطرة على ولايات دارفور الأربع في غضون أسبوعين، وعلى "ود مدني" في غضون 48 ساعة. وحتى مع التفوق الجوي للقوات المسلحة السودانية، فإن قوات الدعم السريع لديها قوات أكثر فعالية، لا سيما المشاة، ما مكنها من تحقيق تلك المكاسب السريعة.

من جهة أخرى، من المرجح أن يشجع الزخم السياسي من قبل "حميدتي" في الخارج على شن هجمات جديدة، على سنار والنيل الأبيض في الأسابيع المقبلة. كما يُتوقع أن تركز قوات الدعم السريع على طريقين رئيسيين من الخرطوم؛ إلى الجنوب الشرقي والشمال الشرقي، بما في ذلك عطبرة وشندي وجندولا وحلفا، وهو ما يؤدي في النهاية إلى شرق السودان. كما يُرجح أن تكون بورتسودان الهدف الرئيسي لتقدم تلك القوات إلى جانب الحفاظ على السيطرة على الخرطوم، ما يزيد من مخاطر الأضرار الجانبية.

ونظرًا للخسائر الإقليمية في الخرطوم، فقد أصبحت بورتسودان العاصمة الفعلية للبلاد؛ حيث تستضيف معظم الوزارات الحكومية والمنظمات الدولية، وأصبحت مركزًا لشحنات المساعدات وإجلاء أي مواطنين أجانب. إضافةً لذلك ونظرًا لأهمية شرق السودان التجارية؛ حيث يتعامل مع 90% من التجارة الخارجية للسودان، فمن المرجح جدًا أن تشن قوات الدعم السريع هجومًا عليه بحلول حزيران/ يونيو، عندما ينتهي موسم الجفاف. وستكون السيطرة على بورتسودان مهمة بالنسبة للداعمين الأجانب الرئيسيين لقوات الدعم السريع، وعلى رأسها الإمارات، التي ستكون حريصة بشدة على الوصول إلى البحر الأحمر من خلال حليفها السوداني. وإن كانت قوات الدعم السريع ستحرص على إبقاء ميناء بورتسودان جاهزًا للعمل بعد الاستيلاء عليه، لكن القتال المتوقع مع القوات المسلحة السودانية باستخدام الأسلحة الثقيلة قد يمثّل خطرًا شديدًا عن طريق حدوث أضرار هيكلية للبنية التحتية للميناء والسفن المتواجدة به.

إس آند ݒي جلوبال ماركيت إنتيليجنس